تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قول عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : ( اتَّبِعُوا وَلاَ تَبْتَدِعُوا ، فَقَد كُفِيتُم )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي قول عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : ( اتَّبِعُوا وَلاَ تَبْتَدِعُوا ، فَقَد كُفِيتُم )

    قال الشيخ صالح الفوزان
    (قال: عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: اتبعوا ولا تبتدعوا)
    الشرح:
    هذا عبد الله بن مسعود من السابقين الأولين المهاجرين، ويمتاز بالعلم والورع والعبادة والإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم،
    فهو من أكبر علماء الصحابة، وفقهائهم،
    يقول ـ رضي الله عنه ـ:
    " اتبعوا " يعني: ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
    وهذا مثل قوله تعالى: (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم)، "
    اتبعوا ولا تبتدعوا " نهى عن الابتداع،
    فهو يطابق أيضاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء)هذا هو الإتباع،
    (وإياكم ومحدثات الأمور)هذا هو الابتداع،
    كلام ابن مسعود ينطبق على هذا، "اتبعوا " يوافق قوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين"،
    "ولا تبتدعوا" يوافق قول الرسول صلى الله عليه وسلم "وإياكم ومحدثات الأمور"
    ثم قال ـ رضي الله عنه ـ " فقد كفيتم" كفيتم المؤونة،
    لا تحتاجون إلى زيادة وإلى تكلف، يكفيكم أن تعملوا بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
    وما قاله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كفوكم،
    الواجب الإقتداء بكتاب الله وسنة رسوله،
    والإقتداء أيضاً بصحابة رسول الله الذين هم تلاميذ الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا واحد من أفاضلهم وأكابرهم يوصينا بهذه الوصية العظيمة،
    " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم "،
    لم يبق لأحد سبيل للزيادة والنقصان، ويخترع للناس أموراً يظن أنها خير،
    وأنها تقرب إلى الله، ليس له سبيل في هذا، بل هذا هو الضلال،
    ومن هنا يجب على طالب العلم إذا عرض في نفسه شيء يستحسنه، ويريد أن يتكلم به، أو يكتبه، فعليه أن ينظر هل هذا الشيء ورد في كتاب الله وفي سنة رسول الله؟ هل قال به أحد من السلف؟ فإن وجده فالحمد لله، وأما إذا لم يجده فعليه أن يحذر،
    وأن يبتعد عن هذا الذي عرض له ويحذر منه ويعلم أنه بدعة.

    بعض طلبة العلم أرادوا أن يأتوا بعبارات جديدة، وألفاظ جديدة، فأخطأوا الصواب في هذا،
    فلا يجوز لأحدٍ أن يأتي بعبارة من عنده، أو يتقعر ويتكلف ويأتي بمعانٍ لم يقلها السلف، ولا فهموها خصوصاً في باب الأسماء والصفات، عليه أن يحذر من أن يُنمق عبارة أو يقول: كلمة لم يقلها من سبق من السلف الصالح،
    يقول ابن مسعود: " كفيتم "
    فليس لنا أن نتكلف في النصوص، ونأتي بشرح لها لم يفهمه السلف الصالح، أو نقول عبارات ما نطق بها السلف الصالح،
    فهذه قاعدة عظيمة، أن لا تطلق لنفسك خصوصاً في باب الأسماء والصفات باب الاختيار واختراع العبارات في الأسماء والصفات أو تذكر معاني لم يذكرها السلف الصالح، تجنب هذا؛ لأن هذا مزلة أقدام وخطر،
    أنت بعافية الحمد لله، كم رأينا من بعض كتاب العصر والمؤلفين، رأينا من أخطاء لهم، استحسنوها وكتبوها، وهي لم يسبقوا إليها خصوصاً في كتب العقائد،
    هذا غلط كبير، الواجب الوقوف،
    فكل شيء لم يقل به السلف الصالح يجب علينا أن نتجنبه، وإذا أردت أن تعبر بتعبير تأتي بعبارة السلف ولا تخالفها أبداً، حتى لا تذكرها ولا بالمعنى، تأتي بها لفظاً ومعنىً، هذا هو طريق النجاة، هل بلغنا علم السلف، هل ساويناهم في العلم حتى نباريهم في العبارات، وفي فقه النصوص؟ لم نبلغ هذه المرتبة، ثم أيضاً هم أعمق منَّا علوماً وفهماً؛ لأنهم أخذوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة،
    ولهذا يقول عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ " أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أغزر الناس علماً، وأقلهم تكلفاً
    ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم " فأغزر الناس علماً هم الصحابة، وأقلهم تكلفاً، لا يتكلفون،
    ولا يتقعرون في الألفاظ، وإنما يأخذون من مقتضى الكتاب والسنة بدون تكلف، تشقيق للعبارات أبدا*ً،
    لا يبعدون عن الكتاب والسنة
    فعلينا الاقتداء بالسلف والعمل بالكتاب والسنة على فهم السلف.
    شرح لمعة الاعتقاد

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: قول عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : ( اتَّبِعُوا وَلاَ تَبْتَدِعُوا ، فَقَد كُفِيتُم )

    قال الشيخ ابن جبرين رحمه الله
    قول ابنُ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ :
    (اتَّبِعُوا وَلاَ تَبْتَدِعُوا ؛ فَقَدْ كُفِيتُمْ ) ، اتَّبِعُوا مَنْ قَبْلَكُم ؛ يُخَاطِبُ تَلاَمِذَتَهُ ، وَتَلاَمِذَتُهُ لم يَكُونُوا من الصَّحابةِ ، ولمْ يُدْرِكُوا زَمَنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإمَّا أنَّهُم منْ مُسْلِمَةِ العراقِ الَّذينَ ما أَسْلَمُوا إلاَّ في خلافةِ عُمَرَ ، أوْ في خلافةِ عُثْمَانَ ، أوْ من المُهَاجِرِينَ منْ أهلِ اليَمَنِ وَنَحْوِهِم ، فهوَ يُوصِي أولئكَ
    فيقولُ : اتَّبِعُوا صحابةَ نَبِيِّكُم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقْتَدُوا بهم
    ، ولا تُحْدِثُوا في الدِّينِ ما لمْ يَأْذَنْ بهِ اللهُ ،
    ولا تُشَرِّعُوا ما لمْ يَكُنْ في الشَّريعةِ ،
    ولا تَكُونُوا مِن الَّذينَ قالَ اللهُ فيهم: {شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ} [الشُّورَى:21] ؛
    فإنَّ اللهَ تَعَالَى أَكْمَلَ الدِّينَ على لسانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلاَ حَاجَةَ إلى بِدَعٍ تُضَافُ إلى هذهِ الشَّريعةِ .

    (فقدْ كُفِيتُمْ) :
    يَعْنِي: كَفَاكُم مَنْ قَبْلَكُم حَيْثُ حَمَلُوا الشَّريعةَ وَبَيَّنُوهَا ، وَبَيَّنُوا لكُمْ ما تَقُولُونَهُ بِأَلْسِنَتِكُم ، وما تَعْتَقِدُونَهُ بِقُلُوبِكُم ، وما تَعْمَلُونَهُ بِأَبْدَانِكُمْ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بالعباداتِ والمُعَامَلاَتِ ، وفيما يَتَعَلَّقُ بِالأَخْبَارِ والنُّقولِ ، وفي ذلكَ كفايَةٌ .

    وفي الأثرِ الآخَرِ أنَّهُ قالَ :
    (مَنْ كَانَ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ ؛ فَإِنَّ الْحَيَّ لاَ تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ أَبرُّ هَذِهِ الأُمَّةِ قُلُوبًا ، وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا ، وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا ، قَوْمٌ اخْتَارَهُم اللهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ ، وَلِحَمْلِ دِينِهِ ، فَاعْرَفُوا لَهُمْ حَقَّهُمْ ؛ فَإِنَّهم كَانُوا على الْهُدَى المُسْتَقِيمِ ) .
    تَزْكِيَةٌ منهُ رَضِيَ اللهُ عنهُ للصَّحابةِ ، وَأَمْرٌ لِمَنْ بَعْدَهُم أنْ يَقْتَدِيَ بهم ، وأنْ لا يَبْتَدِعَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ ، وَكَأنَّهُ اسْتَشْعَرَ أنَّ هناكَ مَنْ سَوْفَ يَقُومُ بِبِدَعٍ .
    وقدْ نَقَلَ هوَ أَيْضًا تَحْذِيرًا عنْ بعضِ البِدَعِ كَبِدْعَةِ الخوارجِ ، فإنَّهُ رَوَى بعضَ الأحاديثِ الَّتي فِيهِم ، معَ كَوْنِهِ مَاتَ قبلَ أنْ يَخْرُجُوا .
    ولا شَكَّ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدْ أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ بكثرةِ البِدَعِ وبِكَثْرَةِ الاختلافاتِ ، فَفِي حديثِ العِرْبَاضِ الَّذي ذَكَرْنَا يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا)) يَعْنِي : مَنْ طَالَتْ حَيَاتُهُ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ، وقدْ وَقَعَ هذا الاختلافُ ، أوَّلُهُ خِلاَفُهُم على عُثْمَانَ حتَّى قَتَلُوهُ ، ثمَّ خِلاَفُهُم فيما بَيْنَهُم حتَّى حَصَلَت المَعَارِكُ ، ثمَّ خُرُوجُ الخوارجِ وَقِتَالُهُم مَنْ لَقُوهُ من المسلمينَ ، ثمَّ بَعْدَ ذلكَ خُرُوجُ القَدَرِيَّةِ ، وخُرُوجُ الرَّافضةِ ، وهكذا البِدَعُ الَّتي خَرَجَتْ .
    فابنُ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ يَقُولُ : اتَّبِعُوا مَنْ قَبْلَكُمْ وَلاَ تَبْتَدِعُوا مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِكُم - يَعْنِي في الشَّريعةِ - وَتَتَعَبَّدُوا بِالْبِدَعِ ؛ فقدْ كُفِيتُمْ ؛ أيْ : قدْ وَضَحَت الشَّريعةُ لكم ؛ فَاقْتَصِرُوا عليها .
    شرح لمعة الاعتقاد

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •