وفاة عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه
وفي هذه السنة أعني سنة إِحدى ومائة توفي عمر بن عبد العزيز لخمس بقين من رجب يوم الجمعة بخناصرة ودفن بدير سمعان وقيل‏:‏ توفي بدير سمعان ودفن به قال القاضي جمال الدين بن واصل مؤلف التاريخ المنقول هذا الكلام منه‏:‏ والظاهر عندي أن دير سمعان هو المعروف الآن بدير النقيرة من عمل معرة النعمان وأن قبره هو هذا المشهور وكان موته بالسم عند أكثر أهل النقل فإِن بني أمية علموا أنه إِن امتدت أيامه أخرج الأمر من أيديهم وأنه لا يعهده بعده إِلا لمن يصلح للأمر‏.‏
فعالجوه وما أمهلوه وكان مولده بمصر على ما قيل سنة إِحدى وستين وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وكان عمره أربعين سنة وأشهراً وكان في وجهه شجة من رمح دابة وهو غلام ولهذا كان يدعى بالأشج وكان متحرياً سيرة الخلفاء الراشدين‏.‏
أخبار يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وهو تاسعهم وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بويع بالخلافة لما مات عمر بن عبد العزيز في رجب سنة إِحدى ومائة بعهد من سليمان بن عبد الملك إِليه بعد عمر‏.‏
وفي أيام يزيد بن عبد الملك خرج يزيد بن المهلب بن أبي صفرة واجتمع إِليه جمع وأرسل يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة فقاتله وقتل يزيد بن المهلب وجميع آل المهلب بن أبي صفرة وكانوا مشهورين بالكرم والشجاعة وفيهم يقول الشاعر‏:‏ نزلت على آل المهلب شاتياً غريباً عن الأوطان في زمن المحل فما زال بي إِحسانهم وافتقادهم وبرهم حتى حسبتهم أهلي.

https://webcache.googleusercontent.c...&ct=clnk&gl=sa