نزيف الرحم والصلاة


أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة



السؤال

الملخص:امرأة مصابة بلحمية الرحم؛ ما يسبب لها نزيفًا قد يصل إلى مدة شهر، وهي تسأل عن حكم الصلاة والصوم في تلك الحالة.
تفاصيل السؤال:
أعاني منذ نحو ست سنوات من نزيف يأتيني بعد انتهاء الدورة الشهرية بأربعة أو خمسة أيام، يستمر عادة ثمانية أيام، وقد يصل أحيانًا إلى عشرين يومًا أو شهرٍ، وأحيانًا يكون بشكل متقطع، وعندما ذهبت لطبيبة النساء، أخبرتني أنني أعاني من لحمية في الرحم polyp، وهي التي تسبب لي النزيف، وأخبرتني أنه لن يتوقف إلا إذا استأصلتُها، فهل أتوقف عن الصلاة والصوم بسبب هذا النزيف، أو هذا لا يعد حيضًا؟ فأنا في حيرة من أمري؛ حيث إنني أصلي وأصوم ظنًّا أنه ليس بحيضٍ، لكني أقضي أيام الصوم التي أصابني فيها النزيف؛ خشية أن يكون حيضًا، كما أنني كنت أتوقف عن الصلاة أحيانًا إذا كان النزيف غزيرًا، ويشبه الحيض، ولا أعلم عدد الأيام التي توقفت فيها عن الصلاة، أفتونا مأجورين.

الجواب

الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، ونسأل الله لنا ولكِ الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: لحمية الرحم هي حالة تنمو فيها أنسجة ناعمة زائدة في بطانة الرحم، وغالبًا ما تكون مسطحة، ومع أنها عادةً تبقى داخل الرحم وتكون صغيرة، إلا أنه وفي بعض الحالات قد تطول الزوائد النامية منها لتتدلى في عنق الرحم. وغالبًا لا تظهر على المرأة المصابة بلحمية الرحم أية أعراض تُذْكَر، لكن عند ظهور الأعراض فهي غالبًا تتضمن الأمور الآتية: عدم انتظام في دورة المرأة الشهرية. نزيف مهبلي في أوقات متقطعة خلال الشهر.
نزيف مهبلي حتى بعد بلوغ المرأة سن اليأس.
إفرازات غير طبيعية من المهبل. نزيف بعد الجماع.
غزارة غير طبيعية في الدورة الشهرية. مشكلات في الحمل والخصوبة.
ومن خلال ذلك يظهر أن من آثار لحمية الرحم النزيف، وهو ما يعرف بالاستحاضة، وهي عبارة عن دم يسيل من فَرْجِ المرأة بحيث لا ينقطع عنها أبدًا، أو ينقطع عنها مدة يسيرة، أو ينقطع ويأتي كما في مثل حالتكِ. وما دمت تميِّزين وتفرِّقين بين دم الحيض ودم الاستحاضة، فانظري في الدم النازل، فإن كان دم حيض، فاتركي الصلاة والصيام، وإن كان دم استحاضة، فاغتسلي وصلِّي؛ ففي حديث فاطمة بنت حبيش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: ((إذا كان دم الحيضة فإنه أسود يُعرَف، فإذا كان ذلك، فأمسكي عن الصلاة، فإذا كان الآخر، فتوضَّئي وصلِّي، فإنما هو عرق)؛ [أبو داود: (286)، والنسائي: (215)، وصححه الألباني)].
وللفائدة ننصحكِ بمطالعة استشارة:
نزول الدم بعد الطهر هل هو حيض؟

والواجب عليكِ قضاء الصلوات التي تركتِها ظنًّا منكِ أنكِ في الحيض، وإذا لم تضبطي عدد الصلوات التي تركتِها، فواصلي القضاء حتى يغلب على ظنكِ براءة الذمة، والله أعلم.
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz7CmUuA500