منهج الإسلام في مواجهة المفسدين..


محمد سيد حسين عبد الواحد


أيها الأخوة الكرام: قبل أيام كنا نتحدث عن جانب من جوانب العظمة في الإسلام وهو نظرة الإسلام المنصفة إلى الناس بعيدا عن الصور والأشكال والأموال، إلى التقييم بصدق النوايا وحسن الأعمال..
أما حديثنا في يومنا هذا فهو جانب آخر من جوانب العظمة في الإسلام وهو سعي الإسلام إلى تقويم المعوج وإصلاح المفسد ونصرة الناس إذا تجاوزوا حدودهم بكفهم ومنعهم عن ظلمهم رحمة بهم..
قال النبي عليه الصلاة والسلام «انصر أخاك ظالماً أو مظلوما، قالوا يا رسول الله عرفنا كيف ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالماً؟ قال أن تمنعه من ظلمه فذلك نصره» أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
نصرة الظالم كما يفهم من الحديث الشريف تكون بكفه عن غشمه، ورحمته تكون بمنعه عن ظلمه، وبتأديبه ، وبتقليم أظفاره إن لزم الأمر هذا جانب من جوانب العظمة في الإسلام..
ذلك أن الناس ليسوا سواءً ..
من الناس طيب ومنهم الخبيث ، من الناس سهل ومنهم الصعب ، منهم صادق ومنهم الكذاب ، منهم أمين ومنهم الخائن ، منهم مصلح ومنهم المفسد ...
قال النبي عليه الصلاة والسلام « إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب وبين ذلك» .
من أجل تقويم المعوج، وإصلاح المفسد، ومن أجل نصرة الناس إذا تجاوزوا حدودهم بكفهم وبمنعهم عن ظلمهم رحمة بهم، شرعت النصيحة من المسلم لأخيه المسلم ، وشرع الوعظ بين المرء وبين أخيه {أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَعْلَمُ ٱللَّهُ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِىٓ أَنفُسِهِمْ قَوْلًۢا بَلِيغًا}
وما أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين، وما أنزلت الكتب آيات بينات إلا من أجل إسعاف من زلت قدمه ، وإغاثة من ضل عن سواء السبيل {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌۢ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }
من أجل تقويم المعوج، ومن أجل إصلاح ما فسد، ومن أجل نصرة الناس إذا تجاوزوا حدودهم بكفهم ومنعهم عن ظلمهم رحمة بهم حتى لا يتجاوزوا أكثر وأكثر، شرع التعزير والتأديب، وشرعت العقوبات من الحدود والقصاص في الإسلام ..
فالإسلام دين هداية لا يرضى أن يبق الناس في ضلالهم يعمهون ، الإسلام دين حياة لا يحب أن تسفك دماء الناس ، الإسلام دين إصلاح دين تهذيب وتقويم وإرشاد يردع المفسدين، ويقلم الأظفار
قال الله تعالى {إِنَّمَا جَزَٰٓؤُا۟ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسْعَوْنَ فِى ٱلْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓا۟ أَوْ يُصَلَّبُوٓا۟ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَٰفٍ أَوْ يُنفَوْا۟ مِنَ ٱلْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْىٌ فِى ٱلدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِى ٱلْءَاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ ثم فتح الله باب الرحمة فقال ﴿ إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُوا۟ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا۟ عَلَيْهِمْ ۖ فَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
وفي عقوبة قذف المحصنات الغافلات المؤمنات قال { وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَٰتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا۟ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجْلِدُوهُمْ ثَمَٰنِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا۟ لَهُمْ شَهَٰدَةً أَبَدًا ۚ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ } ثم فتح باب الرجوع فقال {إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُوا۟ مِنۢ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
وفي عقوبة السارق قال{وَٱلسَّارِق