جائحة كورونا بوارق أمل جديدة


تعامل العالم بأسْره تقريبًا وما زال مع جائحة كورونا بمبدأ درهمُ وقايةٍ خيرٌ من قنطار علاج، هذه القاعدة الذهبية حقَّقت نجاحًا جيدًا حتى الآن، وعزَّز ذلك بقوة الوقت القياسي الذي تم به الوصول إلى لقاحات فعَّالة ضد الوباء الذي اجتاح العالم، وحصد الكثير من الأرواح، وقلب حياة الناس رأسًا على عقب، وبمرور الوقت تواصل ظهور متحورات عديدة من الفايروس أكثر خطورة وأشد عدوى من الأصل، ما أدى إلى تفاقم الوباء، وصعَّب مهمة السيطرة عليه، كل ذلك دفع الشركات العالمية الكبرى المصنِّعة للقاحات إلى صرف مزيد من الجهد للبحث عن وسائل علاجية، إضافة إلى اللقاحات الوقائية، فأعلنت شركة فايزر أنها تمكنت من تصنيع دواء يعالج المرض بفعالية، وأنها الآن بصدد الحصول على إذن من إدارة الغذاء والدواء يسمح لها بالاستخدام الطارئ لحبوب كورونا المضادة للفيروس للحالات الخطيرة، كمرحلة أولى لاختبار العلاج، فهل يعني ذلك أن جهود مجابهة الوباء سوف تتحول ولو جزئيًّا إلى العلاج؟ وأن العلاج سيسهم بشكل أكبر في مكافحة المرض في المستقبل القريب، إضافة بطبيعة الحال إلى تعزيز سبل الوقاية العديدة وفي مقدمتها المزيد من التطوير في اللقاحات؟!


من الجدير بالذكر تلميح بعض المختصين إلى أن ظهور المتحور الأخير أو ميكرون الأشد عدوى، هو علامة على بداية النهاية للجائحة، وتحولها إلى مرض عادي يشبه الأنفلونزا الموسمية، كون أعراض هذا المتحور - التي يغلب عليها الشعور بالإرهاق - أقل خطورة بشكل واضح من سابقه متحور دلتا، وأن سرعة انتقال هذا الأخير من شخص لآخر، سوف تجعل منه النسخة المهيمنة السائدة للمرض بأعراض خفيفة تتحملها أجسام البشر بتطويرها لمناعة جماعية ذاتيه أكثر مقاومة للمرض، غير تلك التي تمدها بها اللقاحات.

______________________________ ___________________
الكاتب: أ. عاهد الخطيب