تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    قال الشيخ صالح آل الشيخ
    فإن فضل التوحيد يشترك فيه أهله وأهل التوحيد هم أهل الإسلام،
    فلكل من التوحيد فضل ولكل مسلم نصيب من التوحيد،
    وله بالتالي نصيب من فضل التوحيد وتكفير الذنوب.
    أما خاصة هذه الأمة فهم الذين حققوا التوحيد؛ ولهذا عطف هذا الباب على ما قبله؛ لأنه أخص.
    وتحقيق التوحيد هو مدار هذا الباب،
    تحقيقه بمعنى :
    تحقيق الشهادتين "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"
    ومعنى تحقيق الشهادتين:
    تصفية الدين يعني:
    ما يدين به ، من شوائب : الشرك والبدع والمعاصي،
    فصار تحقيق التوحيد يرجع إلى ثلاثة أشياء:
    الأول: ترك الشرك بأنواعه: الأكبر، والأصغر، والخفي.
    والثاني: ترك البدع بأنواعها.
    والثالث: ترك المعاصي بأنواعها.
    وتحقيق التوحيد صار تصفيته من أنواع الشرك، وأنواع البدع، وأنواع المعاصي،
    وتحقيق التوحيد يكون على هذا على درجتين :
    درجة واجبة، ودرجة مستحبة، وعليها يكون الذين حققوا التوحيد على درجتين -أيضا-،
    * فالدرجة الواجبة :
    أن يترك ما يجب تركه من الثلاث التي ذكرت، يترك الشرك خفيه وجليه، صغيره وكبيره، ويترك البدع، ويترك المعاصي، هذه درجة واجبة.
    * والدرجة المستحبة من تحقيق التوحيد وهي التي يتفاضل فيها الناس من المحققين للتوحيد أعظم تفاضل، ألا وهي :
    ألا يكون في القلب شيء من التوجه أو القصد لغير الله -جل وعلا-، يعني:
    أن يكون القلب متوجها إلى الله بكليته، ليس فيه التفات إلى غير الله، نطقه لله، وفعله وعمله لله، بل وحركة قلبه لله -جل جلاله-، وقد عبر عنها بعض أهل العلم -أعني هذه الدرجة المستحبة- أن يترك ما لا بأس به حذرا مما به بأس، يعني: في مجال أعمال القلوب، وأعمال اللسان، وأعمال الجوارح.
    فإذا رجع تحقيق التوحيد الذي هذا فضله، وهو أن يدخل أهله الجنة بغير حساب ولا عذاب، رجع إلى تينك المرتبتين، وتحقيقه تحقيق الشهادتين "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"
    لأن في قوله: "لا إله إلا الله" الإتيان بالتوحيد، والبعد عن الشرك بأنواعه؛
    ولأن في قوله: "أشهد أن محمدا رسول الله" البعد عن المعصية، والبعد عن البدع؛ لأن مقتضى الشهادة بأن محمدا رسول الله: أن يطاع فيما أمر، وأن يصدق فيما أخبر، وأن يجتنب ما عنه نهى وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع،
    فمن أتى شيئا من المعاصي والذنوب، ثم لم يتب منها، أو لم تكفر له، فإنه لم يحقق التوحيد الواجب،
    وإذا أتى شيئا من البدع، فإنه لم يحقق التوحيد الواجب،
    وإذا لم يأتِ شيئا من البدع، ولكن حسَّنها بقلبه، أو قال: لا شيء فيها، فإن حركة القلب كانت في غير تحقيق التوحيد، في غير تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله، فلا يكون من أهل تحقيق التوحيد، كذلك أهل الشرك بأنواعه ليسوا من أهل تحقيق التوحيد.
    وأما مرتبة الخاصة التي ذكرت، ففيها يتنافس المتنافسون، وما ثم إلا عفو الله ومغفرته ورضوانه.[كفاية المستزيد]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    العلم واليقين والقبول …والانقياد فادر ما أقول
    والصدق والإخلاص والمحبة… وفقك الله لما أحبه

    فالتوحيد ليس بالتمني وإنما بما وقر في القلب وصدقه العمل، اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    فالتوحيد ليس بالتمني وإنما بما وقر في القلب وصدقه العمل،
    نعم بارك الله فيك
    كلمة التوحيد لا إله إلا الله، فهي الكلمة التي لأجلها قامت الأرض والسموات، وخُلِقَتْ جميع المخلوقات، وبها أُرسلت الرسل، وأُنزلت الكتب، وشُرعت الشرائع، ولأجلها نُصبت الموازين ووُضعت الدواوين وقام سوق الجنة والنار، وانقسمت الخليقة إلى مؤمنين وكفار، وأبرار وفجار، وهي منشأ الخَلق والأمر، والثواب والعقاب، وعنها يُسأل الأولون والآخرون يوم القيامة، وهي العروة الوثقى، وكلمة التقوى، وهي كلمة الشهادة، ومفتاح دار السعادة، وأساس الدين، وأصله، ورأس أمره، (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة ُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
    قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ : قوله: من شهد أن لا إله إلا الله أي: من تكلم بها عارفاً لمعناها، عاملاً بمقتضاها، باطناً وظاهراً، فلا بد في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولهما، كما قال تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله. {محمد: 19}، وقوله: إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {الزخرف86}. أما النطق بها من غير معرفة لمعناها، ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه من البراءة من الشرك، وإخلاص القول والعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح ، فغير نافع بالإجماع.انتهى
    قوله "من شهد" يستفاد منه أن الشهادة لا تصح إلا إذا كانت عن علم، ويقين، وصدق، وإخلاص. وهذه هي شروط لا إله إلا الله التي لابد منها لكي تكون لا إله إلا الله صحيحة مقبولة، من قالها دخل الجنة، فلابد من قولها مع العلم بها لما تقدم من الأدلة، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة" رواه مسلم.
    ولقوله صلى الله عليه وسلم: "فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه، فبشره بالجنة" رواه مسلم. ولابد من الإخلاص في قولها: لقوله صلى الله عليه وسلم: "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله". رواه البخاري ومسلم.
    ولابد من الصدق المنافي للكذب لقوله صلى الله عليه وسلم: "وشفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً، يصدق قلبه لسانه، ولسانه قلبه". رواه أحمد.
    ولابد من القبول المنافي للرد، وقد أخبر الله أن المشركين يردون هذه الكلمة قال تعالى: (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون) [الصافات: 35].
    وهذا هو الشرط الخامس من شروط لا إله إلا الله، أما السادس فهو: الانقياد المنافي للترك، قال تعالى: (وأنيبوا إلى ربكم وأسْلِمُوا له) [الزمر: 54]
    (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) [النساء: 65].
    والسابع والأخير: المحبة لهذه الكلمة ولأهلها المنافية لضدها، والأدلة على ذلك كثيرة منها: قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان" رواه أبو داود. وصححه السيوطي. وقوله تعالى: (والذين آمنوا أشد حباً لله) [البقرة: 165].
    هذا بالإضافة إلى الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وبما جاء به، ولابد من معرفة حق هذه الكلمة العظيمة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله" رواه البخاري ومسلم.
    قال في فتح المجيد: (وقد أجمع العلماء على أن من قال: "لا إله إلا الله" ولم يعتقد معناها، ولم يعمل بمقتضاها: أنه يقاتل حتى يعمل بما دلت عليه من النفي والإثبات).
    قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى :
    " لم ينتفع قائل لا إله إلا الله بنطقه بها مجردا، إلا حيث يستكملها أي: هذه الشروط السبعة. ومعنى استكمالها: اجتماعها في العبد، والتزامه إياها، بدون مناقضة منه لشيء منها.
    وليس المراد من ذلك عد ألفاظها، وحفظها ، فكم من عامي اجتمعت فيه، والتزمها، ولو قيل له: اعددها، لم يحسن ذلك.
    وكم حافظ لألفاظها، يجري فيها كالسهم ، وتراه يقع كثيرا فيما يناقضها، والتوفيق بيد الله، والله المستعان " انتهى من "معارج القبول" (2 / 418).
    وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:
    " فالواجب على جميع المسلمين أن يحققوا هذه الكلمة، بمراعاة هذه الشروط، ومتى وجد من المسلم معناها، والاستقامة عليه: فهو مسلم، حرام الدم والمال، وإن لم يعرف تفاصيل هذه الشروط، لأن المقصود هو العلم بالحق، والعمل به ، وإن لم يعرف المؤمن تفاصيل الشروط المطلوبة " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (7 / 58).

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    قال الشيخ الامام عبد الرحمن ابن حسن فى قرة عيون الموحدين
    ( وقد تضمنت هذه الكلمة العظيمة نفياً وإثباتاً.
    فنفت الألوهية عن كل ما سوى الله بقولك ( لا إله )
    وأثبتت الألوهية لله بقولك ( إلا الله )
    قال تعالى " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم "
    فكم ضل بسبب الجهل بمعناها من ضل وهم الأكثرون." أ. هـ
    -وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن
    "لا يصح لأحد إسلام إلا بمعرفة ما دلت عليه هذه الكلمة- أي كلمة التوحيد- من نفي الشرك في العبادة والبراءة منه وممن فعله ومعاداته وإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له والموالاة في ذلك"
    -قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن على حديث معاذ
    " إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله
    " وفي رواية "إلى أن يوحدوا الله " الحديث .
    قوله '' فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله '
    ' وكانوا يقولونها لكنهم جهلوا معناها الذي دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه
    فكان قولهم لا إله إلا الله لا ينفعهم لجهلهم بمعنى هذه الكلمة كحال أكثر المتأخرين من هذه الأمة فإنهم كانوا يقولونها مع ما كانوا يفعلونه من الشرك بعبادة الأموات والغائبين والطواغيت والمشاهد
    فيأتون بما ينافيها فيثبتون ما نفته من الشرك باعتقادهم وقولهم وفعلهم وينفون ما أثبتته من الإخلاص كذلك .
    قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن حيث
    قال" قال محمد بن عبد الوهاب '' ومجرد الإتيان بلفظ الشهادة من غير علم بمعناها ولا عمل بمقتضاها لا يكون به المكلف مسلما
    بل هو حجة على ابن آدم خلافا لمن زعم أن الإيمان مجرد الإقرار" .
    قال عبد الرحمن بن حسن " فلا إله إلا الله هي كلمة الإسلام لا يصح إسلام أحد إلا بمعرفة ما وضعت له ودلت عليه وقبوله والإنقياد للعمل به وهي كلمة الإخلاص المنافي للشرك وكلمة التقوى" .
    -قال سليمان بن عبد الله فى التيسير" قوله (من شهد أن لا إله إلا الله " أي من تكلم بهذه الكلمة عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها باطنا وظاهرا كما دل عليه قوله "فاعلم أنه لا إله إلا الله "(محمد19) وقوله "إلا من شهد بالحق وهم يعلمون" ( الزخرف 86) أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا عمل بمقتضاها فإن ذلك غير نافع بالإجماع وفي الحديث ما يدل على هذا وهو قوله " من شهد" إذ كيف يشهد وهو لا يعلم ومجرد النطق بشيء لا يسمى شهادة به... ".

    كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الرد على أحد المجادلين عن المشركين:
    ( لكن العجب العجاب استدلاله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى قول لا إله إلا الله ولم يطالبهم بمعناها, وكذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحوا البلاد الأعاجم وقنعوا منهم بلفظها ... إلى آخر كلامه, فهل يقول هذا من يتصور ما يقول؟
    والجواب:
    أولاً هو الذي نقض كلامه وكذبه بقوله: دعاهم إلى ترك عبادة الأوثان. فإذا كان لم يقنع منهم إلا بترك عبادة الأوثان تبين أن النطق بها لا ينفع إلا بالعمل بمقتضاها وهو ترك الشرك وهذا هو المطلوب).
    ثم يقول :
    ( وأما دعواه أن الصحابة لم يطلبوا من الأعاجم إلا مجرد هذه الكلمة ولم يعرفوهم بمعناها فهذا قول من لا يفرق بين دين المرسلين ودين المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار.
    فإن المؤمنين يقولونها والمنافقين يقولونها, ولكن المؤمنون يقولونها مع معرفة قلوبهم بمعناها وعمل جوارحهم بمقتضاها,
    والمنافقون يقولونها من غير فهم لمعناها ولا عمل بمقتضاها.
    فمن أعظم المصائب وأكبر الجهل من لا يعرف الفرق بين الصحابة والمنافقين!
    لكن هذا – المجادل – لا يعرف النفاق ولا يظنه في أهل زماننا بل يظنه في زمان رسول الله وأصحابه, وأما زمانه فصلح بعد ذلك .. وياويح هذا القائل ما أجرئه على الله وما أجهله بقدر الصحابة وعلمهم حيث ظن أنهم لا يعلمون الناس لا إله إلا الله. أما علم هذا الجاهل أنهم يستدلون بها على مسائل الفقه فضلاً عن مسائل الشرك؟.
    تاريخ نجد. من رسائل شيخ الإسلام. الرسالة الرابعة صـ 254 – 255 .




  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    قال الشيخ صالح الفوزان
    معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله لأن لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ليست مُجرد لفظ يُقال، بل لا بُدَّ أن يقولها المُسلم عارفًا لمعنها عاملًا بمقتضاها لا بد من هذا فلها معنى ولها مُقْتضى، أما معناها فلاَ إِلَهَ إِلاَّ الله لا معبود، لان الإله هو المعبود (لا معبودًا بحقٍ إلا الله) هذا معناها ولا يكفي أن تقول لا معبود إلا الله هذا معنًا باطل لا بُد أن تكون لا معبود بحق بهذا القيد لأن المعبودات كثيرة، فهل كل المعبودات هي الله حشى وكل، فلا معبودًا بحقٍ إلا الله هذا معناها، مُقْتضاها أنهُ إذا قالها عارفًا لمعناها أن يُفرد الله بالعبادة لأن كثير من الناس يقولونها ويشركون بالله، يدعون القبور يدعون الأولِياء والصالحين يدعون من دون الله-عَزَّ وَجَلَّ- وهم يقولون لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله المشركون الأولون أبوا أن يقولونها لأنهم إذا قالوها أبطلوا عبادة أصنامهم وهم لا يُريدون ذلك، أما هؤلاءِ المُتأخرون عبدت القبور هم يقولنها ويُخالفونها ويعبدون غير الله يتناقضون، المُشركون الأولون أبوا التناقض وهؤلاء قالوها وعبدوا غير الله فتناقضوا، لما قال الَّنَبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للمشركين لقريش لأقرب الناس إليه (قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله تُفْلِحُوا) قالوا (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً ) شوف يفهمون معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله أنهُ لا معبود بحق إلا الله وهم لا يُريدون ذلك فأبوا أن يقولوها (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ) يعرفون أنهم إذا قالوها تركوا آلهتهم وهؤلاء القبوريون المتأخرون يقولونها ولا يتركون عبادة القبور والأضرحة فصار الأولون أحذق منهم المشركون الأولون أحذق منهم وأفهم منهم وهؤلاء البلهاء يقولونها ويُناقضونها ومنهم من لا يقولها بتمامها لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله نفيٌ وإثبات، نفيُ الإلوهية عما سوى الله وإثباتها لله وحده لا شريك له هذا معناها كما في قولِهِ تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) فهي العروة الوثقى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله هي العروة الوثقى وهي كلمة التقوى هي العروة الوثقى (فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) هي العروة الوثقى ولا بد من الإتيان بها كاملة لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله لأن هناك من لا يأتي بها كاملة كالصوفية يقولون الله،الله، الله، الله،الله (أيش) ما هو هذا بذكر هذا اسمٌ مفرد ما يكفي لا بد أن يقول لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، أما الله، الله هذا ما يكفي بل منهم من يقول هو، هو،هو ضمير ما يأتي بالاسم الصريح يقول هو،هو هذه أذكارهم الباطلة ، فلا بد أن يقول لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله بهذا اللفظ ولا بد أن يكون عارفًا لمعناها أنه لا معبود بحق إلا الله ولا بد أن يكون عاملًا بمقتضاها فيترك عبادة غير الله هكذا ما هي مجرد كلمة قال-صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (أُمِرْت أَنْ أُقَاتِل الَّناس حَتىَّ يَقُولوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله) ما قال حتى يقولوا هو، هو أو حتى يقولوا الله، الله لا حتى يقولوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله (فَإذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِي دِمَائَهُم وَأَمْوَالَهُم إلا بِحَقِيهَا وَحِسَابُهُم عَلى الله) -سُبْحَانهُ وَتَعَالى- يقبل منهم ظاهرهم ويكلو باطنهم إلى الله سُبْحَانهُ وَتَعَالى-هو الذي يحاسبهم حسابهم على الله وهو يكف عن من قال لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ولا يقتلهُ يقبل منهُ الظاهر والباطن إلى الله سُبْحانه (حَتىَّ يَقُولوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله فَإذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِي دِمَائَهُم وَأَمْوَالَهُم ) إلا إذا كانوا يقولونها ولا يعملون بها يعبدون القبور وإلا لهم أذكار صباحية ومسائية وترديدات لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ثم يقولون يا فلان يا فلان من الموتى وأصحاب القبور اقضي حاجتي فرج همي إلى غير ذلك من طلب الحوائج من الأموات وهم يقولون لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله هذا تناقض المشركون الأولون أبوا أن يتناقضوا وبقوا على شركهم وآلهتهم فهي كلمة عظيمة ولهذا قال إبراهيم –عَلَيْهِ الَّصَلاة وَالَّسلام- لأبيهِ وقومه (إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ* إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي) هذا معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله (بَرَاءٌ) هذا لا إله (إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي) هذا إلا الله، هذا معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله (إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ* إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ* وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) جعل إبراهيم هذه الكلمة باقية لا يزال في ذرية إبراهيم من يقول لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله حتى بُعيث محمد –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بها بلاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ومحمد من ذرية إبراهيم –عَلَيْهِم الَّصَلاة وَالَّسلام- (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) إليها ويتركوا عبادة غير الله -سُبْحَانهُ وَتَعَالى-هذه ملة إبراهيم –عَلَيْهِ الَّصَلاة وَالَّسلام- ملة التوحيد والإخلاص لله –عَزَّ وَجَلَّ- فبعث الله محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بهذه الكلمة وهو من ذرية إبراهيم –عَلَيْهِم الَّصَلاة وَالَّسلام- فهي كلمةٌ عظيمة ولا بد إذا قالها أن يعرف معناها ولا بد إذا عرف معناها أن يعمل بمقتضاها. ولا بُدَّ إذا عرف معناها أن يعمل بمقتضاها فلا يدعو إلا الله ولا يعبد إلا الله وحده لا شريك له هذه لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله كلمةٌ عظيمة هي كلمة التقوى (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) وهي العروة الوثقى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا) فيكفر بالطاغوت ويؤمن بالله هذا معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله يكفر بالطاغوت هذا معنى النفي ويؤمن بالله هذا معنى الإثبات (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) فجاءت هذه الكلمة في القرآن لفظًا وجاءت معنى جاءت لفظًا في قوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ) وجاءت معنًا (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) فهي كلمةٌ عظيمة يجب على المسلم أن يعرفَ معناها وأن يعمل بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا ولا يقولها وهو باقٍ على عبادة غير الله أو دعوة غير الله فإن هذا تناقضٌ باطل تناقضٌ باطل إذا عبد غير الله أبطل لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وإن كان يرددها في الصباح والمساء لكن يبطلها إذا دعا الحسين وعلي وعبد القادر الجيلاني وفلان يقول هؤلاء أولياء يقربوننا إلى الله زلفى كما قال -جَلَّ وَعَلاَ- (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) ويقولون أيضًا (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) سُبحَان الله يتناقضون يقولون لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ويعبدون غير الله .
    ما معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله إذًا فالواجب أن يعرف المسلم هذه الكلمة العظيمة يعرف معناها ويعرف مقتضاها يعرف شروطها ويتمسك بها حتى تنفعه تكون له حجة عند الله.
    لما حضرت أبا طالبٍ الوفاة عم الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان الرسول حريصًا على أن يدخل في الإسلام حريص جدًا لكنَّ الله ما أراد لهُ الهداية لمّا حضرته الوفاة جاءه الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو في سكرات الموت وعنده أُناس من المشركين فقال ياعم قل لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله كلمةً أُحاجّ لك بها عند الله فقال له المشركون الحاضرون أتتركُ مِلّة عبد المطلب فقال ياعم قل لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله كلمةً أُحاجّ لك بها عند الله قال المشركون الذين حضروا عنده أتتركُ مِلَّة عبد المطلب (شوف) يفهمون أن معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ترك عبادة غير الله يفهمون هذا أتتركُ ملة عبد المطلب هو ما قال له أترك ملة عبد المطلب قال له قل لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله هم فهموا معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله أتترك ملة عبد المطلب فقال والعياذ بالله آخر كلمة هو على ملة عبد المطلب ومات على ذلك.
    فقال النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-(لأستغفرن لك ما لَمْ أُنْهىَ عَنْكَ) حتى بعد موته من حرصه عليه -(لأستغفرن لك) فأنزل الله تعالى: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) أسأل الله العافية فهذه الكلمة عظيمة لكن ما يكفي التلفظ بها لا بُدَّ من تحقيقها بالعلم والعمل وترك عبادة غير الله -عز وجل- أما من يقولها وهو يدعو غير الله هذا متناقض مشرك ولا تنفعه لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ولو قالها آلاف المرات هم يقولونها لهم أذكار ولهم أذكارًا صباحية ومسائية لكن يدعون غير الله فلا تنفعهم هذه الأذكار ولا هذه الأوراد التي يأتون بها؛ لأنهم يتناقضون فيما يقولون، فعلهم يخالفُ قولهم والعياذ بالله فلا يعملون بمقتضاها.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    كلمة التوحيد لا إله إلا الله، هي أساس الدين، وأصله، ورأس أمره
    نعم هذه الكلمة هي أصل الدين والفرقان بين المؤمنين الموحدين والكافرين المشركين، وهي كلمة التقوى، والعروة الوثقى، والشجرة الطيبة التي أصلها ثابت في القلوب وفرعها في السماء، تؤتي أكلها من الكلم الطيب والعمل الصالح كل حين بإذن ربها، فهنيئاً لمن ثبتها الله في قلبه، وذلل بها لسانه، واستعمل بها جوارحه وأركانه، فصلحت بها سريرته، وجملت بها سيرته، فسددت بها أقواله، وحسنت بها أحواله، إذ زينه الله بزينة التقوى وثبَّته على الاستمساك بالعروة الوثقى (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)
    (فلا إله إلا الله) هي أساس الدين، وهي الركن الأول من أركان الإسلام وركنه الأعظم
    وهي أعظم نعمةٍ أنعمَ الله بها على عبادهِ المؤمنين إذْ هداهم إليها،
    فهي كلمةُ الإسلامِ، ومِفتاحُ دارِ السلامِ، وبها يُعصمُ الدَّمُ والمالُ،
    ومن أجلِها جُرِّدت سيوف الجِهادِ، قال صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءَهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" [متفق على صحته]،
    وهي أولُ ما يجب أن يُدعى إليه. قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ حينما بعثه إلى اليمن: "إنك تقدم على قومٍ أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادةِ الله" وفي رواية: "فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله..." [متفق على صحته].
    وهي أصلُ الدينِ وأساسهُ، ورأسُ أَمرِهِ وساقُ شَجَرَتِهِ، وعَمودُ فِسطَاطِه،
    قال صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلامُ على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وصومِ رمضان، وحَج البيتِ" [متفق على صحته]،
    وهي العُروةُ الوُثقى، وهي كَلمةُ الحقِّ، وكَلمة التقوى، وهي القولُ الثابتِ، والكلمةُ الطيبة، وأعظم الحسنات، وشهادةُ الحقِّ، وكَلمةُ الإخلاص، ودعوة الحقِّ وأفضلُ الذِّكر، وأفضلُ ما قالهُ النبيون، وهي أفضلُ الأعمالِ، وتعديل عِتقِ الرِّقاب، وتَفتحُ لِقائِلها أبوابُ الجنةِ الثمانية،
    وهي الكلمةُ العظيمة التي عنها يُسأل الأولون والآخرون فلا تزولُ قدما العبد بين يدي الله حتى يُسأل عن مسألتين:
    ماذا كنتم تعبدون؟
    وماذا أجبتم المرسلين؟
    فجواب الأولى: بِتحقيقِ "لا إله إلا الله" معرفةً وإقرارًا وعملًا،
    وجواب الثانية: بتحقيق "أن محمدًا رسولُ الله" معرفةً، وإقرارًا، وانقيادًا، وطاعة؛
    لأنه عبد اللهِ ورسولُهُ، وأمينُه على وحيهِ، وخيرتهُ من خلقِهِ، وسفيرُهُ بينه وبين عبادِهِ،
    المبعوثُ بالدينِ القويمِ، والمنهجِ المستقيمِ، أرسلهُ الله رحمةً للعالمين، وإمامًا للمتقين، وحجةً على الخلائقِ أجمعين، فَهدى الله بِهِ إلى أقومِ الطرقِ وأوضحِ السُّبُلِ، وفتح به أعينًا عُميًا، وقلوبًا غلفًا، وآذانًا صُمًّا، وافترضَ على العباد طاعَتهُ، ونُصرتهُ وإعانَتَهُ، وتَوقيرَهُ ومَحبَّتَهُ، والقيامِ بحقوقهِ،
    وسدَّ الله دون جنتِهِ الطُّرقَ فلن تفتحَ لأحدٍ إلا من طريقه، فَشَرحَ لَهُ صَدْره، ورَفع لهُ ذِكرَهُ، ووضع عنْهُ وزْرهُ، وجعلَ الذِّلة والصَّغار على من خالف أمرَهُ، وبحسبِ متابعتهِ صلى الله عليه وسلم تَكون الهِدايةُ والفلاحُ والنجاةُ، فالله سبحانهُ علَّق سعادة الدارين بمتابعتِهِ، وجعلَ شقاوةَ الدارين في مخالفتِهِ، فلأتباعِهِ: الهُدى، والأمن، والفلاحُ، والعزةُ، والكفاية، والنُّصرة، والولايةُ والتأييد، وطيب العيشِ في الدنيا والآخرة، ولمُخالفيه: الذِّلة والصَّغار، والخوفُ والضلالُ، والخذلانُ والشقاءُ في الدنيا والآخرة.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    قال الشيخ الامام ابن باز رحمه الله:
    " لا إله إلا الله " أفضل الكلام،
    وهي أصل الدين وأساس الملة
    وهي التي بدأ بها الرسل عليهم الصلاة والسلام أقوامهم.
    فأول شيء بدأ به الرسول قومه أن قال: ((قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا))،
    قال تعالى: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )
    ، وكل رسول يقول لقومه: ( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )
    ، فهي أساس الدين والملة ولا بد أن يعرف قائلها معناها، فهي تعني: أنه لا معبود بحق إلا الله.
    ولها شروط، وهي: العلم بمعناها، واليقين وعدم الشك بصحتها، والإخلاص لله في ذلك وحده، والصدق بقلبه ولسانه، والمحبة لما دلت عليه من الإخلاص لله، وقبول ذلك، والانقياد له وتوحيده ونبذ الشرك به مع البراءة من عبادة غيره واعتقاد بطلانها،
    وكل هذا من شرائط قول لا إله إلا الله وصحة معناها.
    يقولها المؤمن والمؤمنة مع البراءة من عبادة غير الله، ومع الانقياد للحق وقبوله، والمحبة لله وتوحيده، والإخلاص له وعدم الشك في معناها،
    فإن بعض الناس يقولها وليس مؤمنا بها كالمنافقين الذين يقولونها وعندهم شك أو تكذيب فلا بد من علم ويقين، وصدق وإخلاص، ومحبة وانقياد، وقبول وبراءة . وقد جمع بعضهم شروطها في بيتين فقال:
    علم يقين وإخلاص وصدقك مع *** محبـــة وانقـيــاد والقبـول لـهــا
    وزيد ثامنها الكـفـران منك بمــا *** سوى الإله من الأشياء قد أُلِها
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    " إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله
    " وفي رواية "إلى أن يوحدوا الله " الحديث .

    الدعوةُ لابُدَّ أنْ تبدأ بالعقيدة، (إنَّكَ تأني قومًا مِنْ أهلِ الكتاب، فليَكُن أوَّل ما تدعوهم إليه شهادة أنْ لا إله إلا الله وأنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، فإنْ هم أجابوك لذلك فأعلِمْهُم أنَّ اللهَ افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإنْ هم أجاوبك لذلك فأعلِمهُم أنَّ اللهَ افترض عليهم صدقةً تُؤخَذ مِنْ أغنيائهم وتُرَدُّ في فقرائهم).
    فهذا فيه التدرُّج في الدعوة وأنَّه يُبدأ فيها بالعقيدة،
    فأي دعوة لا تبدأ بالعقيدة فهي دعوةٌ فاشِلة ولا فائدة منها،
    فالدعوات التي تُنَحِّي العقيدةَ وتُبْعِدُها وتدعو إلى الأخلاق الفاضلة وإلى التعامل الطيب وهكذا هذه دعوة لا فائدة منها
    ، لأنها أهْمَلَت الأساس والرأس،
    إذا فُقِدَ الرأسُ فبماذا ينفع بقية الجسد؟
    فيُبدأ بالعقيدة أولًا، يُبْدَأ بتبصير الناس في عقيدتهم،
    ثُمَّ بعد ذلك بأمور دينهم؛ بالصلاةوالزكاة وبقيَّة أمور الدِّين، التدرُّج في الدعوة شيئًا فشيئًا هذا أمرٌ مطلوبٌ،
    فدعوةُ الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي على هذا المنهج السليم النبويّ الذي أرشد إليه النبيُّ-صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-.
    فالذي يُنَحِّي الدعوة عن منهجه ويقول هذه دعوةٌ إسلامية فهذه ليست دعوة إسلامية ولا تنجح أبدًا،
    كم نسمع مِنْ الدَعَوات ومِن المؤسسات الدَعَويَّة ولكن أين الثمرة؟
    لأنها لم تَقُم على الأساس الأصيل وهو العقيدة.
    هذه ليست دعوة إسلامية، ولا تنجح أبدًا، كم نسمع من الدَّعوات، ومن المؤسسات دعويَّة،
    ولكن أين الثمرة؟!، لأنها لم تقم على الأساس الأصيل، وهو العقيدة، ولم تسعى لإصلاحِ العقيدة، وتنقية العقيدة أولاً،
    ليكن أول ما تدعوهم إليهم، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله،
    فإن هم أجابوك لذلك، إلى آخره،
    فالعقيدة هي الأساس، وهي الرأس، وتترتَّب عليها بقية الأعمال، لأن الأعمال بدون أن تكون على عقيدة سليمة، لا تنفع، لا تنفع صاحبها مهما كانت،
    فهذا أمرٌ يجب التَّفطٌّن له،
    دعوة الشيخ قامت على هذا الأساس، أول ما بدأ -رحمه الله-
    الدعوة إلى العقيدة الصحيحة،
    ألَّف كتاب التوحيد الذي هو بين أيدينا الآن لتوحيد العبادة، ألَّفهُ وكل باب مبني على آية وحديث وكلام أهل العلم، فنفع الله بهذا الكتاب، وأفاد منهُ المسلمون، وأفاد منهُ العلماء والطَّلاب،
    ألَّف الثلاثة الأصول، معرفة الله –جلَّ وعلا-، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة،
    ألّف كشف الشُّبهات، التي يُدلي بها المغالطون للدعوة الصَّحيحة، وبيَّن خطأها، واحدةً واحدة،
    فكتاب التَّوحيد،
    وكشف الشُّبهات،
    أساسٌ يعتمدهُ الدُّعاة لله – عزَّ وجل- وينشرونهُ للناس، يشرحونهُ للناس، ويُبيِّنونهُ للناس،
    هذا الأساس التي تُبنى عليه الدعوة،
    ثلاثة الأصول، معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة، كل أصل له أدلة، ولا هنا شيء من أمور الدين، إلا وله دليل يعتمدُ عليه، لكن يحتاج إلى بيان وإلى توضيح، والبيان والتوضيح يحتاج إلى علم وفقه،
    وإلا فكلٌ يدَّعي الدعوة الآن، لكن أين الآثار؟، وأين الثَّمرات؟،
    لا نقول أن لا خير، نقول فيها خير، إن شاء الله، لكن ..، فلا يزال الناس كما تعلمون في جهلهم، وفي ما علق بعقيدتهم من شبهات، ومن انحرافات، ومن، يحتاجون إلى بيان، وإلى توضيح، وهذا يحتاج إلى علم، ومعرفة، وبصيرة.
    فدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أثمرت هذه الأجيال التي نشأت عليها، وماتت عليها، على التوحيد، يرجع أجرُها إلى هذا المُجدِّد، وهذا الدَّاعية إلى الله –عزَّ وجل-، من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أجرمن اتَّبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.
    هناك دُعاة ضلال، هناك دُعاة ضلال، كما أنّ هناك دُعاة توحيد، ودُعاة، لكن فرق بين الدُّعاة والدُّعاة، وفرقٌ بين الآثار، هذا دعوة الحق ينشأُ عنها الحق والخير، والصَّلاح، ودعوة الضَّلال ينشأ عنها الشر، والشُّبهات والانحرافات، وإلا هناك دُعاة ضلال كثير، وكلٌ سيُجازيه الله، بحسب ما ورَّث في الأُمَّة من خيرٍ أو شر، من دعا إلى الهدى كان لهُ من الأجر مثل آجار من تبعه، من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، نسأل الله العافية.
    ولكن الدعوة كما ذكرنا، تحتاج إلى علم، والعلم يحتاج إلى تعلٌّم، وتبصُّر، يحتاج إلى صبر، قال الله –سبحانه وتعالى- : بسم الله الرحمن الرحيم: (*وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لفي خسر* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ*) هذه الأمور الأربعة، هؤلاء ينجون من الخسار، الذين آمنوا، هذا هو العلم النَّافع، والعقيدة السَّليمة، وعملُ الصَّالحات، العلم لا ينفع بدون عمل، لابد من العمل مع العلم، وتواصوا الحق، ما يكفي الإنسان أن يكون متعلِّمًا، وعالمًا لنفسه، ومُهتديًا في نفسه، ما يكفي هذا، بل يجب أن يدعو الآخرين، ( تواصوا بالحق)، هذا هو الدعوة إلى الله –سبحانه وتعالى-، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، (وتواصوا بالصبر)، لأنَّ الذي يدعو إلى الحق يُؤذى، بل قد يُهدَّد، فيحتاج إلى الصبر، (وتواصوا بالصَّبر)، يصبرون على ما ينالوا، يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ
    هكذا كانت دعوة الشيخ تقوم على هذه الأساسات العظيمة، على العلم، وعلى العمل، وعلى الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعلى الصبر عليها، وعلى ما يترتَّب عليها من أذى الناس والمُعارضين، والمُعاندين، يحتاج إلى صبر، وإلا من لا صبر له، لا يستطيع الاستمرار، لا يستطيع الاستمرار في الدعوة والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، (* وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ* *وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ*) فدعوة الشيخ تتمثَّل هذه الصِّفات القُرآنيَّة، ولذلك نجحت، وأثمرت ولله الحمد،
    فالواجب القيام بهذه الدعوة، والاستمرار عليها، والصبر على ما يحصل بسببها، أو سبيلها، وهذه هي الأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، نسأل الله –عزَّ وجل- أن يجعلنا وإياكم من الداعين إليه على بصيرة، من المؤمنين أولًا، من المؤمنين الداعين إليه على بصيرة، وأن يرزقنا الله وإياكم الصبر والإخلاص، والجهاد في سبيله، الجهاد ليس مقصورًا على حمل السلاح، الجهاد يكون بالقلب، ويكون باللسان،ويكون بالسلاح، الجهاد أنواعٌ كثيرة، كلٌ يقوم بما يسَّر الله لهُ منه، ومن الجهاد القيام بالدعوة والصبر عليها، والاستمرار عليها، والثبات عليها، هذا من الصبر، ويحتاج إلى صبر.[موقع الشيخ صالح الفوزان]

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    أنّ تقرير التوحيد والعقيدة بعامة هو أولى الأولويات وأولى المهمات، وذلك لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعاذ بن جبل «إنك تأتي قوما أهل كتاب فليكمن أو لما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله» وفي رواية أخرى عند البخاري في كتاب التوحيد «فليكن أول ما تدعوهم إليه إلى أن يوحدوا الله» وعند مسلم في أول صحيحه «إلى أن يعرفوا الله» وهذا يدل على أن أولى الأولويات في الدعوة هو أن يدعا إلى التوحيد.
    والدعوة إلى التوحيد لابد فيها من ترتيب للأولويات في داخله.
    فإذن عندنا مسألتان في تفرد هذا المنهج:
    الأولى أن الدعوة إلى توحيد الله جل وعلا في ألوهيته وعبادة الناس للواحد الأحد دونما سواه، أن هذا هو منهج هذا الإمام المصلح في دعوته، فلم يبدأ دعوته بسلوكيات ولا بزهديات، ولم يبدأ دعوته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مسائل التي يقع فيها الناس من الذنوب العامة، ولم يبدأ دعوته بكذا وكذا، وإنما صبر وصبر سنين حتى يقرر توحيد العبادة وما يدل من حق الله في ربوبيته وفي أسمائه وصفاته جل وعلا.
    إذا تبين ذلك فإنّ التوحيد إذا كان هو أهم المهماتـ والتوحيد والعقيدة أولا لو كانوا يعلمون، فإن مسائل التوحيد تختلف أيضا في ترتيب أولوياتها، لهذا تجد أن الإمام في دعوته وفيما يقرره وفي رسائله، ما يقرره في كتبه وفي رسائله تجد أنه لا يجعل المسائل المتصلة بالعقيدة والتوحيد في مرتبة واحدة؛ بل أخّر بعض المسائل حتى اتضحت الدعوة وانتشرت، وبدأ بالمسائل العظيمة.
    المسألة العظيمة الأولى أن دعوة غير الله جل وعلا شرك، الاستغاثة بغير الله جل وعلا شرك، طلب المدد والحاجات من الأموات وشفاء الأمراض وجعل المخلوق له صفات الخالق أن هذا كفر وشرك.
    وأخر بعض المسائل في مثل بعض مسائل تقرير الصفات والرد على الأشاعرة، في بعض مسائل التوسل أخرها، في بعض مسائل التبرك لم يوردها، وذلك بيّن في منهجه.
    فإذن إذا قلنا التوحيد أولا وهو أهم المهمات، فليس معنى ذلك لأن يعطى الناس كل مسائل التوحيد دفعة واحدة، يعطى لقوم يجهلون الأصول وعندهم خلل في أصل التوحيد، عندهم وقوع في شركيات كبرى، فنبحث معهم مسألة التبرك بالصالحين، أو التبرك بالماء أو بالسؤر أو التمسح ببعض الصالحين الأحياء أو بعض تأويل الصفات أو نحو ذلك، ليس الأمر هكذا.
    الشيخ رحمه الله بدأ دعوته بشيء عظيم واضح؛ لأن حجة الخصم فيه هي أضعف ما يكون، ولو ركّز على بعض المسائل التي فيها من الكلام ما فيها، من النقول عن العلماء مثل مسائل التبرك أو مسائل التوسل أو بعض مسائل تأويل الصفات أو نحو ذلك، لترك العلماء في وقته الذين ناهضوه وآذوه لتركوا الكلام في المسائل المهمة وركزوا على هذه المسائل ليطعنوا فيه أو ليردوا عليه، فكان من الحكمة أنه أخذ بسنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أنه قرّر توحيد العبادة الأكبر.
    تعلمون مثلا مسائل الحلف بغير الله جل وعلا ما جاء تحريم ذلك إلا في المدينة، أما في مكة ما كان تحريم ذلك، فكان الرجل يحلف بأبيه ويحلف بالكعبة ويحلف ببعض الأشياء يعني غير الآلهة، ولكنه لم يُنْهَ عنه بعد ذلك، قوله ما شاء الله وشئت هذا إنما نهي عنه في المدينة في قصة مع اليهود مع بعض أحبار اليهود حيث قالوا لبعض الصحابة: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تنددون تقولون ما شاء الله وشاء محمد. فلما بلغ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك قال «قولوا ما شاء الله وحده» هذا كان في المدينة، المسألة عقدية كانت متصلة بالتوحيد؛ لكن لم تقرر في هدي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مكة.
    وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أخر الكلام عن كثير من هذه المسائل؛ بل إنه سئل عن بعض أشياء تنسب إليه استدل بها المعارضون فقال فيها: أقول سبحانك هذا بهتان عظيم. أنا ما قلت هذه الأشياء. التي تنسب إلي حتى قيل عنه إنه يقول لا أنكر التوسل بالصالحين وإنما أنكرت –هذا ثابت من كلامه- وإنما أنكرت ما أجمع العلماء عليه وهو دعوة غير الله معه.
    وهذا من الحكمة لأن التوحيد أولا؛ لكن ليست كل مسائل التوحيد في نفس المرتبة، يقول التوحيد أولا، لا يفهم منها الشباب والذين يدعون إلى منهج السلف الصالح أنك تأتي في كل مكان وفي كل بلد وفي كل مجلس، تأتي بكل مسألة في ذهنك أنها من التوحيد وتعرضها على أساس أنها من المهمات والمطالب في الاعتقاد، لا، لابد أن ينزل هذا بحسب تمكّن الدعوة من النفوس وعدم تمكنها، إذا كنا في قوم وثنيين في بلد من البلاد، أو في قوم يكون عندهم تقديس الأضرحة وعبادة غير الله والنذر لها والذبح والاستغاثة بالأموات ونحو ذلك، ومسائل البدع ووسائل الشرك يؤخر الكلام عنها حتى تتقرر هذه المسألة العظيمة؛ لأن الناس إذا كثر عليهم الكلام بعضه أنسى بعضا، مثل ما قالت عائشة رضي الله عنها: فإن كثير الكلام ينسي بعضه بعضا. هذا صحيح.
    فإذن منهج الإمام رحمه الله تعالى أن الدعوة إلى التوحيد أولا؛ ولكن هناك أولويات في مسائل التوحيد والعقيدة لابد أن ترتب، فليست كل المسائل في نفس المنزلة.
    كذلك إذا تكلمنا كما سيأتي في السنة والبدعة ليست مسائل السنة والبدعة في مرتبة واحدة، بعضها أغلظ من بعض، فلابد من التدرج في هذا الأمر؛ لأجل قبول الناس للحق في ذلك؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.[منهج الامام محمد بن عبد الوهاب فى العقيدة - للشيخ صالح ال الشيخ

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    المنتسبين إلى السنّة:فيظهر ضعف دعوتهم إلى التوحيد و مقتضيات التوحيد والكفر بالطاغوت والبراءة من الشرك وأهله
    وعدم الاهتمام ببيان التوحيد وإظهاره وانكار الشرك،،
    في الدروس والمحاضرات والمواعظ وخطب الجمعة والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وغيرها من وسائل الدعوة،
    إذ الموحد-يظهر اهتمامه بهذا الأصل في دعوته ظهوراً جلياً، لكونه لبّ الدعوة وأسّها،
    وما بُعث الأنبياء إلا لبيانه.
    الضعف يظهر في عدم الاهتمام به والاكتفاء بالمواضيع العامة التي يشترك في الاهتمام بها جميع الطوائف والنحل والفرق، مع مسيس الحاجة لبيان التوحيد لكثرة المخالفين ودعاة الباطل في هذه الأزمنة. فبعض الدعاة من المنتسبين إلى السنّة إذا سمعته في دروسه ومحاضراته
    لا يظهر لك من خلال دعوته الاهتمام إلا بما دون الاصل من الشعائر والعبادات ويترك الاصل الاصيل من الدعوة الى التوحيد ومقتضياته من البراءة وتكفير اهل الشرك فضلا عن جهادهم بالحجة والبيان
    لا يبدو لك منه اى اهتمام بأصل الدين
    بل كثير منهم بل كثير منهم يجعل المهتم بمنهج علماء الدعوة النجدية والبراءة من الشرك وأهله وتحقيق الكفر بالطاغوت من جنس فكر الخوارج المارقين -
    فالسِمَة التى تميز اهل التوحيد عن غيرهم هى الاهتمام بالتوحيد ومقتضياته علما وعملا- تحقيقا ودعوة

    الإسلام والإيمان كلما ظهر وقوى، كانت السنة وأهلها أظهر وأقوى


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    التوحيد هي أساس الإسلام وأساس الدين وهي أول ما أمر الله جل وعلا به عباده وبين سبحانه إنما خلقهم لها
    قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)،
    فما لم يتحقق التوحيد
    فلا فائدة في بقية الأعمال مهما كثرت لأن كل شيء يبنى على غير أساس فإنه ينهار
    ولذلك اهتم العلماء المحققون والدعاة المصلحون بهذه العقيدة دعوة وتعليما وعناية بها
    قبل غيره
    ا فأي دعوة لا تبنى على عقيدة التوحيد ولا تهتم بها فهي دعوة فاشلة ودعوة باطلة لأنها على غير أساس ...
    فالواجب الاهتمام بهذه العقيدة وتدريسها وتعليمها للناس ..
    ليس المقصود أن الإنسان يعبد ويجتهد في العبادة والعمل دون أن يعرف التوحيد ويخلص العبادة لله عز وجل
    وأعظم ما يخل بالعقيدة الشرك والعياذ بالله،
    (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)،
    (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
    اعظم مايخل بالعقيدة هو الشرك إما أن يبطلها إن كان شركا أكبر،
    وإما أن ينقصها إن كان شركا أصغر، ...
    قال صلى الله عليه وسلم:
    من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ، من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ،
    أي مردود عليه لا يقبله الله سبحانه وتعالى
    فالله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه من الشرك
    وصوابا على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم [الفوزان ]

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    قال الشيخ سليمان بن عبد الله:
    وإذا أراد الدعوة فليبدأ بالدعوة إلى التوحيد الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله إذ لا تصح الأعمال إلا به فهو أصلها الذي تبنى عليه ومتى لم يوجد لم ينفع العمل بل هو حابط إذ لا تصح العبادة مع الشرك كما قال تعالى [ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون].
    [ولأن معرفة معنى هذه الشهادة هو أول واجب على العباد فكان أول ما يبدأ به في الدعوة]. [شهادة أن لا إله إلا الله إذ معناها توحيد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه فلذلك جاء الحديث مرة بلفظ شهادة أن لا إله إلا الله ومرة إلى أن يوحدوا الله ومرة فليكن أول ما تدعوهم اليه عبادة الله. فإذا عرفوا الله، فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات وذلك هو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله الذي قال الله فيه [فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها] ومعنى الكفر بالطاغوت هو خلع الأنداد والآلهة التي تدعى من دون الله من القلب وترك الشرك بها رأسا وبغضه وعداوته ومعنى الإيمان بالله هو إفراده بالعبادة التي تتضمن غاية الحب بغاية الذل والانقياد لأمره وهذا هو الإيمان بالله المستلزم للإيمان بالرسل عليهم السلام المستلزم ولإخلاص العبادة لله تعالى وذلك هو توحيد الله تعالى ودينه الحق المستلزم للعلم النافع والعمل الصالح وهو حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وحقيقة المعرفة بالله وحقيقة عبادته وحده لا شريك له فلله ما أفقه من روى هذا الحديث بهذه الالفاظ المختلفة لفظا المتفقة معنى فعرفوا أن المراد من شهادة أن لا إله إلا الله هو الإقرار بها علما ونطقا وعملا خلافا لما يظنه الجهال أن المراد من هذه الكلمة هو مجرد النطق بها أو الإقرار بوجود الله أو ملكه لكل شيء من غير شريك فإن هذا القدر قد عرفه عباد الأوثان وأقروا به فضلا عن أهل الكتاب ولو كان كذلك لم يحتاجوا الى الدعوة اليه وفيه دليل على أن التوحيد الذي هو إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه هو أول واجب فلهذا كان أول ما دعت اليه الرسل عليهم السلام كما قال تعالى [وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون]

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    بارك الله فيكم، أنتم طلاب علم وأنتم حلقة وصل لعامة الناس، وقدوتنا صحابة النبي رضي الله عنهم. حتى تبينوا الطريق الصحيح من خلال الكتاب والسنة.
    نحتاج لنشر التوحيد فقد كثرت فتن الشبهات والتي تمس عقيدة التوحيد، والتلبيس على الناس من طاقة و روحانيات وتأليه الإنسان نفسه والعياذ بالله، كما ظهرت الانميات و المنتشره عبر برامج الحاسب وحتى الهواتف الذكية التي كانت للمراهقين والآن للاطفال لتعلمهم وبصريح العبارة أن الشيطان يظهر لك بصوره وسيمه وتدعو إلى الاستعانه بالشيطان ويقوم بخدمتك مقابل ميثاق بينك وبينه وأنه كذلك يكون لك خادما في الجحيم!!!
    أصدقكم القول، في دورس التوحيد عندما أربط بعض صور الشرك بالواقع الذين نعيش فيه، أجد تفاعلا من المتعلمات وكأنهن للتو أدركن أن ما يحدث يمس العقيدة!!!
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مقامات الموحدين فى تحقيق التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    كما ظهرت الانميات و المنتشره عبر برامج الحاسب وحتى الهواتف الذكية التي كانت للمراهقين والآن للاطفال لتعلمهم وبصريح العبارة أن الشيطان يظهر لك بصوره وسيمه وتدعو إلى الاستعانه بالشيطان ويقوم بخدمتك مقابل ميثاق بينك وبينه وأنه كذلك يكون لك خادما في الجحيم!!!
    بارك الله فيك
    الأنمي " كلمة يابانية تعني نوعا معينا من الرسوم المتحركة ، أو تقنية محددة لصنع الرسوم المتحركة ، وتسمى بالإنجليزية (animation)، تعتمد كثير من لقطاتها على تقريب وتبعيد لصورة جامدة واحدة لمنح وهم الحركة ، في حين أن الرسوم المتحركة التقليدية تعتمد على مئات الصور التي تختلف عن بعضها لتشكل لقطة حركية واحدة .
    فالحديث عن " الأنمي " ، " " أو الرسوم المتحركة المتعارضة مع العقيدة الإسلامية كإحياء الموتى ، والسحر ، وعلم الغيب ونحو ذلك لا يجوز مشاهدتها ويحرم مشاهدة البرامج والافلام المشتملة على السحر ، أو عقائد ، أو أعمال كفرية باطلة
    فاذا كان مضمون الفلم مخلا بالشريعة الإسلامية ؛ كأن يشتمل على مايناقض أصول الإسلام وعباداته وأخلاقه وآدابه ويفضي إلي فساد المعتقد وهدم الأخلاق وكسر حاجز الحياء ، واستمراء المحرم والتهوين من شأنه ، والاشتغال بالباطل
    فأي فيلم اشتمل على شيء من ذلك فهو محرم لايجوز إعداده ولا الاتجار به ولامشاهدته ،
    لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، والرضى بالمنكر وإقراره ، والغش للنفس والأهل وعموم المسلمين.
    قال الشيخ عبد الرحمن البراك
    قال الله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً}
    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"
    [رواه مسلم].
    وما ذكر مما يعرض في بعض أفلام كرتون من أعمال سحرية وتخييلات وتوهيمات مضللة،
    فإن عرضها من ترويج الباطل ونشر المنكر،
    وعلى هذا فلا تجوز مشاهدتها للفرجة ولا السماح للأطفال بذلك،
    ومشاهدة هذه الأفلام تغرس في عقولهم التصديق بهذه الخرافات التي لا حقيقة لها.
    وهذا الباطل يشترك في إثمه المخترعون لفكرته،
    والمخرجون لفقراته،
    والمروجون له بالعرض والدعاية،
    وعلى كل من هؤلاء وأولئك مثل آثام من ضللوا عقولهم وزينوا لهم مشاهدة هذا الباطل.
    فيجب على من لديه قدرة أن يمنع ترويج هذه الأفلام،
    كما يجب الحذر والتحذير من مشاهدتها قياماً بما أوجب الله من إنكار المنكر
    وصيانة لعقول الناس ودينهم من التصديق بالسحر،
    فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "‏ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر‏"
    [رواه الإمام أحمد في مسنده].
    ومع ذلك فيخشى على مشاهدي هذه الأفلام المشتملة على الأعمال السحرية ألا تقبل لهم صلاة أربعين يوماً،
    لما جاء في الحديث الصحيح:
    "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً"
    [رواه مسلم]،
    فالمشاهد قد يقال إنه كالسائل للساحر أو الكاهن، فالحذر الحذر من الانجرار والاغترار بهذه البرامج المضللة المفسدة للعقل والدين، نسأل الله العفو والعافية،
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •