بمن يتعلق قلبك؟









كتبه/ أحمد فريد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

ومهما علق العبد قلبه بغير الله فالتعاسة والشقاء، ولا تتم سعادة العبد حتى يعلق قلبه بالله -عز وجل- محبة، وتوكلاً، ورجاء وخوفاً.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، وعبد القطيفة )، وليس هناك أحد يسجد للدينار والدرهم، ولكن هناك من يعلق قلبه بالدينار والدرهم، محبة لهما، ورضاء بهما، فهو يوالي فيهما، ويعادي فيهما، فتعلق القلب بغير الله عبودية له، وإذا صرفت العبادة لغير الله -عز وجل- لم يحصل للعبد إلا الشقاء، والهم والغم، والحزن في الدنيا والآخرة.

قال بعض مسلمة الفتح في غزوة حنين، وكانت بعد فتح مكة مباشرة: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، وكان المشركون يختارون شجرة عظيمة، يعلقون بها أسلحتهم، ويطوفون بها، ويلتمسون منها البركة، وتتعلق قلوبهم بها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الله أكبر إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ). فالله -عز وجل- هو الضار النافع، الخافض الرافع المعز المذل: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ)(يونس:107)

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لحبر الأمة وترجمان القرآن: (واعلم أن الأمة إن اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، إن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ).

وإذا كان الأمر كله بيد الله -عز وجل-، والخير كله بيده ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فكيف تتعلق القلوب بغيره، وينتظر الخير من سواه ومهما علق العبد قلبه بالله -عز وجل- توكلاً، ورجاءً، وخوفاً، وحباً، تتم سعادة العبد في الدنيا والآخرة، ويكون الله -عز وجل- غاية محبوبه ومطلوبه، يستغنى بحبه عن حب من سواه، وبذكره عن ذكر من سواه، وبطاعته عن طاعة من سواه.


قال بعضهم: إنه لتمر بي أوقات، أقول إن كان أهل الجنة كما نحن فيه، إنهم لفي عيش طيب.

وقال بعضهم :إنه لتمر بي أوقات يرقص فيها القلب طرباً.

وقال إبراهيم بن أدهم لو يعلم الملوك، وأبناء الملوك ما نحن فيه من نعمة لجالدونا عليها بالسيوف.