تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: من فتن التوحيد وقوع المطر العام بعد الإعلان عن مشروع الإستمطار

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2022
    المشاركات
    10

    افتراضي من فتن التوحيد وقوع المطر العام بعد الإعلان عن مشروع الإستمطار

    يفتن الإنسان في حياته كلها
    ‏{ أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون }
    ‏ومن أعظم الفتن الحاصلة اليوم وقوع الأمطار العامة على جميع المملكة بعد الإعلان عن الإستمطار !!
    ‏هنا تأتي فتنة التوحيد واختبار صحة الاعتقاد فمن قال مطرنا بالإستمطار فهذا مؤمن بالإستمطار كافر بالله والمراد بالكفر هنا الكفر الأكبر إن اعتقد أنها الفاعلة بذاتها
    أما وإن اعتقد أنها سبب المطر فقط فهذا كفر أصغر وهو من كبائر الذنوب
    وإن لم يعتقد ذلك كله وإنما قال بلسانه مطرنا بالإستمطار فهذا شرك بالألفاظ ..
    ‏أرجوك أخي لا تظن المسألة فيها تشدد فوالله إنها من دقائق التوحيد ..
    ومما يبين لك أهمية هذه المسألة بين أهل العلم ما سأنقله من شرح لحديث أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر قال الشارح :

    " قوله (قَالَ : قَالَ : " أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي) هذه إضافة عموم بدليل التقسيم إلى مؤمن وكافر بخلاف مثل قوله تعالى: { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } فإنها إضافة تشريف.
    قوله (مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ ) كفرا أكبرا على قول الأكثر وقيل كفر دون كفر وقيل بالتفصيل وهو قول الشافعي والحديث يحتمل ذلك كله ويأتي ذكره
    قوله ( فَأَمَّا مَنْ قَالَ : مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ : مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا ) والنوء النجم إذا سقط في المغرب من النجوم الثماني عشرة التي هي منازل القمر منها نوء المِجْدح ففي النسائي عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ أَمْسَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَطَرَ عَنْ عِبَادِهِ خَمْسَ سِنِينَ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ لَأَصْبَحَتْ طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ كَافِرِينَ، يَقُولُونَ : سُقِينَا بِنَوْءِ الْمِجْدَحِ" قوله (فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ ") وهل المراد الكفر الأكبر أم كفر دون كفر ؟
    قولان ، وظاهر تبويب المصنف حمله على الأصغر وهو ظاهر صنيع مسلم؛ وذلك لبعد احتمال وقوع الأكبر من الصحابة على قول أن الخطاب موجه لهم ، ولمجيء تقييد ذلك بكفر النعمة، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسو الله ﷺ : "ألم تروا إلى ما قال ربكم ؟ قال : ما أنعمت على عبادي نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين يقولون الكواكب وبالكواكب " أي كافرين بنعمته لا به تعالى
    فيكون معنى الحديث على هذا التفسير : وقوع الكفر الأصغر لمن اقتصر على إضافة الغيث إلى الكوكب مع اعتقاده أن الخالق المتصرف المدبر المنشئ للمطر هو الله وحده لا شريك له
    ويجوز حمل الحديث على الكفر الأكبر، وذلك إذا اعتقد أن الكوكب هو المنشئ الخالق الموجب لنزول المطر فهذا كافر كفرا أكبر بالإجماع وهو المراد في حديث معاوية الليثي
    وأما من اقتصر في اللفظ على إضافته إلى الكوكب ويريد في وقته واعتقد أن الفاعل هو الله تعالى فقد وقع في الأصغر وهو من شرك الألفاظ كقول ما شاء الله وشئت ونحو ذلك ولا يدخل في هذا من يذكر أن وقت النوء الفلاني علامة لدخول المطر كما روي عن النبي ﷺ تلك عين غديقة أو أن وقته أرجى الأوقات لنزوله كقول عمر رضي الله عنه كم بقي من نوء الثريا بشرط : ألا يعتقده سببا لا ينزل المطر من الله إلا في وقته وألا يضيف المطر إليه لفظا
    وبهذا يكون قول ذلك كفرا أكبر إذا اعتقد أن الكوكب هو الخالق المؤثر بنفسه الموجب لنزول المطر
    ويكون أصغر محرم قوله في حالتين : الأولى : بالاقتصار على إضافة الغيث لفظا إلى النوء أو بإشراكه فيها مع الله تعالى مع اعتقاده أن الفاعل هو الله تعالى ، والثانية : اعتقاد أنه سبب لا ينزل المطر من الله تعالى إلا في وقته
    وهذا ظاهر مذهب الحنابلة كما في الإنصاف وكشاف القناع
    وقيل : إن قال مطرنا بنوء كذا وأَرَادَ أَنَّ النَّوْءَ وَقْتٌ يُوقِعُ اللَّهُ الْمَطَرَ فِيهِ مِنْ غَيْرِ أَثَرٍ لِلنَّوْءِ وَإِنَّمَا الْفِعْلُ لِلَّهِ تَعَالَى فَلَيْسَ بِكَافِرٍ كُفْرَ جُحُودٍ بَلْ هُوَ لَفْظٌ مَكْرُوهٌ وَلَيْسَ بِحَرَامٍ وَيَصِحُّ أَنْ يُطْلَقَ عَلَيْهِ كُفْرُ النِّعْمَةِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ
    قلت : وهذا القول يستقيم عند من فسر حديث الباب بالكفر الأكبر وأما من فسره بالكفر الأصغر فمجرد الاقتصار على إضافته إلى الكوكب كفر أصغر واعتقاد ذلك إنشاءً وتدبيرا كفر أكبر وهذا هو الذي يدل عليه ظاهر الحديث وإطلاق الكفر
    وأما من اعتقد أن لا خالق إلا الله سبحانه، ولكن جعل فى بعض الاتصالات من الكواكب دلالة على وقوع المطر من الله تعالى، على عادة جرت فى ذلك فلا يكفر بهذا، إذا عبر عنه بعبارة لا يمنع الشرع منها.


    مسألة :
    الصحيح من مذهب الحنابلة أنه لَا يُكْرَهُ قَوْلُ: مُطِرْنَا فِي نَوْءِ كَذَا وَلَوْ لَمْ يَقُلْ بِرَحْمَةِ اللَّهِ خِلَافًا لِلْآمِدِيِّ قال: يُكْرَهُ، إلَّا أنْ يقولَ مع ذلك: برَحْمَةِ اللَّهِ سُبحانَه وتَعالى.
    تنبيه :
    ينبغي منع الناس من كل لفظ فيه أدنى متعلق من كلام الجاهلية وإن كان جائزا كقول "إذا طلع سهيل فلا تأمن السيل "
    قال ابن رجب : وروى ابن أبي الدنيا بإسناده، عن سلم العلوي، قال: كنا عند أنس، فقال رجل: إنها لمخيلة للمطر. فقال أنس: "إنها لربها لمطيعة" يشير أنس إلى أنه لا يضاف المطر إلى السحاب، بل إلى أمر الله ومشيئته.
    وذكر ابن عبد البر، عن الحسن، أنه سمع رجلا يقول: طلع سهيل، وبرد الليل، فكره ذلك، وقال: إن سهيلا لم يأت قط بحر ولا برد.
    قال: وكره مالك أن يقول الرجل للغيم والسحابة: ما أخلقها للمطر. قال: وهذا يدل على أن القوم احتاطوا، فمنعوا الناس من الكلام بما فيه أدنى متعلق من كلام الجاهلية في قولهم: مطرنا بنوء كذا وكذا. انتهى.اهـ
    قلت : اعتُرِض على هذا القول بحديث " إذا أنشأت بحرية " الحديث والجواب أنه من بلاغات مالك التي لم يُعرف لها إسناد

    ٢-قوله: ( وفي رواية (م) عن ابن عباس رضي الله عنه نحوه وفيه : قَالَ : فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } حَتَّى بَلَغَ { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } ) أي وتجعلون شكر الله على رزقه إياكم أن تكذبوا بقدرته على إعادة الحياة ، لأنهم عدلوا عن شكر الله تعالى فيما أنعم به عليهم فاستنقصوا قدرته على إعادة الأجسام ، ونسبوا الزرع لأنفسهم ، وزعموا أن المطر تمطره النجوم المسماة بالأنواء قال ابن عطية : أجمع المفسرون على أن الآية توبيخ للقائلين في المطر الذي ينزله الله رزقا : هذا بنوء كذا وكذا اهـ
    قال القاضي عياض :
    وقد اختلف المفسرون فى معنى هذه الآية، ومعنى النجوم فيها، ومعنى الرزق، فذهب الحسن ومجاهد وقتادة: أن النجوم فيها نجوم السماء ومواقعها إما مغاربها وإما مطالعها أو انكدارها أو انتثارها يوم القيامة، على اختلاف تأويلاتهم فى ذلك.
    وقيل:مواقع النجوم: منازل القرآن ، أنزل نجوما.
    وعن مجاهد: مواقع النجوم: محكم القرآن.
    وعن ابن عباس: {وتجعلون رزقكم} الآية: أى شكركم، فيقولون: مطرنا بنوء كذا ونجم كذا. قال قطرب: الرزق هنا الشكر، وقيل: وتجعلون شكر رزقكم.
    وتحقيقه عوض شكر ربكم ونعمه قولكم هذا، وإضافة رحمته لكم لغيره.
    وعن الهيثم بن عدى فى لغة أزد شنوءة: ما رزق فلان فلانا، أى ما شكره اهـ

    ٣-قوله ( فنزلت هذه الآية ) ظاهر هذا أن الآيات نزلت في هذه القصة وقيل: الذي نزل فيها قوله تعالى { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } وأن الجميع اتفق نزوله في هذا الوقت وهو قول ابن الصلاح ولم يتعقبه النووي في شرح مسلم
    وقيل : الآية نزلت قبل الهجرة وما ذكره ابن عباس لعله تأويل منه وهو قول الطاهر بن عاشور

    ٤-أهم ما يستفاد من هذا الحديث
    الأول : أن فيه أمرين مهمين الأول : التنبيه على مقصد من مقاصد الدين :
    قال ابن تيمية في الفتاوى : وَهَذَا كَثِيرٌ جِدًّا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ يَذُمُّ سُبْحَانَهُ مَنْ يُضِيفُ إنْعَامَهُ إلَى غَيْرِهِ وَيُشْرِكُهُ بِهِ قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: هُوَ كَقَوْلِهِمْ كَانَتْ الرِّيحُ طَيِّبَةً وَالْمَلَّاحُ حَاذِقًا. وَلِهَذَا قَرَنَ الشُّكْرَ بِالتَّوْحِيدِ فِي الْفَاتِحَةِ وَغَيْرِهَا: أَوَّلُهَا شُكْرٌ وَأَوْسَطُهَا تَوْحِيدٌ وَفِي الْخُطَبِ الْمَشْرُوعَةِ لَا بُدَّ فِيهَا مِنْ تَحْمِيدٍ وَتَوْحِيدٍ وَهَذَانِ هُمَا رُكْنٌ فِي كُلِّ خِطَابٍ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَذْكُرُ الْمُتَكَلِّمُ مِنْ مَقْصُودِهِ مَا يُنَاسِبُ مِنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
    والثاني : التنبيه على خطورة هذا الأمر والحذر منه فقد ثبت بقاؤه في أمته ﷺ ففي حَدِيث أَنَس بْن مَالِك قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثَلَاث لَنْ يَزِلْنَ فِي أُمَّتِي التَّفَاخُر فِي الْأَحْسَاب وَالنِّيَاحَة وَالْأَنْوَاء ) وَلَفْظ مُسْلِم فِي هَذَا ( أَرْبَع فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْر الْجَاهِلِيَّة لَا يَتْرُكُونَهُنّ َ الْفَخْر فِي الْأَحْسَاب وَالطَّعْن فِي الْأَنْسَاب وَالِاسْتِسْقَا ء بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَة ) .

    والثاني مما يستفاد:
    إثبات صفة الكلام لله تعالى وأنه يتكلم بمشيئته واختياره قال ابن رجب : وقوله: " هل تدرون ماذا قال ربكم؟ " - وفي بعض الروايات:" الليلة "، وهي تدل على أن الله تعالى يتكلم بمشيئته واختياره.كما قال الإمام أحمد: لم يزل الله متكلما إذا شاء اهـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من فتن التوحيد وقوع المطر العام بعد الإعلان عن مشروع الإستمطار

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الفريح مشاهدة المشاركة
    ‏ومن أعظم الفتن الحاصلة اليوم وقوع الأمطار العامة على جميع المملكة بعد الإعلان عن الإستمطار !!
    ‏ـ
    أولا لابد من بيان معنى - مشروع الاستمطار
    قالت اللجنة الدائمة للبحوث والافتاء
    ما يسمى بـ : ( المطر الصناعي ) لم يثبت حسب علمنا أنه على ما يذكر عنه ، بل الأمر مبالغ فيه ، وأمره والحمد لله لا يشكل ، وذلك أن الله أطلعهم على أن المطر يحدث بقدرة الله بتفاعل أشياء ، فهم يعمدون إلى عملها ، وقد يحدث حصول بعض الأمر وقد لا يحدث ، وإن حدث فهو في حيز ضيق ، وليس كالمطر الذي ينزله الله تعالى من السحاب ؛ ولذا نعلم كما يعلم غيرنا أن الدول التي تعمد إلى تجربة ما يسمى بـ : ( المطر الصناعي ) لا تستفيد منه ، وإذا لم ينزل الله تعالى عليها المطر من السماء عاشت في قحط وفقر .
    وقوع الأمطار العامة على جميع المملكة بعد الإعلان عن الإستمطار !!
    ما علاقة وقوع الامطار على جميع المملكة - بمشروع الاستمطار- لا علاقة بينهما على الاطلاق- ومن اعتقد وجود علاقة بينهما فهو من باب من جعل ما ليس بسبب سبب
    فمن قال مطرنا بالإستمطار فهذا مؤمن بالإستمطار كافر بالله والمراد بالكفر هنا الكفر الأكبر إن اعتقد أنها الفاعلة بذاتها
    أما وإن اعتقد أنها سبب المطر فقط فهذا كفر أصغر وهو من كبائر الذنوب
    وإن لم يعتقد ذلك كله وإنما قال بلسانه مطرنا بالإستمطار فهذا شرك بالألفاظ ..
    ‏أرجوك أخي لا تظن المسألة فيها تشدد فوالله إنها من دقائق التوحيد
    مسألة مشروع الاستمطار مختلفة عن مسألة مطرنا بنوء كذا لأن الاستمطار معناه الحصول على المطر بسبب حسى مشروع والواجب عند حصوله نسبة الفضل الى الله ولا ينسبه الى الاسباب حتى لو كانت صحيحة والاستمطار سبب صحيح فى حصول المطر وليس من باب جعل ما ليس بسبب سبب حتى نقول ان اعتقد انها سبب المطر فهذا كفر اصغر نعم ان اعتقد انها سبب فى نزول المطر على جميع المملكة فهذا من باب جعل ما ليس بسبب سبب
    لأن الاستمطار الصناعي هو جائز وغير مُحرَّم، حيث أنَّ هذا النوع من العمليات يقوم وفق أبحاث علمية بحتة ووسائل تمَّ التوصل إليها من خلال دراسة طبيعة الغيوم ومُسببات الامطار وكيفية تحفيز هذه الغيوم، ولم يجد أهل العلم في الشريعة الإسلامية ما يمنع مثل هذه العلوم ، فإنَّه علمٌ كشف الله تعالى بصيرة بعض الناس لاكتشافه، فلا حرج على الإنسان من التنعم بما أنعم الله تعالى عليه من الهبات والنعم على أن تكون هذه الأمور فيها نفع للإنسان وليس فيها ضرر،
    والشريعة الإسلامية أحلَّت للإنسان أن يستخدم كل ما فيه نفعٌ وفائدة له، وبيَّنت جواز الانتفاع من الاكتشافات العلمية ومن ذلك الاستمطار الصناعي،
    إلَّا أنَّه مع ذلك فلا بدَّ للإنسان أن يكون الإنسان على يقين بأنَّ إنزال المطر هو أمرٌ بيد الله تعالى وبمشيئته،
    وإنَّ الاسباب البشرية مثل الاستمطار الصناعي ما هي إلَّا أسباب وهبها الله تعالى لإنسان،
    وقد تُفلح بإذن الله تعالى وقد تفشل.

    وإن لم يعتقد ذلك كله وإنما قال بلسانه مطرنا بالإستمطار فهذا شرك بالألفاظ ..
    اذا نزل مطر بالاستمطار فى ناحية معينة فهو سبب صحيح مشروع والواجب نسبة الفضل الى الله لأن الاسباب البشرية مثل الاستمطار الصناعي ما هي إلَّا أسباب وهبها الله تعالى للإنسان و إنزال المطر هو أمرٌ بيد الله تعالى وبمشيئته فيجب نسبة الفضل الى الله وما بكم من نعمة فمن الله
    فمن قال مطرنا بالإستمطار فهذا مؤمن بالإستمطار كافر بالله والمراد بالكفر هنا الكفر الأكبر إن اعتقد أنها الفاعلة بذاتها
    معنى اعتقاد انها الفاعلة لها معنى بينه علماء التوحيد حتى يكون كفر وشرك اكبر-
    فمعنى انها الفاعلة بداتها يعنى انها التى خلقت المطر ونزل بدون إذن الله
    ولا احد فى المملكة يعتقد ان المطر نزل بغير اذن الله وقدرته وخلقه بل الجميع يعتقد أنها اسباب وهبها الله للانسان و إنزال المطر هو أمرٌ بيد الله تعالى وبمشيئته
    فما ينافى التوحيد فى مسألة الاستمطار الصناعى هو فى نسبة الفضل الى هذا السبب او الاعتقاد الباطل فى أن ما نزله الله من المطر على المملكة بالسحاب المسخر بنسبته الى الاستمطار وهذا باب آخر وهو جعل ما ليس بسبب سبب
    فالواجب شكرا لنعم الله -جل وعلا- وشكرا لله -جل وعلا- على ما رزق وأنعم وتفضل أن تنسب النعم جميعا إلى الله، وأن ينسب الفضل إلى الرب وحده دون ما سواه.
    **********************
    هنا قسم العباد إلى قسمين: مؤمن بالله -جل وعلا- وهو الذي نسب هذه النعمة، وأضافها إلى الله -جل وعلا- وشكر الله عليها، وعرف أنها من عند الله، فشكر ذلك الرزق، وحمد الله وأثنى عليه به، والصنف الثاني: وكافر، ولفظ: كافر، اسم فاعل الكفر، أو اسم من قام به الكفر.
    وهذا قد يصدق على الكفر الأصغر أو الكفر الأكبر، فهم انقسموا إلى مؤمنين وإلى كافرين، والكافرون منهم من كفر كفرا أصغر، ومنهم من كفر كفرا أكبر، فالذي كفر كفرا أصغر هو الذي قال: « مطرنا بنوء كذا وكذا » يعتقد أن النوء والنجم والكوكب سبب في المطر، فهذا كفره كفر أصغر؛ لأنه ما اعتقد التشريك والاستقلال، ولكنه جعل ما ليس سببا سببا، ونسب النعمة إلى غير الله.

    فقوله: من أقوال أهل الكفر، وهو كفر أصغر بالله -جل وعلا- كما قال العلماء.
    والصنف الثاني: كافر الكفر الأكبر، وهو الذي اعتقد أن المطر أثر من آثار الكواكب والنجوم، وأنها هي التي تفضلت بالمطر، وهي التي تحركت بحركة لما توجه إليها عابدوها، فأنزلت المطر إجابة لدعوة عابديها، فهذا كفر أكبر بالإجماع؛ لأنه اعتقاد ربوبية وإلهية غير الله -جل وعلا-.
    قال: « فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب » ؛ لأنه نسب النعمة لله وحده، ونسبة النعمة لله وحده دلت على إيمانه، قال: وأما من قال: « مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب » وكما ذكرت لك الباء في قوله: «مطرنا بنوء كذا » إن كانت للسببية؛ لأن الباء تأتي للسبب، مطرنا بسبب نوء كذا وكذا، فهذا كفر أصغر.

    وأما إذا كان المراد أن النوء هو الذي أتى بالمطر إجابة لدعوة عابديه أو برحمته بالناس، فهذا كفر أكبر بالله جل جلاله.


    قال ابن عثيمين رحمه الله
    «7/153» نسبة المطر إلى النوء تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
    1 نسبة إيجاد وهذه شرك أكبر.
    2 نسبة سبب وهذه شرك أصغر.
    3 نسبة وقت وهذه جائزة ... «القول المفيد «2/157».

    الاستسقاء بالأنواء ينقسم إلى قسمين‏:‏
    القسم الأول‏:‏ شرك أكبر، وله صورتان‏:‏ الأولى‏:‏ أن يدعو الأنواء بالسقيا، كأن يقول‏:‏ يا نوء كذا‏!‏ اسقنا أو أغثنا، وما أشبه ذلك، فهذا شرك أكبر، لأنه دعي غير الله، ودعاء غير الله من الشرك الأكبر، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ‏}
    ‏ وقال تعالى‏:‏
    ‏{‏وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً‏}‏ ‏[‏الجن‏:‏18‏]‏ وقال تعالى ‏{‏وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏106‏]‏‏.‏إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على النهي عن دعاء غير الله وأنه من الشرك الأكبر‏.
    الثانية‏:‏ أن ينسب حصول الأمطار إلى هذه الأنواء على أنها هي الفاعلة بنفسها دون الله ولو لم يدعها، فهذا شرك أكبر في الربوبية، والأول في العبادة، لأن الدعاء من العبادة، وهو متضمن للشرك في الربوبية، لأنه لم يدعها إلا وهو يعتقد أنها تفعل وتقضي الحاجة‏.‏ القسم الثاني‏:‏ شرك أصغر، وهو أن يجعل هذه الأنواء سببا مع اعتقاده أن الله هو الخالق الفاعل، لأن كل من جعل سببا لأن كل من جعل سببا لم يجعله الله سببا لا بوحيه ولا بقدره، فهو مشرك شركا أصغر‏.‏ وقول الله تعالى ‏{‏وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ‏}‏ ‏[‏الواقعة‏:‏82‏]‏ *** قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وتجعلون‏ أي‏:‏ تصيرون، وهي تنصب مفعولين‏:‏ الأول ‏{‏رزق‏}‏، والثاني‏:‏ ‏{‏أن‏}‏، وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول ثان، والتقدير‏:‏ وتجعلون رزقكم كونكم تكذبون أو تكذيبكم‏.‏ والمعنى‏:‏ تكذبون أنه من عند الله، حيث تضيفون حصوله إلى غيره‏.‏ قوله‏:‏‏{‏رزقك م‏}‏‏.‏الرزق هو العطاء، والمراد به هنا‏:‏ ما هو أعم من المطر، فيشمل معنيين‏:‏ الأول‏:‏ أن المراد به رزق العلم، لأن الله قال‏:‏ ‏{‏فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمُ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمُ * إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون* لا يمسه آلا المطهرون* تنزيل من رب العالمين * أفبهذا الحديث أنتم مدهنون *وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون * وَإِنَّهُ لَقَسَمُ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمُ‏}‏ ‏[‏الواقعة‏:‏ 75 -83‏]‏ أي تخافونهم فتداهنوهم، وتجعلون شكر ما رزقكم الله به من العلم والوحي أنكم تكذبون به وهذا هو ظاهر سياق الآية‏.‏ الثاني‏:‏ أن المراد بالرزق المطر، وقد روى في ذلك حديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لكنه ضعيف ‏[‏الإمام أحمد في المسند ‏(‏1/ 89،108‏)‏ والترمذي ‏(‏كتاب التفسير، سورة الواقعة، وقال احمد بن شاكر‏:‏ ‏(‏إسناده ضعيف‏)‏ المسند ‏(‏_677‏)‏ ‏]‏ إلا أنه صح عن ابن عباس رضى الله عنهما في تفسير الآية‏:‏ أن المراد بالرزق المطر، وأن التكذيب به ونسبته إلى الأنواء، وعليه يكون ما ساق المؤلف الآية من أجله مناسبا للباب تماما‏.‏ والقاعدة في التفسير أن الآية إذا كانت تحتمل المعنيين جميعا بدون منافاة تحمل عليهما جميعا، وإن حصل بينهما منافاة طلب المرجح‏.‏ ومعنى الآية‏:‏ أن الله يوبخ هؤلاء الذين يجعلون شكر الرزق التكذيب والاستكبار والبعد، لأن شكر الرزق يكون بالتصديق والقبول والعمل بطاعة المنعم، والفطرة كذلك لا تقبل أن تكفر بمن ينعم عليها، فالفطرة والعقل والشرع كل منها يوجب أن تشكر من ينعم عليك، سواء قلنا‏:‏ المراد بالرزق المطر الذي به حياة الأرض، أو قلنا أن المراد به القرآن الذي به حياة القلوب، فإن هذا من أعظم الرزق، فكيف يليق بالإنسان أن يقابل هذه النعمة بالتكذيب‏-واعلم أن التكذيب نوعان‏:‏ أحدهما‏:‏ التكذيب بلسان المقال، بأن يقول‏:‏ هذا كذب، أو المطر من النوء، ونحو ذلك‏.‏ والثاني‏:‏ التكذيب بلسان الحال، بأن يعظم الأنواء والنجوم معتقدا أنها السبب، ولهذا وعظ عمر بن عبد العزيز الناس يوما، فقال‏:‏ ‏(‏يا أيها الناس‏!‏ إن كنتم مصدقين، فأنتم حمقى، وإن كنتم مكذبين، فأنتم هلكى‏)‏ وهذا صحيح، فالذي يصدق ولا يعمل أحمق، والمكذب هالك، فكل إنسان عاص نقول له الآن أنت بين أمرين‏:‏ إما أنك بين مصدق بما رتب هذه المعصية، أو مكذب، فإن كنت مصدقا، فأنت أحمق، كيف لا تخاف فتستقيم‏؟‏‏!‏ وإن كنت غير مصدق، فالبلاء أكبر، فأنت هالك كافر‏.‏ انتهى
    والمؤسف أن بعض الناس قد ينسب هذه النعمة الى جودة المناخ أو الموقع الجغرافي أو إلى النجوم والكواكب!! وفي مثل هؤلاء يقول ربنا جل وعلا: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } أي بدل أن تشكروا الله على إنزال المطر عليكم تكذبون فتنسبون ذلك إلى غيره من الكواكب والمخلوقات التي لا قدرة لها!! وقد جاء في الصحيحين من حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه انه قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: «مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب».، ومعنى هذا الحديث: أن من نسب المطر إلى الله وأنه بفضله ورحمته فهذا مؤمن بالله شاكر لنعمته كافر بما سواه، وأما نسبة نزول المطر إلى غير الله من الكواكب أو الطبيعة نسبة إيجاد باعتقاد أن لها تأثيراً في إنزال المطر فهذا كفر أكبر لأنه شرك في الربوبية والمشرك كافر.
    وأما نسبة نزول المطر إلى الكواكب نسبة سبب فهذا من الشرك الأصغر لكونه نسب نعمة الله إلى غيره ولأن الله تعالى لم يجعل الكوكب أو النوء سبباً لإنزال المطر فيه وإنما هو فضل من الله ورحمة يحسبه إذا شاء وينزله إذا شاء.
    وأما نسبة نزول المطر إلى النوء أو الكوكب نسبة وقت كأن يقول: جاءنا المطر في نوء كذا أي في وقته فمن العلماء من منع ذلك ومنهم من أجازه كابن عبدالبر رحمه الله في كتابه الاستذكار
    **************
    فهذا مؤمن بالإستمطار كافر بالله والمراد بالكفر هنا الكفر الأكبر إن اعتقد أنها الفاعلة بذاتها
    أما وإن اعتقد أنها سبب المطر فقط فهذا كفر أصغر وهو من كبائر الذنوب



    قال الشيخ صالح ال الشيخ
    « أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر »
    هنا قسم العباد إلى قسمين:
    مؤمن بالله -جل وعلا- وهو الذي نسب هذه النعمة، وأضافها إلى الله -جل وعلا- وشكر الله عليها، وعرف أنها من عند الله، فشكر ذلك الرزق، وحمد الله وأثنى عليه به، والصنف الثاني: وكافر، ولفظ: كافر، اسم فاعل الكفر، أو اسم من قام به الكفر.

    وهذا قد يصدق على الكفر الأصغر أو الكفر الأكبر، فهم انقسموا إلى مؤمنين وإلى كافرين، والكافرون منهم من كفر كفرا أصغر، ومنهم من كفر كفرا أكبر، فالذي كفر كفرا أصغر هو الذي قال: « مطرنا بنوء كذا وكذا » يعتقد أن النوء والنجم والكوكب سبب في المطر، فهذا كفره كفر أصغر؛ لأنه ما اعتقد التشريك والاستقلال، ولكنه جعل ما ليس سببا سببا، ونسب النعمة إلى غير الله.
    فقوله: من أقوال أهل الكفر، وهو كفر أصغر بالله -جل وعلا- كما قال العلماء.
    والصنف الثاني: كافر الكفر الأكبر، وهو الذي اعتقد أن المطر أثر من آثار الكواكب والنجوم، وأنها هي التي تفضلت بالمطر، وهي التي تحركت بحركة لما توجه إليها عابدوها، فأنزلت المطر إجابة لدعوة عابديها، فهذا كفر أكبر بالإجماع؛ لأنه اعتقاد ربوبية وإلهية غير الله -جل وعلا-.
    قال: « فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب » ؛ لأنه نسب النعمة لله وحده، ونسبة النعمة لله وحده دلت على إيمانه، قال: وأما من قال: « مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب » وكما ذكرت لك الباء في قوله: «مطرنا بنوء كذا » إن كانت للسببية؛ لأن الباء تأتي للسبب، مطرنا بسبب نوء كذا وكذا، فهذا كفر أصغر.
    وأما إذا كان المراد أن النوء هو الذي أتى بالمطر إجابة لدعوة عابديه أو برحمته بالناس، فهذا كفر أكبر بالله جل جلاله.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الفريح مشاهدة المشاركة
    ‏أرجوك أخي لا تظن المسألة فيها تشدد فوالله إنها من دقائق التوحيد ..
    ـ
    دقائق التوحيد هو ما فصَّلَه المحققين من علماء التوحيد-لابد من مراجعة وتحرير هذا البحث حسب ما فصله اهل العلم فى المسألة



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2022
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: من فتن التوحيد وقوع المطر العام بعد الإعلان عن مشروع الإستمطار

    حيهلا بأخي محمد ..
    المسألة ليست في حكم الإستمطار وإنما في حفظ جناب التوحيد من الاعتقاد أو اللفظ الباطل وليس فيما أصلناه شيء يُخالف دلالة النصوص ولا ما نصه عليه أهل العلم ولو أنك قرأت البحث جيدا وتأنيت في النظر وقرأت النقول وما فيها من عزو رواية ودراية لما كتبت هذا الاعتراض ؛ لأن ما كتبتَه ونقلتَه لا يخرج عن الأصل الذي ذكرناه ..
    شكر الله لك مرورك وحميتك على التوحيد والتأصيل

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •