إنْ كنتَ تقرأ أموراً ولا تفهمها، أو تحفظ أشياء وتنساها، فلا يبلغنَّ بك الضَّجَر مبلغَه، وهوِّنْ على نفسكَ قليلاً؛ فإنَّ هذا أمرٌ ليس غريباً، بل هذا هو طريق العلم، تذكُّرٌ ونسيانٌ، معرفةٌ وجهلٌ، وضوحٌ وخفاءٌ، مرَّةً لك ومرَّةً عليك، سرْ فى طريقكَ وأكملْ ما تقرؤه وما تحفظه، وسيأتى يومٌ تحفظ وتفهم؛ فكلُّ شىءٍ مع التَّكرار والإصرار يلين.






أمَّا المشكلة الحقيقيَّة فهى أن ترمىَ كتابك وتقول: أنا لا أحفظ، أنا لا أفهم، هذا هو ما يريده الشَّيطان منك، وما تريده نفسُكَ الأمَّارة بالسُّوء، أن ترفع راية التَّسليم للجهل، وأن تُعلن أنَّ بينك وبين العلم سدوداً.




إيَّاك أن تقف وتعود للوراء، بل واصل القراءة ولو كنتَ تقرأ صفحةً واحدةً أو تحفظ سطراً واحداً فى اليوم؛ فالصَّفحة أجمل من لا شىء، والسَّطر أجمل من الخواء، سرْ؛ فكلُّ مَن سار على الدَّرب وصل.





محمد عبد النبى محمد