الكلب وزوجة الحارث بن صعصعة
عن عمر بن شمر قال : كان للحارث بن صعصعة أصحاب ونُدمان لا يفارقهم ، شديد المحبة لهم فبعث أحدهم بزوجته فراسلها ، وكان للحارث كلبٌ ربّاه ، فخرج الحارث في بعض متترَّهاته ومعه ندماؤه ، وتخلَّف عنهُ ذالك الرجل ، فلما بعد الحارث عن منزله ، جاء نديمه إلى زوجته فأقام عندها يأكل ويشرب فلما سكرا واضّطجعا ورأى الكلب أنه قد ثار على بطنها وثب الكلب عليهما فقتلهما ، فلما رجع الحارث إلى منزله ونظر إليهما عرف القصة ووقف ندماؤه على ذالك وأنشأ يقول :
ومازال يعرى ذمِتّي ويحوطني .. ويحفظ عرسي والخليل يخونُ "1"
فوا عجبا للخلَّ يهتك حُرمتي .. ويا عجباً للكلب كيف يصونُ "2"
قال وهجر من كان يعاشره واتّخد كلبه نديما وصاحباً .
من كتاب " تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب " لـ ابن المَرْزُبان المُحَوَّلي المتوفى ( 309هـ )
- - - - - - - - - -
النَّدِيم : المصاحبُ على الشراب المسامرُ والجمع : نِدَام ، ونُدَماءُ
هُوَ نَدِيمُهُ : الرَّفِيقُ الْمُصَاحِبُ