تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مناظرة علمية للشيخ محمد الأمين الشنقيطي مفسر القرآن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي مناظرة علمية للشيخ محمد الأمين الشنقيطي مفسر القرآن

    مناظرة ممتعة للشيخ محمد الأمين الشنقيطي مفسر القرآن
    هذه المناظرة لن يفهما (مروان الغفوري ولا المطلبة له توكل كرمان ) فما أبعدهم عن القرآن الكريم وفهمه .

    قال الشيخ أحمد بن محمد الأمين الشنقيطي في كتاب "مجالس فضيلة الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي":

    استدعى المسؤولون الشيخين: شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبدالرحمن الإفريقي رحمة الله على الجميع، للتدريس بالمعاهد والكليات، وأُنزلا بدار الضيافة، واستقبلهما المسؤولون بحفاوة وتكريم.

    ولقد أقبل المسؤولون على فضيلة الشيخ محمد الأمين بغاية التقدير والاحترام، وكان هناك مصريٌّ حَضَريٌّ أزهري من أصحاب الشهادات المبروزة، وكان قبل قدوم الشيخ يُعتبر كأنه كبيرُ المدرسين ولما رأى حفاوة المشايخ بفضيلة الشيخ دونه لعل ذلك أخذ بخاطره ـ ولا أظن إلا خيراً ـ، فصار يتحين الفرص له.

    أخبرني شيخي عليه رحمة الله، قال:
    عندما كنت خارجاً من فصلٍ كنتُ فيه في درس تفسير، ودخلتُ غرفة استراحة المدرسين، وكان الشيخان: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ وأخوه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، كانا موجودين في غرفة استراحة المدرسين، الأول مفتي الديار السعودية، والثاني المدير العام للمعاهد والكليات.
    عندما دخلتُ غرفة الاستراحة، إذا ذلك المصري يقول: يا شنقيطي سمعتك تقرر في الدرس أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع؟.
    قلتُ: نعم.
    فقال: كيف تسمح لنفسك يا شنقيطي! أن تعلم أولاد المسلمين أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية والمجدد محمد بن عبدالوهاب يقرران أنها تخبو وينبت في قعرها الجرجير؟؟.
    قال الشيخ: وكنتُ آنذاك حديثَ عهد بالصحراء أغضبُ إذا أُسْتُغْضِبْتُ، فقلتُ له: يا مصري! من أخبرك أن الرسول الذي أرسل إليَّ، ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبدالوهاب؟
    إن الرسول الذي أرسل إليَّ ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، ولد بمكة ولم يولد بحريملاء، ودفن بالمدينة ولم يدفن بالدرعية، وجاء بكتاب اسمه القرآن، والقرآن أحمله بين جنبيَّ، وهو الذي يجب عليَّ الإيمان بما جاء به؛ ولما تأملت آياته وجدتها مطبقةً على أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، علمتُ ذلك لأولاد المسلمين لمَّا ائتمنني وليُّ أمر المسلمين على تعليمهم، أسمعتَ يا مصري؟؟.
    قال: فقال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: "سَمْ؟!" وهي بلهجة أهل نجد من مدلوها "ما تقول؟"
    فقلتُ لهُ: ذاك إنسان يعي ما يقول!!.
    وكان "أي" ابن إبراهيم" رجلاً عاقلاً، وقد علم أني مُحْتَدٌ.
    فقال سماحته: أطال الله عمرك، منك نستفيد ـ يعني أفدنا ـ.
    قال الشيخ آب : إني قلت ما قلت بعد أن اطلعتُ على ما استدل به ابن القيم تقريراً لمذهب شيخه.
    لقد استدل بآية النبأ "لابثين فيها أحقابا* لا يذوقون فيها برداً ولا شرابا * إلا حميماً وغساقا"، وبآية هود " خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد".
    واستدل بأربعة أحاديث ثلاثة منها في غاية الضعف، ولا يمكن الاحتجاج بها، والرابع حديث طاووس عن عبدالله :"يأتي على النار زمان تخفق أبوابها، وينبت في قعرها الجرجير"، وهو حسن السند صالح للاحتجاج به.
    واستدل ببيت شعر هو قول الشاعر:
    لمخلف إيعادي ومنجز موعدي.....
    قال: لا مانع من أن يكون ما يجمل عند العرب كله موجود في القرآن، والعرب يجمل عندهم إخلاف الوعيد وإنجاز الوعد، فلا مانع إذا من إخلاف وعيده لأهل النار بالخلود.
    قال: وذكر ابن القيم سفسطةً للدهريين هي قولهم: إن الله أعدل من أن يعصيه العبد حقباً من الزمن فيعاقبه بالعذاب الأبدي، قالوا: إن الإنصاف أن يعذبه قدر المدة التي عصاه فيها.
    وأنا أُجِلُّ ابن القيم عن أن يكون ذكر هذه السفسطة للاحتجاج بها، وإنما ذكرها استطراداً.
    فقال سماحته: أفدنا أطال الله في عمرك.
    قال شيخنا: فقلتُ له: إني أصبحت وإياك على طرفي نقيض، أنتم تمثلون طائفة من المسلمين تقول بفناء النار وانقطاع عذابها، وأنا أمثل طائفة من المسلمين تقول النار أبدية وعذابها لا ينقطع، والله تعالى يقول: "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول" إلى قوله تعالى " ذلك خير وأحسن تأويلا".
    فقد أصبحنا يا سماحة الشيخ بمثابة المتناظرين، ولا بد للمتناظرين من حَكَمٍ يُحكمانه بينهما يرجعان إليه لئلا يتسع الخلاف.
    قال سماحته: فماذا ترى أن نحكم بيننا؟.
    قال الشيخ آب : أرى أن نحكم بيننا كتاب الله تلاوةً لا تأويلا، معناه أنه لا يقبل من أحدنا الاستدلال إلا بآية يشهد له منطوقها بدلالة المطابقة.
    قال سماحة الشيخ محمد: فقد حكمنا بيننا كتاب الله تلاوة لا تأويلا.
    فقال الشيخ آب : إذا شاء سماحتكم بحثنا هذه المسألة بالدليل الجَدَلي المعروف بالسبر والتقسيم، والذى أتى به صاحب مراقي السعود " سيدي عبد الله ولد الحاج إبراهيم العلوي "ـ المسلك الرابع من مسالك العلة ـ حيث يقول:
    والسبر والتقسيم قسم رابع :: أن يحصر الأوصاف فيه جامع
    ويبطل الذي لها لا يصلح :: فما بقى تعيينه متضح
    ومعنى البيتين: أن يجمع المتناظران أو المتناظرون الأوصاف التي يحتمل أن تكون مسألة النزاع متصفة بها، فإن اتفقا أو اتفقوا أنَّ أوصاف المسألة محصورة فيما جمعوا، شرعوا في سبرها، أي: في اختبارها، أي: بعرضها واحدة بعد واحدة على المحكم، فما رد منها المحكم وجب رده، وما بقي تعيَّن الأخذ به.
    فقال سماحة الشيخ محمد: وافقنا على بحث المسألة بالسبر والتقسيم.
    قال شيخنا: قيدوا ما تتفقون عليه من احتمالات للمسألة لتتمكنوا من عرضها على المحكم واحدة بعد الأخرى، فمثلاً:
    يحتمل: أن النار تخبو.
    ويحتمل: أنها تأكل من أُلقي فيها حتى لا يبقى من أهلها شيء.
    ويحتمل: أنهم يخرجون منها فراراً منها.
    ويحتمل: أنهم يموتون فيها، والميت لا يحس ولا يتألم.
    ويحتمل: أنهم يتعودون حرَّها فلا يبقى يؤلمهم.
    ويحتمل: أنه لا يقع شيء من ذلك كله، وأنها أبدية وعذابها لا ينقطع.
    ولمّا اتفق الحضور على أنه لا يوجد احتمال بعد هذه الاحتمالات الستة المقيدة، ابتدؤوا بعرض الاحتمالات على المحكم.
    قالوا: يحتمل أنها تخبو، فإذا المحكم يقول: "كلما خبت زدناهم سعيراً" ، ومعلوم أن (كلما) أداة من أدوات التكرار بلا خلاف، فلو قلت لغلامك: كلما جاءك زيد أعطه كذا من مالي، فإذا منعه مرة ظلمه بلا خلاف.
    وقالوا: يحتمل أنها تأكلهم حتى لم يبق منهم شيء، فإذا المحكم يقول: "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب"، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب بموجب هذه الآية.
    وقالوا: يحتمل أنهم يخرجون منها هاربين، فإذا المحكم يقول: "كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها" ويقول: "وما هم منها بمخرجين"، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
    وقالوا: يحتمل أنهم يموتون فيها والميت لا يحس ولا يتألم، فإذا المحكم يقول: "إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي"، ويقول: " ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت"، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب من الاعتبار.
    وقالوا : يحتمل أنهم يتعودون حرها فلم يبق يؤلمهم لتعودهم عليه، فإذا المحكم يقول: "فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا" ، ويقول: "إن عذابها كان غراماً"، والغرام: الملازم، ومنه جاء تسمية الغريم، ويقول المحكم: "فسوف يكون لزاما" ، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
    قال شيخنا: فلم يبق إلا الاحتمال السادس، وهو أنها أبدية وعذابها لا ينقطع، وقد جاء ذلك مبيناً في كتاب الله العزيز في خمسين موضعاً منه.
    فسردها لهم مرتبة بحسب ترتيب مصحف عثمان رضي الله عنه، وكأنها جاءت مسرودة في صفحة واحدة.

    وعند ذلك قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية، قال: آمنا بالله وصدقنا بما جاء في كتاب الله.
    فقال شيخنا على رحمة الله: وعلينا أن نجيب عن أدلة ابن القيم، وإلا تركنا المسلمين في حيرة، ولنجيبنَّ عليها بالكتاب تلاوة لا تأويلا، فنقول:
    أما آية النبأ، فلا دليل فيها لما يريد الاستدلال بها عليه، إذ غاية ما تفيده آية النبأ هذه، هو: أن أهل النار يمكثون أحقاباً من الزمن في نوع من العذاب هو الحميم والغساق، ثم ينتقلون منه إلى آخر بدليل قوله تعالى في "ص" : "هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج"، ومعلوم أن عذاب أهل النار أنواع، وخير ما يفسر به القرآن القرآن.
    وأما استدلاله ببيت الشعر فإن ما قاله يمكن اعتباره لولا أننا سمعنا الله تعالى يقول في كتابه: إن وعيده لأهل النار لا يخلف، قال في (ق): "قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد"، وقال أيضاً في نفس السورة: "كل كذب الرسل فحق وعيد".
    وأما سفسطة الدهريين التي ذكرها استطراداً، فقد تولى الله تعالى الجواب عنها في محكم تنزيله، وهو الذي يعلم المعدوم لو وجد كيف يكون، وقد علم في سابق علمه أن الخُبث قد تأصل في أرومة هؤلاء الخبثاء بحيث إنهم لو عذبوا القدر من الزمن الذي عصوا الله فيه، ثم عادوا إلى الدنيا لعادوا لما يستوجبون به العذاب، لا يستطيعون غير ذلك، قال تعالى في سورة الأنعام: "ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيت ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون".
    فيبقى لدينا من أدلة ابن القيم آية هود، وهي قوله تعالى: "خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد"، وحديث أبي داود وهو قوله صلى الله عليه وسلم : " يأتي على النار زمان تخفق أبوابها وينبت في قعرها الجرجير"، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فإنهما دليلان صالحان للاحتجاج بهما، فيجب علينا البحث والتنقيب عن وجه يمكن به الجمع بين الأدلة، لأن إعمال الدليلين أولى من طرح أحدهما كما هو مقرر في فن الأصول، قال في مراقي السعود:
    والجمع واجب متى ما أمكنا :: إلا فللأخير نسخ بينا
    إن عندنا أدلة على أن النار أبدية ولا ينقطع عذابها، وهذه الآية التي من سورة هود وهذا الحديث الحسن دليلان يفيدان أن النار تفنى، فما العمل؟.
    والجواب: أننا نرى إمكان الجمع بين هذه الأدلة، بحمل آية هود وحديث أبي داود على الدَّرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين، فإنه يخرج منه آخر من بقلبه مثقال ذرة من إيمان، ويخبو وتخفق أبوابه وينبت في قعره الجرجير، أما دركات النار المعًدة سجناً وعذاباً للكفار فهي أبدية وعذابها لا ينقطع.

    وهنا تنسج الأدلة الشرعية في بوتقة واحدة لا تعارض بينها، ولا يكذب بعضها بعضا، وبالله تعالى التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
    فقال سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ: " يا عبداللطيف ـ يعني أخاه المدير العام للمعاهد والكليات ـ الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل، من الآن قرروا أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، وأن تلك الأدلة المراد بها الدرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين".

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مناظرة علمية للشيخ محمد الأمين الشنقيطي مفسر القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    مناظرة ممتعة للشيخ محمد الأمين الشنقيطي مفسر القرآن
    الغرض فى هذه المشاركة ابطال القصة فقط أما الكلام على مسألة أبدية الجنة والنار فسأورد له مشاركة خاصة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    مناظرة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    ممتعة
    نعم هذه المناظرة تتمتع بالكذب الظاهر انكرها العلماء وحكم الشيخ صالح اللحيدان بكذبها وأنها مختلقة وأنَّ صاحبها ليس بثقه
    ***
    قصة مناظرة العلامة الشنقيطي في فناء النار أنكرها علماؤنا.
    أول ما قرأتُ كتاب (مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله التي كتبها / أحمد الشنقيطي) استنكرتُ بعض ما ورد فيه فأرجعتُ العلم إلى عالمه فتوجهتُ إلى شيخنا صالح الفوزان سائلا عن بعض ما ورد في الكتاب خاصة مسألة فناء النار ونسبة ذلك لعلماء الدعوة من عهد الإمام محمد بن عبدالوهاب أجزل الله له الثواب إلى سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله , فقال : هذا ليس بصحيح , وهي دعوى لا دليل عليها وعلماؤنا يقررون عدم فناء النار ويشرحون كتب السنة والمعتقد التي تقرر أبدية النار , ولا يعرف عنهم غير ذلك, ثم قال: شيخنا الشنقيطي قليل الكلام إلا في العلم ولا يمكن أن يتحدث عن نفسه أنه فعل وفعل هذا بعيد جداً, ثم وجهني أن أهتم بالموضوع , فكتبتُ خطاباً إلى الشيخ أحمد الشنقيطي (مؤلف الكتاب). بعد السلام قلت:
    ((فضيلة الشيخ سررتُ بمجالسكم العامرة مع الشيخ الحافظ العلامة محمد الأمين - رحمه الله رحمة واسعة- وما حواه المؤلَّف من العلوم والفوائد, لكن استوقفني فيه ما نُسِب لعلماء هذه البلد الكريم - من الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب إلى الشيخ محمد بن إبراهيم وأنهم يقولون بفناء النار!! وهذا القول لا يُعرف قائل له من أئمة الدعوة, وقد نظرتُ في الدرر السنية وهي في ستة عشر مجلداً كلها للمشايخ , وكذا فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم ولم أر طرفاً لهذا القول,(بل نص الإمام المجدد رحمه الله على أبدية النار كما في الدرر السنية[1/32]).
    والشيخ محمد الأمين حباه الله سعة في العلم والإطلاع يبعد أن ينسب قولاً لا يوجد في كتب أصحابه, بل تقريرهم على خلافه إلى وقتنا هذا.
    ذكرتم- في ص76 أن الشيخ عزم أن يأتي الكافر(قنصل فرنسا) ويدفع له رشوة؛ لأجل الوساطة لدى حكومة مسلمة!! وهذه-والله- من الغرائب العجائب, ولو صحت فقد تمنيت منكم -وأنتم أدرى بما ينفع القارئ- أن تكون مما يطوى ولا يروى هذا إن صحت.
    الثالثة والأخيرة: ذكرتم-أحسن الله إليكم- في ص26 أنكم اشترطتم على الشيخ ألا يعلمكم علماً استفاده من علماء هذا البلد, وتعنون علم التوحيد خاصة في باب الأسماء والصفات, سؤالي هل بقيتم على حالكم منذ قدومكم, أم تحولتم إلى ما تحول إليه الشيخ رحمه الله ؟ فإن كان كذلك فقد وددت أنكم أشرتم إلى ذلك في الحاشية لئلا يفهم كلامكم على غير وجهه.
    أعتذر على إزعاجكم, ومضايقتكم في وقتكم, سائلاً الله لكم التوفيق في الدنيا والآخرة, وأسأله أن يجمعنا ووالدينا ومشايخنا في الفردوس .
    والسلام عليكم ورحمته وبركاته
    كتبه/
    د.محمد بن فهد بن عبد العزيز الفريح
    عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء)).

    وقد دفعتُ هذا الخطاب إلى أحد الفضلاء ليوصله للشيخ فلما وصله الخطاب غضب وكان مما قال( كما نُقل لي):( كيف يخاطبني بهذا الكلمات الغليظة الشديدة)!! رحمه الله أين الكلمات الشديدة ؟ ولم يجب على الخطاب!
    سألتُ شيخنا صالح اللحيدان عن الكتاب -بعد أن أعطيته نسخة منه-
    فقال: هذا هو الكتاب المطبوع بالكويت؟
    قلت: نعم,
    قال: قرأته قبل مدة,
    والكاتب ليس بثقة, وكذَّبه!
    وقال: أنا من أعرف الناس بشيخنا محمد بن إبراهيم وما نقله عنه ليس بصحيح, وأنا أعرف مزح الشيخ وجِدَّه.
    ثم سألته مرة أخرى هل أنقل كلامكم -- بأن المؤلف ليس بثقة؟ قال : نعم.
    وسألتُ شيخنا عبدالمحسن العباد عن الكتاب وما حواه من قصص, فقال
    : لا شك أن بعضها لم يقله الشيخ الأمين رحمه الله يقيناً , وأن المؤلف واهم فيها.
    فذكرتُ لشيخنا أن المؤلِّف لا يكتب إلا ما سمعه من الشيخ الأمين أو ينسبه إلى ناقله(على قوله)؟ فقال:
    فيه أشياء لا تثبت عن الشيخ الأمين ولا يمكن أن يقولها الشنقيطي ولعله واهم بل هو واهم يقيناً.
    وسألت الشيخ عبدالمحسن في وقت آخر فقال:
    بعض ما نقله عن الشيخ الأمين في غاية البعد , هو واهم فيها.
    ثم سألتُ مشايخي الثلاثة (اللحيدان والفوزان والعباد) عن كتابة مقال عن الكتاب وأنه لا يؤخذ ما فيه على التسليم وأُضمنه ما سمعته منهم
    فأذنوا
    ثم
    الناظر فيما ذكره المؤلف عن الشيخ الشنقيطي في مسألة فناء النار يجد بعداً في الاستدلال
    فمثلا ما نقله عن الاحتجاج بـ(يأتي على النار زمان تخفق أبوابها , وينبت في قعرها الجرجير)
    ووصف العلامة الشينقيطي رحمه الله للحديث بأنه ( حسن السند صالح للاحتجاج) وأنه حديث أخرجه أبوداود !!
    ثم ناقش الحديث بناء على أنه صحيح!
    وهذا محل استغراب إذ كيف يُنسب التصحيح للشيخ الأمين مع سعة اطلاعه وعلمه مع أن هذا الحديث لا أثر له في كتب السنة التي بين أيدينا -في حد علمي- فضلاً أن ينسب لأبي داود فضلاً أن يحكم عليه بأنه صالح للاحتجاج (مما يدل على أن القصة فيها ما فيها),
    نعم ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الرد على من قال بفناء الجنة والنار ما نصه:( وفي المسند للطبراني: ذكر فيه "أنه ينبت فيها الجرجير")
    وبيّن المحقق أنه لم يجده عند الطبراني في مظانه,
    وفي التذكرة للقرطبي رحمه الله:(و ذكر أبو بكر البزار ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : يأتي على النار زمان تصفق الرياح أبوابها . ليس فيها أحد ، يعني من الموحودين).
    وهو في مسند البزار بسنده عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
    قال:(يأتي على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد يعني من الموحدين),
    وقد قال الذهبي رحمه الله في ميزان الاعتدال:(ومن بلاياه-يعني أبا بلج ما رواه - الفسوي في تاريخه حدثنا بندار عن أبي داود عن شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو أنه قال: (ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد) ، وهذا منكر, قال ثابت البناني: سألت الحسن عن هذا فأنكره).
    ومما يلمح إلى خطأ القصة :
    الاستدلال بآية لخلود أهل الجنة في الجنة على أبدية النار وخلودهم فيها ,
    إذ يبعد أن يكون عالماً بمنزلة العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله يستدل بآية لأهل الجنة ويجعلها لأهل النار!
    والآية هي قوله تعالى:(وما هم منها بمخرجين) سورة الحجر فهي في أهل الجنة,
    قد تكون الآية التي أرادها مُورِد القصة (وما هم بخارجين من النار), أو (وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم).
    ثم على فرض أن سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله كان على القول الذي أورده المؤلف للقصة (وهو فناء النار)
    هل مجرد أن يتكلم الشنقيطي رحمه الله يرجع مباشرة الشيخ محمد رحمه الله بلا مناقشة لأمر كان يعتقده بناء على الأدلة,
    وهو العالم البصير المحقق مما يوهن القصة,
    ثم من قال: إن الشيخ محمد كان يجلس في استراحة المدرسين!!
    وهو مفتي الديار السعودية قبل أن يقدم الشنقيطي رحمه الله إلى المملكة,
    ومن العجب أن يُنسب إلى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله أنه قال:
    ( يا عبداللطيف ـ يعني أخاه المدير العام للمعاهد والكليات ـ الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل،
    من الآن قرروا أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، وأن تلك الأدلة المراد بها الدرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين),
    ثم يعقب المؤلف رحمه الله بقوله:( وحيث إن سماحة المرحوم -بإذن الله- العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل عبداللطيف آل الشيخ هو المرجع الأول للعلم ورعايته , وإنه اقتنع بعد هذا المجلس بخلود عذاب أهل النار المشركين بالله,
    وأمر بتقرير ذلك في البرامج التعليمية, فما كان يدور...)
    لو كان الأمر كما ذكر لانتشرت القصة وعرفها أقرب الناس لسماحته, ثم لو كان الأمر كذلك لاتضح الأمر واشتهر إذ أن تغييراً جزئياً لمقررات تعليمية أمر يقع فيه الاشتهار !
    إذا كان مشايخنا الكبار في هذا الزمن وهم العلامة صالح الفوزان والعلامة صالح اللحيدان والعلامة عبدالمحسن العباد غفر الله لهم
    ينكرون ذلك فمن الناس بعدهم.
    ........
    كتبه

    د. محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح
    عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
    10/1/1435هـ


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مناظرة علمية للشيخ محمد الأمين الشنقيطي مفسر القرآن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    ا أما الكلام على مسألة أبدية الجنة والنار فسأورد له مشاركة خاصة
    نعم
    قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح الطحاوية
    قوله: "لا تفنيان أبداً ولا تبيدان" يعني: أن الجنة خلقت للبقاء , والنار خلقت للبقاء ,
    وهذا هو الذي دل عليه القرآن والسنة , بأن أهل الجنة خالدين فيها أبداً , وأن أهل النار خالدين فيها أبداً ,
    قال جل وعلا في ذكر النار: {يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً خالدين فيها أبداً لا يجدون وليا ولا نصيرا} , وفي الجنة آيات كثيرة جداً فيها ذكر الأبدية , وأن من دخلها فهو خالد فيها أبداً.


    وهذه الأبدية في الجنة والنار معاً مما أجمع عليه أهل السنة والجماعة؛
    لأن الجنة والنار مخلوقتان للبقاء أبداً
    ,
    والمقصود بالنار هنا في الإجماع جنس النار؛
    فإن ال
    إجماع منعقد على أن جنس النار باق أبداً ,
    والفرق المخالفة لهم عدة أقوال في هذه المسألة , تبلغ ستة أقوال أو أكثر
    ,
    وأهمها قول من يقول:
    إن الجنة والنار تفنيان في وقت
    , ويبقى نعيم أهلها , نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار بالاستصحاب , لا بتجدد النعيم , يعني: يحصل لهم نعيم تتنعم به أبدانهم , ثم يقف وتفنى الجنة.

    وذلك لأصل أصلوه وهو أن العقل اقتضى أن الحركة التي تبدأ فإنها ستنتهي , وكل متحرك بدأ بحركة فلا بد أن ينتهى بلا حركة ,
    لهذا قالوا: أهل النار أيضا لا يستمرون في العذاب؛ بل تفنى النار ويبقى أهل النار ليسوا في نعيم.

    ولذلك يصح أن يقال عنهم:
    إنهم في عذاب دائم
    , وهذا منسوب إلى الفرق الضالة الكافرة كالجهمية.

    وطائفة أيضا من غيرهم والقول الثاني من الأقوال الضالة من يقول:
    إن الجنة تبقى والنار تبقى
    , لكن النعيم ينقطع , والعذاب ينقطع , ويكون الجنة يفعل الله جل وعلا بها ما يشاء , والنار يفعل الله بها ما يشاء.

    وهذا لأجل الأصل السابق ,
    ولأجل النظر في القدر؛حيث إن استدامة النعيم عندهم على عمل صالح قليل لا يوافق العدل , واستدامة العذاب على عمل سيئ قليل الزمن لا يوافق العدل , ولهذا نفوا هذا الأصل.

    وثم أقوال أخر ليس مناسبا أن تذكر في مثل هذا المكان ,
    أما قول أهل السنة المعروف هو ما ذكرته لك من أن الجنة والنار مخلوقتان لا تبيدان ولا تفنيان أبد الآبدين ,
    ينعم أهل الجنة في الجنة أبد الآبدين ,
    ويعذب الكفار في النار أبد الآبدين ,
    قد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((يؤتي يوم القيامة بالموت على هيئة كبش فيذبح بين الجنة والنار , ثم ينادي المنادي: يا أهل الجنة خلود فلا موت , ويا أهل النار خلود فلا موت)) , وتنصيص على الأبدية في نعيم أهل الجنة وخلودهم فيها يدل على أن المكان الذي يخلدون فيه يبقى ,
    حيث قال جل وعلا في الجنة: {خالدين فيها أبداً} ,
    وقال في النار: {خالدين فيها أبدا} ,
    فهم خالدون في المكان , فيقتضي أن المكان أيضا يبقى أبد الآبدين.
    ومن أهل السنة من قال:
    إن النار منها ما يفنى وينتهي بإنهاء رب العالمين له , وهو طبقة أو درك الموحدين من النار , وهي الطبقة العليا من النار؛لأن الموحدين موعودون بأن يخرجوا من النار , فلا يدخل , فلا يخلد في النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان , لا بد لهم من يوم يخرجون منها؛لأن معهم التوحيد , ولو طالت مدتهم , ثم تبقى تلك الطبقة لا أحد فيها فيفنيها الله جل وعلا.
    وهذا منسوب إلى بعض السلف.
    وجاء في الأثر عن عمر وفي إسناده مقال وضعف , أن أهل النار لو لبثوا فيها كقدر رمل هالج موضع , فيه رمل كثير لكان لهم يوم يخرجون منها , وليأتين عليها يوم تصطفق أبوابها ليس فيها أحد.

    ومما ينسب أيضا إلى بعض أهل السنة من أئمة أهل السنة ,
    أن فناء النار ممكن , وأن فناءها لا يمتنع ,
    وهو القول المشهور عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله وعن غيره كابن القيم وجماعة
    من المتقدمين أيضا ومن الحاضرين.

    وهذا القول منشؤه مع علم هؤلاء بالدليل وبالنصوص ,
    منشؤه على وجه الاختصار النظر في صفات الله جل وعلا؛
    وذلك أن من المتقرر في النصوص أن صفة الرحمة ذاتية ملازمة للرب جل وعلا
    , والجنة من آثار رحمة الله جل وعلا ((أنت رحمتي أرحم بك من أشاء)) ,
    والنار أثر غضب الله جل وعلا , والغضب صفة فعلية اختيارية , لا تنقلب إلى أن تكون صفة ذاتية كالرحمة ,
    ولو بقي أثر الغضب لبقي الأصل وهو الغضب , لو بقيت النار هو أصل الغضب لبقي الغضب أبد الآبدين.وهذا يعني أنه أصبح صفة ملازمة.


    وهذا هو مأخذ هؤلاء الأئمة في هذه المسألة , وهذا فيه بحث وسمارت ويرنظر معروف في تقرير هذه المسألة ,
    لكن من بحثها كثير من الناس كتبوا فيها لم يتوسعوا ,
    أو لم يلحظوا علاقة المسألة في قول هؤلاء بصفات الله جل وعلا ,
    وهي أصل منشأ هذه المسألة
    ,
    وقد قال ابن القيم: سألت ابن تيمية عنها فقال: هذه مسألة عظيمة.

    وذكر في موضع بعد أن ذكر أدلة الجمهور أهل السنة , وأدلة هؤلاء
    فقال في آخره:
    فإن قلت:
    إلى أي شيء انتهت أقدامكم في هذه المسألة العظيمة قلنا
    : انتهت أقدامنا إلى قول الله جل وعلا: {إن ربك فعال لما يريد}.

    ...
    , ولم يصب من زعم أنه لا يصح نسبة هذا القول إلى الشيخين ابن تيمية وابن القيم. شرح الطحاوية

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: مناظرة علمية للشيخ محمد الأمين الشنقيطي مفسر القرآن

    جزاكم الله خيرا .
    لذلك أحببت التأكد من هذه القصة
    وفقكم الله
    وأبدية الجنة والنار دلت عليها الدلائل من الكتاب والسنة .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •