رمضان مدرسة تربوية



بقلم: سيف الله داود عمران ملاسا

لقد تميز شهر رمضان عن غيره من الشهور لا بمجرد احتوائه على مختلف أنواع العبادات من الفرائض والنوافل كالصوم والصلاة والزكاة وتلاوة القرآن فكان كذلك مدرسة تربوية ترفع مستوى إيمان الصائم وتشعره بحقيقة الدنيا وأنه يستطيع أن يعيش سعيدا بالقليل من الأمتعة الدنيوية بالإضافة إلى إشعاره بحال الفقراء والمساكين فيشكر الله على ما أنعم عليه ويدفعه إلى الإحسان إليهم كما تعلمه الصبر على الطاعة والمعصيةِ وتعلمه حسن التعامل مع الناس.

فمن تخرج من هذه المدرسة خالي الوفاض، لم يزد إيمانًا وخلقا حسنا وعبرا ولم يرتفع مستوى تقواه وصبره ولم يتطهر من أوساخ الذنوب والمعاصي والرذائل فقد فاته خير كثير وأجر غفير وخسر خسرانا مبينا. كمن أفنى عمره في جامعة أو مدرسة ثم آن وقت التخرج فتخرج دون الحصول على الشهادة. فلا بد لنا من أن نستفيد من دروس هذا الشهر فنطبقها في أنشطتنا اليومية كما يجب الاستمرار في التحلي بالتي تحلينا بها خلال الشهر من صوالح الأعمال والعبادات فرائضها ونوافلها والاتصاف بما اتصفنا بها في الشهر من فضائل الأخلاق ونتخلى عن التي تخلينا عنها في الشهر من المعاصي والفواحش والرذائل.

فمن المؤسف أن نرى أناسا يتركون الآثام والذنوب التي كانوا يقترفونها من قبل في رمضان فعندما أدبر الشهر عادوا إلى ما كانوا عليه من قبل، حيث جعلوا طاعة الله واجتناب نواهيه محصورين في شهر رمضان، وهناك طائفة أخرى لا يتركون شيئا في هذا الشهر غير الطعام والشراب. يا عبد الله لا يريد ربك بهذا الصوم تعذيبك بالإيجاع والتعطيش إنما جعله فرصة مهمة لترفع مستوى تقواك وربانيتك ولتتدرب على الصبر الذي يوفى من تحلى به أجره بغير حساب والخصال النبيلة والرحمة بالآخرين، مستمرا في ذلك. فلا تضع هذه الفرصة الثمينة فيما يضرك ولا ينفعك. فكما تمسك عن الطعام والشراب والجماع أمسك عن المحرمات والفواحش والمنكرات واجعلها في صندوق القمامة ولا ترجع إليها أبدا لتكون ممن يدخل الجنة من باب الريان.