والملائكة يستغفرون لنا


د. أمير الحداد




- إن الإيمان بالملائكة الذي هو ركن من أركان الإيمان، لا يتوقف عند الإيمان بوجودهم فحسب.. بل يجب الإيمان بكل التفاصيل التي جاءت في الكتاب والسنة.. بأسمائهم.. صفاتم.. أعمالهم.. أعدادهم.. خلقهم.. كل شيء ثابت عنهم يجب الإيمان به.


- هل الملائكة موجودون بيننا؟!

- الموكلون بحفظنا نعم... والموكلون بكتابة أعمالنا نعم: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} (الرعد: 11) أي: بأمر الله: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} (ق: 18)... أما أغلب الملائكة فإنهم في السموات... كما أخبر النبي [ «أتسمعون ما أسمع؟ قالوا: ما نسمع من شيء، قال إني: لأسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط وما فيها موضع شبر إلا عليه ملك ساجد أو قائم» (السلسلة الصحيحة)... فالملائكة تملأ السموات... تعبد الله... تسبح: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} (الأنبياء: 20).. فالتسبيح لهم كالنفس لنا.. لا ينقطع تسبيحهم أبداً.. لا يضعفون... ولا يسأمون.. ومن الملائكة من يقوم بتدبير أمر السماء والأرض بإذن الله وبأمره: {المدبرات أمراً} (النازعات: 5)، فمنهم من أوكل بالرياح والسحاب والجبال والنبات والقطر وغير ذلك مما أمرهم الله بتدبيره: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}(التحريم: 6).

- وهل لجميع الملائكة أجنحة؟

- جاء في قول الله تعالى: {جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير} (فاطر: 1)... فللملائكة أجنحة.. عددها عند الله... وثبت أن جبرائيل عليه السلام له ستمائة جناح.

- ومن هم المذكورون في القرآن والسنة من الملائكة؟

- جبرائيل، وميكائيل، ومالك، وملك الموت - إسرافيل (صاحب البوق) - وحملة العرش، وغيرهم كثير.. ولكن أتعلم أن أعظم الملائكة - وقد أخبر الرسول [ عن أحدهم - «رجلاه في الأرض السابعة، ورأسه جاوزت السماء السابعة، وبين شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام...»! هؤلاء الملائكة يستغفرون لنا: { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا...} ويدعون لنا: {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم}.. ولآبائنا وذرياتنا: {ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم} (غافر: 8)، وأيضاً الملائكة يلعنون الكافرين: { إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.. فالملائكة علاقتهم طيبة بالمؤمنين في الدنيا والآخرة.. وعداوتهم شديدة للكافرين في الدنيا والآخرة... وحتى في لحظات نزع الروح وفي القبر... وفي البعث: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} (الأنفال: 50) وبالنسبة للمؤمنين: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم...} (الرعد: 23-24)، والملائكة من أشد الخلق خوفاً وخشية لله -عز وجل- يحبون من يحبه الله.. ويبغضون من يبغضه الله.