بسم الله الرحمن الرحيم
خير مانستفتح به هذا الكتاب قول الحق- تبارك وتعالى-
****اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لايظلمون ****
*********
قد أصبحنا في زمان مختلفة اهواؤه ... واحدودبت علينا سيساؤه ... واقطوطبت علينا أوداؤه ... و اناخت علينا انباؤه .
أصبحنا في زمان تطاول فيه الألد ... وتفيه فيه الأود ... أواصرنا منجذمة ... وعظامنا وهلة ... صاحبه شاغب ... وظله ذاهب
***********
.الأعداء يترصدون بنا الدوائر ... مروءتهم في انفسهم الشقاق ... و ألفتهم في قلوبهم الفراق ... يدينون بالنفاق ...
ويظهرون الوفاق .... تحسبهم جميعا ... وقلوبهم شتى .
ينظرون بأقفائهم ... فيرون الحق باطلا .
اختالوا جهلا وبطرا ...لايرقبون الله راقبة ... ولايخافون وبال عاقبة ... اوجفوا نحو الفتنة طوعا ... و ارجفوا في الأفكار كرها ....
ينوصون في صناعة المقالات و الكتابات ... مضمونها عبارات قوارص ... تؤلمك ... وتنغصك .
انواع من الضلال .... وتشنيع المقال ... و الحجج المحال ... يصنعها أحدى رجلين : إما رجل عاثر في قوله الداحض ...
مناقض لكلامه ... لم يفطن لغوره مايخرج من رأسه من الكلام الخطل ... أو رجل علج غليظ ... ضل عن سواء السبيل ...
شملته دائرة الأهواء
********* .
لايدعون أحدا إلى رشاد .... ولا يجيبون داعيا إلى سداد ... مجانبون لرأي السلف ... ضاربون لكلامهم عرض الحائط ...لايبالون في ذلك شيء .
إخوتي دعاني إلى هذا الكلام فيهم ... لشيوع صيتهم ... وعلو كلمتهم ... وظهورها في العالم ... فحشيت ان لايسعني
إلا الإنكار ... و التنكيل بهم ... منافحة عن دين الله ... وتثبيتا لاصول السلفية ... ودعوة إلى الطريقة المثلى ... ومحاماة
عن ضعفاء المسلمين أن يضلوا بها
لأجل ذلك أوجه نصيحة وتذكير لأصحاب الأقلام المليحة
ان اتقوا الله في انفسكم .... واحذروا من الله ماحذركم من نفسه .... واخشوه خشية ليست بتعذيرة ... واعملوا عملا في
غير رياء ولاسمعة ... ولا تقولوا كيت وكيت ... وتعاونوا على البر و التقوى ... وناصحوا بعضكم في الليل و النهار ...
وسر وإعلانا ... لكن إعلانا لمصلحة وليس لفضيحة .
واعلموا أن الكلمة أسيرة في وثاقكم .... فإذا تكلمتم بها ...صرتم أسرى في وثاقها ...
اعلموا ان اعراض الناس حفرة من حفر النار .... وقف على شفريها العلماء و الحكام ... وهم مضطرون للكلام فيهم ...فلا
توزع حسناتك على فلان وعلان من لاتحبهم
***********
هذا وقد قررت ان انقطع مدة عن الشبكة المعلوماتية .... و التفرغ لنفسي التي تلبست بالمعاصي و الأهواء ... ويشهد الله
أنني أحبكم في الله جميعا .... لا انساكم ماحييت ... أذكركم في الحافل و المناسبات .... إشادة بفضلكم ... وعظيم
أسأل الله لي ولكم منازل الشهداء .... ومعيشة السعداء ... ومراف الانبياء ...
و الله المستعان
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .
وكتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم السلماني الأثري
صبيحة يوم الأحد - شعبان - 1429 هجرية