تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 119

الموضوع: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    5192 - ( عليك بالبيض : ثلاثة أيام من كل شهر ) .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    موضوع بهذا اللفظ
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 107/ 1) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني : حدثنا عيسى بن يونس عن بدر بن الخليل عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عمر :
    أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصيام ؟ فقال : ... فذكره . وقال :
    "لم يروه عن بدر إلا عيسى ، تفرد به سليمان" .
    قلت : وهو متروك ، بل صرح ابن معين وغيره بأنه كان يضع الحديث .
    وله ترجمة مطولة في "اللسان" ؛ فلا أدري بعد هذا كيف ساغ للمنذري أن يوثقه في "الترغيب" بقوله (2/ 84) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورواته ثقات" ؟!
    وكذا قال الهيثمي أيضاً (3/ 196) ! إلا أنه عزاه لـ "كبير الطبراني" أيضاً ،ولم أره فيه من نسخة الظاهرية ! فإن كان فيه ؛ فإني أستبعد أن يكون ليس فيه الشاذكوني ؛ لأن الطبراني نفسه قال : إنه تفرد به .
    وفي الحض على صوم ثلاثة أيام من كل شهر أحاديث كثيرة ، ولكن لا يوجد فيما هذا الحض !

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    5193 - ( من صام الأربعاء والخميس والجمعة ؛ بنى الله له بيتاً في الجنة ، يرى ظاهره من باطنه ، وباطنه من ظاهره ) .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    ضعيف

    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 187/ 255) عن شهاب ابن خراش عن صالح بن جبلة عن ميمون بن مهران عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن ميمون إلا صالح ، تفرد به شهاب" .
    قلت : وهو مختلف فيه ؛ فوثقه جماعة ، وضعفه آخرون . وقد لخص ذلك الحافظ ؛ فقال في "التقريب" :
    "صدوق يخطىء" . وقال ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 362) :
    "كان رجلاً صالحاً ، وكان ممن يخطىء كثيراً ، حتى خرج عن حد الاحتجاج به إلا عند الاعتبار" .
    ولعل إعلاله بشيخه صالح بن جبلة أولى ؛ فإنه ليس بالمشهور .
    أورده ابن حبان في "الثقات" ، وقال الأزدي :
    "ضعيف" .
    وقد وقفت للحديث على طريق أخرى ، أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (137) عن محمد بن خالد الحنظلي عن سلم بن سالم عن سعيد عن عبد الجبار عن أبي بكر العنسي عن أبي قبيل المعافري عن أبي هريرة مرفوعاً به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بالعلل :
    الأولى : أبو بكر العنسي ؛ قال ابن عدي في آخر كتابه (ق 428/ 2) :
    "مجهول ، له أحاديث مناكير عن الثقات" .
    الثانية : سعيد بن عبد الجبار ، هو الزبيدي الحمصي فيما يغلب على ظني ، وهو ضعيف ، وكان جرير يكذبه .
    الثالثة : سلم بن سالم - وهو البلخي - ؛ وهو متروك .
    الرابعة : محمد بن خالد الحنظلي ؛ لم أجد له ترجمة .
    قلت : ولشدة ضعف هذا الطريق ؛ فإنه لا يصلح شاهداً ومقوياً للطريق الأولى . والله أعلم .
    ثم رأيته في "شعب الإيمان" (3/ 397/ 3873) من طريق أبي عتبة : حدثنا بقية عن أبي بكر العنسي به ؛ إلا أنه قال : عن أنس بن مالك . وقال :
    "أبو بكر العنسي مجهول ، يأتي بما لا يتابع عليه" .
    ورواه الهيثم بن خارجة : حدثنا شهاب بن خراش عن صالح بن جبلة عن ميمون بن مهران عن أبي أمامة به .
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 299-300/ 7981) .
    وقد روي عن شهاب عن صالح بإسناد آخر نحوه ، وهو الآتي .



    5194 - ( من صام الأربعاء والخميس والجمعة ؛ بنى الله له قصراً في الجنة من لؤلؤ وياقوت وزبرجد ، وكتب له براءة من النار ) .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    ضعيف

    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 188/ 256) بإسناد الذي قبله : حدثنا أحمد بن رشدين : حدثنا زهير : حدثنا شهاب عن صالح عن أبي قبيل المصري أنه سمع أنس بن مالك يقول : ... فذكره مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن أنس إلا أبو قبيل ، واسمه حي بن يؤمن" .
    قلت : وهو ثقة ؛ لكن العلى من اللذين دونه ، وقد سبق الكلام عليهما في الحديث الذي قبله .
    إلا أن دونهما من هو شر منهما ؛ وهو شيخ الطبراني ، وهو أحمد بن محمد ابن الحجاج بن رشدين أبو جعفر المصري ؛ قال ابن عدي :
    "كذبوه" .

    5021 - ( من صام الأربعاء والخميس ؛ كتبت له براءة من النار ) .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    ضعيف

    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1353-1354) : حدثنا سويد بن سعيد : أخبرنا بقية بن الوليد عن أبي بكر قال : حدثني محمد بن يزيد عن حنش الصنعاني عن ابن عباس مرفوعاً .
    ثم رواه بهذا الإسناد عن أبي بكر عن زيد بن أسلم عن ابن عمر به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلسل بالعلل :
    الأولى : سويد بن سعيد ؛ قال الحافظ :
    "صدوق في نفسه ؛ إلا أنه عمي ؛ فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، وأفحش فيه ابن معين القول" .
    الثانية : عنعنة بقية بن الوليد ؛ فإنه مدلس .
    الثالثة : ضعف أبي بكر واختلاطه ، وهو أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الشامي ؛ قال الحافظ :
    "ضعيف ، وكان قد سرق بيته فاختلط" .
    الرابعة : اضطراب أبي بكر في إسناده كما ترى ؛ ففي الرواية الأولى قال : حدثني محمد بن يزيد عن حنش الصنعاني عن ابن عباس ، وفي الأخرى قال : عن زيد بن أسلم عن ابن عمر ... واضطرابه فيه مما يؤكد ضعفه .
    والحديث أورده المنذري في "الترغيب" (2/ 86) من رواية أبي يعلى عن ابن عباس وحده ، وأشار إلى ضعفه . وأورده الهيثمي (3/ 198) من روايته عنه وعن ابن عمر وقال في كل منها :
    "وفيه أبو بكر بن أبي مريم ، وهو ضعيف" .

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام

    5293 - (1) ( تعلموا العلم ؛ فإن تعليمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ؛ لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل أهل الجنة ، وهو الأنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الأخلاء ؛ يرفع الله به أقواماً ؛ فيجعلهم في الخير قادة وأئمة تقتص آثارهم ، ويقتدى بأفعالهم ، وينتهى إلى رأيهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، يستغفر لهم كل رطب ويابس ، وحيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه ؛ لأن العلم حياة القلوب من الجهل ، ومصابيح الأبصار من الظلم ؛ يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة ، التفكر فيه يعدل الصيام ، ومدارسته تعدل القيام ، به توصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال من الحرام ؛ هو إمام العمل والعمل تابعه ، ويلهمه السعداء ، ويحرمه الأشقياء ) .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    موضوع

    أخرجه ابن عبدالبر في "الجامع" (1/ 54-55) من طريق موسى بن محمد بن عطاء القرشي قال : حدثنا عبدالرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن الحسن عن معاذ بن جبل مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد موضوع ، وله آفتان :
    الأولى : عبدالرحيم بن زيد العمي ؛ فإنه متروك . والأخرى : ابن عطاء القرشي هذا : هو الدمياطي البلقاوي المقدسي ؛ قال الذهبي في "الميزان" :
    "أحد التلفى" . وقال في "المغني" :
    "كذاب ، متهم" . وقال ابن حبان وغيره :
    "كان يضع الحديث" . وقال ابن عدي :
    "كان يسرق الحديث" .
    قلت : وقد رواه المسيب بن شريك عن حميد عن أنس مرفوعاً به .
    أخرجه الدواليبي في "فضل العلم" (رقم 3 - نسختي) بإسناده إلى الحسن ابن علي المكتب عن المسيب به .
    والحسن بن علي المكتب لم أعرفه .
    لكن الآفة من شيخه المسيب ؛ فإنه متروك ! ضرب أحمد ويحيى بن معين وأبو خيثمة على حديثه . وقال الساجي وغيره :
    "متروك الحديث" . ونقل الفلاس الإجماع على ذلك .
    قلت : فلا يبعد أن يكون البلقاوي سرقه منه ؛ وركب له إسناداً آخر إلى معاذ .
    على أن الحسن لم يسمع منه ؛ ولوائح الوضع والتركيب ظاهرة على الحديث .
    وأما قول ابن عبدالبر عقبه :
    "وهو حديث حسن جداً ؛ ولكن ليس له إسناد قوي ، ورويناه من طرق شتى موقوفاً" !!قلت : ثم ساق إسناد أحدها ، وفيه أبو عصمة نوح بن أبي مريم ، وهو وضاع ! وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 54) عقبه :
    "كذا قال - رحمه الله - ! ورفعه غريب جداً" .

    __________

    (1) كذا الترقيم في أصل الشيخ - رحمه الله - فلم يذكر الرقم ( 5292 ) ( الناشر )

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    5344 - ( إن يوم الجمعة يوم عيد [وذكر] ، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم ، [ولكن اجعلوه يوم ذكر] ؛ إلا أن تصوموا قبله أو بعده ) (1).
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    منكر

    أخرجه الطحاوي (1/ 339) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (رقم 2163،2166) ، والحاكم (1/ 437) ، وأحمد (2/ 303،532) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 406/ 2 - مخطوطة الظاهرية وص 429-430 - مطبوعة المجمع - حرف العين) من طرق عن معاوية بن صالح عن أبي بشر عن عامر بن لدين الأشعري أنه سمع أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ... فذكره . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد ؛ إلا أن أبا بشر هذا لم أقف على اسمه ، وليس ببيان بن بشر ، وبجعفر بن أبي وحشية" ! وتعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : أبو بشر مجهول" .
    قلت : ولم يورده في "الميزان" ، وهو من رجال "التهذيب" ؛ خلافاً لما كنت أشرت إليه في "الإرواء" (4/ 117) ! وقال الحافظ في "التقريب" :
    "مقبول" . وذكر ابن عساكر - والزيادتان له - في ترجمة عامر أنه أبو بشر القنسريني ! ثم أفرده بالترجمة في "الكنى" ، فقال (ق 80/ 1 - مصورة باريس) :
    "يقال : إنه من أهل قنسرين ، حدث عن عامر بن لدين الأشعري ، ومكحول ، وعمر بن عبد العزيز . روى عنه معاوية بن صالح الحمصي ؛ وراشد بن سعد ، وسعيد بن عبد العزيز . مات سنة ثلاثين ومئة في خلافة مروان بن محمد" .
    وإنما حكمت على الحديث بالنكارة ؛ لأن ما فيه من النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم قد صح من طرق عن أبي هريرة ، كنت أشرت إليها في تخريج حديثه هذا - الصحيح - في "إرواء الغليل" (رقم 959) ؛ وليس في شيء منها ما رواه أبو بشر هذا من العيد والذكر ، أضف إلى ذلك جهالته . والله أعلم .
    (تنبيه) : قد أخرج الحديث : البزار في "مسنده" (1069 - كشف الأستار) من طريق أسد بن موسى : حدثنا معاوية بن صالح به ؛ إلا أنه قال : عن عامر بن لدي الأشعري قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ... فذكره .
    فأسقط منه أبا هريرة ، فصار السماع لابن لدين منه - صلى الله عليه وسلم - !
    وقد جزم الحافظ وغيره بأنه خطأ ، وأن الصواب رواية الجماعة ، وأنه من مسند أبي هريرة .
    وأنا أظن أن الخطأ من أسد بن موسى ؛ لأنه خالف الجماعة ، ولأن فيه بعض الكلام ؛ كما تراه في "التهذيب" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق يغرب ؛ وفيه نصب" . ولم يتنبه لهذا : البزار ، ولا المنذري ، ولا الهيثمي وغيرهم ! فقال البزار عقبه :
    "لا نعلم أسند عامر بن لدين إلا هذا" !
    وانطلى الأمر على المعلق عليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي ، فنقل عن الهيثمي قوله في "مجمع الزوائد" (3/ 199) :
    "رواه البزار ، وإسناده حسن" !
    وسكت عليه كما هو شأنه في كل ما ينقله عنه في تعليقه على هذا الكتاب !
    والهيثمي قلد في ذلك الحافظ المنذري في "الترغيب" (2/ 87) ، وهكذا يتتابع الناس في الخطأ .
    وزاد في ذلك المنذري ؛ فإنه أورده من رواية ابن خزيمة المتقدمة عقب حديث أبي هريرة الصحيح المشار إليه آنفاً ، فأوهم صحتها ، ثم بعد حديثين ساقه من رواية ابن لدين المسندة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال :
    "رواه البزار بإسناد حسن" !
    فأوهم أنها رواية أخرى غير رواية ابن خزيمة ، وأنها تزداد بها قوة على قوة ! وهما في الحقيقة رواية واحدة وضعيفة من أصلها كما سلف بيانه . والله المستعان .
    وقد تعقبه الحافظ إبراهيم الناجي في "عجالة الإملاء" بما ذكرنا من السقط .
    وقد نقلت كلامه في تعليقي على "ضعيف الترغيب" (637) ؛ وهو تحت الطبع مع مقابله : "صحيح الترغيب" يسر الله تمام طبعهما (2) . ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى عن أبي هريرة دون جملة الذكر ، فتأكدت من نكارتها ؛ يرويه عبد الملك بن عمير عن رجل من بني الحارث بن كعب - يقال له : أبو الأوبر - قال :
    كنت قاعداً عند أبي هريرة ؛ إذ جاءه رجل فقال : إنك نهيت الناس عن الصيام يوم الجمعة ؟ قال : ما نهيت الناس أن يصوموا يوم الجمعة ، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
    "لا تصوموا يوم الجمعة ؛ فإنه يوم عيد ؛ إلا أن تصلوه بأيام" .
    أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3601 - الإحسان) من طريق جرير عن عبد الملك بن عمير به .
    وهذا إسناد ظاهره الصحة ، لكن جرير - وهو ابن عبدالحميد - تكلم في حفظه في آخر عمره .
    وقد خالفه شعبة ؛ فقال الطيالسي في "مسنده" (2595) : حدثنا شعبة عن عبد الملك به ؛ إلا أنه لم يذكر :
    "فإنه يوم عيد" .
    وكذلك أخرجه أحمد (2/ 458) : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة به .
    وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 339) من طريق أخرى عن شعبة به .
    وتابعه شريك - وهو ابن عبد الله - : عند الطحاوي ، وأحمد (2/ 526) .
    وأبو عوانة : عند أحمد (2/ 422) .قلت : فاتفاق هؤلاء الثقات الثلاثة - على مخالفة جرير في هذه الزيادة - دليل واضح على أنها غير محفوظة ؛ فهي شاذة . ويؤكد ذلك عدم ورودها في الطرق التي سبقت الإشارة إليها آنفاً عن أبي هريرة .

    __________

    (1) وقد طبعا - ولله الحمد والمنة - بعد وفاة الشيخ - رحمه الله - بقليل . ( الناشر )

    __________

    (2) كتب الشيخ - رحمه الله - فوق هذا المتن من الأصل : " أعيد تخريجه برقم ( 2624 ) " ، وفي العزو خطأ، والصواب ( 2826 ) . ( الناشر )

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    5664 - ( إِن هذه أيام أكل وشرب وذكر الله, فلا تصوموا فيهن إلا صوما في هدي ) .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    منكر بذكر الإستثناء .
    أخرجه الدارقطني في (( سننه )) ( 2 / 187 / 35 ) من طريق سليمان أبي معاذ عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن حذافة السهمي :

    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره في رهط أن يطوفوا في منى في حجة الوداع يوم النحر فينادوا : . . . فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا, آفته سليمان هذا _ وهو ابن أرقم _, قال الذهبي في (( الكاشف )) :
    (( متروك )) . وقد تابعه من هو مثله أو قريب منه . وهو مخرج في (( الإرواء )) ( 4 / 133 ) .
    وقد خالفهما معمر إسنادا ومتنا :
    فرواه عن الزهري بسنده الصحيح عن رجل من أصحاب النبي لى الله عليه وسلم قال :
    أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة أن يركب راحلته أيام منى . . . الحديث نحوه, دون الإستثناء . وهو الصحيح .
    رواه الطحاوي وأحمد .
    ورواه الحاكم ( 3 / 631 ) من طريق آخر عن الزهري .
    ثم أخرجاه وكذا ابن أبي شيبة في (( المصنف )) ( 4 / 21 ) من طريق أخرى من حديث عبد الله بن حذافة نفسه .
    وإسناده صحيح أيضا .
    وكذلك رواه جمع من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم, دون الإستثناء .
    الأمر الذي يؤكد نكارة هذه الزيادة في هذا الحديث .
    وقد خرجت بعض طرقه عن أولئك الصحابة في المصدر المشار إليه آنفا برقم ( 963 ) , وأحدها في ( صحيح مسلم ) عن كعب بن مالك رضي الله عنه .
    لكن معنى الحديث صحيح عندي, لحديث البخاري وغيره عن عائشة وابن عمر قالا :
    (( لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن, إلا لمن لم يجد الهدي )) . وهو _ وإن لم يكن صريحا في الرفع , فهو _ في حكم المرفوع عند الجمهور, كما ذكرت في (( الإرواء )) ( 4 / 132 - 133 ) , وهو الذي اختاره ابن جرير الطبري, بل إنه استصوب أنه لا يجوز أن يصوم غيرها, لأنه قبل إحرامه بالحج إنما يكون معتمرا وليس متمتعا بالعمرة إلى الحج, والله عز وجل يقول : ( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي ) , وإذا صامها بعد فراغه من مناسكه, فلم يصمها في الحج, وذلك خلاف قوله تعالى في تمام الآية : ( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج . . ) . فرجع كلامه, فإنه قوي رصين .
    ويؤيده _ في رأيي _ أنها لا تنطبق إلا على من لم يجد الهدي يوم وجوبه, وهو يوم النحر, وأما قبل ذلك بأيام كثيرة أو قليلة, فلا عبرة بذلك, لأنه إن صام فيها, فمن الممكن أن يجده من بعد, فيجب عليه الهدي, ويذهب ما قدمه من الصيام, وما مثل هذا إلا مثل رجل معسر صام ثلاثة أيام ينوي بصومهن كفارة يمين, ليمين يريد أن يحلف بها ويخنث فيها, وذلك ما لا خلاف فيه أنه غير مجزئ من كفارة إن حلف بها بعد الصوم فحنث . إلى غير ذلك من الأمثلة التي ساقها ابن جرير في تأييده لما استصوبه من الحكم, فراجعه, فإنه قيم نفيس .
    ومنه تعلم أنه لا وجه لوقف الشوكاني في (( السيل الجرار )) ( 1 / 221 - 222 ) عن الأخذ بجواز صيام الأيام الثلاثة للمتمتع لتردده بين أن تكون الآية المتقدمة عامة خصصت بأحاديث النهي عن صيام أيام التشريق نهيا عاما في الأحاديث المشار إليها آنفا, أو أن تكون هذه الأحاديث مخصصة بالآية ! قال :
    (( ولا ينتهض لنسخ النهي عن صيامها : ما ورد عن بعض الصحابة )) .
    يشير إلى أثر عائشة وابن عمر المتقدمين, وقد عرفت أنهما في حكم المرفوع . وأنهما في معنى الآية, فهي المخصصة لأحاديث النهي عن صيامها . ثم قال :
    (( نعم, إن صح ما رواه الطحاوي والدارقطني والحاكم عن عبد الله بن حذافة مرفوعا : (( إن هذه أيام أكل . . . )) ( الحديث ) , كان هو المخصص لما ورد من النهي عن صومها )) .
    فأقول : قد عرفت أن الحديث لا يصح, وأننا في غنية عنه بالأثر المشار إليه والآية .
    وإن مما يجب التنبيه عليه : أن عزوه حديث الترجمة للطحاوي والحاكم خطأ فاحش, لأنه عندهما دون الزيادة المنكرة, كما تقدم بيانه في أثناء التخريج, وكأنه اعتمد فيه على السيوطي, فإنه كذلك عزاه في (( الجامع الكبير )) ! وهو من أوهامه رحمه الله . وزاد المعلق على (( السيل )) وهما آخر أفحش من الأول, فإنه علق على الحديث بقوله :
    (( يراجع مستدرك الحاكم في معنى الحديث 434 / 1 )) .
    ولدى الرجوع إلى الفحة التي أشار إليها لم نجد فيها ما ذكر, بل فيها حديثان من الأحاديث الصحيحة التي سبقت الإشارة إليها وذكرنا بعضها وليس فيها كلها الإستثناء المذكور في هذا الحديث المنكر, فهي مبطلة للمعنى الذي ادعاه لو تنبه !

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    5780 - ( تجيء - وفي لفظٍ : تعرض - الأعمال يوم القيامة ، فتجيء الصلاة فتقول : يارب ! أنا الصلاة . فيقول : إنك على خيرٍ . فتجيء الصدقة فتقول : يارب ! أنا الصدقة . فيقول : إنك على خيرٍ . ثم يجيء الصيام فيقول : أي رب ! أنا الصيام . فيقول : إنك على خير . ثم تجيء الأعمال على ذلك ، فيقول الله عز وجل : إنك على خير . ثم يجيء الإسلام فيقول : يارب ! أنت السلام ، وأنا الإسلام . فيقول الله عز وجل : إنك على خير ، بك اليوم آخذ ، وبك أعطي . قال الله عز وجل في كتابه { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ، وهو في الآخرة من الخاسرين } ) .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    ضعيف .

    أخرجه أحمد ( 2 / 362 ) ، وأبو يعلى ( 11 / 04 1 / 6231 ) ، والطبراني في (( الأوسط )) ( 2 / 180 / 1 - 2 ) من طرق عن عباد بن راشد : ثنا الحسن : ثنا أبو هريرة - إذ ذاك ونحن بالمدينة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . فذكره . وقال الطبراني :

    (( لم يروه عن عباد بن راشد إلا حجاج بن نصر )) .
    قلت : وهو ضعيف ؛ لكن ليس كما قال الطبراني ؛ فإنه متابع من ثقتين عند أحمد وأبي يعلى كما أشرت إلى ذلك بقولي : (( من طرق )) . وإنما علة الحديث الانقطاع بين الحسن وأبي هريرة ، فقد قال عبد الله بن أحمد عقب الحديث :
    (( عباد بن راشد ثقة ؛ لكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة )) .
    قلت : وهذا هو المقرر عند العلماء : أنه لم يسمع من أبي هريرة ؛ لكن قد صح عن الحسن أنه قال : لم أسمع من أبي هريرة غير حديث واحد ، وهو حديث : (( المختلعات . . . )) . وقد خرجته في (( الصحيحة )) برقم ( 632 ) ، وذكرت هناك تصحيح الحافظ لإسناده ؛ فراجعه . وعليه ، يبدو أن توثيق عبد الله بن أحمد لعباد هذا يتنافى مع جزمه بأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة . ولذلك ؛ فإني أقول : لو كان عباد ثقة دون ضعف فيه ؛ لكان ينبغي أن يلحق هذا الحديث بحديث : (( المختلعات )) ؛ ولكن ليس الأمر كذلك ؛ فإن فيه اختلافاً كثيراً كما ترى أقوالهم في (( التهذيب )) ، ولذلك ؛ قال الذهبي في (( الكاشف )) :
    (( تركه القطان ، وضعفه أبو داود ، وقواه أحمد )) .
    ولذلك ؛ لم يسع الحافظ إلا أن يذكر الخلاف فيه بأبسط من هذا في كتابه (( مقدمة الفتح )) ، وأفاد أن البخاري روى له حديثاً واحداً متابعة ، وقال في (( التقريب )) مستخلصاً من تلك الأقوال : (( صدوق له أوهام )) .
    قلت : فيخشى أن يكون وهم في تصريح الحسن بالتحديث عن أبي هريرة ، وقد ذكر له ابن حبان في (( الضعفاء )) ( 2 / 163 ) حديثاً آخر عن الحسن قال : حدثنا سبعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم عبد الله بن عمر . . . فذكره ، فقال عقبه :
    (( والحسن رحمه الله لم يشافه ابن عمر ولا أبا هريرة ، ولا . . . )) إلخ ، وقال فيه :
    (( كان ممن يأتي بالمناكير عن أقوام مشاهير ، حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها ، فبطل الاحتجاج به )) .
    قلت : ولعل مما يدل وعلى وهمه أنه في رواية الإمام أحمد - وهي المذكورة أعلاه - أدرج الآية في الحديث كما هو ظاهر ؛ بينما هو في رواية أبي يعلى واللفظ الآخر له - وسنده إليه صحيح - فصلها عن الحديث ؛ فقال :
    (( ثم قال الحسن : { إن الدين عند الله الإسلام . . . } إلخ .
    والحديث ؛ قال الهيثمي في (( مجمع الزوائد )) ( 10 / 345 ) :
    (( رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في (( الأوسط )) ، وفيه عباد بن راشد ؛ وثقه أبو حاتم وغيره ، وضعفه جماعة ، وبقية رجال أحمد رجال ( الصحيح ))) .
    قلت : ويؤخذ عليه أنه لم يذكر قول عبد الله بن أحمد الذي عقب به على الحديث مبيناً الانقطاع بين الحسن وأبي هريرة

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام

    6207 - ( من أراد ان يَقْوى على الصيام ؛ فليتسحر ، ولْيُقِلَّ ، ويشم
    طيباً ولا يُفطر على ماء ) .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    منكر .

    أخرجه ابن عدي في "الكامل " (6/282) ، والبيهقي في "الشعب "
    (3/409/3914) من طريق محمد بن يزيد المستملي : ثنا مبشر بن إسماعيل
    عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس مرفوعاً .
    أورده ابن عدي في ترجمة المستملي هذا ، وقاك فيه :
    "يسرق الحديث من الثقات ، ويزيد فيها ويضع" . وقال الخطيب وقد ذكر له
    حديثاً في فضل أبي حنيفة رحمه الله :
    "هذا خبر باطل ، ومحمد بن يزيد متروك " . قلت . وشذ ابن حبان فذكره في كالثقات " (9/115) وقال :
    "ربما أخطأ" .
    لكن له طريقان آخران :
    الأول : عن محمد بن عيسى الطباع : نا شعيب بن محمد الحريري : نا
    الأوزاعي ... به . وشعيب هذا لم أعرفه .
    ثم هو منقطع كالذي قبله ، فإن يحيى بن أبي كثير لم يسمع من أنس بن
    مالك ؛ وإن كان رآه كما في "التهذيب " وغيره ، ولكنه قد توبع وهو الطريق التالي :
    الثاني : يرويه محمد بن الحجاج بن عيسى - يعني : الوراق النيسابوري - :
    نا القعنبي : نا سلمة بن وردان عن أنس :
    أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى رجلاً من أصحابه طليحاً ، فقال : "ما لي أراك طليحاً ؟ " ،
    قال : إني أمسيت صائماً ، فقال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    "من تسحر وأكل قبل أن يشرب ، ومس شيئاً من الطيب ؛ قوي على الصيام " .
    أخرجهما البيهقي (3910 و 3911) وقال :
    "سلمة بن وردان : غير قوي ، وسائر رواته ثقات" .
    كذا قال! ومحمد بن الحجاج هذا لم أجد له ترجمة . والله أعلم .
    هذا ، ولعل الصواب في هذا الحديث الوقف ، كما رواه قتادة عن أنس قال :
    "ثلاث من أطاقهن أطاق الصيام : من أكل قبل أن يشرب وتسحر ... " .
    أخرجه البيهقي (3909) وقال :
    "هذا موقوف" .

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    6349 - ( يَسْتَاكُ الصَّائِمُ بِرَطْبِ السِّوَاكِ وَيَابِسِهِ ، أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ ).
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    منكر.

    أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/56 - 57) ، وكذا ابن حبان (1/102
    - 103) ، والبيهقي (4/272) من طريق أبي إِسْحَاقَ الْخَوَارِزْمِى ّ - قَاضَى خَوَارِزْمَ -
    قَالَ سَأَلْتُ عَاصِماً الأَحْوَلَ فَقُلْتُ : أَيَسْتَاكُ الصَّائِمُ؟ فَقَالَ : نَعَمْ . فَقُلْتُ : بِرَطْبِ
    السِّوَاكِ وَيَابِسِهِ؟ قَالَ : نَعَمْ . قُلْتُ : أَوَّلُ النَّهَارِ وَآخِرُهُ؟ قَالَ : نَعَمْ. قُلْتُ : عَمَّنْ؟
    قَالَ : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .وقال البيهقي :
    "انْفَرِدُ بِهِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِيطَارٍ - وَيُقَالُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -
    قَاضِى خَوَارِزْمَ ، حَدَّثَ بِبَلْخٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ بِالْمَنَاكِيرِ ، لاَ يُحْتَجُّ بِهِ ، وَقَدْ رُوِىَ
    عَنْهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ : أَوَّلِ النَّهَارِ وَآخِرِهِ" .
    ثم ساقه من طريق أحمد بن عدي - وهذا في كتابه "الكامل" (1/260 -
    261) - من طريق محمد بن سلام : أنبأ إبراهيم بن عبد الرحمن ... به . وقال ابن
    عدي :
    "إبراهيم هذا عامة أحاديثه غير محفوظة" .
    ومن هذه الطريق ساقه العقيلي في ترجمة إبراهيم بن عبد الرحمن هذا ، وقال: "ليس بمعروف في النقل ، والحديث غير محفوظ". وقال ابن حبان:
    "يروي عن عاصم الأحول المناكير التي لا يجوز الاحتجاج بها ، على قلة
    شهرته بالعدالة وكتابته الحديث " . ثم ساق الحديث وقال:
    "لا أصل له من حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولا من حديث أنس".
    وأشار البيهقي في "المعرفة" إلى هذا الحديث ، وقال (3/418) :
    "ضعيف لا يصح".
    وأخرجه الدارقطني أيضاً في "السنن" (2/202) ، وقال:
    " أَبُو إِسْحَاقَ الْخَوَارِزْمِى ُّ ضَعِيفٌ " .
    وأورده الذهبي في ترجمة إبراهيم بن بيطار ، وذكر قول ابن حبان المتقدم في
    حديثه . ثم في ترجمة إبراهيم بن عبد الرحمن وقال:
    "لا يدرى من ذا ، وهوالخوارزمي إن شاء الله " . وأقرَّه الحافظ في "اللسان" .
    ولقد أحسن ابن الجوزي بإيراده لهذا الحديث في "الموضوعات" (2/194 -
    195) ، وذكر باختصار كلام ابن حبان المتقدم ، لكن تعقبه الحافظ في "التلخيص"
    بقوله (1/69) :
    "قلت له شاهد من حديث معاذ ،رواه الطبراني في الكبير" !
    وأقره السيوطي في "اللآلي" (2/105) ، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/
    156) !! وفي ذلك نظر ظاهر إسناداً ومتناً ، فإن الطبراني أخرجه في "المعجم الكبير"
    (20/70 - 71) وفي "مسند الشاميين" أيضاً (2/444 - المصورة) من طريق بكر بن
    خنيس عن أبي عبد الرحمن عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم قال: سألت معاذ بن جبل : أتسوك وأنا صائم ؟ فقال : نعم ، قلت : أي النهار
    أتسوك ؟ قال : أي النهار شئت ، إن شئت غدوة ، وإن شئت عشية ، قلت : فإن الناس
    يكرهونه عشية ، قال : ولم ؟! قلت : يقولون إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : « لخلوف فم
    الصائم أطيب من ريح المسك » . فقال : سبحان الله لقد أمرهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    بالسواك ، حين أمرهم وهو يعلم أنه لابد أن يكون بفم الصائم خلوف ، وإن استاك ،
    وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمداً ، ما في ذلك من الخير شيء ، بل
    فيه شر ، إلا من ابتلي ببلاء لا يجد منه بداً . قلت : والغبار في سبيل الله أيضا
    كذلك ، إنما يؤجر من اضطر إليه ، ولم يجد عنه محيصاً؟ قال : نعم ، وأما من
    ألقى نفسه في البلاء عمداً فما له في ذلك من أجر .
    أما النظر من حيث المتن فهو ظاهر ، لأنه موقوف على معاذ غير مرفوع .
    وأما النظر من حيث الإسناد ففيه خفاء ذلك ، لأن بكر بن خنيس مختلف
    فيه ، فوثقه بعضهم وضعفه الجمهور ، كما ترى أقوالهم في "تهذيب الحافظ" ، وقال
    في "تقريبه" :
    "صدوق له أغلاط ، أفرط فيه ابن حبان:
    والحق أنه كما قال الذهبي في "الكاشف" :
    "واهٍ" .
    وقد تقدمت له أحاديث كثيرة ، فراجعها إن شئت بواسطة فهارس الرواة في
    المجلدات الأربعة الأولى المطبوعة (*) . قلت : وكأن الحافظ رحمه الله اعتمد على ما وصفه به من الصدق في
    "تقريبه" ، فاعتبر الحديث صالحاً للاستشهاد به ، بل إنه قد صرح بتقويته في
    مكان آخر من "تلخيصه" ، فقال في (الصيام) منه (2/202) :
    "فائدة : روى الطبراني بإسناد جيد عن عبد الرحمن بن غنم قال : سألت
    معاذ بن جبل : أأتسوك وأنا صائم ..." الحديث .
    فأقول تجويده لهذا الإسناد بناء على رأيه المتقدم في بكر بن خنيس
    محتمل ، ولكنه غفل عن علته الحقيقية ، وهي : أبو عبد الرحمن شيخ بكر الذي
    لم يسم ، فقد قال الذهبي في "كنى الميزان" .
    "أبو عبد الرحمن الشامي عن عبادة بن نسي ، قال الأزدي : كذاب . قلت :
    لعله المصلوب " . وأقره الحافظ في "اللسان" .
    قلت : وهو : محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي ، صلبه المنصور على
    الزندقة ، وضعف أربعة آلاف حديث ، قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى ! له ترجمة
    مبسطة في "التهذيب" ، وكذا في "تاريخ ابن عساكر" (15/356 - 364) ، وقال
    في آخرها:
    "وقال أحمد بن حنبل : بكر بن خنيس ليس به بأس ، إنما روى عن رجل
    صلب يقال له : أبو عبد الرحمن الدمشقي ، واسمه محمد بن سعيد".
    فإذن علة هذه الفائدة التي زعمها الحافظ (أبو عبد الرحمن) هذا ، الكذاب
    المصلوب في الزندقة ، فالعجب كيف خفي ذلك على الحافظ ، وعلى من اتبعه ؟!
    ولقد كنت واحداً من هؤلاء حين نقلت عنه في كتابي "الإرواء" (1/106 - 107)
    تجويده لإسناده ، وعذري في ذلك أن "معجم الطبراني" لم يكن يومئذ مطبوعاً ، ولا كان لدي مصورة "مسند الشاميين" ، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي
    لولا أن هدانا الله .
    وإن مما يحسن ذكره هنا - والتنبيه على ضعفه مع مخالفته لحديث الترجمة
    وشاهده الذي ذكره الحافظ وزعمه ! - ما رواه عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
    قَالَ لَكَ السِّوَاكُ إِلَى الْعَصْرِ ، فَإِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ ، فَأَلْقِهِ ، فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ».
    أخرجه الدارقطني في "سننه" (2/203/5) ، ومن طريقه البيهقي (4/274)
    وسكتا عنه ! وهو من غرائبهما ، فإن عمر بن قيس هذا متروك - كما قال الحافظ في
    "التقريب" ، وبه أعله في "التلخيص" (1/69) ، ولكنه سكت عنه في (الصيام)
    (2/201) ! -.
    وفي معناه حديث آخر مرفوع عن علي وغيره ، مخرج في الإرواء (رقم 67) ،
    فلا داعي للإعادة . ويغني عن حديث الترجمة عموم الأحاديث الواردة في الحض
    على السواك عند كل وضوء وكل صلاة هناك - .

    __________

    (*) ولقد طبع من هذه "السلسلة" حتى المجلد الثالث عشر بعد وفاة الشيخ رحمه الله
    تعالى ، يسر الله إتمامها .

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    6749 - ( كان يعظم يوم عاشوراء ، حتى إن كان ليدعوا بصبيانه، وصبيان فاطمة المراضيع ، فيقول لأمهاتهم : لا ترضعوهم إلى الليل، ويتفل في أفواههم ، فكان ريقه يجزئهم ).
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    ضعيف.

    أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " - مضعفاً - ( 3/ 288 - 289/ 2089 و 2090 )، وأبو يعلى في " مسنده " ( 13/ 92/ 62 71 )، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 4 2/ 277/ 4 0 7 )، و " الأوسط " ( 3/ 269 -270/ 2589 ) - والسياق له -، والبيهقي في " دلائل النبوة " ( 6/ 226 ) من طريق عليلة بنت الكُميت العتكية قالت: سمعت أمي أمينة تحدث عن أمة الله ابنة رزينة - وكانت أمها خادماً للنبي صلى الله عليه وسلم - قالت: سمعت أمي رزينة تقول:... فذكره. وقال ابن خزيمة مترجماً للحديث:
    " باب استحباب ترك الأمهات إرضاع الأطفال يوم عاشوراء ؛ تعظيماً ليوم عاشوراء إن صح الخبر ؛ فإن في القلب من خالد بن ذكوان ".
    ثم ساق هذا الحديث، ولم يتكلم على إسناده ؛ لكن الظاهر من هذه الترجمة أنه يشير إلى تضعيفه، وهو معنى قول الحافظ في" الفتح " ( 4/ 201 ):
    " أخرجه ابن خزيمة، وتوقف في صحته، وإسناده لا بأس به "!
    كذا قال! خلافاً لإعلال شيخه الهيثمي إياه بقوله ( 3/ 186 ):
    "رواه أبو يعلى والطبراني في " الكبير " و "الأوسط " ولفظه...، وعليلة، ومن فوقها لم أجد من ترجمهن ". وهو كما قال رحمه الله ؛ إلا ( رزينة )، فقد ذكروها في الصحابة، بهذا الإسناد! وسكت عنه الحافظ في " الإصابة "، فأتعجب منه كيف قال فيه: " لا بأس به " ؟!
    وهذا في جانب، وقول ابن خزيمة في الترجمة:
    " فإن في القلب من خالد بن ذكوان ". في جانب آخر ؛ فإن خالداً ثقة بلا خلاف ؛ إلا ما في قول ابن خزيمة هذا من الغمز! فإنه ساق تحت الترجمة مباشرة - وقبل حديث الترجمة - حديثه عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت:
    أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قرى الأنصار التي حول المدينة:
    " من كان أصبح صائماً ؛ فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطراً ؛ فليتم بقية يومه ".
    فكنا بعد نصومه، ونصوم صبياننا الصغار، ونذهب بهم إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم ؛ أعطيناه إياه حتى يكون عند الإفطار ".
    وقد رواه الشيخان وابن حبان في " صحاحهم " وغيرهم من طريق خالد بن ذكوان عن الربيع به.
    ولعل ابن خزيمة إنما غمز من حديث خالد هذا ؛ لقوله فيه:
    " فليتم بقية يومه " في حق من أصبح مفطراً، ففهم منه: فليتم بقية يومه مفطراً، وهو الظاهر ؛ لكن الصواب فيه بلفظ:
    " فليصم بقية يومه ".كما في رواية ابن حبان، وأحمد في رواية، وكذا الطبراني في " المعجم الكبير" ( 24/ 275/ 700 ).
    ويشهد له عدة أحاديث صحيحة، منها حديث سلمة بن الأكوع مرفوعاً بلفظ ابن حبان المذكور.
    أخرجه البخاري ومسلم وابن خزيمة وابن حبان أيضاً وغيرهم، وهو مخرج مع الشواهد الأخرى في " الصحيحة " ( 2624 ) من المجلد السادس، وقد طبع والحمد لله.
    ( فائدة ): قال الحافظ تحت حديث. ( الربيع ) ( 4/ 201 - 202 ):
    " وفي الحديث حجة على مشروعية تمرين الصبيان على الصيام كما تقدم ؛ لأن من كان في مثل السن الذي ذكر في الحديث غير مكلف، وإنما صنع لهم ذلك للتمرين. وأغرب القرطبي فقال: لعل النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم بذلك، ويبعد أن يكون أمر بذلك ؛ لأنه تعذيب صغير بعبادة غير متكررة في السنة! وما قدمناه من حديث ( رزينة ) يرد عليه ( ! ) مع أن الصحيح عند أهل الحديث، وأهل الأصول أن الصحابي إذا قال: فعلنا كذا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كان حكمه الرفع ؛ لأن الظاهر اطلاعه صلى الله عليه وسلم على ذلك، وتقريرهم عليه، مع توفر دواعيهم على سؤاله إياه عن الأحكام، مع أن هذا مما لا مجال للاجتهاد فيه، فما فعلوه إلا بتوقيف. والله أعلم ".
    قلت: وهذا هو الجواب والرد الصواب، وأما الرد عليه بحديث ( رزينة ) فليس بحجة ؛ لضعفه - كما بينت -، فدر مع الحق حيث دار. ( تنبيه ): سبق قول ابن خزيمة: " فإن في القلب من خالد بن ذكوان ".
    وقد نقله عنه الحافظ في ترجمة ( خالد ) من " التهذيب " بزيادة فيه فقال:
    "... خالد بن ذكوان حسن الحديث، وفي القلب منه ".
    وأنا أظن أن هذه الزيادة " حسن الحديث " مقحمة. والله أعلم.

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    412 - " من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين ، ومن صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوما " .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    موضوع .

    أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 200 ) من طريق الهيثم بن حبيب حدثنا سلام الطويل عن حمزة الزيات عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا وقال : تفرد به الهيثم بن حبيب .
    قلت : اتهمه الذهبي بخبر باطل ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ! وسلام الطويل متهم ، وابن أبي سليم ضعيف .
    والحديث أعله الهيثمي ( 3 / 190 ) بالهيثم هذا وهو قصور لا يخفى ، وأعجب منه قول المنذري في " الترغيب " ( 1 / 78 ) :
    رواه الطبراني في " الصغير " وهو غريب وإسناده لا بأس به " ! ، وهذا ذهول عجيب ، وإلا فكيف يسلم من البأس إذا كان فيه ذاك المتهم الطويل ! قال فيه ابن خراش : كذاب ، وقال ابن حبان : يروي عن الثقات الموضوعات ، كأنه كان المتعمد لها ، وقال الحاكم : روى أحاديث موضوعة .
    والحديث رواه الطبراني أيضا في " الكبير " ( 109 / 1 ) من هذا الوجه بالشطر الأول فقط ، وهذا القدر منه صحيح لأن له شواهد كثيرة منها حديث أبي قتادة مرفوعا : صيام يوم عرفة إنى أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله .أخرجه مسلم ( 3 / 167 - 168 ) وغيره ، وهو قطعة من حديث مخرج في " الإرواء " ( 952 ) ثم إن الطبراني روى الشطر الثاني من الحديث بلفظ آخر وهو :



    413 - " من صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون حسنة " .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    موضوع .

    أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 109 / 1 ) : حدثنا محمد بن زريق بن جامع حدثنا الهيثم بن حبيب أخبرنا سلام الطويل عن حمزة الزيات عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا .
    قلت : وهذا إسناد موضوع ، وله علل ثلاث تقدم بيانها في الحديث الذي قبله .
    ومع أن إسنادهما واحد فالمتن مختلف ، ففي هذا قال : " ثلاثون حسنة " وفي ذاك قال : " ثلاثون يوما " وهذه علة أخرى تضم إلى ما قبلها !
    وقد ذهل عن علة هذا الحديث أيضا المقتضية لوضعه الهيثمي كما ذهل عنها في الحديث الذي قبله على ما سبق بيانه وقد تبعه في هذا المناوي في " شرح الجامع الصغير " فقال : قال الهيثمي : فيه الهيثم بن حبيب ضعفه الذهبي ! .

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    459 - " صام نوح عليه الصلاة والسلام الدهر إلا يوم الفطر ويوم الأضحى " .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    ضعيف .

    أخرجه ابن ماجه ( 1 / 524 ) من طريق ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن أبي فراس أنه سمع عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... فذكره .
    قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 108 / 2 ) : هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة قلت : وبقية رجال الإسناد ثقات ، وأبو فراس اسمه يزيد بن رباح السهمي المصري قال العجلي في " الثقات " ( رقم 1572 - نسختي ) :مصري ( الأصل : بصري ) تابعي ثقة ، وهو من رجال مسلم ، وقد خفي هذا على المنذري في " الترغيب " ( 2 / 82 ) ثم الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 195 ) فقالا : إنه لا يعرف ، وبه أعلا الحديث وقد أورداه بزيادة من رواية الطبراني في " الكبير " ، وإنما علته ابن لهيعة كما سبق ، ثم إن الحديث لوصح لم يجز العمل به لأنه من شريعة من قبلنا ، وهي ليست شريعة لنا على ما هو الراجح عندنا ، ولا سيما وقد ثبت النهى عن صيام الدهر في غير ما حديث عنه صلى الله عليه وسلم حتى قال صلى الله عليه وسلم في رجل يصوم الدهر : " وددت أنه لم يطعم الدهر " .
    رواه النسائي ( 1 / 324 ) ، بسند صحيح .

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام

    480 - " من صام يوم الأربعاء والخميس كتب له براءة من النار " .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    ضعيف .

    رواه أبو يعلى عن ابن عباس مرفوعا ، وضعفه المنذري في " الترغيب " ( 2 / 86 ) ، وبين السبب الهيثمي فقال ( 3 / 198 ) :وفيه أبو بكر بن أبي مريم ، هو ضعيف ثم وقفت على إسناده فوجدت فيه ثلاث علل أخرى : ضعف راوأخر وعنعنة بقية واضطراب ابن أبي مريم في إسناده وتفصيل ذلك سيأتي برقم ( 5021 ) .

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام

    838 - " من أدرك رمضان ، وعليه من رمضان شيء لم يقضه ، لم يتقبل منه ، ومن صام تطوعا وعليه من رمضان شيء لم يقضه ، فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه " .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    ضعيف .

    أخرجه أحمد ( 2 / 352 ) : حدثنا حسن : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا أبو الأسود عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وأخرج الشطر الأول منه الطبراني في " الأوسط " ( 99 / 2 ) من طريق عبد الله بن يوسف : حدثنا ابن لهيعة به . وقال : " لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به ابن لهيعة " . قلت : وهو سيء الحفظ ، وقد اضطرب في إسناده ومتنه ، أما السند ، فرواه حسن وعبد الله بن يوسف عنه كما ذكرنا . وتابعهما جماعة كما يأتي .وخالفهم ابن وهب فقال : عنه عن أبي الأسود عن عبد الله بن أبي رافع مولى أم سلمة عنه . وابن المبارك فقال عنه .... عن عبد الله عن أبي هريرة . وخالف الجماعة عمرو بن خالد عنه فأوقفه ! قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 259 ) : " سئل أبو زرعة عن حديث رواه ابن لهيعة ، فاختلف على ابن لهيعة ، رواه عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي أبي الأسود فقال : عن عبد الله بن أبي رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ... ( فذكره ) .
    ورواه عبد الله بن عبد الحكم ، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم وعمرو بن خالد الحراني وأبو صالح كاتب الليث والنضر بن عبد الجبار عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا عمرو بن خالد فإنه أوقفه ولم يرفعه .
    ورفع الباقون الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورواه ابن المبارك فقال : أخبرنا عبد الله بن عقبة - نسب ابن لهيعة إلى جده ، لأن ابن لهيعة هو عبد الله بن لهيعة بن عقبة - عن أبي الأسود عن عبد الله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم ينسب عبد الله . فقال أبو زرعة : الصحيح عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " .
    قلت : ويتلخص من ذلك أن ابن لهيعة كان يضطرب فيه على وجوه ، فتارة يسمي تابعي الحديث عبد الله بن أبي رافع . وتارة يسميه عبد الله بن رافع . وتارة : عبد الله ، لا ينسبه . وتارة يرفع الحديث ، وتارة يوقفه . والاضطراب علامة على أن الراوي لم يضبط حفظ الحديث .
    ولذلك كان المضطرب من أقسام الحديث الضعيف في " علم المصطلح " . ولا يقال : لعل هذا الإضطراب من الرواة عن ابن لهيعة ، لا منه . لأننا نقول : هذا مردود لأنهم جميعا ثقات ، وفيهم عبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك ، وهما ممن سمعا من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه ، فذلك يدل على أن الاضطراب منه ، وأنه قديم لم يعرض له بعد احتراق الكتب ، والله أعلم .
    وإن مما يؤكد ضعف الحديث ما رواه البيهقي ( 4 / 253 ) عن عبد الوهاب ابن عطاء : سئل سعيد - هو ابن أبي عروبة - عن رجل تتابع عليه رمضانان وفرط فيما بينهما ؟ فأخبرنا عن قتادة عن
    صالح أبي الخليل عن مجاهد عن أبي هريرة أنه قال : " يصوم الذي حضر ، ويقضي الآخر ، ويطعم لكل يوم مسكينا " . وإسناده صحيح . ورواه من طرق أخرى عن عطاء به . ثم قال : " وروى هذا الحديث إبراهيم بن نافع الجلاب عن عمر بن موسى بن وجيه عن الحكمعن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا . وليس بشيء ، إبراهيم وعمر متروكان . وروينا عن ابن عمر وأبي هريرة في الذي لم يصم حتى أدركه رمضان آخر ؟ يطعم ولا قضاء عليه . وعن الحسن وطاووس والنخعي ، يقضي ولا كفارة عليه . وبه نقول ، لقوله تعالى : ( فعدة من أيام أخر ) " .
    قلت : فلوكان هذا الحديث عند أبي هريرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل بالقضاء ، لأنه يتنافى مع قوله فيه " لم يتقبل منه " . وهذا ظاهر بين . والله أعلم .
    ومن هذا التحقيق يتبين لك ما هو الصواب في قول الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 179 ) : رواه أحمد والطبراني في " الأوسط " باختصار ، وهو حديث حسن " .
    وقوله في مكان آخر ( 3 / 149 ) عقب رواية الطبراني : " رواه الطبراني في " الأوسط " وأحمد أطول منه ، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن ، وفيه كلام ، وبقية رجاله رجال الصحيح " !

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    1327 - " من صام يوما لم يخرقه كتبت له عشر حسنات ".
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    ضعيف

    رواه الطبراني في " الأوسط " ( 7653 - بترقيمي ) عن عبد الرحمن بن عبد الوهاب
    الصيرفي : حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن أبي جناب الكلبي عن طلحة بن مصرف عن
    عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب مرفوعا وقال :
    " لم يروه عن طلحة إلا أبو جناب، ولا عنه إلا إسحاق الأزرق، تفرد به
    عبد الرحمن بن عبد الوهاب ".
    قلت : ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/28 ) وقال :
    " غريب من حديث طلحة، تفرد به إسحاق الأزرق ".
    قلت : والراوي عنه عبد الرحمن بن عبد الوهاب الصيرفي يبدو أنه العمي وهو بصري
    ، ترجمه ابن أبي حاتم ( 2/2/262 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولكنه قال :
    " روى عنه أبو زرعة وموسى بن إسحاق الأنصاري ".
    وأبو زرعة لا يروي إلا عن ثقة، ومن فوقه ثقات أيضا غير أبي جناب الكلبي
    واسمه يحيى بن أبي حية وهو ضعيف مدلس، فهو علة الحديث.
    والحديث عزاه في " الجامع " لـ " الحلية " وحده فقصر.

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    1330 - " من صام يوما ابتغاء وجه الله تعالى، بعده الله عز وجل من جهنم كبعد غراب طار
    وهو فرخ حتى مات هرما ".
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    ضعيف

    أخرجه أحمد ( 2/526 ) : حدثنا عبد الله بن يزيد : حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن
    يزيد عن لهيعة أبي عبد الله عن رجل قد سماه : حدثني سلمة بن قيس عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره.
    قلت : وهذا سند ضعيف، رجاله ثقات، غير شيخ لهيعة الذي لم يسم.
    ولهيعة هو والد عبد الله بن لهيعة لم يوثقه غير ابن حبان وقال الأزدي :
    " حديثه ليس بالقائم ". وقال ابن القطان :
    " مجهول الحال ".
    وهذا هو الذي اعتمده الحافظ من الأقوال فقال :
    " مستور ".
    وقد اختلف في إسناده على ابن لهيعة وأبيه، فرواه خالد بن يزيد عنه هكذا
    وقال الطبراني في " الأوسط " ( 3270 ) : حدثنا بكر - هو ابن سهل - : حدثنا
    عبد الله بن يوسف وشعيب بن يحيى قالا : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا زبان بن فائد
    عن لهيعة بن عقبة عن عمرو بن ربيعة الحضرمي : سمعت سلامة بن قيصر يقول : سمعت
    رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره وقال :
    " لا يروى عن سلام إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة ".
    قلت : وهو ضعيف في غير رواية عبد الله بن يزيد المقرئ - وهي الأولى -
    وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب، وأما رواية غير هؤلاء الثلاثة عنه
    فهي ضعيفة، لأنهم رووا عنه بعد احتراق كتبه، وتحديثه من حفظه، وهو فيه
    ضعيف، لكن شيخ الطبراني بكر بن سهل ضعيف أيضا، بل إنهم وضعوه، وشيخ ابن
    لهيعة زبان بن فائد ضعيف، فهو إسناد مظلم كما ترى، فيه عدة علل تترى،
    واقتصر الهيثمي على بيان علة واحدة منها، فقال ( 3/181 ) بعد أن ذكره من حديث
    سلمة بن قيصر :
    " رواه أبو يعلى والطبراني في " الكبير " و" الأوسط " إلا أنه قال : سلامة بن
    قيصر، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام " !
    قلت : قال الحافظ في " الإصابة " :
    " سلامة بن قيصر، ويقال : سلمة ؛ نزل مصر، قال أحمد بن صالح : له صحبة.
    ونفاها أبو زرعة. وقال ابن صالح : سلمة عندنا أصح، وهو من أصحاب النبي
    صلى الله عليه وسلم. وقال البخاري : لا يصح حديثه. وأخرجه حديثه مطين،
    والحسن بن سفيان والطبراني من يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صام.. ومداره على ابن
    لهيعة، فرواه ابن وهب وجل أصحابه عنه هكذا، ورواية ابن وهب في " مسند أبي
    يعلى " وقال عبد الله بن يزيد المقرىء عنه بهذا الإسناد عن سلمة بن قيصر عن
    أبي هريرة وعنه أخرجه أحمد في مسنده، ورجح أبو زرعة هذه الزيادة، وأنكرها
    أحمد بن صالح ".
    قلت : وفي قوله : " بهذا الإسناد.. " نظر، فإن إسناد أحمد عن عبد الله بن
    يزيد عن ابن لهيعة يختلف كل الاختلاف عن إسناد سائر أصحاب ابن لهيعة عنه كما
    سبق بيانه.
    وجملة القول : أن الحديث لا يصح كما قال البخاري، لأن مداره على ابن لهيعة،
    وقد اختلفوا عليه في إسناده كما أوضحته بأتم توضيح والله تعالى ولي التوفيق.
    ( تنبيه ) : وقع في " المسند " كما رأيت " سلمة بن قيس " والصواب " سلمة بن
    قيصر " كما يفهم من كلام الحافظ المتقدم، وكذلك ذكره في " تعجيل المنفعة "،
    وهذا الخطأ عينه وقع في " المشكاة " من رواية البيهقي في " الشعب "، وقد نبه
    عليه القاري في " المرقاة ".
    ثم وقفت على خلاف آخر على ابن لهيعة، فأخرجه البزار في " مسنده " ( 1037 - كشف
    الأستار ) من طريق عبد الله بن يزيد أيضا عن ابن لهيعة عن زبان بن فائد عن أبي
    الشعثاء عن سلمة بن قيصر عن أبي هريرة.
    قلت : فأسقط من إسناده الرجل الذي لم يسم، فلا أدري أهذا من ابن لهيعة، أم
    سقط من الناسخ أوالطابع ؟ فقد قال المنذري في " الترغيب " ( 2/61 ) وتبعه
    الهيثمي :
    " رواه أحمد والبزار، وفي إسناده رجل لم يسم " !

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام

    1331 - " أشعرت يا بلال ! أن الصائم تسبح عظامه، وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده ".
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    موضوع

    أخرجه ابن ماجه ( 1749 ) والبيهقي في " شعب الإيمان " ومن طريقه ابن عساكر في
    " تاريخ دمشق " ( 3/232/2 و10/330 - ط ) من طريق أبي عتبة عن بقية : حدثنا
    محمد بن عبد الرحمن عن سليمان بن بريدة [ عن أبيه ] قال :
    " دخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى، فقال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم : [ الغداء يا بلال ! قال : إني صائم يا رسول الله ] فقال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم : نأكل رزقنا، وفضل رزق بلال في الجنة، أشعرت
    ... ".
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ محمد بن عبد الرحمن هو القشيري، قال ابن عدي :
    " منكر الحديث ". ذكره الذهبي وقال :
    " وفيه جهالة، وهو متهم ليس بثقة، وقد قال فيه أبو الفتح الأزدي : كذاب
    متروك الحديث ".
    قلت : وكذلك قال أبو حاتم الرازي، وكأن الذهبي فاته ذلك، وإلا لما عدل عنه
    إلى الأزدي المنتقد في نقده، فقد ترجمه ابنه في " الجرح والتعديل " ( 3/2/325
    ) وقال :
    " وسألته عنه، فقال : متروك الحديث، كان يكذب ويفتعل الحديث ".
    وإذن فلا وجه لقول الذهبي : " فيه جهالة ". فالرجل معروف، ولكن بالكذب في
    الحديث، فمثله يكون حديثه موضوعا ولا كرامة.
    وبقية، مدلس، ولكنه قد صرح هنا بالتحديث، وليس به حاجة إلى التدليس،
    فالشيخ الذي قد يدلسه، لن يكون شرا من هذا القشيري !
    ولكن الراوي عنه أبو عتبة، ليس سالما من القدح كما تراه في ترجمته من "
    الميزان " و" اللسان " إلا أنه لم يتفرد به، فقد قال ابن ماجه في " سننه " ( 1749 ) : حدثنا محمد بن المصفى : حدثنا بقية به. فآفة الحديث من القشيري.
    ( تنبيه ) : وقع في نسخة " التاريخ " سقط في هذا الحديث، من الناسخ،
    فاستدركته من " مشكاة المصابيح " ( 2082 ) فإنه ذكره من رواية البيهقي في " شعب
    الإيمان " عن بريدة، وهو كعادته لم يتكلم بشيء على إسناده، فحققت القول عليه
    هنا، وذكرت خلاصته في تعليقي عليه للمرة الثانية، أتيت فيها على الأحاديث
    التي لم يتيسر لي الكلام عليها في المرة الأولى، فحققت القول فيها أيضا، عسى
    أن يعاد طبعه مرة أخرى إن شاء الله تعالى.

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    1332 - " إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا، وربما قال : حتى
    يقضوا أكلهم ".
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    ضعيف
    أخرجه الترمذي ( 1/150 ) والنسائي في " السنن الكبرى " ( ق 62/2 ) والدارمي (
    2/17 ) وابن خزيمة في " صحيحه " ( 2138 - 2140 ) وابن ماجه ( 1748 ) من طريق
    ابن أبي شيبة وهذا في " المصنف " ( 3/86 ) وابن المبارك في " الزهد " (
    500/1424 ) وفي الجزء الثاني من " حديثه " ( ق 104/2 ) وأحمد( 6/365 و439 )
    وابن سعد في " الطبقات " ( 8/415 - 416 ) والبغوي في " حديث علي بن الجعد " (
    1/477/899 ) وأبو يعلى في " مسنده " ( 4/1704 ) وعنه ابن حبان ( 953 - موارد
    ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 25/30/49 ) وأبو نعيم في " الحلية " (
    2/65 ) والبيهقي ( 4/305 ) كلهم من طريق حبيب بن زيد الأنصاري قال : سمعت
    مولاة لنا يقال لها : ليلى، تحدث عن جدته أم عمار بنت كعب :
    أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فدعت له بطعام، فقال لها : " كلي "،
    فقالت : إني صائمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره. وقال الترمذي :
    " حديث حسن صحيح ".
    وأقره المناوي في " شرحيه " : " الفيض " و" التيسير "، وكأنه لم يرجع إلى
    إسناده، فإن ليلى هذه لا تعرف، فقد أوردها الذهبي في فصل " النسوة المجهولات
    " وقال :
    " تفرد عنها حبيب بن زيد ".
    وقال الحافظ فيها :
    " مقبولة ".
    يعني عند المتابعة، وإلا فلينة الحديث، وما عرفت لها متابعا، بل إن من
    الممكن أن يقال : إنها قد خولفت فرواه أبو أيوب عن عبد الله بن عمرو موقوفا
    مختصرا بلفظ :" الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة ".
    أخرجه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق وابن المبارك من طريق قتادة عن أبي أيوب عنه .
    وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وهو موقوف في حكم المرفوع، ويشهد له
    دعاء الضيف :
    " أفطر عندكم الصائمون.. وصلت عليكم الملائكة " الحديث، وهو مخرج في " آداب
    الزفاف " ( ص 91 - 92 ).
    فإن الصلاة هنا جملة دعائية كالجملتين الأخريين، وإنما يدعى بشيء يمكن أن يقع
    إذا توفر سببه، وهذا ما أكده ابن عمرو رضي الله عنه بحديثه هذا. والله أعلم .
    ثم إن الحديث رواه شريك عن حبيب بن زيد بلفظ :
    " الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة حتى يمسي ".
    أخرجه الترمذي وابن خزيمة بإسناد واحد عن شريك وليس عند الترمذي : " حتى يمسي
    ". وهو بهذه الزيادة منكر، لأن شريكا وهو ابن عبد الله القاضي سيىء الحفظ،
    وبهذه الزيادة رواه الطبراني أيضا ( رقم 50 ).
    والحديث علقت عليه اللجنة القائمة بتحقيق " الجامع الكبير " للسيوطي ( 5652 )
    بأن السيوطي رمز في " الجامع الصغير " لحسنه، وكفى ! كما أورده الغماري في "
    كنزه ".

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    1333 - " من فطر صائما من كسب حلال، صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها، وصافحه
    جبريل، ومن يصافحه جبريل يرق قلبه، وتكثر دموعه. قال رجل : يا رسول الله !
    فإن لم يكن ذاك عنده ؟ قال : قبضة من طعام. قال : أرأيت من لم يكن ذاك عنده ؟
    قال : ففلقة خبز. قال : أفرأيت إن لم يكن ذاك عنده ؟ قال : فمذقة من لبن. قال
    : أفرأيت من لم يكن ذاك عنده ؟ قال : فشربة من ماء ".
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    ضعيف

    أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 69/2 ) عن حكيم بن خذام العبدي : نا علي بن
    زيد عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم : فذكره.
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا، وله علتان :
    الأولى : علي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف لسوء حفظه.
    والأخرى : حكيم هذا قال أبو حاتم : " متروك الحديث ".
    وقال البخاري : " منكر الحديث ".
    قلت : وهذا منه تضعيف شديد له، كما هو اصطلاحه.
    لكن تابعه الحسن بن أبي جعفر عند ابن عدي أيضا ( 87/1 ) والأصبهاني في "
    الترغيب " ( ق 179/2 )، وقال ابن عدي :
    " لا أعلم يرويه عن علي بن زيد إلا الحسن بن أبي جعفر وحكيم بن خذام ".
    قلت : وثلاثتهم ضعفاء، وحكيم أشدهم ضعفا، فالحديث ضعيف.
    ومن طريق الحسن أخرجه الطبراني مختصرا، والبزار نحوه كما في " مجمع الزوائد
    " ( 3/156 ).
    قلت : في عزوه للبزار نظر لأسباب أهمها أنه ليس في " كشف الأستار عن زوائد
    البزار " للهيثمي أيضا، وهو أصل ما يعزوه للبزار في " المجمع " وكذلك ليس هو
    في " زوائد البزار " للحافظ ابن حجر.
    وأما الطبراني فقد أخرجه في " الكبير " ( 6162 ) من طريق الحسن بن أبي جعفر،
    باختصار، ورواه قبيله ( 6161 ) من طريق حكيم بن خذام أيضا أخصر منه.
    ( تنبيه ) : ( خذام ) بكسر المعجمة الأولى كما في " الإكمال " ( 3/130 ) لابن
    ماكولا، ومثله في " تاريخ البخاري " و" الجرح والتعديل " و" الكامل "
    وغيرها، ووقع في " اللسان " و" الطبراني " : حزام "، ! بالحاء المهملة
    وهو تصحيف.

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    1898 - " إن في الجنة نهرا يقال له : رجب ، [ ماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ] ، من صام من رجب يوما واحدا ، سقاه الله من ذلك النهر " .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    باطل .

    رواه أبو محمد الخلال في " فضل شهر رجب " ( 11 / 1 ) والديلمي ( 1
    / 2 / 281 ) والأصبهاني في " الترغيب " ( 224 / 1 - 2 ) عن منصور بن يزيد
    الأسدي : حدثنا موسى بن عمران قال : سمعت أنس بن مالك يقول ... ، فذكره
    مرفوعا . قلت : وهذا إسناد ضعيف مجهول ، موسى بن عمران لم أعرفه ، ووقع عند
    الديلمي : " موسى بن عبد الله بن يزيد " . ومنصور بن يزيد قال الذهبي : " لا
    يعرف ، والخبر باطل ، قرأته ... " . ثم ساقه بإسناده إلى منصور به ، إلا أنه
    وقع فيه : " موسى بن عبد الله الأنصاري " . والله أعلم . وقد أقره الحافظ في
    " اللسان " . وأما في " تبيين العجب " ، فقد قال ( ص 5 - 7 ) : " لا يتهيأ
    الحكم عليه بالوضع " . قلت : ولعله يعني من جهة السند . والله أعلم .

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أحاديث وآثار لا تصح في الصيام



    3083 - ( إن الله عز وجل لم يكتب علي الليل صياماً ، فمن صام فقد تعنى ، ولا أجر له ) .
    قال الالباني في السلسة الضعيفة :
    ضعيف

    أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 225 -226) ، والدولابي في "الكنى" (1/ 35) ، وكذا الترمذي في "العلل المفردة" ، وابن أبي داود في "الصحابة" ، وابن قانع ، وأبو أحمد في "الكنى" (ق2-2/ 1) ، والشيرازي في "الألقاب" ، وابن منده من طريق أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي عن معقل الكناني ( وقال بعضهم : الكندي ) عن عبادة بن نسي عن أبي سعد ( وقال بعضهم : أبي سعيد ) الخير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ... فذكره . وقال ابن أبي حاتم :
    "قال أبي : وقد قيل : أبو سعد الخير ، وهذا الصحيح عندي" .
    وقال ابن منده :
    "غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" .
    قلت : وفيه علتان :
    الأولى : جهالة معقل هذا ، فقد أزرده البخاري في "التاريخ" (4/ 1/393) ثم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 1/ 286) من رواية يزيد هذا فقط عنه ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    والأخرى : يزيد بن سنان الرهاوي ؛ فإنه ضعيف كما قال الحافظ .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •