الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
قيل قديماً : ( الحق ما شهدت به الأعداء ) ، وهذه شهادة موثقة بالصور تدل على كيفية حجاب (تاج) المرأة المسلمة في العالم الإسلامي باختلاف مذاهبه ومشاربه قبل سقوط الدولة العثمانية أطرح هذه الشهادة استكمالاً لما طرحته الدكتورة أميمة الجلاهمة من دليل تاريخي في مقالها :
هذه الفتاة تاج انتصارنا ..!!
من جانب آخر وهو شهادات المستشرقين المكتوبة والمصورة عن حجاب المرأة المسلمة في تلك الحقبة :
(1)
هذا وصف لحجاب النساء قديماً في مصر تصفه صوفيا بول أخت المستشرق إدوارد لين بول في كتابها الذي دونت فيه مشاهداتها في مصر من عام 1842 ـ 1846 م ، مرفق به صور موثقة لشكل الحجاب مرسومة بريشة أخيها المستشرق إدوارد لين بول .
الاسكندرية يوليو 1842م :
( وبطبيعة الحال جذبت المرأة المحجبة انتباهي بقناعها الداكن الذي يخفي كل جاذبية سوى نوع من الجلال في الهيئة )
(2)
وهنا تصف صوفيا ارتداءها الحجاب ـ اضطراراً ـ فور وصلهن بولاق ميناء القاهرة الرئيسي ، وقد تطرقت للإشارة لكيفية حجاب التركيات :
القاهرة يوليو 1842م /
( وعند وصولنا اضطررت أنا وزوجة أخي أن نرتدي الملابس الشرقية ؛ وجدنا هذا التبديل صعباً للغاية ، وعند اتمامه شعرنا باختناق لا يمكن أن ننساه .
تخيلي أن الوجه يسدل عليه بإحكام خمار من الموسلين المزدوج في الجزء الأعلى منه ، ولا يظهر سوى العينين . وفوق رداء حريري ملون غطاء من الحرير الأسود ، يحيطني من كل جهة ، كنت مكبلة تماماً باستثناء عينيّ اللتين نظرتا بفزع إلى العتبة العالية التي يجب أن أتسلقها وإلى الحمار الواقف فوقها الذي يجب أن أمتطيه ... ( انظر الصورة2 )
ولو كان باستطاعتي الوصول إلى بغيتي دون لبسه ، لكنت فعلت ولكنه من المستحيل أن أقتحم حريم النساء بملابس افرنجيه ؛ علاوة على علمي أن المسلم يعتقد أن اللعنة تحل على " الرائي والمرئي " لهذا أنا حريصة ألا أعرّض أي مار في الطريق لما يعتبره خطيئة ، أو أعرض انفسنا للقذف واللعنات .
ولقد شرح أخي في كتابه " المصريون المعاصرون " الطريقة التي ترتدي بها نساء مصر الحبرة ، كما أوضح أن السيدات التركيات يشبكنها من الأمام ظناً منهن أنه لا يليق أن تبدو السبلة أو القميص الملون من تحتها ) .
(3)
القاهرة نوفمبر 1842 م :
(أما ملابس النساء وخصوصاً من الطبقة الراقية فتبدو غريبة جداً بالنسبة للأجانب من الأوربيين.
وعند الخروج يختفي الفستان الفاخر الذي يلبس في البيت تحت خمار فضفاض من الحرير يدعى " الثوب " وغطاء حريري واسع أسود اللون " الحبرة " يكاد يلتف حول الجسد كله ؛ ويستعاض عنه في حالة غير المتزوجات بغطاء حريري أبيض ، أما البرقع فمن القماش الرقيق الأبيض وهو ضيق العرض ، ويصل من العينين إلى قرب القدمين . ( انظر الصورة 1 )
إلى أن قالت :
وترتدي نساء الطبقة الدنيا إما برقعاً أسود اللون ـ أراه اكثر جمالاً من الأبيض ـ .. ، أو يجذبن طرف خمار الراس على الوجه بحيث لا تظهر سوى عين واحدة ).
.
.
وأترك لكم التأمل والتعليق ..
/
* أشارت صوفيا للحجاب في أكثر من موضع في كتابها .. وهناك صور أخرى أيضاً في نفس الكتاب ..
اكتفيت بإيراد ما سبق منعاً للإطالة .