========================
=هل الحديث الشريف (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته.....) موجه لكل اقليم على حده؟؟ ام ان المعنى والتوجيه اعم واشمل؟؟؟
=========================
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخى على طرح هذا المبحث ( الموضوع فى هذا المقال) الهام الذى طالما أثار فى النفس حيرة , و ياليته يحُسم
ولكن علينا مراعاة التالى :
1 ) الرؤية أمر خاص يختلف بإختلاف المواقع ,, فما أراه أنا هنا قد لا تراه أنت فى مكان آخر
2 ) أنه يتحدث عن رؤية لكائن فى السماء و ليس على الأرض فمقاييس الرؤية قد تختلف لأن الأول يحكم ظهوره قوانين الفلك و الطبيعة , أما الآخر فأمره لا يخفى على أحد
فتصبح الإشكالية هنا : هل نعتبر رؤيته بالعين المجردة أصح ؟ بالرغم من أنه يمكن أن يكون محجوباً بالسحب أو الغيوم أو أى ظواهر طبيعية
وهنا نجد سؤالاً هاماً يطل برأسه : هل كان يعنى بقوله أنه يجب الصيام بالرؤية لأنها هى المثبتة لتواجد الهلال فى سماء بلد ما فيجوز لأهلها الصيام ؟ إذا كان الأمر كذلك فنحن نخطئ و نخرج الحديث عن سياقه إذا قلنا بوجوب رؤيته بالعين المجردة
أما إن كان المقصود مجرد ظهوره بغض النظر عن موقعه فى السماء فوق بلد ما ( بتعبير علمى أدق : بغض النظر عن تواجده فى موقع فلكى مقابل و مواجه لموقع تلك البلد على الأرض و إن لم نراه ) ... فحينها يجب إعتماد مسألة العين المجردة
و يتضح قصده بأمور منها :
أولاً : مراجعة كل ألفاظ الحديث فى جميع طرقه الصحيحة , و ملاحظة قدر الإختلاف بينها إذا وجد , فإذا كان الإختلاف واضحاً وجب الترجيح بين طرق رواياته و الوصول إلى أصحها و العمل بها على أساس أن رواتها هم الأكثر ضبطاً و نزاهة من حيث العدالة
ثانياً : معرفة موقف إجماع السلف ( الصحابة بالذات ) من عدمه من قضية الصيام بالرؤية ( و ياليت ذلك يكون بالروايات أو الآثار الغير ضعيفة أو معلولة الواردة عنهم )
ثالثاً : آراء كبار العلماء قديماً والمقارنة بينها إذا إختلفت و عرضها على العلم و العقل
رابعاً : وهو أهم الأمور : هل تدخل العلم القرآنى المحكم بأى دلالة من ألفاظ الآيات التى تحدثت عن الصيام ؟
بهذا المنهج يا أحِبَة نستطيع أن نحسم أمراً هاماً إن لم يكن الأشد أهمية فى تلك القضية وهو هل المقياس الأصح لمعرفة ظهور الهلال يكون بوسيلة شرعية فقط أم بوسيلة شرعية ذات طابع فلكى علمى ؟!