1 من 3
حديث القمر:
إلى السماء...
انظروا في ملكوت الله وعجائب صنعه وبديع نظامه...
إلى الشفق البعيد في آخر يوم....
بل آخر أيام من شعبان...
انظروا لعلكم ترون هلال شهر رمضان...
خاطبوا القمر في عليائه...
عاتبوه وقولوا له:
لماذا صار قدومك محزنا لأفئدة ضناها فرقة المسلمين؟
لماذا صار قدومك علامة شقاق وخلاف وتفرقة بين أبناء الأمة الواحدة؟
فبالأمس بسببك صام مسلمون...
وآخرون لم يصوموا إلا اليوم...
والبقية سيبدأون صيامهم غدا!!
ولكن:
القمر له حديث آخر..
سيدمغكم بالحجة ويقول:
أما علمتم أني خلق من خلق الله؟
أجري بحساب دقيق إلى أجل مسمى...
شرفني رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "هلال خير ورشد"...
"اللهم أهله علينا باليمن والايمان والسلامة والاسلام , ربنا وربك الله"...
ما شأني بخلافاتكم وتحزباتكم؟
فما أنا إلا آية من آيات الله...
وإلى الله أبرأ من تفرقكم أيها المسلمون...
*********************
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
قبل البدأ:
سألت أحد المشائخ الكبار عن طريقة اثبات دخول هلال شهر رمضان وذي الحجة، وكان رده أن الطريقة بالعين المجردة، وأن لكل بلد مطلع خاص، ولا يجوز استخدام المنظار الفلكي، ولا يُعتد بالحساب الفلكي...
سألته:
=هل الرؤية عن طريق المنظار للهلال يغير من حقيقة الموضوع شيئا؟
=هل تغير الرؤية عبر المنظار من ولادة القمر أو عدم ولادته؟؟!!
=لماذا تجيزون استخدام المايكروفون (مكبر الصوت)، ولا تجيزون استخدام التلسكوب(مكبر الصورة)؟؟!!
=هل تظن ان القمر اذا ولد في اندونيسيا بالمشرق لا تستمر ولادته اذا وصل القمر جزيرة العرب؟؟!!
=لو كانت الأردن وسورية مثلا دولة واحدة وتحت سلطان واحد، هل كانوا سيصومون اهل دمشق ويفطرون اهل عمان بناءا على اجتهاد كل من البلدين، أم أنهما سيصومان ويفطران سويا؟
=هل الحديث الشريف (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته.....) موجه لكل اقليم على حده؟؟ ام ان المعنى والتوجيه اعم واشمل؟؟؟
=هل من المؤكد ان لكل بلد مطلع خاص؟؟ ، واذا كان لكل بلد مطلع خاص فما هو التقسيم الجغرافي لهذه المطالع؟؟؟
=واذا كان هناك فعلا مطالع مختلفة (!!) ،، فهل البلد الواحد يقع في مطالع متعدده؟؟ وبالتالي لماذا يصومون في يوم واحد!! وكأن تقسيم المطالع اصبح حسب تقسيم البلاد من حيث الجغرافيا السياسية لا الطبيعية؟؟؟؟
كان فضيلته متكئا، لكنه اعتدل في جلسته قائلا:
أعد علي ما قلت.. ان لديك نقاط منطقية وجديرة بالدراسة اسمع بها لأول مرة!!
والموضوع نفسته ناقشته مع الشيخ عبدالله بن منيع فقال: " موضوع الرؤية يحتاج إلى إعادة نظر ونقاطك وجيهة وعلم الفلك من المعجزات والإستعانة بالمناظير لها وجه... الموضوع يحتاج الى إعادة نظر...)..
********************
عادة سنوية للخلاف:
ويعود الحديث مجددا عن هلال شهر رمضان وشوال وذي الحجة ... كعادة المسلمين كل سنة، كل ينفي أو يثبت دخول الشهر حسب أدلته وبراهينه، بل وحسب ما تقرره جهة الأختصاص في كل قطر، آخذين في الحسبان في بعض الدول وضع العلاقات الدولية، والمستجدات الآنية، فقد تصوم دولة مع دولة مجاورة أو غير مجاورة لعلاقة حسنة استجدت بين حكومة البلدين، وقد تخالف دويلة صغيرة جارتها الصغيرة بسبب خلاف حدودي أو خلاف مصلحي بين القطرين ****...
*******************
اقحام القمر في الخلاف:
هذا القمر العجيب آية من آيات الله الكونية، اقحمه المسلمون في خلافاتهم المصطنعة، فمن مدع أن ولادته قد رؤيت في قطر معين، بينما يرى قطر آخر (وربما في القطر نفسه) أن القمر لم ير، فنسمع إعلان حلول شهر رمضان أو عيد الفطر تبعا للطريقة المتبعة في هذا البلد، بينما جارتها قد ارجأت الصوم الى غد لعدم ثبوته شرعا،، بينما دولة أخرى قد استفتحوا صيامهم بالأمس لأن شعبان ومن قبله رجب لم يكملا عدة الثلاثين،، وهكذا كل يدعي رؤية الهلال بناءا على المطالع الجغرافية لبلده وكأن الهلال يتشكل حسب رغبة الساسة والشعوب....
*******************
تخيلوا عمق المأساة:
حدث في العام (1421هـ) أن اختلف المسلمون حول بدء صوم رمضان ، فذهب فريق إلى اعتماد أقوال الفلكيين ، وذهب فريق آخر إلى الأخذ برؤية البلدان الأخرى ، وذهب فريق ثالث إلى التشكيك في رؤية بعض البلدان وذهب فريق رابع إلى الأخذ بالرؤية في داخل البلاد وعدم الاعتداد بما عداها .
ومن جَرَّاء هذا الاختلاف اختلف صوم المسلمين ، فمنهم من صام :
1- يوم الأحد
2- ومنهم من صام يوم الإثنين
3- ومنهم من صام يوم الثلاثاء.
فكان الذين صاموا يوم الأحد من الذين وصلتهم الأنباء بثبوت الرؤية في الصين وهونج كونج وليبيا وجزيرة فيجي في الباسيفيك..
والذين صاموا يوم الإثنين لم يعتدوا برؤية من رآها في البلدان من المتقدمة وصام تبعا لرؤية غالبية الدول العربية والإسلامية وهو يوم الإثنين،
أما الفريق الثالث فهو الآخذ بالرؤية المحلية.
ومما زاد الأمر سوءا أن الاختلاف في عيد الفطر كان أشد مما كان عليه في بدء صوم رمضان ، فقد كان عيد الفطر في العالم على أربعة أيام متوالية .
1- يوم الإثنين.... وذلك في بعض الأنحاء في نيجيريا .
2- يوم الثلاثاء.... وذلك في بعض الأنحاء في الصين وتايلند وفي ليبيا .
3- يوم الأربعاء.... وذلك في معظم دول العالم العربي والإسلامي وليس في كل الدول كما يزعم البعض.
4- يوم الخميس.... وذلك في موريشيوس وبروناي والهند وباكستان وبنجلاديش
وفي مقابلة أجرتها الجزيرة مع الفلكي الأردني محمد شوكت في برنامج (بلا حدود)، ذكر أن نسبة الخطأ في إعلان ثبوت الرؤية في الدول العربية بلغت حدا لا يمكن القبول به لا شرعا ولا عرفا ، ومما ورد:
(هذه الدراسة مهمة أعدّها الفلكي، الباحث الفلكي عدنان قاضي. أي جميل أنه هو فلكي سعودي وقام بتقييم نسب الخطأ، يعني اللي استطاع الحصول عليه، رمضان فقط. نجد أنه من أصل 46 حالة هناك 29 حالة أعلنت السعودية ثبوت رؤية الهلال ولم يكن القمر أصلاً موجود في السماء، يعني نحن نتحدث عن 63 بالمائة حالات مستحيلة، لم يكن أصلاً القمر موجود، و11 حالة من أصل 46، يعني ما يمثّل 24 بالمائة كان القمر موجود ولكنه لا يُرى حتى باستخدام التليسكوبات، ولم يتبقَ إلا ست حالات فقط كان بالفعل يمكن رؤية الهلال في ذلك الوقت..)
http://www.aljazeera.net/channel/arc...hiveId=1087252