بسم الله الرحمن الرحيم


قال أبو بكر الأنباري في المذكر والمؤنث (٢٧٠/١):

وأما أسماء الشهور فإنها مذكرة إلا جماديين فإنهما مؤنثتان. تقول: مضى رجبٌ بما فيه، ومضى الحرمُ بما فيه، ومضتْ جمادي بما فيه. قال الشاعر:


إذا جمادى منعتْ قطرها ... زان جنابي عطنٌ معصفُ

فإنْ سمعتَ في شِعْر تذكير جماديين فإنما يُذهب به إلى معنى الشهر؛ كما قالوا: هذه ألف درهم، فقالوا: هذه على معنى الدراهم، ثم قالوا: ألفُ درهم.


قال ابن هشام اللخمي الأندلسي في المدخل إلى تقويم اللسان (ص١٣٥):

وقوله [ابن مكي في تثقيف اللسان (ص٢٢١)]: (ويقولون: جُمادَى الأوَّلُ. والصواب: جُمادَى الأولى، وجُمادَى الآخرةُ. ولا يجوز: جُمادَى الأوَّل ولا الآخرُ).

قال الرادّ: قد أجاز ذلك قُطْرُبٌ، وقال: إذا قلت: الأوَّلُ والآخرُ، فعلى تذكير الشهر، وإذا قلت: الأولى والآخرة، فعلى تأنيث جُمادَى.

قال الرادّ: يريد أنَّ التأنيث محمول على اللفظ، والتذكير محمول على المعنى، لأنَّ جُمادَى، وإنْ كانَ مؤنَّثًا، فهو اسمٌ للشهر الذي هو مذكَّر.

وإنَّما جاز هاهُنا الوجهان جميعًا، لمَّا كانَ تذكير الشهر غير حقيقيّ، ولو كانَ التذكيرُ حقيقيًّا لم يجزْ إلَّا مراعاة المعنى خاصَّةً دون اللفظ.


قال في معجم الصواب اللغوي (٢٩٨/١):
١٩٦٠ - جمادى الأوَّل

الجذر: أول

مثال: شهر جمادى الأول

الرأي: مرفوضة.

السبب: لعدم مطابقة الصفة للموصوف في النوع.


الصواب والرتبة: - شهر جُمَادَى الأولى [فصيحة] - شهر جُمَادَى الأول [صحيحة].

التعليق: على الرغم من أن مطابقة الصفة للموصوف واجبة في النعت الحقيقي فإنه قد يجوز عدم المطابقة في النوع كما في المثال الثاني؛ لأن بعض العلماء قد أجاز تذكير الصفة «الأول» على اعتبار الشهر، وهو قليل.


قال الفيومي في المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (١٠٧/١):

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: جُمَادَى مُؤَنَّثَةٌ، وَالتَّأْنِيثُ لِلِاسْمِ، فَإِنْ ذُكِّرَتْ فِي شِعْرٍ فَإِنَّمَا يُقْصَدُ بِهَا الشَّهْرُ، وَهِيَ غَيْرُ مَصْرُوفَةٍ لِلتَّأْنِيثِ وَالْعَلَمِيَّة ،ِ وَالْجَمْعُ عَلَى لَفْظِهَا جُمَادَيَاتٌ، وَالْأُولَى وَالْآخِرَةُ صِفَةٌ لَهَا، فَالْآخِرَةُ بِمَعْنَى الْمُتَأَخِّرَة .

قَالُوا: وَلَا يُقَالُ جُمَادَى الْأُخْرَى، لِأَنَّ الْأُخْرَى بِمَعْنَى الْوَاحِدَةِ فَتَتَنَاوَلُ الْمُتَقَدِّمَة َ وَالْمُتَأَخِّر َةَ فَيَحْصُلُ اللَّبْسُ، فَقِيلَ الْآخِرَةُ لِتَخْتَصَّ بِالْمُتَأَخِّر َةِ.



وقال المرزوقي في الأزمنة والأمكنة (ص٢٠٥):

و(جمادى الأولى)، وجماديان، وجماديات، وجماديا الأولى - وقالوا: الأوليين -، وجماديات الأولى والأوّل والأوائل.

و(جمادى الأخرى)، والأخريين، وجماديات الأخرى والآخر والأواخر.

قال الشاعر:

إذا جمادى منعت درّها ... زان جنابي عطن مغضف

ويروى قطرها، وإنّما يصف نخلاً فيقول: إذا قلّت الأمطار ولم يكن عشب فزين الإبل أعطنة النّاس، فإنّ جنابي يزينه النّخل، فجعل أعطانها منابتها.
(والمغضف) يقال نخلة مغضفة إذا كثر سعفها. ورواه بعضهم: معصف بالعين والصّاد، يقال: مكان معصف أي كثيرة العصف وهو التّبن، والأجود الأوّل والأصح.


كتبه أحمد بن طه أبو عبد الله البنهاوي المصري
ليلة الجمعة ١٨ من جمادى الآخرة الآخر الأخرى سنة ١٤٤٣هـ


والحمد لله رب العالمين.