لقد كثر الخوض في المهدي فما الواجب على المسلم في ذلك

حتى لا يختل المفهوم ....زوال المعتدي في 2022 وأشراط الساعة وتنزيل ذلك على الواقع ...

قد عُلِمَ بلا نظر بل باضطرار جار على المعقول والمنقول أن الظن لا يستند له إلا من يبحث عن أخيلة ... والكثر ممن مر بتلبيس التدليس بعماية أم بخبث ولا فرق في المنتج بعدها .... جعل استقاء فكره من ظني في الدليل والمدلول معا فوقع ظنه في الدليل والمدلول إلى حد لا رجحان فيه، فليته خطأ في النقل بل هو في النقل رواية ثم في المعقول دراية ثم في تنزيل ذلك كله على الواقع! مع أن هذه مسائل كبيرة شاغرة لو استفتي بها ابن الخطاب-عليه الرضوان- لجمع لها أهالي بدر، وما ظننت أن لديهم جرأة الاقتحام التي لدى كثير من أهل الزمان عندنا ... وما أحسن ما أروده حفص بن غياث -رحمه الله- عن سفيان الثوري-رحمه الله- لما سأله : يا أبا عبد الله إن الناس قد أكثروا في المهدي فما تقول فيه ؟ قال : ( إن مر على بابك فلا تكن منه في شيء ، حتى يجتمع الناس عليه )... فيا عباد الله! أو كلما جاء وهم حساب عددي ظنناه زوال المحتل؟! أو كلما لاح بارق أو جاء بشير بمهدي أو مخلص فرحنا وأصبحنا نهش ونبش؟! نعم حالة الضعف والغثاء الذي نحن فيه يجعل العريق يتعلق بكفة لكن لا يجعله ممن يتصيد في درك محيط المتفرجين! ويفرح بالحل من الخارج، ويريد النصر بوساطة دون أن يكون هو عامل أو مؤد له بل يفرح بالدعاء على إشعال الظالمين واشغالهم دون أن يخطط هو لدوره أو يعد نفسه لخوض هذا البنيان وما أخطر أن يكون الإنسان في حال المراقب دون العامل! والمتفرج الخامل! ويا جمال وحسن من فهم ما قاله حكيم يفقه الواقع ومنهج تغيره بقوله:" أحيوا الإسلام في قلوبكم تجدوه واقعا على أرضكم" وهذا يتطلب عملا وجدا وجديدا لا اجترارا وتكرارا وتخبطا .... والله الهادي والموفق