تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الفرق المبين بين تكفير القبوريين وتكفير المسلمين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الفرق المبين بين تكفير القبوريين وتكفير المسلمين

    قال الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن ابن حسن فى كتابه مصباح الظلام فى رده على عثمان ابن منصور وورثته من أدعياء العلم والدين
    قال الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن فى الرد
    قال تعالى:
    {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} .
    فقد حكم تعالى في هذه الآية
    بحكم لا مطمع بعده لمبطل مشرك أن يكون من أهل الجنة وأهل الاصطفاء المستحقين للثواب.
    فإن قوله:
    {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ}
    .(يُخْرج كل مشرك يعدل بربه، ويسوي بينه وبين غيره في خالص حقِّه،
    وقوله
    {وَهُوَ مُحْسِنٌ} يخرج كل مبتدع لم يأتِ بما وجب من المتابعة،
    والسير على المنهاج المحمدي في أصول الدين وفروعه،
    وهذان الصنفان ليسوا من أهل الاصطفاء, والنزاع فيهم،
    وفي قوله:
    مِن عِبَادِنَا ما يشهد لهذا
    فإن العباد في مقام المدح لا يدخل فيهم من عبد الصالحين والأنبياء ودعاهم مع الله؟
    لأن الإضافة تقتضي توحيدهم وإخلاصهم العبادة،فهي إضافة تشريف،وهو الوجه الثالث.
    وأما قول أبي العباس: (إنها ليست بعامة في الأمم كآية الواقعة) .
    فهذا يدل على أن من ذكر في هذه الآية لا يدخل فيهم إلا من آمن بالله ورسوله وأفرده بالعبادة
    بخلاف أهل الشرك والبدع المكفرة، فإنهم هم المذكورون في الآية بعدها،
    ففيه أنَّ هذه الأمة منهم من كفر بالله ورسله كالمذكورين في آخر هذه الآية،
    وكلام أبي العباس يدل عليه، إذ جعل الآيات هنا في هذه الأمة خاصة لا في غيرها من الأمم،
    كما في آية الواقعة.
    الوجه الرابع: أنه تعالى ذكر بعد هذا قسما رابعا لم يدخلوا في قوله: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} وذلك قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ}
    .وقد ذكر شيخ الإسلام الإجماع على كفر من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويعبدهم، ويتوكَّل عليهم،
    والنزاع بيننا وبين هذا المعترض إنَما هو في هذا الصنف،
    فهم بهذا القسم أليق، وإليه أقرب فالآية حجة لشيخنا رحمه الله، وليس فيها ما يتعلق به هذا المعترض بوجه من الوجوه.
    وأمَّا قوله
    -صلى الله عليه وسلم-: «لو لم تذنبوا لأتى الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم» ":
    فالخطاب في هذا للمؤمنين الذين أفردوا الله بالعبادة، ولم يتخذوا معه آلهة أخرى،
    وأما من دعا الأولياء والصالحين من أهل القبور والغائبين وجعلهم أندادا لله رب العالمين، فهذا مشرك شركا يَحول بينه وبين المغفرة.
    قال تعالى: في موضعين من كتابه
    {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} .
    وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} .إذا عرفت هذا فالمعترض جاهلي، بقي على جاهليته لم يميز بين الذنوب، ولم يعرف معنى الأحاديث النبوية،
    ثم لو سلَّمنا أن الذنوب في الحديث يدخل فيها الشرك والمكفِّرات لكان في قوله:
    ( «فيستغفرون فيغفر لهم» )
    دليل على أن الشرك لا يغفر إلا بالتوبة منه،
    وإن الاستغفار إذا أطلق كان بمعنى التوبة التي تشتمل على الندم والإقلاع والعزم على ألا يعود.
    هذا هو الاستغفار المراد عند الإطلاق في كلام الله وكلام رسوله.
    وأما قوله تعالى:
    {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} .
    فقد أخبر تعالى بأنه سيكتبها {لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ - الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ}
    .وأما وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالرحمة: فهو لا يقضي الشفاعة لمن دعاه بعد موته -صلى الله عليه وسلم- وخرج عن سبيل المؤمنين،
    وقد تقدَّم أنه يقول لمن يذاد عن الحوض من أصحابه إذا قيل له:
    إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فيقول: " سحقا سحقا " .
    وأما قول المعترض:
    (ومع ذلك لا تزال علماء أمته ينكرون ويجددون) . فنعم؛
    ولكن لا يزال المنافقون والملحدون يعادونهم ويردون ما جاؤوا به من الدين،
    ويقولون:
    هو ظاهر لا يحتاج لتجديد، ويلقبونهم بالألقاب الشنيعة،
    وينسبون إليهم تكفير الأمة الوسط إذا أنكروا على عبَّاد القبور والمشركين،
    فتعسا لمن هذا حرفته، وهذه صفته.
    وأما قوله:
    (ويدخلون عليها من الباب الواسع) .
    فإن كان مراده أنهم يوسعون لمن دعا الصالحين وأشرك بالأموات والغائبين فقد كذب وافترى ، وبهت علماء الأمة،
    بل شدَّدوا في ذلك وحكموا بأنه من الشرك الأكبر، ونهوا عن وسائله وذرائعه
    عملا بقول نبيّهم -صلى الله عليه وسلم- ونصحا للأمة، ونهوا عما دون ذلك من شرك الألفاظ والأقوال،
    كقول "ما شاء الله وشئت "، وكقول القائل "والله وحياتك؟ ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص! ، ولم يرخصوا في ذلك ولم يوسعوا فيه،
    فكيف بالشرك الأكبر وما فيه التسوية بين الله وبين عباده في خالص حقه؟
    وبهذا تعرف ما تقدَّم مرارا من أن هذا المعترض فيه مشابهة برجال الجاهلية الأولى في عدم معرفة دين الأنبياء، وعدم قبوله وإيثاره على ما سواه.
    وأمَّا قوله:
    (ويتحاشون من الباب الضيق بتكفيرها، كما فعل هذا الرجل وذووه) .
    فقد عرفت أنه جعل الباب النبوي المحمدي في تكفير من أشرك بالله، وسوى بينه وبين خلقه بابا ضيّقا،
    ونسب فاعله إلى الابتداع والخروج والهوى الذي يتجارى بصاحبه كما يتجارى الكلب،
    ولعمر الله
    إن الحكم بهذا والذهاب إليه من أعظم المكفرات،
    وموجبات الردَّة لمن عرف أن الرسول جاء به، وأن القرآن حكم على أهله بالشرك والكفر.
    وأما الأعمى الذي لا يدري قول الرسول، ولا يعرف أحكام التنزيل،
    ولم يبلغه عن الله ورسوله تكفير من عصى الرسل، ودعا الأموات والغائبين فيما لا يقدر عليه إلا الله،
    فأهل العلم لهم في مثله كلام ليس هذا محله ...
    قال المعترض:
    (ولهذا قال الإمام أحمد: صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من خمسة أوجه أنه قال: " «الخوارج كلاب النار» " .والجواب:
    أما ما جاء في الخوارج عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو حق لا ريب فيه،
    والخوارج لا يعرفهم هذا وأمثاله من الضُلاَّل،
    فإنهم قوم خرجوا على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكفَّروهم، وفسَّقوهم بتحكيم الحكمين، ووضع الهدنة بين المسلمين في قتالهم، فكروهم بأمور ظنُّوها ذنوبا وسيئات متأولين قوله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ}
    .وقوله تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
    قالوا: (فلا حكم لأحد ولا هدنة بعد براءة، وقصتهم معروفة) ،
    وقد قاتلهم أمير المؤمنين وقتلهم، وبقيت منهم بقية صارت لهم صولة وجماعة في خلافة بني أمية فقاتلهم ابن الزبير، وقاتلهم الحجاج، وقاتلهم المهلب بن أبي صفرة.
    فهؤلاء كفروا أهل الإيمان والإسلام بأمورِ ظنُّوها ذنوبا وسيئات.
    وأما أهل العلم والإيمان وأتباع الرسل:
    فهم يفرقون بين الذنوب وغيرها،
    ويفصلون في الذنوب المحققة بين ما يكفر ويوجب الردَّة وما يوجب الفسوق فقط،
    وما لا يوجبه من الصغائر المكفّرة باجتناب الكبائر
    ،
    فهم على صراطٍ مستقيم،
    ومنهج مستبين؛
    يأتمُّون بكتاب الله، ويقتدون برسول الله،
    ويعتصمون بحبل الله،
    قد فصلوا وبيَّنوا الذنوب المكفِّرة لأصحابها، وقرروها بأدلتها في كتب الحديث، كالصحيحين والسنن الأربع والمسانيد الثمانية، والمعاجم، ونحوها من دواوين الإسلام التي يرجع إليها في سائر الأحكام،
    ولذلك عقد أهل المذاهب المتبوعين أبوابا مستقلة في حكم الردَّة،
    وذكروا ما يكفر به المسلم من الأقوال والأفعال،
    وكلهم قرر أن الشرك الأكبر يوجب الردَة كما يوجبها السحر والاستهزاء بالله وبكلامه ورسله،
    وذكروا (أنَّ من كَفَر بحرف من القرآن، أو فرع مجمع عليه أنه مرتد، ويخرج عن الإسلام بذلك،
    وذكروا أشياء كثيرة قد أفردها ابن حجر وغيره بالتصنيف،
    فإن كان هؤلاء كلهم خوارج،
    فليس في الأمة إلا خارجي مبتدع، وإمامهم ورئيسهم أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه الذي كفر وقاتل مانع الزكاة، وإن لم يكن هؤلاء من الخوارج وأهل البدع؛
    فالشيخ رحمه الله واحد من الجملة وفرد من آحاد العلماء، ولم يخرج عن سبيل أهل العلم في مسألة من المسائل، والمسألة التي فيها النزاع- وهي دعاء الأموات والغائبين للشفاعة أو غيرها من المطالب مسألة إجماعية لا نزاع فيها بين علماء الأمة،
    وقد حكى شيخ الإسلام الإجماع على كفر من جعل بينه وبين الله وسائط، يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم،
    بل حكى في رده على النصارى:
    أنَّ النبوَّات اتَّفقت على تكفير من دعا الأموات والغائبين،
    وقرَّر أن هذا من العبادات التي لا تصرف لغير الله ولا يستحقها أحد سواه.
    إذا عرفت هذا:
    فالمعترض وأمثاله[من أدعياء الدين ورثة عثمان ابن منصور] صالوا على أتباع الرسل قديما وحديثا بأنهم خوارج، وأن هذا دين الخوارج،
    وقالت قريش قبلهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنه الصابئ. والصابئ قريب من معنى المعتزلي والخارجي،
    قال ابن القيِّم رحمه الله في نونيته
    .ومن العجائب أنهم قالوا لمن ... قد دان بالآثار والقرآن
    أنتم بذا مثل الخوارج أنهم ... أخذوا الظواهر ما اهتدوا لمعاني
    فثبت أن هذا الدا قديم،
    صدَّ به إبليس الرجيم أمما [فى الماضى والحاضر المعاصر]لم يفرّقوا بين ما كفرت به الرسل وأتباعهم، وما كفَّرت به الخوارج وأشياعهم،
    فكم هلك في هذا من جاهل، وكم زاغ به من زائغ.
    ثم يقال لهذا
    إذا ثبت أن الخوارج كلاب أهل النار؟ لأنهم كفروا أهل الإسلام بالذنوب- على زعمهم-
    فكيف ترى بمن كفَّر أئمة الدين وعلماء الأمة وورثة الرسول بمتابعته، وتجريد التوحيد، والبراءة من الشرك وأهله؟
    فأي الفريقين أحق أن يكون من كلاب النار:
    من كفَّر بالذنوب والسيئات،
    أو من كفر بمحض الإيمان والحسنات؟
    الله أكبر. ما أضل هذا الرجل عن سواء السبيل.[وما أضل ورثته المعاصرين كتبه محمد عبد اللطيف]-
    من كتاب مصباح الظلام للشيخ الامام عبد اللطيف ابن عبد الرحمن
    وما أشبه الليلة بالبارحة ولكل قوم وارث

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: الفرق المبين بين تكفير القبوريين وتكفير المسلمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    بل حكى في رده على النصارى:
    أنَّ النبوَّات اتَّفقت على تكفير من دعا الأموات والغائبين،
    وقرَّر أن هذا من العبادات التي لا تصرف لغير الله ولا يستحقها أحد سواه.

    أحسنت
    فى الجامع لسيرة شيخ الاسلام ابن تيمية
    لما كان الشيخ في قاعة الترسيم دخل إلى عنده ثلاثة رهبان من الصعيد فناظرهم ،
    وأقام عليهم الحجة بأنهم كفّار
    وما هم على الدين الذي كان عليه إبراهيم والمسيح.
    فقالوا له : نحن نعمل مثل ما تعملون . أنتم تقولون بالسيدة نفيسة،
    ونحن نقول بالسيدة مريم.وقد أجمعنا نحن وأنتم على أن المسيح ومريم أفضل من الحسين ومن نفيسة .

    وأنتم تستغيثون بالصالحين الذين قبلكم ونحن كذلك.
    فقال لهم : وإن من فعل ذلك ففيه شبه منكم ،
    وهذا ما كان دين إبراهيم الّذي كان عليه
    فإن الدين الذي كان إبراهيم عليه :
    أن لا نعبد إلا الله وحده لاشريك له . ولاندّ له، ولا صاحبة له . ولا ولد له، ولا نشرك معه ملكا و لا شمسا و لاقمرا ولا كوكبا
    ولا نشرك معه نبيّا من الأنبياء ولا صالحا "" إِن كُلُّ مَن فِي السَّمّوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ ءَاتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً""
    وإن الأمور التي لا يقدر عليها غير الله لاتطلب من غيره مثل إنزال المطر ، وإنبات النبات ، وتفريج الكربات
    والهُدى من الضلالات ، وغفران الذنوب ،
    فإنه لا يقدر أحد من جميع الخلق على ذلك ، ولا يقدر عليه إلا الله
    . والأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ نؤمن بهم ونعظّمُهم ونوقّرهم ونتّبعهم ونصدقهم في جميع ما جآءوا به
    كما قال نوح وصالح وشعيب
    "أَنِ ا عْبُدُواْ الَّله َ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ" فجعلوا العبادة والتقوى لله وحده ، والطاعة لهم فإن طاعتهم من طاعة الله

    ، . فلو كفر أحد بنبي من الأنبياء وآمن بالجميع ما نفعه إيمانه حتى يؤمن بذلك النبي .
    وكذلك لو آمن بجميع الكتب وكذّب بكتاب كان كافرا حتى يؤمن بذلك الكتاب وكذلك الملائكة واليوم الآخر .
    فلما سمعوا منه ذلك قالوا :
    الدّين الذي ذكرته خير من الدين الذي نحن عليه وهؤلاء عليه، ثم انصرفوا من عنده .
    المصدر :
    الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2020
    المشاركات
    54

    افتراضي رد: الفرق المبين بين تكفير القبوريين وتكفير المسلمين


    بارك الله فيكم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الفرق المبين بين تكفير القبوريين وتكفير المسلمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسفيان مشاهدة المشاركة
    ونحن نقول بالسيدة مريم.وقد أجمعنا نحن وأنتم على أن المسيح ومريم أفضل من الحسين ومن نفيسة .
    وأنتم تستغيثون بالصالحين الذين قبلكم ونحن كذلك.
    فقال لهم : وإن من فعل ذلك ففيه شبه منكم ،
    وهذا ما كان دين إبراهيم الّذي كان عليه
    فإن الدين الذي كان إبراهيم عليه :
    أن لا نعبد إلا الله وحده لاشريك له . ولاندّ له، ولا صاحبة له . ولا ولد له، ولا نشرك معه ملكا و لا شمسا و لاقمرا ولا كوكبا
    ولا نشرك معه نبيّا من الأنبياء ولا صالحا

    ومن يعذر المشرك الجاهل يجعل ايضا لجهلة اليهود والنصارى حجة يحتجون بها
    . بل يجعل الدين الإسلامي دينا متناقضا في نظرهم , حيث لا يعذر الجاهل الكتابي , ويعذر الجاهل القبوري . ولا فرق بينهما , فهذا النصراني يعبد عيسى بن مريم عليه السلام , وهذا يعبد الأموات الصالحين . فكلاهما يدعو غير الله ويعبد غير الله, فما الذي جعل الكتابي الجاهل كافرا , وجعل عابد القبر الجاهل مسلما ؟ ومناط التكفير بينهما مشترك هو عبادة غير الله تعالى .
    ********************

    ذكر الشيخ سليمان بن عبدالله تعالى في شرح التوحيدفي مواضع منه أن من تكلم بكلمة بكلمة التوحيد وصلى وزكى ولكن خالف ذلك بأفعاله وأقواله من دعاء الصالحين والإستغاثة بهم والذبح لهم أنه شبيه باليهود والنصارى في تكلمهم بكلمة التوحيد ومخالفتها ) فعلى هذا يلزم من قال بالتعريف للمشركين أن يقول بالتعريف لليهود والنصارى ولا يكفرهم إلا بعد التعريف
    وهذا ظاهر بالاعتبار جداً



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الفرق المبين بين تكفير القبوريين وتكفير المسلمين

    يقول العلامة أبابطين رحمه الله: ( ... فإن كان مُرتكب الشرك الأكبر معذوراً لجهله، فمن الذي لا يُعذر؟! ولازم هذه الدعوى: أنه ليس لله حجة على أحد إلاَّ المعاند، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله، بل لا بُد أن يتناقض، فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -، أو شك في البعث، أو غير ذلك من أصول الدين، والشاك جاهل. والفقهاء يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد: أنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه، نطقاً، أو فعلاً، أو شكاً، أو اعتقاداً، وسبب الشك الجهل. ولازم هذا: أنّا لا نُكفر جهلة اليهود والنصارى، والذين يسجدون للشمس والقمر والأصنام لجهلهم، ولا الذين حرقهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بالنار، لأنّا نقطع أنهم جُهال، وقد أجمع المسلمون على كفر من لم يُكفر اليهود والنصارى أو شك في كُفرهم، ونحن نتيقن أن أكثرهم جهال) إهـ الدرر السنية
    *************

    سئل الشيخ عبدالله الجربوع السؤال:
    يقول الشيخ أبا بطين رحمه الله تعالى في كلام له:
    إنه لو جاز عذر عباد القبور بالجهل لكان عذر اليهود و النصارى من باب أولى و لكن شيخنا المرجئة هؤلاء يردون علينا بقولهم:إن هؤلاء، يعني عباد القبور، ينتسبون إلى الإسلام عكس أولئك فهل هذا الفرق متجه شيخنا؟
    الجواب:
    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين، أما بعد،
    فكلام الشيخ سديدو هو حجة قوية و ذلك أن اليهود ينتسبون إلى دين موسى و يؤمنون بموسى و يؤمنون بالتوراة،و إنما كفروا بسبب الشرك و النواقض التي وقعوا فيها، و كذلك النصارى ينتسبون إلى عيسى و إلى الإنجيلو إنما كفروا عندما قالوا: إن الله ثالث ثلاثة،و كذلك عباد القبور اليوم ينتسبون إلى محمد صلى الله عليه و سلم و إلى القرآن،و ما الذي يجعلهم لا يكفرون إذا فعلوا مثل فعل أولئك ؟؟ الله سبحانه و تعالى ما تغيرت سنته، من وقع في الشرك سواء أكان ينتسب إلى عيسى أو إلى موسى أو إلى محمد صلى الله عليه و سلم، إلى الإسلام فإنه يخرج من الإسلام، هذا كلام سديد،و نقول إنما الكفر يكون بفعل مكفرو لم يقل: إن من انتسب إلى الإسلام و قال لا إله إلا الله إنه لا يكفر إذا وقع في الشرك، ما غير الله من سنته، فكل من انتسب إلى دين سموي إذا وقع في الشرك خرج من ذلك الدين و انتقض إسلامه، هذه حجته و هذا دليله، هذا دليل سديد كما ترى.......
    بعض الجهلة من الدكاترة في رده على مثل هذه الآيات يقول: هذه في الكفار الأصليين، ليست فيمن يأتي بالكفر في أمة الإسلام، هذا القول قاله داود بن جرجيس النقشبندي العراقي،
    فرد عليه إمام أهل السنة الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله قال
    : إن الله لم يغير سنته فيمن ركب الكفر، والله قيد كفر أولئك بأفعال و أوصاف، فمن اتصف بها و فعلها وهي منافية لأصل الإسلام فإنه يخرج من الإسلام و يخرج من دين الأنبياء الذي جاء به الأنبياء، و إن كان الله غير سنته و يزعم ذلك داود فليأتنا بدليل على أن الله غير سنته، و استدل أيضا بأن أئمة الإسلام من عهد السلف يستدلون بما ورد في الشرك في الأمم السابقة على ما يقع في هذه الأمة.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الفرق المبين بين تكفير القبوريين وتكفير المسلمين

    قال الشيخ محمد بن ابراهيم ((فيتضح من هذا جلياً أنه لا فرق بين مُشرك مُنتسب ومشرك غير منتسب .ولا يكابر في هذا إلا جاهل دعي يصُد عن سبيل الله تعالى )) الفتاوي 12/1991-
    الشرك والكفر ملة واحدة وان اختلفت صوره وان زعم اصحابه انه قربة ووسيلة الى الله وان جادل عن اصحابه المجادلين واعتذر عنهم العاذرين لا يمكن ابدا ان تجتمع ملة الانبياء والمرسلين وملة ابى جهل
    لا فرق بين فرعون والنمرود واليهودى واباجهل وعابد القبر -
    لا فرق بين الكافر الروسى او الامريكى او الهندى او العربى - لا فرق بين المشرك المنتسب او غير المنتسب - فالجامع لهم عبادة غير الله - لا يمكن ابا ان يكون المرء موحدا حنيفا مشركا بل اما الحنيفية واما الشرك لا يمكن ابدا ان يجتمع اصل التوحيد مع الشرك الاكبر-
    الكفرة متعددون متنازعون مختلفون متفرقون ولكن يجمعم سبيل واحد هو الكفر بالله
    قال تعالى
    وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ-

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: الفرق المبين بين تكفير القبوريين وتكفير المسلمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    ومن يعذر المشرك الجاهل يجعل ايضا لجهلة اليهود والنصارى حجة يحتجون بها
    . بل يجعل الدين الإسلامي دينا متناقضا في نظرهم ,
    حيث لا يعذر الجاهل الكتابي , ويعذر الجاهل القبوري .
    ولا فرق بينهما ,
    فهذا النصراني يعبد عيسى بن مريم عليه السلام , وهذا يعبد الأموات الصالحين .
    فكلاهما يدعو غير الله ويعبد غير الله,
    فما الذي جعل الكتابي الجاهل كافرا ,
    وجعل عابد القبر الجاهل مسلما ؟
    ومناط التكفير بينهما مشترك هو عبادة غير الله تعالى .
    ********************

    نعم أحسنت

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •