6814 - (يا عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ! يَا فَاطِمَةُ! {جَاءَ (1) نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، "وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دَيْنِ اللَّهِ أَفْوَاجًا , فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ , إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} ، عَلَى أَنَّهُ يَكُونَ بَعْدِي فِي الْمُؤْمِنِينَ الْجِهَادُ.
قَالَ علي: عَلامَ نُجَاهِدُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَقُولُونَ آمَنَّا؟ قَالَ: عَلَى الإِحْدَاثِ فِي الدِّينِ إِذَا مَا عَمِلُوا بِالرَّأْيِ وَلا رَأْيَ فِي الدِّينِ، إِنَّمَا الدِّينُ مِنَ الرَّبِّ أَمْرُهُ وَنَهْيُهُ.
قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ عَرَضَ لَنَا أَمْرٌ لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ قُرْآنٌ وَلَمْ يمضِ (2) فِيهِ سُنَّةٌ مِنْكَ؟ قَالَ:
تَجْعَلُونَهُ شُورَى بَيْنَ الْعَابِدِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَلا تَقْضُونَهُ بِرَأْيِ خَاصَّةٍ، فَلَوْ كُنْتُ مُسْتَخْلِفًا أَحَدًا لَمْ يَكُنْ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ لقِدَمِكَ فِي الإِسْلامِ، وقَرابَتِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصِهْرِكَ وَعِنْدَكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ،
وَقَبْلَ ذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ بَلاءِ أَبِي طَالِبٍ، إِيَّايَ وَنَزَلَ الْقُرْآنُ وَأَنَا حَرِيصٌ عَلَى أَنْ أَرْعَى لَهُ فِي وَلَدِهِ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع.

آثار الوضع عليه لائحة. أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (11/ 371 - 372/12041) ، ومن طريقه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " (65/ 61/ 1 - 2) عن إسحاق بن عبد الله بن كيسان: حدثني أبي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر،، نزل عليه: {إذا جاء نصر الله والفتح} إلى آخر القصة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ... فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته (إسحاق بن عبد الله بن كيسان) ، وسبق الكلام عليه وعلى أبيه تحت الحديث الذي قبله. وذكر ثمة تعقب الصدر الياسوفي الضياء المقدسي لإخراجه إياه في " المختارة " بقوله:
" هو من رواية إسحاق عن أبيه، وفيهما الضعف الشديد".
وأن الحافظ ابن حجر حكم عليه بالوضع، وذلك في أخر ترجمة أبيه (عبد الله ابن كيسان) ، فقال:
" وقد ذكرت في ترجمة ابنه (يعني: في " اللسان ") حديثاً موضوعاً رواه عن أبيه عن عكرمة عنه". وقال الهيثمي في " المجمع " (1/ 180) :
" رواه الطبراني في " الكبير " وفيه عبد الله بن كيسان:
قال البخاري: منكر الحديث ".
كذا وقع فيه (عبد الله ... ) .. فيحتمل أن يكون سقط من قلمه، أو قلم ناسخه (إسحاق) ؛ لأن هذا هو المعروف أن البخاري قال فيه: " منكر الحديت "، ويحتمل أنه لم يسقط، وإنما عنى أباه (عبد الله بن كيسان) ، اعتماداً منه على " الميزان "، وهذا على " كامل ابن عدي " (4/ 233) ؛ فقد رواه عن البخاري في ترجمة (عبد الله) هذا. ولكني أخشى أن يكون وهماً؛ فإن الحافظ المزي ومن تبعه - فيما علمت - لم يذكروه إلا في ترجمة ابنه (إسحاق) .
وعلى كل حال، فإعلاله بالابن أولى لاتفاق الحفاظ على تضعيفه، بخلاف أبيه؛ فقد وثقه بعضهم؛ وإن كان الراجح أنه ضعيف - كما تقدم -. والله سبحانه وتعالى أعلم.
هذا؛ وجملة (الشورى) ، قد رواها إبراهيم بن أبي الفياض البرقي: حدثنا سليمان بن بزيع الإسكندراني: ثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب قال:
قلت: يا رسول الله! الأمرينزل بنا لم ينزل فيه قرآن، ولم تمض فيه منك سنة؟ قال:
" اجمعوا له العالمين - أو قال: العابدين - من المؤمنين؛ فاجعلوه شورى بينكم، ولا تقضوا فيه برأي واحد ".
أخرجه ابن عبد البر في " جامع العلم " (2/ 852 -853/ 1611، 1612) وقال:
" لا يعرف من حديث مالك إلا بهذا الإسناد، ولا أصل له في حديث مالك ولا في في حديث غيره، وإبراهيم البرقي، وسليمان بن بزيع: ليسا بالقويين، ولا ممن يحتج بهما، ولا يعول عليهما ".
قلت: ونقله الحافظ في " اللسان " في ترجمة (سليمان بن بزيع) ، وقال:
" قال أبو سعيد بن يونس: منكر الحديث "ثم نقل عن الدارقطني أنه قال في حديثه هذا:
" لا يصح؛ تفود به إبراهيم بن أبي الفياض عن سليمان، ومن دون مالك ضعيف. وساقه الخطيب في " كتاب الرواة عن مالك " من طريق إبراهيم عن سليمان، وقال: لا يثبت عن مالك ".
والمحفوظ في هذا الباب ما جاء في كتاب عمر رضي الله عنه إلى شريح القاضي:
" ... فإن لم يكن في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فاقض بما قضى به الصالحون ... ".
أخرجه النسائي (2/ 306) ، والدارمي (1/ 60) وغيرهما بسند صحيح.
__________
(1) كذا الأصل بإسقاط (إذا) ، وكذا في " المختارة " و " المجمع ".
(2) الأصل: (يخصص) ، والتصحيح من المصدرين المذكورين.