رُوي من حديث عقبة بن عامر ، وأبي هريرة ، وعلي بن أبي طالب ، وأنس بن مالك ، ومعاذ بن أنس ، وأبي أيوب الأنصاري ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وعائشة ، وعبادة بن الصامت ، وجابر بن عبد الله ، وأبي أمامة ، ومن مرسل عطاء ، وأمي بن ربيعة ، ومن حديث الفضل بن عياض.

[حديث عقبة بن عامر]

أخرج أحمد (17452) ، وهنّاد بن السري في "الزهد" (460) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (20) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7723) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (101/9) (275/48) من طرق عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، نا أُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي ذَاتَ يَوْمٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ، صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ "
وإسماعيل بن عياش ، صدوق في روايته عن أهل بلده ، وهذه منها.
وفروة بن مجاهد ، تابعي شامي ، روى عنه إبراهيم بن أدهم ، وأسيد بن عبد الرحمن الخثعمى ، وحسان بن عطية ، والمغيرة بن المغيرة الرملى ، وقال البخاري ، وأبو حاتم ، وابن عبد البر: ((كانوا لا يشكون أنه من الأبدال ، مستجاب الدعاء)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال ابن منده: ((مجهول)).
قلت: من كان من طبقة التابعين ، ولم يذكره أحد بجرح ، وروى عنه جمع من الثقات ، فهو مقبول الحديث.

وأخرج أحمد (17334) ، وابن وهب في "جامعه" (486) ، والروياني في "مسنده" (157) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (739) (740) ، وفي "مكارم الأخلاق" (56) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (19) ، وفي "الصمت" (2) ، وفي "الرقة والبكاء" (169) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7587) (7723) ، وفي "الاداب" (296) ، والحاكم في "المستدرك" (7285) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5387) ، والبغوي في "شرح السنة" (3443) من طرق عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , يَوْمًا، فَبَدَرْتُهُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، أَوْ بَدَرَنِي فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ: " يَا عُقْبَةُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَأَهْلِ الْآخِرَةِ: تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ "

رواه أحمد عن أبي المغيرة ، عبد القدوس بن الحجاج ، عن معان بن رفاعة ، عن علي بن يزيد به.

ورواه الطبراني ، عن أحمد بن عبد الوهاب الحوطي ، وأحمد بن عبد الرحيم الحوطي ، كلاهما عن عبد القدوس بن الحجاج ، عن معان بن رفاعة ، عن القاسم بن عبد الرحمن به.
فأسقط من السند علي بن يزيد ، وقد صرّح أبو نعيم أن معان بن رفاعة ، تابع علي بن يزيد ، على روايته عن القاسم. ومعان بن رفاعة روى عن علي بن يزيد ، وعن القاسم بن عبد الرحمن ، فيُحتمل أن يكون هناك سقط أو وهم في إسناد الطبراني ، أو يكون معان سمعه من كلاهما ، وكلام أبو نعيم يؤيد الثاني ، والله أعلم.

وكذلك رواه ابن وهب في "جامعه" ، عن يحيي بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد به. وتابعه على هذا الوجه سعيد بن أبي مريم.
ورواه الحاكم ، والبيهقي تعليقاً ، عن ابن وهب ، عن يحيي بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن القاسم بن عبد الرحمن به.
فأسقطا من السند علي بن يزيد ، ولكن ابن زحر لا يروي عن القاسم ، فالظاهر أن ذلك وهم.

وعلي بن يزيد الألهاني ، قال ابن معين: ((ضعيف)) ، وقال البخاري ، وابن الجارود ، وأبو نعيم الأصبهاني: ((منكر الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث حديثه منكر)) ، وقال أبو زرعة: ((ليس بقوي)) ، وقال الأزدي، والدارقطني، والبرقي ، والنسائي: ((متروك)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ذاهب الحديث)) ، وقال ابن يونس:((فيه نظر)) ، وقال يعقوب بن شيبة: ((واهي الحديث كثير المنكرات)) ، وقال ابن حبان: ((مُنكر الْحَدِيث جدا...ضعيف الحديث جداً)) ، وقال الساجي: ((اتفق أهل العلم على ضعفه)).

ومعان بن رفاعة ، وثّقه ابن المديني - في ما نقله المزّي ، وغيره - ، ودحيم ، وقال أحمد ، وأبو داود ، ومحمد بن عوف: ((لا بأس به)) ، وقال أبو حاتم: ((شيخ حمصى يُكتب حديثه ، ولا يُحتج به)) ، وقال ابن معين: ((ضعيف)) ، وقال ابن المديني - في "سؤالات ابن أبي شيبة" -: ((كان شيخاً ضعيفاً)) ، وقال السعدي: ((ليس بحجة)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((لين الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((عامة ما يرويه لا يُتابع عليه)) ، وقال ابن حبان: ((منكر الحديث ، يروى مراسيل كثيرة ، و يحدث عن أقوام مجاهيل لا يشبه حديثه حديث الأثبات ، فلما صار الغالب فى رواياته ما ينكره القلب استحق ترك الأحتجاج به)).

[حديث أبي هريرة]
أخرج الحاكم في "المستدرك" (3912) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (21092) ، وأخرج الطبراني في "الأوسط" (909) (5064) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (21) ، والبزّار (8635) ، من طرق عن سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا، وأدخله الجنة» قلت: ما هن يا رسول الله؟ قال: «تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك»
قال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلا سليمان)).
وقال البزّار: ((سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَلا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ)).

وسليمان بن داود اليمامي ، قال ابن معين: ((ليس بشَيْءٍ)) ، وقال البخاري: ((منكر الحديث)) ، وقال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث، منكر الحديث، ما أعلم له حديثا صحيحا)) ، وقال ابن حبان: ((يقلب الْأَخْبَار وينفرد بالمقلوبات عَن الثِّقَات)).

وقد تُوبع سليمان ، ولكن من وجه لا يثبت ، فأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (1477) عن طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ به.
وطلحة بن زيد ، قال ابن المديني ، وأحمد ، وأبو داود: ((يضع الحديث)) ، وقال البخاري ، والساجي ، والنسائي ، وابن حبان: ((منكر الحديث)).
والخليل بن مرة ، ضعيف.

وأخرج أبو بكر بن البهلول في "أماليه "(31) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (7725) ، وعبد الخالق بن أسد الحنفي في "معجمه" (83) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ بْنِ خبَابٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.
ومحمد بن يونس بن خباب ، مجهول.
ويونس بن خباب ، رافضي خبيث ، كان يشتم عثمان بن عفان ، قال ابن معين: ((لا شئ)) ، وفي رواية: ((ليس بثقة)) ، وفي رواية: ((ضعيف كان يترفض)) ، وقال أبو حاتم: ((مضطرب الحديث ، ليس بالقوى)) ، وقال البخاري: ((منكر الحديث)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) ، وقال أيضاً: ((ليس بثقة)) ، وقال ابن حبان: ((لا تحل الراوية عنه)) ، وقال يحيي بن سعيد القطان ، والجوزجاني: ((كذاب مفترى)). ووثقه ابن معين - في رواية - ، والساجي ، وابن أبي شيبة.
وفي سماع الحسن من أبي هريرة ، خلاف معروف.

وأخرج ابن أبي الدنيا في "الحلم" (7) عن عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسْلَمِيُّ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ الْمَدِينِيُّ، ذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيُّ، ذَكَرَ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرْبَعٌ يَشْرُفُ بِهِنَّ الْإِنْسَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتَحْلُمَ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْكَ»

وعُمَر بْن مُحَمد الأسلمي ، قال أبو حاتم ، وتبعه الذهبي: ((مجهول)).
وعبد الله بن شبيب ، قال أبو أحمد الحاكم: ((ذاهب الحديث)) ، واتهمه ابن خرّاش بسرقة الحديث ، وقال الدارقطني: ((غيره أثبت منه)) ، وقال ابن حبان: ((يقلب الْأَخْبَار ويسرقها لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ لِكَثْرَة مَا خَالف أقرانه فِي الرِّوَايَات عَن الْأَثْبَات)) ، وقال الذهبي: ((أخباري علامة ، لكنه واه)) ، وقال: ((كان غير ثقة)).
وسعيد بن أبي المنذر ، لم أجده.

وأخرج ابن أبي الدنيا في "الحلم" (20/1) ، وفي "مكارم الأخلاق" (23) عن إِدْرِيسُ بْنُ الْحَكَمِ الْعَنَزِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ابْتَغُوا الرِّفْعَةَ عِنْدَ اللَّهِ» . قَالُوا: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وَتَحْلُمُ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْكَ»
ومحمد بن عمر الواقدي ، متروك الحديث.
وعبد الله بن أبي سفيان ، روى عنه جمع من الثقات ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال ابن القطان: ((لا يُعرف حاله)).

وأخرج ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (22) ، والديلمي في "زهر الفردوس" (2875) عن هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، نا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ عِيَاضَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَنْ يَنَالَ عَبْدٌ صَرِيحَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَصِلَ مَنْ قَطَعَهُ، وَيَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَيَغْفِرَ لِمَنْ شَتَمَهُ، وَيُحْسِنَ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ»

والحكم بن عبد الله بن سعد ، قال ابن معين: ((لَيْسَ بثقة، ولاَ مأمون)) ، وقال: ((لَيْسَ بشَيْءٍ لا يكتب حديثه)) ، وقال أحمد: ((أحاديثه موضوعة)) ، وقال البخاري: ((تركوه ، كَانَ ابْن المبارك يُوهنه ،ونهى أَحْمَد عَنْ حديثِهِ)) ، وقال النسائي ، والدارقطني ، وأبو زرعة الدمشقي: ((متروك الحديث)) ، وقال السعدي: ((جاهل كذاب)) ، وقال مسلم ، وابن يونس ، وابن ماكولا: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن المديني: ((ليس بشئ)) ، وقال أبو داود: ((لا يُكتب حديثه)) ، وقال أبو حاتم: ((متروك الحديث لا يكتب حديثه كان يكذب)) ، وقال أبو زرعة الرازي: ((ضعيف لا يحدث عنه)) ، وقال ابن حبان: ((مِمَّن يَرْوِي الموضوعات عَن الْأَثْبَات)).

[حديث علي بن أبي طالب]
رواه أبو إسحاق السبيعي ، واختُلف عليه:
- فرواه يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي الْمُتَّئِدِ ، عنه ، عن الحارث ، عن علي بن أبي طالب ، عن النبي .
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7584) (7721) ، وفي "السنن الكبرى" (21091) ، وفي "الاداب" (131) ، والطبراني في "الأوسط" (5567) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في "جزء فيه أحاديثه" (65) ، وابن عمشليق في "جزئه" (20) ، والعقيلي في "الضعفاء" (295/4).

قال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا يعقوب بن أبي المتئد، تفرد به: ابنه نعيم بن يعقوب)).
وكذا أورده العقيلي في ترجمة "نعيم بن يعقوب" ، وقال: ((لَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ)) ، ثم قال : ((وَقَدْ رُوِيَ بِغَيْرِ، هَذَا الْإِسْنَادِ , وَخِلَافِ هَذَا اللَّفْظِ نَحْوُ هَذَا)).

وقد تابعه سعيد بن محمد الجرمي ، كما في رواية أبو الشيخ ، والبيهقي ، عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ , عن سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ , عن يَعْقُوبُ به.
ولكن إبراهيم المخرمي ، قال الدارقطني: ((ليس بثقة، حدث عن قوم ثقات بأحاديث باطلة)) ، وقال الإسماعيلي: ((صدوق)).

ويعقوب بْنُ أَبِي الْمُتَّئِدِ ، مجهول.
والحارث الأعور ، متروك.

- ورواه محمد بن جابر السحيمي ، عنه ، عن أبي حسين ، عن كعب بن عجرة ، عن النبي به.
أخرجه الطبراني (343).
ومحمد بن جابر ، ضعيف سئ الحفظ.

- ورواه معمر ، وأبو الأحوص ، وسفيان بن عيينة ، عنه ، عن ابن أبي حسين ، عن النبي به مرسلاً.
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف - ط التأصيل" (21307) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (7947) ، وفي "الاداب" (ص53) ، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35652) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (26) ، والطبراني في "الكبير" (155/19) تعليقاً ، وعبد الله بن أحمد في "العلل" (4303).
قال البيهقي: ((وَهَذَا بِإِرْسَالِهِ أَصَحُّ)).
وقال: ((هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ)).

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2125): "وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُعَيم بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي المُتَّئِد ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عليٍّ؛ قال: قال رسولُ الله : ألَا أَدُلُّكَ عَلَى أَكْرَمِ أَخْلَاقِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؟! أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، عن النبيِّ ، مُرسَل ، ونُعَيمٌ هَذَا لا أعرفُهُ."

ورُوي من طريق الحسين بن زيد ، واختُلف عليه:
- فرواه الخضر بن عبد الله الأسيوطي ، عنه ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: لَقَدْ ضَمَمْتُ إِلَى الإِسْلامِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُ فِي قَائِمِ سَيْفِهِ مُعَلَّقَةً فِيهَا ثَلاثَةُ أَحْرُفٍ، صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَحْسِنْ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ، وَقُلِ الْحَقَّ وَلَوْ عَلَى نَفْسِكَ "
أخرجه أبو طاهر السلفي في "المشيخة البغدادية - الجزء الرابع" (10) ، والآبنوسي في "مشيخته" (115) ، من طريق أَبي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مُحَارِبٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ، نا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْخَضِرِ عن أبيه به.

وعبد الله بن محارب الأنصاري ، قال الخطيب: ((أكثر من يروي عنهم مجهولون لا يعرفون، وأحاديثه عن أبي خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن دريد أشبه)) ، وقال الصيمري قوله: ((أظنهم تكلموا فيه، وقد أخبرنا عن أبي خليفة بأحاديث كأنها مقلوبة)).
ووالد الحسن بن خضر ، مجهول لم أجده.

- ورواه إبراهيم بن المنذر ، ومحمد بن يحيي الكناني ، عنه ، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب به.
أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (1507) ، وانظر "التلخيص الحبير" (125/3) ، و"البدر المنير" (741/6) ، و"السلسلة الصحيحة" (542/4).

قَالَ ابْنُ الرِّفْعَةِ: ((لَيْسَ فيه إلا الانقطاع))
وأوضح ذلك ابن الملقن ، فقال: ((لِأَن زين العابدين هُوَ عَلّي بن الْحُسَيْن جد جَعْفَر بن مُحَمَّد لم يدْرك عليًّا جده)).
وقال: ((أما انْقِطَاعه فَلَا شكّ فِيهِ، قَالَ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ: لم يدْرك عَلّي بن الْحُسَيْن جده عليًّا)).
وتعقبه ابن حجر ، وابن الملقن ، بأن في إسناده أيضاً الحسين بن زيد ، تُكلم فيه.

والحسين بن زيد الهاشمي ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وفي رواية: ((ليس بثقة)) ، قال ابن المديني: ((فيه ضعف)) ، وقال أبو حاتم: ((تعرف و تنكر)) ، وقال الدارقطني: ((ثقة)) ، وقال ابن عدي: ((أرجو أنه لا بأس به ، إلا أنى وجدت فى حديثه بعض النكرة)).

وأخرج الديلمي كما في "زهر الفردوس" (3123) ، ونقله عنه السيوطي في "الزيادات على الموضوعات" (924) عن أحمد بن عمر أخبرنا علي بن محمد بن موسى الزاهد بَهمَذَان حدثنا أبو بكر عبد الله بن أحمد بن محمد بن رُوزبة حدثنا محمد بن العباس بن الفضل الشجري بحلب حدثنا القاسم بن أحمد بن محمد بن زياد الخطابي السائح حدثنا محمد بن العباس البصري حدثنا أبو إسماعيل العتكي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده: "قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الزهد ما هو؟ فقال: فذكر الحديث ، إلى أن قال: ((واعف عمّن ظلمك، وصل من قطعك، وأعط من حرمك)).
وهذا إسناد مسلسل بالمجاهيل ، وقال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (310/2): ((فِيه أَبُو إِسْمَاعِيل الْعَتكِي وَغَيره لم أعرفهم)).

[حديث أنس بن مالك]
أخرج أبو الحسن النعالي في "فوائده" (37) ، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (346/1) ، ومن طريقه الديلمي في "زهر الفردوس" (1284) وأخرج ابن عدي في "الكامل" (29/7) عن عَبْدُ الْحَكَمِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «ثَلاثٌ مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلاقِ عِنْدَ اللَّهِ» قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ»

وعبد الحكم بن عبد الله البصري ، قال البخاري ، والساجي: ((منكر الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((منكر الحديث ، ضعيف الحديث)) ، وقال أبو نعيم الأصبهاني: ((روى عن أنس نسخة منكرة ، لا شىء)) ، وقال ابن عدي: ((عامة أحاديثه مما، لاَ يُتَابَعُ عَليه وبعض متون ما يرويه مشاهير إلاَّ أنه بالإسناد الذي يذكره عَبد الحكم لعله لا يروى ذاك)) ، وقال الدارقطني: ((لا يُحتج به)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن يروي عَن أنس مَا لَيْسَ من حَدِيثه وَلَا أعلم لَهُ مَعَه مشافهة لَا يحل كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب)).

وأخرج أبو زرعة المقدسي في "صفوة التصوف" (393/1) ، من طريق أبو عبد الله الحاكم ، عن أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ السلمي، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو يَحْيَى النَّيْسَابُورِ يُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْحَكَمِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ به.
وقال الحاكم: ((تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ)).
وإسماعيل بن إبراهيم النيسابوري ، لم أجده.
وسنده منقطع.

وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (7585) عن جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو عُثْمَانَ الْكَاهِلِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ الْقُطَيْعِيُّ، نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ "
وهذا إسناد مظلم منكر ، أبو عثمان الكاهلي ، وسعيد القطيعي ، لم أجدهما.

[حديث معاذ بن أنس]
أخرج أحمد (15618) ، والطبراني (413) (414) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1289) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (295) ، من طرق عن عبد الله بن لهيعة ، ورشدين بن سعد ، كلاهما عن زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من منعك، وتصفح عمن شتمك»

وابن لهيعة ، ورشدين ، كلاهما ضعيفان.
وزبان بن فائد ، قال أبو حاتم: ((صالح)) ، وقال أحمد: ((أحاديثه مناكير)) ، وقال ابن معين: ((شيخ ضعيف)) ، وقال البيهقي: ((غير قوي)) ، وقال الساجى: ((عنده مناكير)) ، وقال ابن حبان: ((مُنكر الْحَدِيث جدا ينْفَرد عَن سهلي بن معاد بنسخة كَأَنَّهَا مَوْضُوعَة لَا يحْتَج بِهِ)).
وسهل بن معاذ الجهني ، قال العجلي: ((ثقة)) ، وقال ابن معين: ((ضعيف)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ((لا يُعتبر حديثه ما كان من رواية زبان بْن فائد عنه)) ، وذكره في "المجروحين" ، وقال: ((مُنكر الْحَدِيث جدا فلست أَدْرِي أوقع التَّخْلِيط فِي حَدِيثه مِنْهُ أَوْ من زبان بْن فَايِد فَإِن كَانَ من أَحدهمَا فالأخبار الَّتِي رَوَاهَا أَحدهمَا سَاقِطَة وَإِنَّمَا اشْتبهَ هَذَا لِأَن راويها عَن سهل بْن معَاذ زبان بْن فائد إِلَّا الشَّيْء بَعْد الشَّيْء)) ، وقال في "مشاهير علماء الأمصار": ((كان ثبتا وانما وقعت المناكير في اخباره من جهة زبان بن فائد)).

[حديث أبي أيوب الأنصاري]
أخرج أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (195/1) ، وابن شاهين في "الترغيب" (242) عن عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا الْوَازِعُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: وَقَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ابْتَغُوا الرِّفْعَةَ عِنْدَ اللَّهِ» ، قُلْنَا: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تَحْلُمُ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْكَ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِ مَنْ حَرَمَكَ»
وعند ابن شاهين "الرحمة" بدل "الرفعة".

وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ، صدوق أنكروا عليه روايته عن المجاهيل والضعفاء ، واتهمه ابن حبان بالتدليس.
والوازع بن نافع ، قال ابن معين: ((ليس بثقة)) ، وقال البخاري: ((منكر الحديث)) ، وقال النسائي: ((متروك)) ، وقال أحمد ، وأبو داود: ((ليس بثقة)) ، وقال أبو حاتم: ((لا يعتمد على روايته لأنه متروك الحديث)) ، وقال أيضًا: ((ضعيف الحديث جدا ليس بشيء)) ، وقال لابنه: ((اضرب على أحاديثه فإنها منكرة ولم يقرأها)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف الحديث)) ، وقال إبراهيم الحربي: ((غيره أوثق منه)) ، وقال البغوي: ((ضعيف جدا)) ، وقال الحاكم، وَغيره: ((روى أحاديث موضوعة)) ، وقال ابن عدي : ((عامة ما يرويه عن شيوخه بِالأَسَانِيدِ الَّتِي يَرْوِيهَا غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ)) ، وقال النووي: ((متفق على ضعفه)).

[حديث قيس بن سعد بن عبادة]
أخرج أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5697) ، وابن مردويه في "تفسيره" - كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (477/1) - عن مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، ثنا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ لَمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: «وَاللهِ لَأَقْتُلَنَّ بِكَ سَبْعِينَ مِنْهُمْ» ، فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ بِهَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَ: {خُذِ الْعَفْوَ. .} [الأعراف: 199] الْآيَةَ، قَالَ: «يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟» ، قَالَ: لَا أَدْرِي، ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالَ: لَا أَدْرِي، ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ أَمَرَكَ أَنْ تَعْفُوَ عَنْ مَنْ ظَلَمَكَ، وَتَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ.
ومحمد بن يونس الكديمي ، مُتهم بالوضع والكذب.

[حديث عائشة]
أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (7724) عن أَبي عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ الدَّيْنَوْرِيّ ُ، نا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْعَنْبَرِيُّ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنُ دَاجِرَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، نا دَلَالُ بِنْتُ أَبِي الْمُدِلِّ، عَنِ الصَّهْبَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَرَائِمِ الْأَخْلَاقِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَجَاوَزَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ "
وهذا إسناد مظلم ، عمر بن الخطاب العنبري ، وعبد الله بن الفضل بن داجرة ، ودلال بنت أبي المدل ، لم أجدهم.

[حديث عبادة بن الصامت]
أخرج البزّار (2727) عن خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَحْلُمُ عَنْ مَنْ جَهِلَ عَلَيْكَ، وَتَعْفُو عَنْ مَنْ ظَلَمَكَ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ»
وخالد بن يوسف السمتي ، ذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال: ((يُعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه)) ، وأورد له ابن عدي في "الكامل" بعض المنكرات ، وقال الدارقطني: ((تكلموا فيه)) ، وقال الذهبي: ((ضعيف)) ، وقال: ((في بعض حديثه النُّكْرَة)) ، وقال: ((فيه لين)).

وأما أبوه يوسف بن خالد السمتي ، فقال ابن معين: ((كذاب ، خبيث عدو الله ، رجل سوء ، رأيته بالبصرة ما لا أحصى ، لا يحدث عنه أحد فيه خير)) ، وقال: ((كذاب ، زنديق لا يكتب عنه)) ، وقال أبو حاتم: ((ذاهب الحديث)) ، وقال أبو زرعة: (( ذاهب الحديث ، ضعيف الحديث ، اضرب على حديث)) ، وقال عمرو بن علي الفلاس: ((يكذب)) ، وقال البخاري: ((سكتوا عنه)) ، وقال أبو داود: (((كذاب)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة ولا بمأمون)) ، وقال العجلي: ((ليس بثقة ، متروك الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((كان يضع الأحاديث على الشيوخ ، و يقرأها عليهم ثم يرويها عنهم ، لا تحل الرواية عنه)) ، وقال ابن عدي: ((رواياته فِيهَا نظر وكان من أصحاب أبي حنيفة وقد أجمع على كذبه أهل بلده)).

[حديث جابر بن عبد الله]
أخرج ابن مردويه في "تفسيره" - كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (477/1) - عن الْحُسَيْن بن عَلّي النَّيْسَابُورِ ي ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَحْيَى الْأَنْطَاكِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمَدِينِيّ ثَنَا عبد الله ابْن نَافِع بن ثَابت الزبيرِي ثَنَا عبد الْعَزِيز بن عبد الله الْمَاجشون عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة خُذ الْعَفو وَأمر بِالْعرْفِ وَأعْرض عَن الْجَاهِلين قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَا جِبْرِيل مَا تَأْوِيل هَذِه الْآيَة قَالَ حَتَّى أسأَل فَصَعدَ ثمَّ نزل فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن الله يَأْمُرك أَن تصفح عَمَّن ظلمك وَتُعْطِي من حَرمك وَتصل من قَطعك.

ومحمد بن أحمد الأنطاكي ، له ترجمة في "الأنساب" للسمعاني (372/1) ، وهو مجهول الحال.
وإبراهيم بن محمد المديني ، المشهور بهذا الاسم ، هو ابن أبي يحيي ، ولكنه في طبقة متقدمة عن هذا ، ولا يمكن أن يكون هو ، فابن أبي يحيي توفي عام 184 هـ ، بينما عبد الله بن نافع الزبيري ، شيخه في هذا السند ، توفي عام 216 هـ !! ، ولم أتبين من هو.

[حديث أبي أمامة]
أخرج ابن عدي في "الكامل" (416/2) عن جُمَيْعُ بْنُ ثَوْبٍ، حَدَّثني خَالِدُ بْنَ مَعْدَانَ، عَن أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَنَّهُ، قَال: (( ثَلاثٌ دَرَجَاتٌ وَثَلاثٌ كَفَّارَاتٌ وَثَلاثٌ مُحَقِّقَاتٌ الإِيمَانَ وَثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَمَّا الثلاث درجات فَبَذْلُ السَّلامِ وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ وَقِيامُ اللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ وَأَمَّا الثَّلاثُ الْكَفَّارَاتُ فَصِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَأَمَّا الثَّلاثُ مُحَقِّقَاتٌ الإِيمَانَ إِتْمَامُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ وَمَشْيٌ عَلَى الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ وَجُلُوسٌ فِي المسجد بَعْدَ الصَّلَوَاتِ وَثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُسْبِلُ إزاره والمنفق بضاعته في الحلف وَالْمَنَّانُ)).

وجميع بن ثوب ، قال البخاري ، والدارقطني: ((منكر الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((منكر الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به)) ، وقال أبو زرعة: ((شيخ وأومى أنه ليس بقوي)) وقال النسائي: ((متروك الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((رواياته وحديثه يتبين عليه عَلَى أَنَّهُ ضعيف...وعامة أحاديثه مناكير)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ يخطىء كثيرا لَمْ يخرج عَن حد الْعَدَالَة وَلَمْ يسْلك سنَن الثِّقَات حَتَّى يبعد عَن الْقدح فَهُوَ مِمَّن لَا يحْتَج بِهِ إِذَا انْفَرد)). والحديث رُوي بغير هذا اللفظ.

[مرسل عطاء بن أبي رباح]
أخرج وكيع في "الزهد" (410) ، ومن طريقه هناد بن السري في "الزهد" (439/2) عن ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْفَضْلُ فِي أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ»
وابن أبي ليلى ، صدوق سئ الحفظ.
ومراسيل عطاء ضعيفة. قال أحمد: ((ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء ابن أبي رباح فإنهما كانا يأخذا عن كل أحد)) ، وقال يحيي القطان ، وأبو داود: ((عطاء كان يحمل عن كل ضرب)).

[مرسل أمي بن ربيعة]
رواه سفيان بن عيينة ، واختُلف عليه:
- فرواه الحسين الجعفي ، عنه ، عن رجل سمّاه ، قال: لما نزلت هذه الآية: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل، ما هذا؟ قال: ما أدري حتى أسأل العالِم! قال: ثم قال جبريل: يا محمد، إن الله يأمرك أن تَصِل مَن قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك.
أخرجه الطبري في "جامع البيان" (330/13).

- ورواه يونس بن عبد الأعلى ، وعبد الرزاق ، وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني ، عنه ، عن أمي بن ربيعة ، عن النبي به.
أخرجه الطبري في "جامع البيان" (330/13) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (8682) ، وعبد الرزاق في "تفسيره" (974) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (25).

- ورواه أصبغ بن الفرج ، عنه ، عن أمي بن ربيعة ، عن الشعبي ، عن النبي به.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (8683).

[حديث الفضيل بن عياض]
أخرج الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (77) عن الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ: «أَخْلَاقُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ»
وإسناده جيد.

والله أعلم.