سوء الظن


بشاير عطية الشمري



سوء الظن هو اعتقاد جانب الشر وترجيحه على جانب الخير فيما يحتمل الأمرين معا.

وسوء الظن من الكبائر، وقد صنف على أنه الكبيرة الحادية والأربعون.

وقد قسم سوء الظن إلى قسمين كلاهما من الكبائر، وهما:

أولاً: سوء الظن بالله

وهو من الكبائر الباطنة، وهو من آفات القلب، وهو ظن محرم، ويقابله وجوب حسن الظن بالله سبحانه وتعالى.

أخرج الديلمي أن رسول الله[ قال: «أكبر الكبائر سوء الظن بالله عز وجل»، وقال عز من قائل: {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}، وهو أيضا أبلغ في الذنب من اليأس والقنوط؛ وذلك لأنه يأس وقنوط وزيادة، لتجويزه على الله تعالى أشياء لا تليق بكرمه وجوده.

ثانيا: سوء الظن بالمسلمين

هو أيضا من الكبائر؛ وذلك أن من حكم بشر على غيره بمجرد الظن حمله الشيطان على احتقاره، وعدم القيام بحقوقه وإطالة اللسان في عرضه، وكل هذه مهلكات.

وكل من رأيته سيئ الظن بالناس طالبا لإظهار معايبهم فاعلم أن ذلك لخبث باطنه وسوء طويته؛ فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه، والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه.

ويحرم سوء الظن بالله تعالى، وبكل من ظاهره العدالة من المسلمين؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله[ يقول: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «حسن الظن من حسن العبادة».


وروى الترمذي عن سفيان: الظن الذي يأثم به ما تكلم به، فإن لم يتكلم به لم يأثم، ثم قال: وذهب بعضهم إلى أنه يأثم بنفس الظن ولو لم ينطق به.

وقد ذكر الله تعالى في محكم كتابه سوء الظن فقال جل وعلا: {ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا} (الفتح: 6).