× لغز عن كلمة ترد كثيراً في كتب الفقه ×
بسم الله الرحمن الرحيم ،،
لغز أورده المرداوي في كتابه: ((فتح مولى المواهب على هداية الراغب)) يقع في بيتين:
وما شيءٌ حقيقته مجاز |*| وأوله وآخره سواء
وفيه صحة وبه اعتلال |*| له الإعراب حقاً والبناء
فما هو هذا الشيء الملغز به؟
علماً: أنه لا يكاد يخلو كتاب من كتب الفقه منه !!
وللفائدة: فكتاب (الفتح) هذا :
- هو حاشية للشيخ أحمد بن محمد بن عوض المرداوي [ت سنة: 1102] وابنه الشيخ أحمد -أيضاً- على كتاب (هداية الراغب)، والابن هو الذي سمى الحاشية بهذا الاسم.
- و(هداية الراغب) كتاب لعلامة نجد [ولد في العيينة] عثمان النجدي المشهور بـ(ابن قايد) المتوفى [سنة: 1097] وهو شرح محرر لكتاب: (عمدة الطالب) ..
- و(عمدة الطالب) مختصر في فقه الحنابلة لعلامة مصر، شيخ الحنابلة في زمنه: الشيخ منصور بن يونس البهوتي[صاحب الروض المربع، وكشاف القناع]، المتوفى [سنة:1051] .. قال ابن بدران في المدخل: ((عمدة الطالب: مختصر لطيف للشيخ منصور البهوتي، وضعه للمبتدئين، وشرحه العلامة الشيخ عثمان بن أحمد النجدي؛ شرحاً لطيفاً مفيداً مسبوكاً)).
* هذا التعريف المختصر المجمل: مستفاد من تقديم الشيخ المحقق الدكتور: عبدالله بن عبدالمحسن التركي على هذه الطبعة لهذا الكتاب، حيث طبع هذه الكتب جميعاً في مجموع واحد، تقع في ثلاث مجلدات، طبعتها: مؤسسة الرسالة حديثاً [ط:1 - 1428 هـ ].
- وللشيخ الفقيه: عبدالله بن عبدالرحمن البسام تهذيب قيم لكتاب (هداية الراغب- لابن قايد) .. وأسماه: (نيل المآرب في تهذيب شرح عمدة الطالب) .. وقال عن شرح ابن قايد: ((ذلك: أن هذا الشرح من أنفس الشروح؛ من حيث سبك العبارة، ولطف الإشارة، ودقة المعنى، وقوة المبنى، وهو إلى هذا: لا يشتكى قصر منه ولا طول، فعمدت إليه فهذبته وشذبته، وزدته وقربته، ليكون تبصرة للمبتديء، وتذكرة للمنتهي)) ..
- وكان تهذيبه يتلخص فيما يلي (كما بينه هو) :
1- دمج عبارة الشرح بعبارة المتن.
2- حذف المسائل الصورية مما لا وجود له في الحياة العملية، واكتفى بالمسائل الواقعة.
3- حذف مسائل الرق والرقيق من جميع الكتاب.
4- توضيح العبارات المشكلة وتسهيلها.
5- حذف الكثير من الأدلة النقلية طلباً للاختصار، ومراعاة لجعل الكتاب أقرب إلى كتب المتون منه إلى كتب الشروح.
6- أبقى التعليلات الفقهية: لأنها جزء من العبارة يكمل معناها، ويوضح منطوقها ومفهومها، ويدل على مناط حكمها وسر وضعها.
7- زيادة بعض الفوائد النفيسة من كتب الأصحاب.
8- كتب حاشية عليه أسماها: ((الاختيارات الجلية في المسائل الخلافية))، حيث أبقى الكتاب بأقواله وآرائه التي هي ما مشى عليه الأصحاب واعتبروه المذهب، لكنه وضع الحاشية للترجيح واختيار أصح الأقوال دليلاً.
- وهذه الحاشية: ((الاختيارات الجلية، في المسائل الخلافية)) ، وقال رحمه الله عن هذه الاختيارات -كما في مقدمتها- : ((فقد جمعت في الفقه سفراً ضخماً استقيته من عدة مصادر معتمدة، وسميته: (الفقه المختار من كلام الأخيار)، من أهم هذه المصادر: كتب شيخ الإسلام ابن تيمية الثلاثة: مجموع الفتاوى، ومختصر الفتاوى المصرية، والاختيارات. وكتب الشيخ عبدالرحمن بن سعدي الثلاثة: الإرشاد، والفتاوى، والفوائد الجلية. وفتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وغير ذلك من الكتب المعتبرة التي تعنى بتحقيق مسائل الخلاف، وترجح بعضها على بعض حسب الدليل.
ثم إني لخصت هذه التعليقات النفيسة من هذا السفر الواسع، وجعلتها متممة لفائدة كتابي: نيل المآرب ...)) حيث جعلها في أسفل الصحائف كالحاشية، وقال عنها أيضاً: ((...وبينت ما ترجح صحته وقوته، وسأعنى في هذه الطبعة -أي: الثانية- ببيان أدلة الطرفين، كما أني سأذكر مشاهير أصحاب الأقوال من السلف ومن بعدهم، ليكون فيه مدخلاً للدراسة المقارنة.
كما أني سأعنى بالأحكام المستجدة في هذا العصر من المسائل الاقتصادية والأعمال المصرفية، وما له علاقة بالفقه من حقائق الطب والاجتماع، لتتم فائدته، ويعم نفعه ...))، وقد طبعت في أربعة أجزاء، وتقع في مجلدين.
رحم الله الجميع برحمته، ونفعنا بعلمهم، آمين.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زياد النوبي
