الحمد لله القائل في محكم كتابه
و َكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ
فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ(7) الشورى .
وصلاة وسلاماً على النبي العربي الأمين خير خلق الله أجمعين
وعلى آله وصحبه الكرماء الشرفاء كلهم في الجنة وهو ربنا أكرم الأكرمين .
أما بعد
فبمناسبة مقالات عن بعض اللهجات العربية كُتبت في مجلس اللغة العربية وعلومها
أقول وبالله التأييد والتوفيق
دلت الآية الآنفة الذكر أن
إحياء العربية دين وواجب وإماتة اللغات العامية دين وواجب .
و هذا موضوع بالغ الأهمية والخطر . علنا بعون الله نتحدث عنه بإسهاب يوماً .

وقوم مسلمون لا عربية فصحى يتخاطبون بها يحيون في شتات وفرقة وذلة وصغار .
والتاريخ يصدق القرءان . والعلماء الصالحون المصلحون الأبرار أثبتوا هذا والغرب كله يثبت هذا .
ومن هذا الذي يثبت غير ذاك غير رجل قد أعمى الله بصيرته وعاش في كنف غير كنف ربه
الذى خلقه وصوره وشق سمعه وبصره وأنطقه وأسجد الملائكة لأبيه وعلمه .
وها هم في كل صقع يصنعون معاجم للعامية بدأها مصري حسب تقديري ولن تنتهي .
في كل صقع يترجمون القراءن إلى لغات شتى حتى اللغة الكردية جعلوا لكتاب الله ترجمة لهم .
ولا ترى من الكثير الكثير أدنى عناء للدعوة بأن تكون العربية مركز حياتهم ومعاشهم .
والمؤمنون المخلَصون المخلِصون يصيحون ولربهم يتذللون أن يحيي العربية كل الإحياء
ويهدم كل صرح لمسلم يعتمد عليه لا يقرأ دينه فيه بلغة غير العربية
التي أمر الله تعالى بحفظها وهو حافظها وبدراستها . وبطريق أو بأخرى يوصي كل مسلم بأن يجعل لغته لغة رسول الله
لأن الحب الحقيقي تبع لمن تحب في لسانه أولاً وفي هيئته ودينه في آخر المطاف .
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) آل عمران .
وإحياء العامية على أشده في كل حقول الحياة . حتى ما تسمى اللهجة النبطية لهجة البدو لها طالعاً .
بمليون من الريالات في برنامج على إحدى الفضائيات توضع في جيب من يفوز بأجمل قصيدة نبطية .

ألا فليعلم كل مسلم عربي وغير عربي أن الله سائله يوم القيامة على ما فرط في جنب الله
وعن شغله عن العربية لا يلتفت إليها بتدريس ولا بدراسة وبلا دعوة لها . وكل له ظرفه وحكمه عند ربه .

ولكن ديار وأناس غاب وعيهم و قد غفلوا عن قوله تعالى
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ(24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) الصافات .


ألا فليعلم كل إنسان حقيقة هذه الحياة من قبل أن يقال له لم وكيف وأين وقت يقف أمام ربه ليس بينه وبينه ترجمان
كما حدثنا بهذا رسول الله .
فلنعتبر بقول ربنا
كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)
وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ(4) ص .
فيرد الله عليهم
يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)
قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ
وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) المائدة .
هذا أقل ما عندي وما خفي كان أعظم .

وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41)
تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42)
لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43)
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى الله ِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر .

الحمد لله رب العالمين ،،،،،