العزم والإصرار والجلد


حسين عبد الرازق


قولٌ قديمٌ حكيمٌ :
(الشيطانُ يرضى منك أن ينقُلك من عملٍ صالحٍ لعمل آخرَ صالح..)
معنى ذلك أنه : يُريدُك أن تكون سريعَ المَلل، هوائيًا
لا يُريدُك صاحِبَ عزمٍ وإصرار وجَلَد
لا يُريدُك أنْ تُتمَّ عملا وتبلغَ فيه غايتَه وكمالَه
لتبقى هكذا تتنقل بين الأعمال لا تُنجزُ عملا واحدا لنهايته
وشيئا فشيئًا تفقِدُ الثقة في قُدرتِك على الإنجاز، وتفقد الصبرَ على المواظبة!
الصبرُ على العمل لا يُقاس بحالِك من النشاط والجِدّ في أوله
بل بالصبر عليه والاستمرار والمواظبة وإتمامه إلى آخره
وكثير من الناس لديه رغبة في الخير
وبعضُهم يبدأ بالفعل لكن بعد مُدة يَمَلُّ وينقطع
وإرادةُ الخير لا تكتمل إلا بالصبر والعزم واليقين بقيمة ما تعمل
فاستعن بالله واصبر
والحلُ : العزيمةُ في الأمر
يعني : الصبر والمواظبة و المداومة والتصميم
الإرادة تُعطيك الشرارةَ الأولى
لكنّ العزمَ هو الذي تصمُد به في الطريق إلى نهايته
فاستعِن بالله، واصبر، وما صبرُك إلا بالله
والمرادُ: هو بقاؤك على الطريق.. هذا هو المطلوب
ليس المطلوبُ أن تبلغ
فإنْ بلغتَ مع ذلك= فخيرٌ
وإلا فلا تبرحْ حتى تبلُغ أو تمضي حُقُبا
*
لكن :أحيانا يكون اختيارُك للهدف من الأساس خطأ
لأنه ليس مناسبا لك
فهنا يكون البقاء عليه والإصرار هو الخطأ
والبحث عن غيره مما يُناسبُك =هو الصواب
المهم ألا يكون بقاؤك أو انتقالُك بسبب الملل أو الهوى
والمُوفَّقُ العاقلُ من يميز بين الصورتين