تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: إسرائيل دولة استعمارية عنصرية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,489

    افتراضي إسرائيل دولة استعمارية عنصرية



    إسرائيل دولة استعمارية عنصرية (1)









    كتبه/ علاء بكر


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فقد سادت أوروبا في أعقاب نهضتها الحديثة نزعتان: النزعة القومية، والنزعة الاستعمارية.

    والنزعة القومية: شعور بالانتماء إلى جنس يربط أفراده وحدة العِرْق أو اللغة أو التاريخ المشترك، والآمال والمصالح المشتركة، وقد ارتبط الأخذ بالعلمانية في أوروبا -بناء المدنية الحديثة فيها- على النزعات القومية، خاصة بعد قيام الثورة الفرنسية عام 1789م.

    أما النزعة الاستعمارية: فسياسة -أو ممارسة- للاستيلاء على أراضي الغير بشكل مباشر بالقوة العسكرية، أو بشكل غير مباشر ببسط السيطرة السياسية أو الاقتصادية على أراضي الغير.

    وقد مارست أوروبا سياستها الاستعمارية المباشرة بعد الاكتشافات الجغرافية والثورة الصناعية؛ حيث قامت كل مِن: إنجلترا، وفرنسا، وهولندا، والبرتغال، وأسبانيا ببناء مستعمرات لها في الأمريكيتين، والهند، وجزر الهند الشرقية وإفريقيا.

    وفي القرن التاسع عشر الميلادي وحتى الحرب العالمية الأولى زاد النشاط الاستعماري الأوروبي بانضمام روسيا، وإيطاليا، وألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان إلى قائمة الدول الاستعمارية، حيث غطى الاستعمار الأوروبي معظم أرجاء الكرة الأرضية.

    وقد تأثر الكاتب الصحفي "تيودور هرتزل" -مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة- في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بما ساد أوروبا في تلك الفترة مِن النزعات القومية والاستعمارية، فبنى فكرته التي روّج لها في كتابِه (الدولة اليهودية)، وسعى إلى تنفيذها على أساس:

    - إقامة دولة ليهود العالم، تكون وطنًا قوميًّا لهم يجمعهم، بدلاً مِن تشتتهم في أنحاء العالم.

    - أن يتم إنشاء هذه الدولة باستعمار أرض شاغرة يتم عليها تحقيق هذا الهدف.

    ولم تكن تلك الأرض عند "هرتزل" هي أرض فلسطين على وجه التحديد، ولكن تمسك أكثر مَن استجابوا لفكرته بأن تكون أرض فلسطين أرضًا لدولتهم -دون أدنى اعتبار لسكانها العرب الأصليين- لما يحييه هذا الاختيار عندهم مِن أحلام تاريخية، ورفض أكثرهم أن يكون وطنهم المرتقب خارج أرض فلسطين عندما عرض عليهم "هرتزل" غيرها؛ إلا أن تكون دولتهم فيها مؤقتة ينتقلون بعدها إلى فلسطين.

    يقول "هرتزل" في كتابِه "الدولة اليهودية" وهو يغري الأوروبيين بتأييد فكرته الاستعمارية بإقامة دولة لليهود الأوروبيين في فلسطين يكون اليهود فيها رأس حربة للغرب ضد شعوب المنطقة المتخلفين: "بالنسبة لأوروبا سنقيم هناك -أي في فلسطين- جزءًا مِن السور المضاد لآسيا، وسنكون -أي اليهود الذين سينتقلون إليها- حُرّاس الحضارة المتقدمي الموقع ضد البربر".

    وكتب "هرتزل" إلى رائد الاستعمار البريطاني في إفريقيا (سيسل رودس) وهو يعرض برنامجه الاستعماري عليه، يقول: "أرجوك أن ترسل لي نصًّا جوابيًّا تعلمني فيه أنك درست برنامجي، وأنه يحظى بموافقتك. تتساءل ربما: لماذا أتوجه إليك يا سيد رودس؟ أتوجه إليك؛ لأن برنامجي هو برنامج استعماري".

    ويقول "هرتزل" وهو يشرح فكرته في كتابِه "الدولة اليهودية": "هناك أرضان مأخوذتان بالاعتبار: فلسطين والأرجنتين، ولقد تمت تجارب ملفتة لإقامة مستعمرات يهودية في هاتين النقطتين"، ثم يقول: "ستأخذ الهيئة -أي الهيئة اليهودية- ما سوف يُعطى لها"، وكان البارون "دو هيرش" الصهيوني قد قام بإنشاء الجمعية الاستعمارية اليهودية بهدف توطين اليهود الروس في الأرجنتين، كما كانت هناك محاولات لإقامة مستوطنة لمهاجرين يهود في فلسطين.

    وقد عرض (جوزيف تشمبرلن) -وزير المستعمرات البريطاني- إعطاء الحركة الصهيونية منطقة شبه خالية مِن السكان في أوغندا، وقَبِل "هرتزل" العرض، ولما عرض "هرتزل" الأمر على المؤتمر الصهيوني السادس الذي انعقد في عام 1903م انقسم الحاضرون بيْن مؤيدين ورافضين؛ فلم يستطع "هرتزل" تمرير مشروعه الإفريقي.

    وبعد وفاة "هرتزل" عام 1904م تركزت الجهود الصهيونية على فلسطين، ونجح "حاييم وايزمان" الذي خلف "هرتزل" في زعامة الحركة الصهيونية في الحصول مِن بريطانيا على "وعد بلفور" بإقامة وطن لليهود في فلسطين عام 1917م.

    وبسبب النزعة الاستعمارية لإسرائيل فهي ترفض منذ نشأتها "وحتى الآن" أن تكون لها حدود معروفة ثابتة؛ فهي دولة استعمارية لكل اليهود، تتمدد على حساب مَن بجوارها مِن البلدان العربية كلما أمكنها ذلك، ولتبرير ذلك لنفسها روجت -كعادتها- شعارًا زعمت أنه مستمد مِن أكاذيبها التاريخية: "مِن الفرات إلى النيل، أرضك الموعودة يا إسرائيل!".

    وقد صرَّح زعماء إسرائيل والحركة الصهيونية بهذا النهج الاستعماري، وعليه السياسة الإسرائيلية إلى اليوم.

    يقول "ابن جوريون" في مذكراته "بعث إسرائيل ومصيرها - ط. نيويورك 1954م ص: 419": "أمامكم الإعلان الأمريكي للاستقلال، ليس به أي ذكر لحدود أراضيه، ولسنا ملزمين بتعيين حدود للدولة"، ويقول في موضع آخر: "لسنا مضطرين لرسم حدود الدولة".

    ويقول الجنرال "موشي دايان" في يوليو 1968م: "في المائة عام الماضية قام شعبنا بإنشاء هذه البلاد وهذه الأمة، وعمل على توسيع نطاقها باستقدام عددٍ متزايد مِن اليهود، وبإنشاء مزيدٍ مِن المستعمرات لتوسيع حدودنا، وليعلم كل يهودي أن هذه العملية لم تنتهِ، وأننا لم نبلغ بعد نهاية الطريق". ويقول أيضًا: "إذا كنا نعتبر أننا شعب التوراة؛ فلا بد مِن امتلاك أراضي التوراة أيضًا!".

    وقالت "جولدا مائير" في عام 1969م: "حيث سنقيم ستكون هناك حدودنا!".

    وفي 7 يوليو 1972م سُئِلت "مائير": "ما هي حدود الأراضي التي تعتبرونها ضرورية لأمن إسرائيل؟ فقالت: إذا كنت تريد أن تقول إنه يتعين علينا أن نرسم خطـًّا لحدودنا؛ فهذا أمر لم نفعله، وسننفذه عندما يجيء الوقت المناسب".

    وهذه كما ترى إجابة دبلوماسية؛ فقد لا يجيء هذا الوقت أبدًا.


    ثم تقول: "ولكن يجب أن يَعرف الناس أن مِن أساسيات سياستنا عدم النص في أي معاهدة للسلام على حدود 1967م -أي رفض العودة إلى حدود ما قبْل حرب يونيو 1967م-؛ فلا بد مِن إدخال تعديلات على الحدود -أي بإضافة أراضٍ مِن التي احتلتها إسرائيل في يونيو 1967م إلى حدود إسرائيل عام 1948م-، نريد تغييرًا في حدودنا مِن أجل أمن بلادنا!".

    وللحديث بقية -إن شاء الله-.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,489

    افتراضي رد: إسرائيل دولة استعمارية عنصرية



    إسرائيل دولة استعمارية عنصرية (2)









    كتبه/ علاء بكر


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    كما ارتبط الاستعمار الأوروبي بالنظرة العنصرية التي ترى أن الرجل الأوروبي الأبيض أعلى مِن غيره، وأنه هو الأحق بأن يسود؛ فقد ارتبطت النظرة الاستعمارية الصهيونية بنظرةٍ عنصرية مُستمَدة مِن ديانتهم التي حرَّفوها ترى أن اليهود دون غيرهم مِن الشعوب والأجناس هم شعب الله المختار الذي يجب أن يسود العالم كله ويحكمه "بما فيهم بالطبع العرب والفلسطينيون".

    - يقول روجيه جارودي في كتابه (ملف إسرائيل، ص 112-113): "والديمقراطية الإسرائيلية يشوبها تمييز عنصري أساسي كما هو الحال في كل المستعمرات، حيث يتمتع الرجل الأبيض وحده بالحكم، ويمكن مقارنة هذه الديمقراطية الإسرائيلية العجيبة بالديمقراطية الأمريكية التي نادت في تصريح الاستقلال بالمساواة بيْن الناس جميعًا، ثم أبقت الرق طيلة قرن مِن الزمان بأكمله بالنسبة للسود، وأطلقت عليهم تأدبًا منها اسم: "المؤسسة الخاصة!"، كما سمحت بمطاردة الهنود الحمر فكانوا يُذبحون ويطردون ليستولي البيض على أراضيهم؛ فإسرائيل إذن دولة ديمقراطية إلا بالنسبة لزنوجها ولهنودها التي تطلق عليهم القوانين الأساسية في إسرائيل -تأدبًا منها- "السكان غير اليهود" أي الفلسطينيون سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.


    - ويقول البروفيسور (إسرائيل شاهاك) الأستاذ بالجامعة العبرية بالقدس، والرئيس السابق للرابطة الإسرائيلية لحقوق الإنسان في نوفمبر 1980م: "أنشئت إسرائيل في الأصل بأيدي أناس آمنوا بأنه ليس لغير أهل الغرب حقوق؛ أناس ليس لديهم أي إحساس بأية صورة مِن صور العدل إزاء غير الغربيين... ثم إنهم يأخذون بتفسيرات للكتاب المقدس تجعلهم يقولون: إننا نستعيد الأرض التي سبق لنا أن استولينا عليها مِن الكنعانيين... وهذا موقف عنصري تمامًا يختلط فيه مركب العظمة الغربي -وكان عنيفًا في بدء هذا القرن- بالعنصرية الصهيونية، وازداد هذا الاتجاه حدة منذ عام 1974م مع تصاعد الأيدلوجية الروحانية، ومع تزايد المساندة الأمريكية بشكل لم يُسبق له مثيل... ".

    - ويعلـِّق "جارودي" على الحريات في إسرائيل فيقول: "ومِن الغريب أن نسمع الدعاية الصهيونية تقول: دولة إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط!"، ثم تقدم دليلاً على ذلك بقولها: "الحرية في إسرائيل متوفرة، فالمعارضة تستطيع إبداء رأيها في الصحافة، بل في الشارع!"، وإذا كان هذا صحيحًا أن بعض ذوي الشجاعة والهمة مِن المقاومين للعنصرية مثل البروفيسور "إسرائيل شاهاك"، ومثل المحامية "فيلسيا لانجر"، وعضوة الكنيست "شلميت آلوني"، أو "أوري آفنيوي"، واللواء "بليد"، والبروفيسور "لايبو فتز"، وآخرين -وهم للأسف قليلو العدد- إذا كان أمثال هؤلاء يستطيعون ببسالتهم وبطولتهم أن ينشروا آراءهم رغم ألوان التهديد والضغط عليهم؛ فلا يجدر أن ننسى أن هذه الحرية لا يُسمح بها إلا في إطار المؤسسة اليهودية".

    وسياسة التفرقة العنصرية تهدف إلى التفريق والتمييز بيْن الأعراق المختلفة، وترمي إلى إقامة أوطان يفصل فيها بيْن الأجناس؛ فيتم تخصيص جنس بكل الامتيازات العالية، ويحرم منها مَن سواهم في نفس الوطن... كما كان في الفصل بيْن البيض والسود الذي كان سائدًا في المستعمرات الأوروبية في إفريقيا، وأشهرها ما كان في دولة جنوب إفريقيا قبْل تخلصها مِن هذه التفرقة العنصرية.

    وللتمييز العنصري صور، منها:

    - التحيّز العنصري: بالتحيّز إلى جنسٍ ضد آخر.

    - الاضطهاد العنصري: يجمع بيْن التحيز لجنس واضطهاد الجنس لآخر.

    - الفصل العنصري: الذي يجمع إلى جانب التحيز لجنس والاضطهاد لآخر فصل الجنس المضطهد وعزله عن الجنس الآخر اجتماعيًّا.

    ومِن المظاهر التاريخية لهذه العنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين:

    - ما صدر في الخمسينيات مِن قوانين تمنع بيع أو إيجار أو زراعة ما يمتلكه الصندوق القومي اليهودي، وصندوق التعمير لغير اليهود، أي قصر ذلك على اليهود.

    - صدور قانون في يوليو 1950م يعطي كل يهودي ما أسموه (حق العودة) -أي الهجرة- إلى إسرائيل (فلسطين)، مع رفض حق العودة لأي لاجئ فلسطيني لفلسطين، مع تيسير حصول أي يهودي على الجنسية الإسرائيلية بمجرد وصوله لأرض فلسطين، ولا تُعطى هذه الجنسية للفلسطينيين المولودين والمقيمين في فلسطين، وذلك لمنع حصولهم على حق المواطنة إلا بشروط صعبة وبموافقة شخصية مِن وزير داخلية إسرائيل؛ لذا فإن غالبية الفلسطينيين الذين يعيشون في فلسطين يعاملَون فيها كأجانب بلا جنسية.

    - إخضاع الفلسطينيين للحكم العسكري لجيش الاحتلال، وفرض القيود على حريتهم في التحرك والتنقل والعمل، وسائر مظاهر الحياة، ومنح الحكام العسكريين صلاحيات كبيرة لاضطهاد الفلسطينيين، وحملهم على ترك ديارهم.

    - انتزاع الأراضي الفلسطينية مِن الفلسطينيين، والاستيلاء عليها ومصادرتها بالقوة بمختلف الدعاوى والتبريرات الواهية.

    - التدخل في الشئون الفلسطينية الاقتصادية والتعليمية في مناطقهم للإضرار بها والتضييق عليهم، مع محاربتهم في أرزاقهم، وتقليل فرصهم في العمل، ومنحهم أدنى الوظائف وبأقل الأجور.

    - تقليص مساحة الأراضي الزراعية التي يمتلكها الفلسطينيون بالمصادرة منها، ومنع تطوير زراعتها، وخفض أسعار منتجاتها بالمقارنة بمثيلتها اليهودية، مع منع المساعدات والتسهيلات عنها، بل وعرقلة تسويقها لصالح المنتجات الزراعية اليهودية.

    - القيام بعمليات الطرد الجماعي للفلسطينيين مِن قراهم وأراضيهم بالقوة وتدمير منازلهم، ثم الاستيلاء على هذه الأراضي وبناء المستوطنات اليهودية عليها.

    - محاولة تهويد القدس مِن جهة وطمس معالمها العربية الإسلامية مِن جهة أخرى، مع التهديد المتصاعد بهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه.

    - حرمان الفلسطينيين مِن التعبير عن أنفسهم سواء مِن خلال جمعيات أو نقابات أو تنظيمات مستقلة، وقصر ذلك على داخل الأحزاب الإسرائيلية فقط.

    - حصار المدن والقرى الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، والتحكم في مداخلها ومعابرها، وعزل الفلسطينيين فيها، بل وبناء جدار عازل حولهم.

    وقد وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار بإدانة الصهيونية واعتبارها شكلاً مِن أشكال التمييز العنصري في 11 نوفمبر 1975م، لكنها عادت وألغت قرارها بضغطٍ مِن أمريكا في عام 1993م، مع أن الواقع في فلسطين يشهد وبصورة صارخة كم أن الصهيونية حركة عنصرية متعصبة، وكانت الجمعية العامة قد أدانت في ديسمبر 1973م التحالف والتعاون الآثم بيْن الصهيونية والنظام العنصري -وقتها- في إفريقيا الجنوبية.


    يقول رئيس وزراء جنوب إفريقيا في حديث له في نوفمبر 1961م: "أخذ اليهود أرض إسرائيل مِن العرب الذين عاشوا عليها منذ ألف عام، وإني لأؤيدهم فيما فعلوه، وهم مثلنا بلد تسود فيه التفرقة العنصرية".



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •