العي الكلامي «الأفيزيا» (1)


ترجمة: نور جمال الرشيدان، إخصائية نطق ولغة

المراجع: الجمعية الأمريكية للنطق والسمع





العي الكلامي هو اضطراب ينتج من تلف أو ضرر للمناطق التي تحتوي اللغة في المخ. ويسبب العي الكلامي مشكلات في أحد أو جميع ما يلي: الكلام، الاستماع، القراءة، والكتابة.



ويسبب التلف الذي يصيب الفص الأيسر من الدماغ اضطراب العي الكلامي لأغلب الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى، ولحوالي نصف الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى بصفة أساسية. أما الأشخاص الذين يعانون من تلف أو ضرر للفص الأيمن من الدماغ فقد يعانون من صعوبات أخرى إضافة إلى الكلام واللغة. وبشكل عام، فقد يعاني المصابون بالعي الكلامي مشكلات أخرى كالحبسة الكلامية «بطء و صعوبة لفظ الكلمات» أو الأبراكسيا «مشكلات التنسيق العصبي لعضلات الكلام» أو مشكلات في البلع.

ما هي أعراض أو علامات العي الكلامي؟
يواجه بعض المصابين بالعي الكلامي صعوبة في استخدام الكلمات والجمل «العي الكلامي التعبيري»، بينما يجد بعضهم مشكلة في فهم الآخرين «العي الكلامي الاستقبالي». وهنالك فئة أخرى تعاني من كلا الأمرين، من استخدام الكلمات و فهم الآخرين وتدعى «العي الكلامي الكامل».



وقد يسبب العي الكلامي مشكلات في اللغة المنطوقة «الكلام والفهم»، واللغة المكتوبة «القراءة والكتابة»، وفي العادة تكون القراءة والكتابة متأثرة بالإصابة أكثر من الكلام والفهم، وقد تكون درجة العي الكلامي لدى المصاب بسيطة أو شديدة، وفي الحقيقة فإن درجة صعوبات التواصل تعتمد على كمية وموقع التلف الحاصل في المخ.

الشخص المصاب بعي كلامي بسيط

- قد يكون قادرا على الدخول في حوارات طبيعية في أماكن مختلفة.

- قد يواجه مشكلة في فهم اللغة عندما تكون طويلة أو معقدة.

- قد يواجه مشكلة في إيجاد الكلمات «يدعى الأنوميا» ليعبر عن فكرة ما أو ليوضح ما يريد قوله، وتشبه هذه الحالة إذاً إلى حد كبير العبارة التي نقولها في بعض المرات: "الكلمة على طرف لساني".

الشخص المصاب بعي كلامي شديد

- قد لا يفهم أي شيء مما يقال له، لها.

- قد يتمكن من نطق القليل جدا من الكلام أو قد لا يستطيع التحدث على الإطلاق.

- قد يقوم بعمل اختصارات أو كلمات صغيرة مقاربة من عبارات نستخدمها كثيرا مثل: إي، لا، هلا، شكرا.

خصائص العي الكلامي التعبيري

- يتحدث فقط بكلمات مفردة «مثل : أسماء، أغراض».

- يتحدث بعبارات قصيرة ومجزأة «مكسرة».

- يحذف الكلمات الصغيرة مثل: "من"، "إلى"، و"في" فيبدو كلامه مثل التيليغراف «البرقية».

- يضع الكلمات في ترتيب غير صحيح.

- يبدّل في الأصوات أو الكلمات «فيسمي الطاولة سريرا، وقلم الرصاص: رصاص قلم».

- يخترع كلمات لا معنى لها «مثل الرطينة».

- يربط الكلمات التي لا تحمل معنى بكلمات أخرى حقيقية بطلاقة ولكن بلا أي معنى مفهوم.

خصائص العي الكلامي الاستقبالي

- يتطلب وقتا أطول لفهم الرسائل الموجهة لفظيا «الكلام المنطوق من الآخرين»، مثل ترجمة لغة أجنبية.

- يجد صعوبة كبيرة في تتبع الكلام السريع «مثل أخبار التلفزيون والمذياع».

- يفسر المعاني الدقيقة لغويا بشكل مخطئ، بمعنى أنه يأخذ المعنى الظاهري الحرفي للكلمات مثل: «تجمدت من البرد، يظن أن الشخص القائل قد تجمد فعلا».

- يصاب كل من الشخص المصاب بالعي الكلامي الاستقبالي والشخص الذي يستمع إليه بالإحباط عندما يتحاوران، مما قد يؤدي إلى حالة كسر لعملية التواصل.

ومن الشائع جدا أن يعاني الأشخاص المصابون بالعي الكلامي من صعوبات في كل من التعبير والاستقبال لدرجات متفاوتة.

كيف يقوم إخصائي النطق و اللغة بتشخيص العي الكلامي؟

يتعاون إخصائي النطق واللغة مع أحد أفراد عائلة المصاب بالعي الكلامي ومجموعة من المتخصين «مثل: الأطباء والممرضين وإخصائيي علم النفس العصبي وإخصائيي العلاج بالعمل وإخصائيي العلاج الطبيعي والإخصائيين الاجتماعيين» لتحديد كل حاجات المريض؛ فعلى سبيل المثال يواجه الشخص المصاب بجلطة عادة بعض المشكلات العضلية مثل ضعف أحد أجزاء الجسم «نصف الجسد الأيسر أو الأيمن» والتي تتطلب علاجا من إخصائي العلاج بالعمل أو العلاج الطبيعي.

ويقوم إخصائي النطق واللغة بتقييم الشخص ويحدد نوع ودرجة شدة العي الكلامي، ويتم التقييم من خلال اختبار إحدى مناطق التواصل التالية:

الكلام

- الطلاقة، جودة أونوعية الصوت، علو الصوت.

- إلى أي مدى يتحدث الشخص بوضوح؟

- قوة وتناسق عضلات الكلام «اللسان، الشفتين».

الفهم

- فهم واستخدام المفردات «المعاني»، وقواعد النحو «التراكيب اللغوية».

- فهم و إجابة كل من أسئلة: نعم – لا «مثل: هل اسمك أحمد؟» والأسئلة الاستفهامية الأخرى مثل «ماذا نفعل بالملعقة؟».

- فهم الكلام الممتد، مثل أن يستمع المريض لقصة قصيرة أو قطعة تحتوي على حقائق، ثم يجيب عن أسئلة تتعلق بمعلومات واردة في القصة أو القطعة أو عن أسئلة تتعلق بمعلومات يستنتجها الشخص من خلال أحداث أو حقائق ما استمع إليه.

- القدرة على اتباع تعليمات تزداد في الطول والتعقيد.

- القدرة على سرد قصة طويلة «عينة لغة» بكلا الشكلين المكتوب و اللفظي المنطوق.

التعبير


- القدرة على ذكر الخطوات اللازمة لعمل مهمة ما أو قدرة الشخص على سرد حكاية؛ بحيث يستطيع الشخص القيام بكلٍ من: التركيز على موضوع معين وترتيب الأحداث بشكل متسلسل.

- قدرة المريض على وصف " الفكرة أو الحبكة" لصورة يقدمها الإخصائي و فيها فعل معين

«مثل: رجل يسقي الزرع».

- قدرة المريض على سرد حكاية سرداً متماسكاً محبوكاً؛ بحيث لا يصعب على المستمع أن يتتبع ما جاء فيها.

- قدرة الشخص على استدعاء أو تذكر الكلمات اللازمة ليعبر عن أفكاره.

- قدرة الشخص على التعبير عن نفسه بجمل كاملة أو باستخدام كلمات غير مترابطة «مثل البرقية» أو باستخدم عبارات أو كلمات مفردة فقط.