تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فوائد متفرقة من مصنفات العلامة السعدي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي فوائد متفرقة من مصنفات العلامة السعدي

    فوائد متفرقة من مصنفات العلامة السعدي (1)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ



    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه فوائد متفرقة من مصنفات العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي, رحمه الله, أسأل الله أن ينفعني وجميع القرّاء بها.
    راحة القلب وسروره أسباب لا تجتمع كلها إلا للمؤمنين:
    راحة القلب وزوال همومه وغمومه هو المطلب لكل أحد, وبه تحصل الحياة الطيبة ويتم السرور, والابتهاج, ولذلك أسباب دينية, وأسباب طبيعية, وأسباب علمية, ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين, وأما من سواهم فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالاً ومالاً
    من أسباب صفاء القلب ونقائه:
    من أخلص أعماله كلها لله, ونصح في أموره كلها لعباد الله, ولزم الجماعة بالائتلاف, وعدم الاختلاف, صار قلبه صافياً نقياً, وصار لله ولياً, ومن كان بخلاف ذلك, امتلأ قلبُهُ من كلِّ آفةٍ وشر, والله أعلم.
    القلب الصحيح:
    القلب الصحيح: هو الذي عرف الحق واتبعه, وعرف الباطل وتركه.
    بركة المال ومحقه:
    من البركة: التَّهني بالمال, وبذله فيما يقرب إلى الله, وأن يكون زاداً لصاحبه إلى الجنة,
    ومن محق البركة: أن يشغله عن طاعة الله, ولا يتهنى فيه, وأن يبذله فيما حرم الله, وأن يكون خزياً له في الدنيا والآخرة
    بركة الرزق:
    أول بركة الرزق: أن يكون مؤسساً على التقوى, والنية الصالحة, ومن بركة الرزق: أن يوفق العبد لوضعه في مواضعه الواجبة والمستحبة, ومن بركة الرزق: أن لا ينسي العبد الفضل في المعاملة, كما قال تعالى: ﴿ { وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ } ﴾ [البقرة:237] بالتيسير على المُوسرين, وإنظار المعسرين, والمحاباة عند البيع والشراء, بما تيسر من قليل أو كثير, فبذلك ينال العبد خيراً كثيراً.
    بركة الله لا نهاية لها, وجوده لا حد له:
    بركة الله لا نهاية لها, وجوده لا حد له, والقليل إذا بارك فيه صار كثيراً, ولا قليل في نعم ربنا, فله الحمد والشكر بجميع أنوعهما حمداً على ما له من أنواع الكمالات, وشكراً على ما أسدى إلى الخلق من الإفضالات والهبات, بالقلب واللسان والجوارح, كثيراً طيباً مباركاً فيه.
    أشياء مجربة:
    * الصدقة لله التي في محلها لا تنفد المال قطعاً, ولا تنقُصُهُ بنصِّ النبي صلى الله عليه وسلم وبالمشاهدات والتجربات المعلومة, هذا كله سوى ما لصاحبها عند الله من الثواب الجزيل, والخير والرفعة.
    * العاقل يسعى في طلب الرزق بما يتضح له أنه أنفع له وأجدى في حصول مقصوده, ولا يتخبط في الأسباب خبط عشواء, لا يقر له قرار, بل إذا رأى سبباً فتح له باب رزق فليلزمه, وليثابر عليه, وليجمل في الطلب, ففي هذا بركة مجربة.
    * كم من إنسان كان رزقه مقتراً فلما كثرت عائلته والمتعلقون به وسع الله له الرزق من جهات وأسباب شرعية قدرية إلهية...وكل هذا مجرب مشاهد.
    * وهذا مشاهد مجرب, إذا أحب العبد أهل الخير رأيته منضماً إليهم, حريصاً على أن يكون مثلهم, وإذا أحب أهل الشر انضم إليهم, وعمل بأعمالهم.
    * تعلق القلب بالله وحده, واللهج بذكره, والقناعة, أسباب لزوال الهموم والغموم, وانشراح الصدر, والحياة الطيبة, والضد بالضد, فلا أضيق صدراً, ولا أكثر هماً ممن تعلق قلبه بغير الله, ونسي ذكر الله, ولم يقنع بما آتاه الله, والتجربة أكبر شاهد
    الأسباب التي تدفع الهموم وتجلب السرور:
    أعظم الأسباب لذلك وأسَّها هو: الإيمان والعمل الصالح, قال تعالى: ﴿ { مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّه ُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّه ُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ} ﴾ [النحل:97] فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح, بالحياة الطيبة في هذه الدار, وبالجزاء الحسن في هذا الدار, وفي دار القرار .وسبب ذلك واضح فإن المؤمنين بالله الإيمان الصالح, المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة, معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج, وأسباب القلق والهم والأحزان .يتلقون المحاب والمسار بقبول لها, وشكر عليها, واستعمال لها فيما ينفع, فإذا استعملوها على هذا الوجه, أحدث لهم من الابتهاج بها, والطمع في بقائها وبركتها, ورجاء ثواب الشاكرين,...ويتلق ون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته وتخفيف ما يمكن تخفيفه, والصبر الجميل لما ليس لهم عنه بد, وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعة, والتجارب والقوة, ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أموراً عظيمة تضمحل معها المكاره.
    ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق: الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف...وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها, ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب, ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابه فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير.
    ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب, واشتغال القلب ببعض المكدرات: الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة, فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه.
    ومما يدفع به الهم والقلق اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر, وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل, وعن الحزن على الوقت الماضي...فيكون العبد ابن يومه, يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر.
    ومن أنفع الأشياء في هذا الموضع استعمال ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال: ( انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) فإن العبد إذا نصب عينيه هذا الملحظ الجليل, رآه يفوق قطعاً كثيراً من الخلق في العافية وتوابعها, وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال, فيزول قلقه وهمه وغمه ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله التي فاق فيها غيره ممن هو دونه فيها.
    التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة, فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم, ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها حتى ولو كان العبد في حال فقر أو مرض أو غيرهما من أنواع البلايا فإنه إذا قابل بين نعم الله عليه التي لا يحصى لها عد ولا حساب وبين ما أصابه من مكروه لم يكن للمكروه نسبه
    ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته الإكثار من ذكر الله, فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته, وزوال همه وغمه, قال تعالى: ﴿ { أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ} ﴾ [الرعد:28]
    ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به: ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري, وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي, وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي, واجعل الحياة زيادة لي في كل خير, والموت راحة لي من كل شر)
    وكذلك قوله: ( اللهم رحمتك أرجو, فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين, وأصلح لي شأني كله, لا إله إلا أنت)
    ومن أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبية, بل وأيضاً للأمراض البدنية: قوة القلب, وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة, لأن الإنسان متى استسلم للخيالات, وانفعل قلبه للمؤثرات, من الخوف من الأمراض وغيرها, ومن الغضب والتشويش, ومن توقع حدوث المكاره وزوال المحاب, أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية, والانهيار العصبي الذي له آثاره السيئة التي قد شاهد الناس مضارها الكثيرة. ومتى اعتمد القلب على الله, وتوكل عليه, ولم يستسلم للأوهام, ولا ملكته الخيالات السيئة, ووثق بالله وطمع في فضله, اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم, وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية, وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه...فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام ولا تزعجه الحوادث لعلمه أن ذلك من ضعف النفس, ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له.
    زيارة النساء للقبور, ولقبر النبي صلى الله عليه وسلم:
    يحرم على النساء زيارة القبور,...واستثنى العلماء قبر النبي صلى الله عليه وسلم, وقبري صاحبيه, فقالوا: يباح لهن زيارته, وقد تعبنا بطلب الدليل على استثنائه, فلم نجد لذلك دليلاً.
    المسلمون أصبر الخلق على المصيبات:
    المسلمون...أصبر الخلق على المصيبات, وأعظمهم سعياً في جميع الأسباب النافعات, وليسوا كمن صرف جميع همته في السلامة من الأمراض البدنية والفقر, ولا يبالي بدفع الأمراض الروحية التي هي أشد فتكاً وأعظم هلاكاً وأدوم شقاءً ,وهي أمراض القلوب, ولا في دفع الفقر الحقيقي وهو الإفلاس من الباقيات الصالحات, فهل ينفع إصلاح الأبدان فقط مع فساد القلوب؟ وهل يفيد إصلاح الدنيا فقط مع تخريب الآخرة؟ فالمسلمون بالمعنى الحقيقي يقومون بعبودية الله التي خلقوا لأجلها, ويستعينون بما في هذه الدنيا على هذا المطلوب...فهم أطيب الخلق نفوساً وأغناهم قلوباً وأشكرهم لله عند النعم والمحبوبات وأصبرهم عند البلايا والمكروهات
    الحدود الشرعية كفيلة بردع المجرمين وتقليل الجريمة:
    من زعم أن شيئاً من الأدلة العقلية التي يسميها العقلاء تخالف ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو مغتر وليأت بمثال واحد ولن يستطيع ذلك, نعم قد يأتي بنظريات وخيالات إذا حققت عقلاً وجدت جهليات وضلالاً مبيناً, مثل قول كثير من الملحدين: إن العقوبات والحدود التي جاء بها دين الإسلام غير لائقة ولا مناسبة للقوانين, والأحسن عندهم أن يستبدل بها الحبس والغرامة المالية.
    وهذا سفسطة ومكابرة للواقع, فإن القوانين التي يسنها الملحدون ومن قلدهم على الجرائم لم تغن شيئاً, وظهر نقصها وفشلها العظيم, وأنه لا أثر لها في ردع المجرمين, وأن السبب الوحيد لردع كل مجرد تطبيق الحدود الشرعية والعقوبات الدينية فهي الكفيلة بردع المجرمين, وهي عقوبات ونكال وموعظة لو طبقت في قطر من الأقطار لصلحت أحوالهم وقلَّ الجناة والمجرمون, وحصل الأمن على الدماء والأموال والأعراض, لأنها تشريع من حكيم بأحوال العباد وما يصلحهم ويقيهم الشرور.
    الحريات إذا لم تقيد بالقيود الشرعية أدت إلى انحلال أخلاق الناس
    ومثل قول كثير من الماديين الملحدين ومن قلدهم تقليداً أعمى: أنه يجب أن تكون الأفكار حرة وأن لكل أحد حريته في الرأي الذي يرتئيه والاقتراح الذي يبديه على أي حال يكون. وهذا قد ظهر أيضاً ضرره العظيم, وإن حرية الأفكار وإعطاء كل أحد حريته فيها قد تبين أنها السبب في الفوضوية وأنها أعظم من حرية الأفعال بل أصلها, فإنه متى أعطي الناس حريتهم فيها انحلت أخلاقهم وعقائدهم...وهذا هو الواقع في كل قطر أطلقت فيه الحريات ولم تقيد بالقيود الشرعية العقلية.
    أخذ الحذر من الأعداء بجميع الوسائل
    قال تعالى: { وخذوا حذركم } فهذا يتناول الأمر بإعداد المستطاع من القوة العقلية والسياسية والمادية والمعنوية, وأخذ الحذر من الأعداء بكل وسيلة وبكل طريق, فجميع الصناعات الدقيقة والجليلة والمخترعات والأسلحة والتحصنات داخلة في هذا العموم
    الفرج مع الكرب, والشدة لا تدوم:
    الله تعالى قدر من ألطافه وعوائده الجميلة أن الفرج مع الكرب, وأن مع اليُسر مع العسر, وأن الضرورة لا تدوم فإن حصل مع ذلك قوة التجاء وشدّة طمع بفضل الله ورجاء وتضرع كثير ودعاء, فتح الله عليهم من خزائن جوده ما لا يخطر بالبال
    الثقافة الصحيحة والتهذيب النافع هو ما جاء به الدين الإسلامي
    ومما يروج به المنحرفون باطلهم لهجهم الشديد بالثقافة العصرية زاعمين أن الأخلاق لا تتهذب ولا تتعدل إلا بها, ويطنبون في مدحها ومدح المثقفين فيها وفي ذم من لم تكن له هذه الثقافة والسخرية بهم, وهم يفسرونها تفاسير متباينة منحرفة, كل يتكلم بما يخطر له, لأن العلوم إذا كانت فوضى والأخلاق تتبعها هكذا يكون أهلها لا يتفقون في آرائهم ونظرياتهم على شيء.
    والثقافة الصحيحة والتهذيب النافع هو ما جاء به الدين الإسلامي الذي هذب العقائد عن الشرك والوثنيات, وهذب الأخلاق عن كل خلق رذيل, وهذب الأعمال والآداب حتى استقامت بها الأمور وصلحت بها الأحوال, وجمعت بين الدين والدنيا, وبين تقويم المعنويات النافعة والماديات المعنية عليها.
    وذلك أن المشاهدة شاهدة بما ذكرنا, فإن العلوم العصرية والمخترعات مع توسعها وتبحرها حيث كانت خالية من الدين, عجزت كل العجز عن إصلاح الأخلاق واكتسابها للفضائل الصحيحة, وعن ترفعها عن الرذائل, وإنما الذي يتكفل بهذا الإصلاح ويتولى هذا التهذيب النافع ويوجه إلى كل خير ويزجر عن كل شر هو دين الإسلام, فإنه مصلح للظاهر والباطن, لأمور الدين والدنيا.
    من محاسن الإسلام
    الإسلام...ما من صلاح تسرب إلى أمة من الأمم إلا أوصله ومنبعه هذا الدين القويم, وإذا أردت أن تعرف مقداره فزنه بالميزان الصحيح والعقل الرجيح بكل دين خالفه, تجد أن لا نسبة بينها وبينه بوجه من الوجوه.
    الاختلاف الظاهر سبب لاختلاف الباطن:
    قال صلى الله عليه وسلم: {لا تختلفوا فتختلف قلوبكم} فأخبر أن الاختلاف الظاهر سبب لاختلاف الباطن....وتواتر عنه صلى الله عليه وسلم النهي عن الخروج على ولاة الأمر والسمع والطاعة لهم, وإن ظلموا وعصوا, وما ذاك إلا لما في الخروج عليهم من الشر العظيم
    وقد أمر الله ورسوله باجتماع المسلمين في كثير من العبادات كالحج والأعياد والجمعة والجماعات لما في اجتماعهم من التوادد والتواصل وعدم التقاطع
    فوائد مختصرة
    * الضحك في محله محمود, وهو دليل على حسن الخلق, ولين الجانب, كما أنه في غير محله دليل على قلة العقل.
    * بركة الله لا يعدلها شيء, وليس لها منتهى.
    * الصدقة...تدفع بلاء الدنيا والآخرة.
    كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
    المراجع: كتب الشيخ التي تم الرجوع إليها:
    ** بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخبار
    ** الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
    ** شرح عمدة الأحكام
    ** التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية
    ** تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي
    ** القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن
    ** الرياض الناضرة

    ** المواهب الربانية من الآيات القرآنية
    ** الدلائل القرآنية
    ** رسالة: في الحث على اجتماع كلمة المسلمين
    ** رسالة: محاسن الإسلام








    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,451

    افتراضي رد: فوائد متفرقة من مصنفات العلامة السعدي

    فوائد متفرقة من مصنفات العلامة السعدي (2)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه فوائد متفرقة من مصنفات العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي, رحمه الله, أسأل الله الكريم أن ينفعني وجميع القرّاء بها
    شجرة الإيمان:
    الإيمان شجرة أصلها الاعتقادات السلفية, وأسّها وأصلها الإخلاص لرب البرية, وساقها الأخلاق الجميلة, والأعمال الصالحة, والأقوال السديدة.
    من أسباب العشرة الطيبة بين الزوجين:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه: {لا يفرك مؤمن مؤمنة, إن كره منها خُلُقاً, رضي منها آخر} رواه مسلم
    هذا الإرشاد من النبي صلى الله عليه وسم للزوج في معاشرة زوجته من أكبر الأسباب والدواعي إلى حسن العشرة بالمعروف, فنهى المؤمن عن سوء عشرته لزوجته, والنهي عن الشيء أمر بضدهِ, وأمره أن يلحظ ما فيها من الأخلاق الجميلة, فإن الزوج إذا تأمل ما في زوجته من الأخلاق الجميلة, والمحاسن التي يحبها, ونظر إلى السبب الذي دعاه إلى التضجر منها وسُوء عشرتها, رآه شيئاً واحداً أو اثنين مثلا! وما فيها مما يحب أكثر, فإذا كان منصفاً, أغضى عن مساويها, لاضمحلالها في محاسنها, وبهذا: تدوم الصحبة, وتُؤدى الحقوق الواجبة والمستحبة, وربما أن ما كره منها تسعى بتعديله أو تبديله.
    وأما من أغضى عن المحاسن ولحظ المساوى- ولو كانت قليلة – فهذا من عدم الإنصاف, ولا يكاد يصفو مع زوجته.
    احتساب الزوجة في طاعة الزوج وخدمته:
    وينبغي أن تحتسب الأجر عند الله في طاعة الزوج, وخدمته, وإدخال السرور عليه, وخصوصاً إذا كَبِرَ, أو مرض, مع ما لها من الخير العاجل في ذلك, قال الله تعالى: {فَالصَّالحات قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ }[النساء:34]
    البشرى للمؤمن في الدنيا والآخرة:
    «عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله أرأيت الرجل يعملُ العمل من الخير, ويحمده أو يحبه الناس عليه ؟قال: (تلك عاجل بشرى المؤمن)» [مسم]أخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن آثار الأعمال المحمودة المعجلة أنها من البشرى فإن الله وعد أولياءه وهم: المؤمنون المتقون بالبشرى في هذه الحياة وفي الآخرة. والبشارة: الخبر أو الأمر السارَّ الذي يعرفُ به العبدُ حسن عاقبته, وأنه من أهل السعادة, وأن عمله مقبول.
    أما في الآخرة, فهي البشارة برضا الله وثوابه, والنجاة من غضبه وعقابه, عند الموت, وفي القبر, وعند القيام إلى البعث, يبعث الله لعبده المؤمن في تلك المواضع بالبشرى على يدي الملائكة, كما تكاثرت بذلك نصوص الكتاب والسنة, وهي معروفة.
    وأما البشارة في الدنيا التي يعجلها الله للمؤمنين- نموذجاً وتعجيلاً لفضله, وتعرفاً لهم بذلك وتنشيطاً لهم على الأعمال- فأعظمها: توفيقه لهم للخير, وعصمتُه لهم من الشِّر, كما قال صلى الله عليه وسلم: ( أما أهل السعادة, فييسَّرون لعمل أهل السعادة) فإذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرةً له, مسهّلةً, ومحفوظاً بحفظ الله عن الأعمال التي تضُرُّه, كان هذا من البشرى التي يَستدلُّ بها المؤمن على عاقبة أمره, فإن الله أكرمُ الأكرمين, وأجودُ الأجودين, وإذا ابتدأ عبده بالإحسان أتمَّهُ.
    ومن ذلك...إذا عمل العبدُ عملاً من أعمال الخير...وترتب على ذلك محبة الناس له, وثناؤهم عليه, ودعاؤهم له, كان هذا من البشرى أن هذا العمل من الأعمال المقبولة, التي جعل الله فيها خيراً وبركة.
    ومن البشرى في الحياة الدنيا: محبةُ المؤمنين للعبد, لقوله تعالى: { إنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمـنُ وُدًّا } [مريم:98] أي: محبة منه لهم, وتحبيباً لهم في قلوب العباد.
    ومن ذلك: الثناء الحسن, فإن كثرة ثناء المؤمنين على العبد شهادة منهم, والمؤمنون شهداء الله في أرضه.
    ومن ذلك الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له, فإن الرؤيا الصالحة من المبشرات
    ومن البشرى: أن يقدر الله على العبد تقديراً يحبُّهُ أو يكرهُهُ, ويجعل ذلك التقدير وسيلة إلى صلاح دينه, وسلامته من الشرِّ.
    وأنواع ألطاف الباري لا تُعدُّ ولا تُحصى ولا تخطرُ على البال, ولا تدور في الخيال.
    مراتب الدعوة إلى الله:
    قال تعالى: {ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ} [النحل:125] وهذه مراتب الدعوة إلى الله تعالى:
    فالدعاء بالحكمة لمن معه فهم وحسن قصد, فيكفي في دعوته أن يبين له الحق, لأن معه ما معه من الرغبة يدعوه إلى فعل ما أمر الله به وترك ما نهى عنه.
    والدعاء بالموعظة الحسنة يكون لمن معه شهوة وإعراض, فإنه يبين له الحق, ويرغب ويرهب, فلا يكفى فيه مجرد تبين الحق, لأن داعي الشهوة يمنعه من اتباع ما أمر به, فإذا قوبل بالترغيب والترهيب, كان أبلغ وأنجح.
    والمجادلة بالتي هي أحسن تكون للمعارض – والعياذ بالله من ذلك – فهذا لا ينفع فيه الوعظ ولا التذكير, فيجادل بالتي هي أحسن.
    الذنوب سبب العقوبات في الدنيا والآخرة:
    قوله صلى الله عليه وسلم: « يا أمة محمد ! والله ما من أحدٍ أغير من الله أن يزني عبده, أو تزني أمته» ففي هذا: بيان أن سبب العقوبات في الدنيا والآخرة هي الذنوب, فبين غيرة الله تعالى إذا انتهكت محارمه التي من أعظمها الزنا, فإنه غالباً لا يمهل صاحبه, والله تعالى غيور.
    التعزية:
    يستحب تعزية المصاب بالميت, والتعزية ليست كما يظن بعض العوام أنها مجرد قول: (أعظم الله أجرك, وأحسن عزاك, وغفر لميتك) بل هي كما قال أبو الوفاء بن عقيل, قال رحمه الله كلاماً معناه: إن التعزية هي أن تأتي إلى قلب قد هدته المصيبة وغيرته, فلا تزال تلقي عليه من الآيات والأحاديث والترغيب والترهيب حتى ترده إلى الحق, فهذه التعزية حقاً, سواء كانت مشافهة, أو بكتابة إذا كان بعيداً. وأما يفعله بعض الناس اليوم, بل كلهم إلا النادر, فليست بتعزيةٍ, وهي لتهييج الأحزان أقرب منها للتعزية
    مراعاة المصالح وتقديم الراجح منها:
    كان الشيخ عبدالله أبا بطين يرى فطره [يقصد الشيخ يوم الثلاثين من شعبان إذا حال دون رؤية الهلال غيم أو قتر] ولما كان قاضياً في عنيزة كان يعمل برأيه, فلما راح إلى بريدة, وكان قاضيها تلميذه الشيخ سليمان بن مقبل, وكان يرى صيام ذلك اليوم, فتابعه الشيخ عبدالله أبا بطين على رأيه, فقيل له في ذلك, فقال: الخلاف شر والاجتماع خير,...فالعلماء رحمهم الله تعالى يراعون المصالح ويقدمون الراجح منها
    من ثمرات الإخلاص:
    المخلص لله قد علق قلبه بأكمل ما تعلقت به القلوب من رضوان ربه وطلب ثوابه, وعمل على هذا المقصد الأعلى فهانت عليه المشقات وسهلت عليه النفقات, وسمحت نفسه بأداء الحقوق كاملة موفرة, وعلم أنه قد تعوض عما فقده أفضل الأعواض وأجزل الثواب وخير الغنائم
    وأيضاً من ثمرات الإخلاص أنه يمنع منعاً باتاً من قصد مراءة الناس وطلب محمدتهم, والهرب من ذمهم, والعمل لأجلهم, والوقوف عند رضاهم وسخطهم, والتقيد بإرادتهم ومرادهم, وهذا هو الحرية الصحيحة أن لا يكون القلب متقيداً متعلقاً بأحد من الخلق. ومن ثمرات الإخلاص أن العمل القليل من المخلص يعادل الأعمال الكثيرة من غيره, وأن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال: (لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ) وأنه أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله, يوم لا ظل إلا ظله: رجلان تحابا في الله اجتمعاً عليه وتفرقاً عليه, ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه, وأن المخلص يصرف الله عنه السوء والفحشاء ما لا يصرفه عن غيره, قال الله سبحانه وتعالى عن يوسف: {كَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السّوءَ وَالفَحشاءَ إِنَّهُ مِن عِبادِنَا المُخلَصينَ } [يوسف:24] قرئ بكسر اللام وفتحها, وهما متلازمتان, لأن الله تعالى لإخلاصهم جعلهم من المخلصين. ومن ثمرات الإخلاص الطيبة أن المخلص إذا عمل مع الناس إحساناً قولياً أو فعلياً أو مالياً أو غيره, لم يبال بجزائهم ولا شكرهم لأنه عامل الله تعالى, والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
    فالمخلصون هم خلاصة الخلق وصفوتهم, وهل يوجد أكمل ممن خلصت إرادتهم ومقاصدهم لله وحده, طلباً لرضاه وثوابه.
    شرح حقائق هذا الدين كافية لجذب الخلق إليه:
    فلو تصدى للدعوة إلى هذا الدين رجال يشرحون حقائقه, ويُبيون للخلق مصالحه, لكان ذلك كافياً كفاية تامة في جذب الخلق إليه, لما يرون من موافقته للمصالح الدينية والدنيوية, ولصلاح الظاهر والباطن من غير حاجة إلى التعرض لدفع شُبه المعارضين, والطعن في أديان المخالفين.
    فإنه في نفسه يدفع كل شُبهةٍ تعارضهُ, لأنهُ حق مقرون بالبيان الواضح, والبراهين الموصلة إلى اليقين, فإذا كُشِفَ عن بعض حقائق هذا الدين صار أكبر داع إلى قبوله ورجحانه على غيره.
    وجوب معرفة ثلاثة أمور في الأسباب:
    يجب على العبد أن يعرف في الأسباب ثلاثة أمور:
    أحدها: أن لا يجعل منها سبباً إلا ما ثبت أنه سبب شرعاً وقدراً.
    ثانيها: أن لا يعتمد العبد عليها, بل يعتمد على مسببها ومقدرها, مع القيام بالمشروع منها, وحرصه على النافع منها.
    ثالثها: أن يعلم أن الأسباب مهما عظمت وقويت فإنها مرتبطة بقضاء الله وقدره ولا خروج لها عنه, والله تعالى يتصرف فيها كيف يشاء, إن شاء أبقى سببيتها جارية على مقتضى حكمته ليقوم بها العباد ويعرفوا تمام حكمته حيث ربط المسببات بأسبابها والمعلولات بعللها, وإن شاء غيرها كيف يشاء لئلا يعتمد عليها العباد وليعلموا كمال قدرته, وأن التصرف المطلق والإرادة المطلقة لله وحده., فهذا هو الواجب على العبد في نظره وعمله بجميع الأسباب.
    من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه في الدنيا والآخرة:
    من ترك شيئاً لله تهواه نفسه عوضه الله خيراً منه في الدنيا والآخرة, فمن ترك معاصي الله, ونفسه تشتهيها عوضه الله إيماناً في قلبه, وسعة, وانشراحاً, وبركة في رزقه, وصحة في بدنه, مع مَالَهُ من ثواب الله الذي لا يقدر على وصفه, والله المستعان
    ضعف اليقين في قلوب كثيرٍ من المؤمنين:
    ما أضعف اليقين في قلوب كثيرٍ من المؤمنين! تجدهم الآن قد استولى عليهم اليأس, وظنوا أن أمر الإفرنج الغربيين الآن سيظهر وسيدوم, وأن أهل الإيمان لا قيام لهم, وأنهم لا بد مغلوبون وأعداؤهم لا بد غالبون, وسبب هذا: نظرهم إلى الأسباب المدركة بالحس, وقصروا النظر عليها, ولم يقع في قلوبهم أن وراء الأسباب المشاهدة أسبابً غيبية أقوى منها! وأموراً إلهية لا تعارض ولا تمانع, وآفات تطرأ, وقواتٍ تزول, وضعفاً يزول, وأموراً لا تدخل تحت الحساب, فهؤلاء أهل الكتاب, ذو القوة والشوكة, قد غرتهم أنفسهم, وظنوا أن حصونهم مانعتهم وأنهم يمتنعون فيها, ولم يخطر في قلوب المؤمنين خروجهم منها حتى جاءهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون, واستولى عليهم الضعف والخراب من حيث لا يشعرون, وللكافرين أمثالها, فالمؤمن حقاً هو الذي ينظر إلى قدر الله وقضائه, وما له من العزة والقدرة, ويعلم أن هذا لا تعارضه الأسبابُ وإن عظمت, وأن نمو الأسباب ونتاجها متحقق إذا لم يعارضه القدر, فإذا جاء القدر اضمحل عنده كل شيء, ولكن الأسباب محل حكمة الله وأمره, فأمر المؤمنين بالاستعداد لعدوهم ظاهراً وباطناً, فإذا فعلوا المأمور ساعدهم المقدور.
    التجارات نوعان:
    أحدهما: تجارة ربحها الجنات. وهي تجارة الإيمان والجهاد في سبيل الله, قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ} إلى آخر الآيات [الصف:10-11] فهؤلاء هم الرابحون حقاً, وهم الذين تحققوا بالإيمان ظاهراً وباطناً فاجتهدوا في علوم الإيمان...في أعماله الباطنة كمحبة الله ورسوله وخشية الله وخوفه ورجائه, وفي أعماله الظاهرة كالأعمال البدنية والمالية والمركبة منهما- وجاهدوا أنفسهم على هذا, وجاهدوا أعداء الله بالحجة والبرهان, والسيف والسنان.
    وثانيهما: تجارة ربحها الخسران وأصناف الحسرات, وهي كل تجارة مشغلة عن طاعة الله, ومفوتة لتلك التجارة الرابحة, قال تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّـهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّـهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة:11] وكم في القرآن من مدح تلك التجارة والحث عليها, والثناء على أهلها, ومن ذم التجارة الأخرى والزجر عنها والذم لأهلها, وأهل التجارة الرابحة إذا اشتغلوا بتجارة المعاش لم تكن قاطعة لهم عن تجارتهم, بل ربما كانت عوناً لهم عليها إذا أحسنوا فيها النية, وسلموا من المكاسب الرديئة, وأخذوا منها مقدار الحاجة, قال تعالى: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ} [النور:37] فلم يقل: إنهم لا يتجرون ولا يبيعون, بل أخبر أنهم لو فعلوا ذلك لم يشغلهم عن المقصود وهو ذكر الله وأمهات العبادات- وعطف البيع على التجارة-وإن كان البيع داخلاً فيها- لأنه أعظم الأسباب التي تحصل بها التجارة وأنواع المكاسب وأبرُكها والله أعلم.
    أسباب الخير الديني والدنيوي:
    الخير الديني والدنيوي له أبواب وأسباب, من وفق لدخولها وسلوكها أفضت به إلى كل خير, وأساسها أمران: إخلاص العمل لله في كل قول وعمل وفي كل حركة وسكون. والاجتهاد في الإحسان إلى الخلق بالعلم, والنصح, والجاه, والبدن, والمال, والتوجيه إلى مصالح الدين, وإلى مصالح الدنيا, فمن وفق للإخلاص والإحسان بحسب اجتهاده ومقدوره, فقد وفق لكل خير, وهانت عليه الطاعات, وسهلت عليه المشقات, واستحلى كل صعوبة تقربه إلى الله, وأصل ذلك توفيق الله واللجوء إليه, قال شعيب صلى الله عليه وسلم {وَما تَوفيقي إِلّا بِاللَّـهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَإِلَيهِ أُنيبُ } [هود:88]
    كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
    المراجع: كتب الشيخ التي تمّ الرجوع إليها:
    ** نور البصائر والألباب
    ** بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخبار
    ** شرح عمدة الأحكام
    ** فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق المستنبطة من القرآن
    ** الدرة المختصرة في محاسن الدين الإسلامي
    ** القول السديد في مقاصد التوحيد

    ** الأجوبة السعدية عن المسائل القصيمية
    ** القواعد الفقهية
    ** المواهب الربانية من الآيات القرآنية



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •