ضمير الإفراد والجمع عندما يعود على الله تعالى


خلدون مخلوطة




لفتة قرآنية جميلة

عندما نقرأ القرآن الكريم نجد أحيانا بعض الضمائر تعود على الله تعالى بصيغة الإفراد ، وبعضها يأتي بصيغة الجمع ، والقاعدة في هذا هي على النحو الآتي :

1- في كل أمر يخبرنا به الحق سبحانه يتعلق بتوحيد الله وعبادته يأتي بلفظ المفرد .

ومن ذلك الآيات الآتية :

قوله تعالى : ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ )

وقوله تعالى : ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )

2-عندما يخبرنا الله تعالى عن "فعل ما" أو خلق" يأتي في الغالب بقوله "إنا" أو يستخدم "نون العظمة" ولعل ذلك لحكمتين :

أ*- إضفاء الشعور بالإجلال والتعظيم لله تعالى عندما تقرأ عن أمر يخبرك به الحق سبحانه وتعالى .

ومن ذلك الآيات الآتية :

قوله تعالى : ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)

وقوله: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )

وقوله : ( ووَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً )

وقوله : (فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ )

وقوله : ( فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنالَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ ) .

ب*- إشارة إلى أن هناك صفات تتعلق بالله تعالى يقتضيها هذا الفعل وهذا الخلق، وذلك حتى نفهم أن الفعل من الله ليس وليد علمه سبحانه وحده ، ولا قدرته وحدها ولا إرادته وحده ولا حكمته وحدها ولا رحمته وحدها وإنما كل فعل من أفعال الله تكاملت فيه صفات الكمال المطلق لله من علمه وإرادته وقدرته .

ومن ذلك الآيات الآتية :

قوله تعالى : ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ )

وقوله : ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ )

#ملاحظة_مهمة :

إن الله سبحانه وتعالى في كل موطن في القرآن الكريم وبلا استثناء إذا استعمل ضمير التعظيم لابد من أن يأتي بعده بما يدل على الإفراد حتى يزيل أي شك من شائبة الشرك .

ومن ذلك الآيات الآتية :


قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)

وقوله : (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً * وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً )