تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ما الفرق بين أن يكون المرء مشابها للكفرة و عاملا عمل الكفرة؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي ما الفرق بين أن يكون المرء مشابها للكفرة و عاملا عمل الكفرة؟

    ما الفرق بين أن يكون المرء مشابها للكفرة و عاملا عمل الكفرة؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما الفرق بين أن يكون المرء مشابها للكفرة و عاملا عمل الكفرة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    ما الفرق بين أن يكون المرء مشابها للكفرة و عاملا عمل الكفرة؟
    مشابها للكفرة
    الفرق بين التشبه والعمل بعمل الكفرة يتضح مما سيأتى
    أولا«مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»

    قال شيخ الإسلام :
    وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المُتَشَبِّه بهم ...
    فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فإنه يوجب الكفر...
    .وبكل حال يقتضي تحريم التشبه" "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/270 ).
    المقصود بالتشبه :
    (( هو محاكاتهم في شيء من عقائدهم أو عباداتهم أو عاداتهم المختصة،
    أو غير ذلك من أنماط سلوكهم التي تكون من خصائصهم،
    والتي يتفردون بها دون غيرهم،
    والتي عرفوا بها وصارت شعاراً عليهم ))
    ضابط التشبه :
    1- كل ما كان من خصائص الكفار الدينية والعادية فإنه يحرم التشبه بهم فيه مطلقاً دون الالتفات إلى القصد
    2- المخالفة للكفار تكون في أصل الفعل أو في وصفه .!
    مثال في أصله :
    كعيد الميلاد عند الكفار أو ما يسمى بعيد رأس السنة فهذا ليس مشروعاً من أصله،
    فعندئذٍ لا يجوز لنا أن نفعله أصلاً.
    مثال في وصفه :
    الصوم عموما :
    نحن نصوم واليهود يصومون لكن الفرق بين صومنا وبين صوم أهل الكتاب أكلة السَّحَر.
    مثال آخر : صوم عاشورا نحن نصومه ويهود يصومونه لكنَّه في أصله مشروع لنا , فعندئذٍ نخالفهم في وصفه بصوم يوم التاسع
    - كل ما زال اختصاصه بالكفار من العادات فإنه ليس من التشبه
    مثاله : أمور الدنيا من الصناعات - التجارات - الطبخ والأكل على الطاولات - اللباس وغير ذلك ..
    مالم يكن من عاداتهم الخاصة بدينهم

    قال الامام ابن باز -
    اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺒﺎﻋﺪ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺃﻋﺪاء اﻟﻠﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭاﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺬﺭ اﻷﻣﺔ ﻣﻦ اﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻬﺎ، اﻷﻣﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮﺓ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭاﻟﻤﺠﻮﺱ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮﺓ،
    ﻓﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ اﺳﺘﻘﻼﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺰﻳﻬﻢ اﻟﺨﺎﺹ، ﻭﻃﺎﻋﺎﺗﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺃﻭﺟﺐ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺷﺮﻋﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ،
    ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺸﺒﻬﻮا ﺑﺄﻋﺪاﺋﻬﻢ ﻻ ﻓﻲ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ،
    ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ
    ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﻗﻮاﻟﻬﻢ،
    ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ،
    ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﺯﻳﺎﺋﻬﻢ،
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    عاملا عمل الكفرة؟
    اعمال الكفرة تنقسم الى اعمال دينية واعمال دنيوية
    والاعمال الدينية تنقسم الى اعمال خيرية صالحة واعمال محرمة أو كفر وهذا ضابطه الايمان والكفر فالايمان قول وعمل واعتقاد وضد الايمان كذلك اعتقاد وقول وعمل ومنه ما يخرج عن الملة ومنه مالا يخرج عن الملة
    الفرق بين عمل المؤمن الصالح وعمل الكافر الصالح
    عمل المسلم قائم على الاخلاص وعبادة الله وحده ومتابعة النبى صلى الله عليه وسلم وهذا من شروط قبول العمل
    فبين المسلم والكافر بونًا شاسعاً، وفرقًا ساطعاً؛
    فالمسلم يخلد في الجنة في النعيم، والكافر يخلد في النار في العذاب الأليم،
    المسلم تُدَّخر له حسناته في أُخراه، والكافر تُعجل له في دنياه، ولا يبقى له عند الله شيء،

    قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنة، يعطى بها في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة،
    وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم تكن له حسنة يُجزى بها
    "(رواه مسلم).
    وعن عائشة قالت: "يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه؟
    قال: "لا ينفعه، إنه لم يقل يومًا: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين"(رواه مسلم).

    وما أعمالهم في الآخرة إلا كسراب بقيعة يراه الظمآن كالماء، ورماد ذُرَّ وسط ريح عاصف في بيداء:
    (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ)[إبراهيم:18]،
    (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا)[النور:٣٩].

    وشتان بين النهايتين: (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ)[محمد:12].
    اجمع أهل العلم على أن ما عمله الكافرون من خير لا يثابون عليه في الآخرة ما داموا قد ماتوا على الكفر،
    قال تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {الزمر:65}،
    وقال تعالى: وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة:217}،
    وقال تعالى: وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {المائدة:5}
    .
    والآيات في هذا المعنى كثيرة وأخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله،
    إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟ قال: لا ينفعه إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.
    فالإسلام شرط لقبول العمل الصالح والإثابة عليه في الدار الآخرة،
    قال تعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ {التوبة:54}،
    كما أن الإسلام شرط لدخول الجنة،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخل الجنة إلا نفس مسلمة. متفق عليه عن أبي هريرة.
    أمور الدنيا من الصناعات - التجارات - الطبخ والأكل على الطاولات - اللباس وغير ذلك ..
    مالم يكن من عاداتهم الخاصة بدينهم

    قال الامام ابن باز رحمه الله ﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﻭﺟﺪ ﺷﻲء ﻣﺸﺘﺮﻙ، ﻓﻌﻠﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭاﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ،
    ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻰ ﻫﺬا ﺗﺸﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻭﻗﻊ اﻵﻥ ﻓﻲ ﺭﻛﻮﺏ اﻟﻄﺎﺋﺮاﺕ، ﻭﺭﻛﻮﺏ اﻟﺴﻴﺎﺭاﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺃﻭﻻ ﻋﻨﺪ ﺃﻋﺪاﺋﻨﺎ ﺛﻢ ﻳﺴﺮ اﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ اﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻬﺎ،
    ﻫﺬا ﺻﺎﺭ اﻵﻥ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺄﻋﺪاء اﻟﻠﻪ،
    ﻭﻻ ﻳﻤﻨﻊ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﻄﺎﺋﺮاﺕ، ﺃﻭ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻘﻄﺎﺭاﺕ، ﺃﻭ اﻟﺴﻴﺎﺭاﺕ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻭﻫﻜﺬا ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﺕ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺮﺏ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﻫﺎ ﻟﻴﺪاﻓﻌﻮا ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﻭﻋﻦ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻌﻤﻠﻮا ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺃﻋﺪﻭا ﻟﻬﻢ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ}

    ﻓﺎﻷﻣﻮﺭ اﻟﺘﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻔﻊ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﻫﻢ،
    ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﺸﺒﻬﺎ،
    ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻹﻋﺪاﺩ ﻭاﻟﻨﻔﻊ اﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻫﻜﺬا اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ اﺷﺘﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ،
    ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺸﺒﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻟﺘﺸﺒﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ اﺧﺘﺼﻮا ﺑﻪ، ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺯﻳﻬﻢ اﻟﺨﺎﺹ،
    اﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻔﻊ ﻟﻨﺎ ﻭﻻ ﻳﺨﺘﺺ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ، ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﻊ ﻻ ﻧﺘﺰﻳﻦ ﺑﻪ، ﻟﻜﻦ اﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﻊ ﻧﺄﺧﺬﻩ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻧﺤﺘﺞ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺃﻋﺪﻭا ﻟﻬﻢ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ}
    هنا السؤال
    هل كل تقليد لعمل من أعمال الكفار يعد تقليدا محرماً - علماً بأن هناك كثيرا من أعمال الكفار لا حرمة ولا ذم للشرع فيها ، ولا يقصد فاعلها مجرد التقليد للكفار
    الجواب
    ليس المسلمون بحاجة لتقليد أحدٍ من الأمم في شعائر الدين والعبادات ، فقد أكمل الله تعالى دينه ، وأتمَّ نعمته ، ورضي لنا الإسلام ديناً ، قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً ) المائدة/3
    وقد نهى الشرعُ المسلمين عن تقليد الكفار وبخاصة اليهود والنصارى ، وهذا النهي ليس عامّاً في كل أمورهم ،
    بل هو فيما كان من أمور دينهم وشعائرهم وخصائصهم التي يتميزون بها .
    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ اليَهُودَ والنَّصَارَى ؟ قَالَ : فَمَنْ ؟ ) رواه البخاري ( 1397 ) ومسلم ( 4822 ) .
    ففي هذا الحديث نهيٌ عن تقليد اليهود والنصارى ، وذم من اتبعهم وسلك مسلكهم ، وقد أكد الشرع هذا النهي ؛ وذلك بوصف من يتشبه بالكفار بأنه منهم .
    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبّه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود ( 3512 ) وصححه الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " ( 2691 )
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
    وهذا أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبِّه بهم . " اقتضاء الصراط المستقيم " ( 237 ) .
    والمقلِّد للكفار يشعر بعقدة النقص ، ويتحلى بالانهزامية والتردي ، لذا يسارع إلى سد نقصه بتقليد من يعظمه ، ولو وقف هؤلاء على عظمة تشريعات الإسلام ، وعرفوا فساد تلك الحضارة التي يركضون خلفها لعلموا أنهم على خطأ ، وأنهم تركوا ما هو كمال وحق إلى ما هو نقص وفساد .
    وأوجه تقليدهم التي نهينا عنها كثيرة :
    قال الشيخ صالح الفوزان :
    ومن الأمور التي يجري تقليد الكفار فيها : تقليدهم في أمور العبادات،
    كتقليدهم في الأمور الشركية من البناء على القبور، وتشييد المشاهد عليها والغلو فيها.
    وقد قال صلى الله عليه وسلم " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " - البخاري ( 425 ) ، ومسلم ( 531 ) - ،
    وأخبر أنهم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ، وصوروا فيه الصور ، وأنهم شرار الخلق - البخاري ( 417 ) ، ومسلم ( 528 ) - ،
    وقد وقع في هذه الأيام من الشرك الأكبر بسبب الغلو في القبور ما هو معلوم لدى الخاص والعام ؛
    وسبب ذلك : تقليد اليهود والنصارى .

    ومن ذلك :
    تقليدهم في الأعياد الشركية والبدعية كأعياد الموالد - كمولد الرسول صلى الله عليه وسلم - وأعياد موالد الرؤساء والملوك.
    وقد تسمى هذه الأعياد البدعية أو الشركية بالأيام أو الأسابيع – كاليوم الوطني للبلاد ، ويوم الأم وأسبوع النظافة –
    وغير ذلك من الأعياد اليومية والأسبوعية، وكلها وافدة على المسلمين من الكفار؛ وإلا فليس في الإسلام إلا عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى. وما عداهما فهو بدعة وتقليد للكفار .
    النهي عن التشبه بالكفار في لباسهم الخاص بهم ، وفي ما اختصوا به من العادات كمشابهتهم في حلق اللحية . تحريم التشبه بالكفار إنما هو في عباداتهم وعاداتهم الخاصة بهم التي يتميزون بها ،
    دون ما يصنعونه ويخترعونه مما يمكن أن يُستفاد منه ،
    فلا حرج على المسلمين من مشاركتهم في هذا ، بل ينبغي للمسلمين أن يكونوا السباقين إليه والمبدعين فيه .
    قال الشيخ ابن عثيمين :
    وإذا قيل " تَشَبُّهٌ بالكفار " فلا يعني ذلك أن لا نستعمل شيئاً من صنائعهم :
    فإن ذلك لا يقوله أحد ، وقد كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده يلبسون ما يصنعه الكفار من اللباس
    ، ويستعملون ما يصنعونه من الأواني .
    والتشبه بالكفار :
    هو التشبه بلباسهم ، وحلاهم ، وعاداتهم الخاصة ، وليس معناه أن لا نركب ما يركبون ، أو لا نلبس ما يلبسون ،
    لكن إذا كانوا يركبون على صفة معينة خاصة بهم فلا نركب على هذه الصفة ، وإذا كانوا يفصلون الثياب على صفة معينة خاصة بهم فلا نفصل على هذا التفصيل ، وإن كنا نركب مثل السيارة التي يركبونها ، ونفصل من نوع النسيج الذي يفصلون منه .
    " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال 177 ) .
    وقال :
    مقياس التشبه أن يفعل المتشبِّه ما يختص به المتشبَّه به ، فالتشبه بالكفار أن يفعل المسلم شيئاً من خصائصهم ،
    أما ما انتشر بين المسلمين وصار لا يتميز به الكفار فإنه لا يكون تشبهاً ، فلا يكون حراماً من أجل أنه تشبه إلا أن يكون محرماً من جهة أخرى ، وهذا الذي قلناه هو مقتضى مدلول هذه الكلمة .
    لخَّص الشيخ الشنقيطي الموقف من الحضارة الغربية فقال : إن الموقف من الحضارة الغربية ينحصر في أربعة أقسام لا خامس لها :
    الأول : ترك الحضارة نافعها وضارها .
    الثاني : أخذها كلها ضارها ونافعها .
    الثالث : أخذ ضارها دون نافعها .
    الرابع : أخذ نافعها وترك ضارها .
    فنجد الثلاثة الأولى باطلة بلا شك ، وواحداً فيها صحيحاً بلا شك وهو الأخير .
    " أضواء البيان " ( 4 / 382 ) .الاسلام سؤال وجواب بتصرف
    الخلاصة - العمل بعمل الكفار من خلال ما سبق تجرى عليه القواعد الشرعية


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما الفرق بين أن يكون المرء مشابها للكفرة و عاملا عمل الكفرة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺬﺭ اﻷﻣﺔ ﻣﻦ اﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻬﺎ، اﻷﻣﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮﺓ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭاﻟﻤﺠﻮﺱ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮﺓ،
    ﻓﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ اﺳﺘﻘﻼﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺰﻳﻬﻢ اﻟﺨﺎﺹ، ﻭﻃﺎﻋﺎﺗﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺃﻭﺟﺐ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺷﺮﻋﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ،



    عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله! اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ ) أخرجاه ].
    ( لتتبعن ) ابتدأه صلى الله عليه وسلم باللام، اللام التي وقعت في جواب القسم، وهذا هو الصواب أنها وقعت في جواب القسم، والتقدير: والله لتتبعن، ومن المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أخبر بخبر فإنه صدق وحق؛
    والسنن: هي الطرق -ويجوز أن تكون (سُنن وسَنن)- التي يسلكونها، وتخص بأمور الدين التي يتعبدون بها أو يعتقدونها.
    وقوله: ( من كان قبلكم ) هذا مجمل؛ لأنه إذا قيل: (من كان قبلنا) يشمل كل الذين قبلنا، ولهذا استفسر الصحابة عن ذلك وقالوا: من تريد؟ من هم الذين قبلنا اليهود والنصارى؟ فقال: فمن؟ يعني: أن هذا هو المراد، وهذا لا ينافي أو يخالف ما جاء في الرواية الأخرى، وهي رواية صحيحة أيضاً: ( أهم فارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولئك ) يعني: من المقصود إلا فارس والروم، المقصود يريد أن يخبر أن هذه الأمة ستتبع الذين قبلهم من الأمم القريبة منهم، مثل اليهود والنصارى وفارس والروم وغيرهم، وجاء في بعض الآثار الأعاجم أيضاً.
    فكل لفظ يدل على ما يدل عليه الآخر إلا أنه يدل على أنه لم يرد أمة معينة بخصوصها غير أن هؤلاء هم الذين لهم كلمة ولهم دين، ولهم كيان وقد يقتدى بهم، وينظر إليهم، فبين أن هذا هو المراد.
    وقوله: ( حذو القذة بالقذة ) المعنى أنكم تسيرون خلفهم، فكل ما فعلوه سوف تفعلونه دقيقاً أو كبيراً، لا تخطئون شيئاً مما فعلوا، فقوله: ( حذو القذة بالقذة ) كقولك: خطوة خطوة.
    بل كقولك: إنك تفعل هذا كما يفعل فلان هذا الشيء تماماً بلا زيادة ولا نقصان.
    والقذة: هي ريشة السهم، وريشة السهم غير معروفة لنا الآن، ولكن هي الحربة التي تحدد وتجعل في السهم ليطلق منه، والسهم القوس الذي يرمى به سابقاً، ويقابل ذلك الرصاصة الموجودة الآن التي تجعل في بندقية واحدة ما تزيد عن الأخرى، كل واحدة مساوية للأخرى تماماً بلا زيادة، هذا هو المعنى المراد، يعني: أنكم تفعلون كل ما فعلوه .
    قوله: ( حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )، هذا الفرض على سبيل لو قدر أن هذا يمكن وأنه وقع فيهم لوقع فيكم، وفعلتموه كما فعلوه.
    وخص جحر الضب لأن الضب جحره من أصعب الجحور سلوكاً؛ لأنه إذا حفر جحره يحفره متجهاً إلى تحت ملتوياً، لا يكون مستقيماً، يجعله ملتوياً ومدوراً حتى يكون الدخول عليه عسراً؛ ولهذا إذا دخل هو على وجهه لا يستطيع أن يلتفت، لا بد أن يخرج على ذنبه من الخلف لعسر هذا الجحر، ولكونه لا يسع غيره، وإذا دخل أيضاً على خلفه -على ذنبه- ما يستطيع أن يلتفت يبقى هكذا حتى يخرج على وجهه، هذا هو السبب في تشبيهه صلى الله عليه وسلم وتخصيصه لجحر الضب، فهو ليس كسائر الجحور التي يكون الدخول فيها سهل، والمعنى: لو قدر أنهم يدخلون هذا المدخل الصعب، والمسلك الذي قد يكون سلوكه ممتنعاً لفعلتم أنتم هذا الفعل...

    المقصود أن الخطاب في قوله: (لتتبعن) للأمة المستجيبة التي اتبعته، يعني: أن هذا الاتباع يقع في أمة الإجابة، وهذا الحديث يبين لنا أن الآيات السابقة في اليهود والنصارى التي ذكر عنهم أفعالاً وقعت منهم كالبناء على القبور والأموات، كما ذكر في الآية وكالتحيل على المحرمات، وأكلها بشبهة أنها حلال، والجزاء الذي يقع على هؤلاء من اللعن والمسخ وعبادة الطاغوت سيقع في هذه الأمة، هذا هو المقصود، وهذا رد -كما قلنا سابقاً في الفصل السابق- على الذين يعبدون القبور، ويبنون عليها المساجد ويقولون: الشرك لا يقع في هذه الأمة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( قد أيس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب ) حسبما قالوا، وكذلك يقولون: إن من قال: لا إله إلا الله يكون موحداً ويدخل الجنة، ولا يقع منه الشرك، فهم جهلوا الشرع، وذابوا في جهلهم، وصاروا فتنة للجهال الذين لا يميزون بين الحق والباطل، فبين بهذا أن هذا قول باطل، وأنه محادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
    هذه الأمة التي يقول صلى الله عليه وسلم: ( لتتبعن سنن من كان قبلكم )، خرجت منها فرقة تكون متمسكة بالحق، بدليل الحديث الآتي حديث ثوبان : ( ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ) إلخ، فيكون هذا الحديث ليس على عمومه
    ( حذو القذة بالقذة ) بنصب حذو على المصدر.
    والقذة -بضم القاف- واحدة القذذ، وهو ريش السهم، أي: لتتبعن طريقهم في كل ما فعلوه، وتشبهوهم في ذلك كما تشبه قذة السهم القذة الأخرى، فوقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وقد وقع كما أخبر، وهو علم من أعلام النبوة -شرح كتاب التوحيد للغنيمان

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما الفرق بين أن يكون المرء مشابها للكفرة و عاملا عمل الكفرة؟

    قال شيخ الاسلام ابن تيمية
    وهنا نكتة قد نبهت عليها في هذا الكتاب، وهي أن الأمر بموافقة قوم أو بمخالفتهم قد يكون لأن نفس قصد موافقتهم، أو نفس موافقتهم مصلحة، وكذلك نفس قصد مخالفتهم، أو نفس مخالفتهم مصلحة، بمعنى: أن ذلك الفعل يتضمن مصلحة للعبد، أو مفسدة؛ وإن كان ذلك الفعل الذي حصلت به الموافقة، أو المخالفة، لو تجرد عن الموافقة والمخالفة، لم يكن فيه تلك المصلحة أو المفسدة؛ ولهذا نحن ننتفع بنفس متابعتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم والسابقين في أعمال لولا أنهم فعلوها لربما قد كان لا يكون لنا مصلحة؛ لما يورث ذلك من محبتهم وائتلاف قلوبنا بقلوبهم، وأن ذلك يدعونا إلى موافقتهم في أمور أخرى، إلى غير ذلك من الفوائد.
    كذلك: قد نتضرر بمتابعتنا الكافرين في أعمال لولا أنهم يفعلونها لم نتضرر بفعلها، وقد يكون الأمر بالموافقة والمخالفة؛ لأن ذلك الفعل الذي يوافق فيه أو يخالف، متضمن للمصلحة أو المفسدة ولو لم يفعلوه، لكن عبر عن ذلك بالموافقة والمخالفة، على سبيل الدلالة والتعريف؛ فتكون موافقتهم دليلًا على المفسدة، ومخالفتهم دليلًا على المصلحة، واعتبار الموافقة والمخالفة على هذا التقدير: من باب قياس الدلالة, وعلى الأول: من باب قياس العلة، وقد يجتمع الأمران، أعني: الحكمة الناشئة من نفس الفعل الذي وافقناهم أو خالفناهم فيه، ومن نفس مشاركتهم فيه، وهذا هو الغالب على الموافقة والمخالفة المأمور بهما والمنهي عنهما، فلا بد من التفطن لهذا المعنى، فإنه به يعرف معنى نَهْي الله لنا عن اتباعهم وموافقتهم، مطلقًا ومقيدًا. انتهى.
    وقال أيضًا - رحمه الله -: وهذا الحديث ـ يعني حديث: ومن تشبه بقوم فهو منهم ـ أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم, كما في قوله: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ـ وهو نظير ما سنذكره عن عبد الله بن عمرو أنه قال: من بنى بأرض المشركين, وصنع نيروزهم ومهرجانهم, وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة، فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فإنه يوجب الكفر، ويقتضي تحريم أبعاض ذلك, وقد يحمل على أنه منهم في القدر المشترك الذي شابههم فيه، فإن كان كفرًا، أو معصية، أو شعارًا لها كان حكمه كذلك، وبكل حال يقتضي تحريم التشبه بعلة كونه تشبهًا، والتشبه يعم من فعل الشيء لأجل أنهم فعلوه, وهو نادر، ومن تبع غيره في فعل لغرض له في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذًا عن ذلك الغير، فأما من فعل الشيء واتفق أن الغير فعله أيضًا ولم يأخذه أحدهما عن صاحبه، ففي كون هذا تشبهًا نظر، لكن قد ينهى عن هذا لئلا يكون ذريعة إلى التشبه، ولما فيه من المخالفة. انتهى.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت الغروب معللا ذلك النهي بأنها تطلع وتغرب بين قرني شيطان وأنه حينئذ يسجد لها الكفار، ومعلوم أن المؤمن لا يقصد السجود إلا لله تعالى وأكثر الناس قد لا يعلمون أن طلوعها وغروبها بين قرني شيطان ولا أن الكفار يسجدون لها ثم إنه صلى الله عليه و سلم نهى عن الصلاة في هذا الوقت حسما لمادة المشابهة بكل طريق.
    ولهذا، نهى عن الصلاة إلى ما عبد من دون الله في الجملة ـ وإن لم يكن العابد يقصد ذلك ـ ولهذا ينهى عن السجود لله بين يدي الرجل ـ وإن لم يقصد الساجد ذلك ـ لما فيه من مشابهة السجود لغير الله، فعن جابر قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا بالمدينة فصرعه على جذع نخلة فانفكت قدمه فأتيناه نعوده فوجدناه في مشربة لعائشة يسبح جالسا، قال: فقمنا خلفه فسكت عنا ثم أتيناه مرة أخرى نعوده فصلي المكتوبة جالسا فقمنا خلفه فأشار إلينا فقعدنا قال: فلما قضى الصلاة قال: إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا، وإذا صلى الإمام قائما فصلوا قياما ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها.
    ففي هذا الحديث أنه أمرهم بترك القيام الذي هو فرض في الصلاة وعلل ذلك بأن قيام المأمومين مع قعود الإمام يشبه فعل فارس والروم بعظمائهم في قيامهم وهم قعود، ومعلوم أن المأموم إنما نوى أن يقوم لله، لا لإمامه وهذا تشديد عظيم في النهي عن القيام للرجل القاعد، ونهى ـ أيضا ـ عما يشبه ذلك ـ وإن لم يقصد به ذلك ـ ولهذا نهى عن السجود لله بين يدي الرجل وعن الصلاة إلى ما عبد من دون الله كالنار ونحوها.
    وفي هذا الحديث ـ أيضا ـ نهي عما يشبه فعل فارس والروم ـ وإن كانت نيتنا غير نيتهم ـ لقوله: فلا تفعلوا فهل بعد هذا في النهي عن مشابهتهم في مجرد الصورة غاية؟.
    والتشبه يعم من فعل الشيء لأجل أنهم فعلوه وهو نادر ومن تبع غيره في فعل لغرض له في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذا عن ذلك الغير.
    فأما من فعل الشيء واتفق أن الغير فعله ـ أيضا ـ ولم يأخذه أحدهما عن صاحبه، ففي كون هذا تشبها نظر لكن قد ينهى عن هذا، لئلا يكون ذريعة إلى التشبه، ولما فيه من المخالفة كما أمر بصبغ اللحى وإعفائها وإحفاء الشوارب مع أن قوله صلى الله عليه وسلم: غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود.
    دليل على أن التشبه بهم يحصل بغير قصد منا ولا فعل، بل بمجرد ترك تغيير ما خلق فينا، وهذا أبلغ من الموافقة الفعلية الاتفاقية.
    الاسلام سؤال وجواب

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: ما الفرق بين أن يكون المرء مشابها للكفرة و عاملا عمل الكفرة؟

    نفع الله بكم، فهمت التشبه بهم،
    ولكن إذا كان عاملا عمل الكفرة هل تريد أن تقول يكون معتقد جواز العمل وليس مجرد تشبه؟!



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما الفرق بين أن يكون المرء مشابها للكفرة و عاملا عمل الكفرة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    ولكن إذا كان عاملا عمل الكفرة هل تريد أن تقول يكون معتقد جواز العمل وليس مجرد تشبه؟!



    بارك الله فيك لا لم أرد ذلك وانما أردت أن العمل بعمل الكفرة
    قد يكون تشبها او تقليدا واتباعا لهم او غير ذلك كما تقدم
    فالعمل بعملهم أعم من التشبه
    أن تقول يكون معتقد جواز العمل
    العمل بعملهم منه ما هو كفر ومنه ما هو محرم ومنه ما هو مكروه ومنه ما هو مباح كما تقدم فى بعض الصناعات الدنيوية التى فيها نفع ومصلحة للمسلمين
    أما الاعمال الدينية فقد اغنانا الله عن تقليدهم فليس المسلمون بحاجة لتقليد أحدٍ من الأمم في شعائر الدين والعبادات ، فقد أكمل الله تعالى دينه ، وأتمَّ نعمته ، ورضي لنا الإسلام ديناً ،
    قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً )
    وقد نهى الشرعُ المسلمين عن تقليد الكفار وبخاصة اليهود والنصارى ، وهذا النهي ليس عامّاً في كل أمورهم ،
    بل هو فيما كان من أمور دينهم وشعائرهم وخصائصهم التي يتميزون بها

    الخلاصة
    الاعمال الدينية لا نعمل بعملهم - وكذلك الامر فى التشبه لا نتشبه بهم

    اما كل ما زال اختصاصه بالكفار من العادات فإنه ليس من التشبه
    مثاله : أمور الدنيا من الصناعات - التجارات - الطبخ والأكل على الطاولات - اللباس وغير ذلك ..
    مالم يكن من عاداتهم الخاصة بدينهم

    قال الامام ابن باز -
    اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺒﺎﻋﺪ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺃﻋﺪاء اﻟﻠﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭاﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺬﺭ اﻷﻣﺔ ﻣﻦ اﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻬﺎ، اﻷﻣﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮﺓ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭاﻟﻤﺠﻮﺱ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮﺓ،
    ﻓﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ اﺳﺘﻘﻼﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺰﻳﻬﻢ اﻟﺨﺎﺹ، ﻭﻃﺎﻋﺎﺗﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺃﻭﺟﺐ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺷﺮﻋﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ،
    ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺸﺒﻬﻮا ﺑﺄﻋﺪاﺋﻬﻢ ﻻ ﻓﻲ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ،
    ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ
    ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﻗﻮاﻟﻬﻢ،
    ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ،
    ﻭﻻ ﻓﻲ ﺃﺯﻳﺎﺋﻬﻢ،

    قال الامام ابن باز رحمه الله ﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﻭﺟﺪ ﺷﻲء ﻣﺸﺘﺮﻙ، ﻓﻌﻠﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭاﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ،
    ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻰ ﻫﺬا ﺗﺸﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻭﻗﻊ اﻵﻥ ﻓﻲ ﺭﻛﻮﺏ اﻟﻄﺎﺋﺮاﺕ، ﻭﺭﻛﻮﺏ اﻟﺴﻴﺎﺭاﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺃﻭﻻ ﻋﻨﺪ ﺃﻋﺪاﺋﻨﺎ ﺛﻢ ﻳﺴﺮ اﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ اﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻬﺎ،
    ﻫﺬا ﺻﺎﺭ اﻵﻥ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺄﻋﺪاء اﻟﻠﻪ،
    ﻭﻻ ﻳﻤﻨﻊ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﻄﺎﺋﺮاﺕ، ﺃﻭ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻘﻄﺎﺭاﺕ، ﺃﻭ اﻟﺴﻴﺎﺭاﺕ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻭﻫﻜﺬا ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﺕ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺮﺏ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﻫﺎ ﻟﻴﺪاﻓﻌﻮا ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﻭﻋﻦ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻌﻤﻠﻮا ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺃﻋﺪﻭا ﻟﻬﻢ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ}

    ﻓﺎﻷﻣﻮﺭ اﻟﺘﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻔﻊ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﻫﻢ،
    ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﺸﺒﻬﺎ،
    ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻹﻋﺪاﺩ ﻭاﻟﻨﻔﻊ اﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻫﻜﺬا اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ اﺷﺘﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ،
    ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺸﺒﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻟﺘﺸﺒﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ اﺧﺘﺼﻮا ﺑﻪ، ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺯﻳﻬﻢ اﻟﺨﺎﺹ،
    اﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻔﻊ ﻟﻨﺎ ﻭﻻ ﻳﺨﺘﺺ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ، ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﻊ ﻻ ﻧﺘﺰﻳﻦ ﺑﻪ، ﻟﻜﻦ اﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻧﻔﻊ ﻧﺄﺧﺬﻩ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻧﺤﺘﺞ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺃﻋﺪﻭا ﻟﻬﻢ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •