تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: جذب السائحين لا يغير الحكم الشرعي - العلماء يؤكدون حرمة اقتناء التماثيل وبيعها وتزيين البيوت بها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي جذب السائحين لا يغير الحكم الشرعي - العلماء يؤكدون حرمة اقتناء التماثيل وبيعها وتزيين البيوت بها

    جذب السائحين لا يغير الحكم الشرعي - العلماء يؤكدون حرمة اقتناء التماثيل وبيعها وتزيين البيوت بها


    عبدالقادر علي ورسمه


    أصدر مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر فتوى تبيح صناعة التماثيل بغرض التنشيط السياحي وجذب السائحين وجاء فيه أن هذا أمر مشروع إعمالا لقول النبي [ : «إنما الأعمال بالنيات» موضحا أن تحريم صناعة التماثيل كان لقرب العهد بصناعة الأصنام، وعليه فإذا كان الغرض منها سياحيا ولم يكن بقصد التعبد والتعظيم لها فقد انتفت العلة التي من أجلها كان الحظر، ومن الغريب أن هذه الفتوى تخالف العديد من الأدلة الشرعية التي وردت في تحريم الصورة المجسمة والتماثيل فضلا عن مخالفتها للواقع؛ حيث إن العديد من المجتمعات ما تزال تعيش في جاهلية جهلاء وتعبد الأصنام فكيف يقال إن تحريم الأصنام كان بقرب عهد عبادة الأصنام والعلة انتفت مع أننا نجد العديد من شعوب العالم اليوم تعبد الأصنام كالبوذية والهندوس وكثير من الشعوب الأفريقية وغيرها.


    وقد بين الرسول [ أن أقواما من العرب سيعبدون الأصنام حيث قال « إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها»..... (الحديث، وفيه «ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان»، وجاء في حديث آخر قوله [« لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى».

    فكيف يأتي من يقول إن الغرض السياحي يمكن أن يغير الحكم الشرعي ليحوله من حرام إلى حلال؟، أو أن علة الحرمة انتفت بسبب بعد الناس عن عهد عبادة الأصنام، فمالكم كيف تحكمون، ألم تكن الأصنام والتماثيل أول سبب لوقوع البشرية في الشرك وعبادة الأوثان؟.

    ونستعرض في هذه العجالة طرفا من أقوال العلماء التي توضح لنا بطلان مثل هذه الفتاوى التي أصبحت موضة العصر وبتنا نسمعها منذ دخول المستعمر الغربي في بلاد المسلمين؛ حيث أصبح العديد من العلماء يحاولون التماشي مع الواقع ولي أعناق الأحكام الشرعية لتتلاءم مع هذا الواقع المفروض علينا في كثير من الأحيان.

    يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – عن حكم التماثيل الموجودة في أسواق المسلمين:

    الحكم في هذه التماثيل الموجودة في البيوت سواء كانت معلقة أم موضوعة على الرفوف أن هذه التماثيل يحرم اقتناؤها مادامت تماثيل حيوان سواء كانت خيولاً أم أسوداً أم جمالاً أم غير ذلك؛ لأنه ثبت عن النبي [ أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة وإذا كانت الملائكة لا تدخل هذا البيت فإنه لا خير فيه فعلى من عنده شي من ذلك أن يتلفه أو على الأقل يقطع رأسه ويزيله حتى لا تمتنع الملائكة من دخول بيته، وإنك لتعجب من رجال يشترون مثل هذه التماثيل بالدراهم ثم يضعونها في مجالسهم كأنما هم صبيان وهذا من تزيين الشيطان لهم وإلا فلو رجعوا إلى أنفسهم لوجدوا أن هذا سفه وأنه لا ينبغي لعاقل فضلاً عن مؤمن أن يضع هذا عنده في بيته والتخلص من هذا يكون بالإيمان والعزيمة الصادقة حتى يقضوا على هذه ويزيلوها، فإن أصروا على بقائها فهم آثمون في ذلك وكل لحظة تمر بهم يزدادون بها إثماً نسأل الله لنا ولهم الهداية وأما بيعها وشراؤها فحرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه فلا يجوز استيرادها ولا إيرادها ولا بيعها وشراؤها ولا يجوز تأثير الدكاكين لهذا الغرض لأن كل هذا من باب المعونة على الإثم والعدوان والله عز وجل يقول لعباده: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وكذلك أيضاً يحرم أن تستر الجدران وأبواب الشبابيك بشيء فيه صور من خيل وأسود أو جمال أو غيرها لأن تعليق الصور رفع من شأنها فيدخل في عموم قول النبي [: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة»، وأما ما يوجد من هذه الصور في الفرش التي تداس وتمتهن فإن فيه خلافاً بين أهل العلم هل يحرم أو لا، وجمهور أهل العلم على حله فمن أراد الورع واجتنابه وأن يتخذ فرشاً ليس فيها صور حيوان فهو أولى وأحسن ومن أخذ بقول جمهور العلماء، فأرجو ألا يكون عليه بأس.


    وأورد الأستاذ عبد الله زقيل كلاما نفيسا عن الشيخ أحمد شاكر في بحثه المتميز: «شواهد من التاريخ على هدم الأوثان»؛ حيث قال: وقد وجدت كلاما نفيسا للشيخ أحمد شاكر في تعليقه على مسند الإمام أحمد (12/149 - 151) للرد على هذه الشبهة، وكأن الشيخ أحمد شاكر يعيش بيننا فقال: رحمه الله:-

    وفي عصرنا هذا، كنا نسمع عن أناس كبار ينسبون إلى العلم، ممن لم ندرك أن نسمع منهم، أنهم يذهبون إلى جواز التصوير كله، بما فيه التماثيل الملعونة، تقربا إلى السادة الذين يريدون أن يقيموا التماثيل تذكارا لآبائهم المفسدين، وأنصارهم العتاة أو المنافقين، ثم تقربا إلى العقائد الوثنية الأوربية، التي ضربت على مصر وعلى بلاد الإسلام من أعداء الإسلام الغاصبين. وتبعهم في ذلك المقلدون والدهماء، أتباع كل ناعق. حتى امتلأت بلاد المسلمين بمظاهر الوثنية السافرة، من الأوثان والأنصاب ، ومن تعظيمها وتبجيلها، بوضع الأزهار والرياحين عليها، وبالتقدم بين يديها بمظاهر الوثنية الكاملة، حتى بوضع النيران أحيانا عندها.

    وكان من حجة أولئك الذين شرعوا لهم هذا المنكر أول الأمر، الذين أجازوا نصب التماثيل بالفتاوى الكاذبة المضللة: أن تأولوا النصوص بربطها بعلة لم يذكرها الشارع ولم يجعلها مناط التحريم، هي - فيما بلغنا - أن التحريم إنما كان أول الأمر لقرب عهد الناس بالوثنية. أما الآن وقد مضى على ذلك دهر طويل، فقد ذهبت علة التحريم، ولا يخشى على الناس أن يعودوا لعبادة الأوثان!!

    ونسي هؤلاء ما هو بين أيديهم من مظاهر الوثنية الحقة، بالتقرب إلى القبور وأصحابها واللجوء إليها عند الكروب والشدائد. وأن الوثنية عادت إلى التغلغل في القلوب دون أن يشعر أصحابها. بل نسوا نصوص الأحاديث الصريحة في التحريم وعلة التحريم!!

    وكنا نعجب لهم من التفكير العقيم، والاجتهاد الملتوي! وكنا نظنهم اخترعوا معنى لم يسبقوا إليه ، وإن كان باطلا ، ظاهر البطلان.

    حتى كشفنا بعد ذلك أنهم كانوا في باطلهم مقلدين، وفي اجتهادهم واستنباطهم سارقين!!

    فرأينا الإمام الحافظ الحجة، ابن دقيق العيد، المتوفى سنة 702، يحكي مثل قولهم ويرده أبلغ رد، وبأقوى حجة، في كتابه: (إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام) (ج 1ص359 – 360 بتحقيق الأخ الشيخ حامد الفقي ومراجعتنا) و (ج 2 ص 171 – 173 من الطبعة المنيرية)، في شرح حديث عائشة: أن رسول الله [ قال: «أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا، ثم صوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله». فقال ابن دقيق العيد: وقد تظاهرت دلائل الشريعة على المنع من التصوير والصور، ولقد أبعد غاية البعد من قال إن ذلك محمول على الكراهة، وإن هذا التشديد كان في ذلك الزمان لقرب العهد من الأوثان، وهذا الزمان حيث انتشر الإسلام وتمهدت قواعده لا يساويه في هذا المعنى، فلا يساويه في هذا التشديد - هذا أو معناه -، وهذا عندنا باطل قطعا؛ لأنه قد ورد في الأحاديث الأخبار عن أمر الآخرة بعذاب المصورين؛ فإنهم يقال لهم (أحيوا ما خلقتم)، وهذه علة مخالفة لما قاله هذا القائل، وقد صرح بذلك في قوله [ (المشبهون بخلق الله) وهذه علة عامة مستقلة مناسبة لا تخص زمانا دون زمان، وليس لنا أن نتصرف في النصوص المتظاهرة المتظافرة بمعنى خيالي يمكن أن لا يكون هو المراد مع اقتضاء التعليل بغيره وهو التشبيه بخلق الله .ا.هـ.


    ثم قال الشيخ أحمد شاكر عقبه: هذا ما قاله ابن دقيق العيد منذ أكثر من 670 سنة يرد على قوم تلاعبوا بهذه النصوص في عصره أو قبل عصره . ثم يأتي هؤلاء المفتون المضللون، وأتباعهم المقلدون، أو الملحدون الهدموان يعيدونها جذعة، ويلعبون بنصوص الأحاديث كما لعب أولئكم من قبل!!






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: جذب السائحين لا يغير الحكم الشرعي - العلماء يؤكدون حرمة اقتناء التماثيل وبيعها وتزيين البيوت بها

    الله المستعان اصبح جذب السياح وجني الاموال تبيح الحرام وتحرم الحلال
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •