تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: فضائل بني أمية وتقريب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم واعتماده عليهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,489

    افتراضي فضائل بني أمية وتقريب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم واعتماده عليهم



    فضائل بني أمية وتقريب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم واعتماده عليهم (1)



    كتبه/ زين العابدين كامل


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فلا نزال نعيش مع التاريخ الأموي، ولقد رددنا سابقًا على بعض الشبهات التي تُثار حول بني أمية، ونسلِّط الضوء اليوم على بعض فضائلهم.

    لقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه لا تُعرف قبيلة من قبائل قريش فيها عُمَّال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من بني عبد شمس؛ لأنهم كانوا كثيرين، وكان فيهم شرف وسؤدد، فاستعمل النبي صلى الله عليه وسلم في عزة الإسلام على أفضل الأرض مكة: عَتّاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية؛ ذلكم الشاب الأموي الذي اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره ليتولى إمارة مكة المكرمة بعد فتحها؛ اختاره دون سائر المهاجرين والأنصار والطلقاء الذين أسلموا، ثم قال له: "أتدري على مَن استعملتك؟ استعملتك على أهل الله؛ فاستوصِ بهم خيرًا"، يقولها ثلاثًا، واستمر عتاب واليًا على مكة حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم استعمله أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأقره على مكة، واستمر واليًا طوال فترة خلافة الصديق رضي الله عنه.

    وعن عطاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما قرُب من مكة: "أَرْبَعَةٌ أَرْبَأُ بِهِم عَنِ الشِّرْك وأرغبُ لهم في الإسلام: عَتَّابُ بنُ أَسِيْدٍ، وَجُبَيْرُ بنُ مُطْعِمٍ، وَحَكِيْمُ بنُ حِزَامٍ، وَسُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو"، وبالفعل أسلموا جميعًا وحسن إسلامهم، ومنهم: عتاب رضي الله عنه.

    وكذلك استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على نجران أبا سفيان بن حرب بن أمية، وهو مِن مسلمة الفتح، وقد أشرق نور التوحيد في قلبه واستقر إيمانه.

    وقد ذكروا أن أبا سفيان رضي الله عنه قد فقد إحدى عينيه في غزوة الطائف، ثم فقد الثانية في معركة اليرموك؛ فقد روى الزبير من طريق سعيد بن عبيد الثقفي قال: "رميت أبا سفيان يوم الطائف فأصبت عينه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذه عيني أصيبت في سبيل الله، قال: إن شئت دعوت فردت عليك وإن شئت فالجنة، قال: الجنة"، وقال الذهبي في السِّير: "ثم قلعت الأخرى يوم اليرموك، وكان يومئذٍ قد حسن -إن شاء الله- إيمانه، فإنه يومئذٍ كان يحرِّض على الجهاد، وكان تحت راية ولده يزيد، فكان يصيح: يا نصر الله اقترب"، وهذا بلا شك يدل على صدق إيمانه وحسن فدائه وبذله في سبيل الله تعالى.

    وكذلك استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن سعيد بن العاص على صدقات بني مذحج وعلى صنعاء اليمن، فلم يزل عليها حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستعمل عثمان بن سعيد بن العاص على تيماء وخيبر وقرى عرينة.

    واستعمل أبان بن سعيد بن العاص على بعض السرايا، ثم استعمله على البحرين، فلم يزل عليها بعد العلاء بن الحضرمي حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم، واستعمل الوليد بن عقبة بن أبي معيط حتى أنزل الله فيه: "إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ"، فيقول عثمان: "أنا لم أستعمل إلا مَن استعمله النبي صلى الله عليه وسلم منهم، ومن جنسهم، ومن قبيلتهم".

    وكذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما بعده، فقد ولَّى أبو بكر يزيد بن أبي سفيان بن حرب في فتوح الشام، وأقره عمر، ثم ولى عمر بعده أخاه معاوية، وهذا النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم في استعمال هؤلاء ثابت مشهور عنه، بل متواتر عند أهل العلم، وأما بنو هاشم فلم يستعمل النبي صلى الله عليه وسلم منهم إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه على اليمن.

    وولَّى أيضًا على اليمن: معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري، وولى جعفر بن أبي طالب على قتال مؤتة، وولى قبْل جعفر زيدَ بن حارثة مولاه. وقيل: عبد الله بن رواحة؛ فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدِّم في الولاية زيد بن حارثة مولاه -وهو من كَلْبٍ- على جعفر بن أبي طالب، وقد روي أن العباس عمه صلى الله عليه وسلم سأله ولاية فلم يولِّه إياها!

    وللحديث بقية إن شاء الله.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,489

    افتراضي رد: فضائل بني أمية وتقريب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم واعتماده عليهم




    فضائل بني أمية وتقريب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم واعتماده عليهم (2)



    كتبه/ زين العابدين كامل
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فلما قامت الدولة الأموية واستقر ملكهم في بلاد الشام، كان عصرهم من خير العصور إذا قورن بما بعده؛ ففيه انتشرت فتوحات دولة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وانحسرت دول الكفر، وفي عصرهم استمر انتشار العلم والفقه، ودوِّن الحديث، ودون التفسير، وعم الرخاء أرجاء العالم الإسلامي، حتى بلغ الحال بالمسلمين في بعض عهود بني أمية، ألا يجدوا محتاجًا يأخذ زكاة أموالهم؛ لغنى المسلمين وكفايتهم على الرغم من اتساع الرقعة، وكثرة المسلمين!

    فالله عز وجل قد مكَّن للمسلمين في عهد بني أمية من الموجة الثانية من الجهاد في سبيل الله، حتى فتحوا مشارق الأرض ومغاربها، من "كاشغر" على حدود "الصين" في الشرق، إلى "الأندلس"، وجنوب "فرنسا" في الغرب، ومن "بحر قزوين" في الشمال إلى "المحيط الهندي" في الجنوب.

    قال الدكتور عبد الشافي محمد عبد اللطيف: فلئن كان بعض الأمويين عادَى الإسلام في البداية وتأخر إسلامهم؛ إلا أنهم لما أسلموا عام الفتح، أظهروا من حسن البلاء في الفتوحات، وقاموا بأدوارٍ بارزةٍ في رفع راية التوحيد، وأبدوا من الحب لدين الله والجهاد في سبيله ما لفت إليهم الأنظار، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسند إلى كثيرٍ منهم أجلَّ الأعمال وأخطرها، وكذلك فعل الخلفاء الراشدون الثلاثة مِن بعده؛ إلا أن كل ذلك لم يشفع لهم عند أصحاب الأهواء، حتى الكلمة الطيبة التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم في معرض العفو العام عنهم، وفي اليوم الذي سمَّاه يوم بر ووفاء، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"؛ حتى هذه الكلمات جعل بعض الناس منها سُبة في جبين بني أمية وحدهم! وجعلوا يعيرونهم بأنهم الطلقاء، وأبناء الطلقاء!

    ولم يفهموا أن هؤلاء الطلقاء وأبناءهم قد أسلموا وحسن إسلامهم، وكانت لهم مواقف مشهودة في نصرة الإسلام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعده في الفتوحات في عهد خلفائه الراشدين؛ فبنو أمية يدخلون في جملة مسلمة الفتح الذين وعدهم الله بالحسنى في قوله تعالى: "لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" (الحديد: 10).


    وللحديث بقية إن شاء الله.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,489

    افتراضي رد: فضائل بني أمية وتقريب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم واعتماده عليهم

    فضائل بني أُمية وتقريب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم واعتماده عليهم (3)









    كتبه/ زين العابدين كامل


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فلقد ذكرنا سابقًا أن البعض قد حاول أن يطعن في بني أمية، وذلك عن طريق تزوير تاريخهم وطمس حسناتهم، وطرح الشبهات حول تاريخ دولتهم، ولقد رددنا على بعض الشبهات، ثم سلطنا الضوء في مقالنا السابق على فضائل بني أُمية وتقريب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم واعتماده عليهم، ونستكمل هذا العنصر في هذا المقال.

    لما قامت الدولة الأموية واستقر ملكهم في بلاد الشام، كان عصرهم من خير العصور نسبة لما بعده؛ ففيه انتشرت فتوحات الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وانحسرت قوة الكفر واضمحل، وفي عصرهم دوِّن الحديث، ودون التفسير، وعم الرخاء أرجاء العالم الإسلامي، حتى بلغ الحال بالمسلمين في بعض عهود بني أمية، ألا يجدوا محتاجًا يأخذ زكاة أموالهم؛ لغنى المسلمين، وكفايتهم على الرغم من اتساع الرقعة وكثرة المسلمين، وقد اشتهر ذلك في عصر عمر بن عبد العزيز رحمه الله.

    فالله عز وجل قد مكَّن لبني أمية في الأرض، ونصرهم في جهادهم، حتى فتحوا مشارق الأرض ومغاربها، من "كاشغر" على حدود "الصين" في الشرق، إلى "الأندلس" وجنوب "فرنسا" في الغرب، ومن "بحر قزوين" في الشمال إلى "المحيط الهندي" في الجنوب كما سنبين بمشيئة الله تعالى.

    قال الدكتور عبد الشافي محمد عبد اللطيف: "فلئن كان بعض الأمويين، عادَى الإسلام في البداية، وتأخر إسلامهم؛ إلا أنهم لما أسلموا عام الفتح، أظهروا من حسن البلاء في الفتوحات، وقاموا بأدوارٍ بارزةٍ في رفع راية التوحيد، وأبدوا من الحب لدين الله والجهاد في سبيله ما لفت إليهم الأنظار، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسند إلى كثيرٍ منهم أجلَّ الأعمال وأخطرها، وكذلك فعل الخلفاء الراشدون الثلاثة مِن بعده؛ إلا أن كل ذلك لم يشفع لهم عند أصحاب الأهواء، حتى الكلمة الطيبة التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم في معرض العفو العام عنهم، وفي اليوم الذي سمَّاه يوم بر ووفاء، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"؛ حتى هذه الكلمات جعل بعض الناس منها سُبة في جبين بني أمية وحدهم!

    وجعلوا يعيرونهم بأنهم الطلقاء وأبناء الطلقاء، ولم يفهموا أن هؤلاء الطلقاء وأبناءهم قد أسلموا وحسن إسلامهم، وكانت لهم مواقف مشهودة في نصرة الإسلام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعده في الفتوحات في عهد خلفائه الراشدين؛ فبنو أمية يدخلون في جملة مسلمة الفتح الذين وعدهم الله بالحسنى في قوله تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)".


    ويجدر الإشارة هنا إلى الجهود والإنجازات التي حققها معاوية بن أبي سفيان الأموي رضي الله عنه، وهو الأموي الذي ناله الحظ الأوفر من السبِّ والطعن.

    وهذا ما سنسلط الضوء عليه في مقالنا القادم بمشيئة الله تعالى.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: فضائل بني أمية وتقريب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم واعتماده عليهم

    جزاك الله خيرا أبا وليد.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,489

    افتراضي رد: فضائل بني أمية وتقريب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم واعتماده عليهم

    آمين وإياكم
    حمدا لله على سلامتك د.رضا
    تقبل الله منا ومنكم

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •