لغتنا : البحر في أحشائه الدر كامن !!


علي الحليم المقداد

رحم الله شاعر النيل " حافظ إبراهيم " الذي قال بلسان " العربية " :
وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَةً= وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِاتِ
فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ= وتنسيقِ أَسْمَاءٍ لمُخْتَرَعَاتِ
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ =فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي
فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني =وَمِنْكُم وَإِنْ عَزَّ الدَّوَاءُ أُسَاتي ؟ !

ذكر السيوطي :
دخل يوماً أبو العلاء المعريّ على الشريف المرتضى، فعثر برجل فقال الرجل:
مَن هذا الكلب؟
فقال أبو العلاء:
الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً !!
قلت ( السيوطي ) :
وقد تتبعت كتب اللغة، فحصلتها أكثر من ستين اسما ، ونظمتها في أرجوزة
((التبرّي من معرّة المعري))
و هذه هي:
للّه حمدٌ دائمٌ الوَلِيّ = ثمّ صلاتُه على النبي
قد نُقِلَ الثقاتُ عَن أبي العُلا= لما أتى للمُرتَضى ودخلا
قال له شحصٌ بهِ قَد عَثَرا= من ذلِكَ الكلبُ الذي ما أبصَرا
فقال في جوابه قولاً جلِي =مُعَبِّراً لذلك المجهّلِ
الكلبُ من لَم يَدرِ من أسمائِهِ = سبعينَ مومياً إلى علائِهِ
وقد تَتَبّعتُ دَواوينَ اللُغَه = لَعَلّني أجمعُ من ذا مَبلَغَه
فجئتُ منها عدداً كثيراً = وأرتجي فيما بقي تيسيرا
وقد نظمتُ ذاك في هذا الرجز = ليستفيدَها الذي عنها عجز
فسمّهِ هُدِيتَ بالتبرّي = يا صاحِ من معرّةِ المعرّي
من ذلكَ الباقِعُ ثم الوازِعُ = والكلبُ والأبقَعُ ثم الزارعُ
والخيطَلُ السخامُ ثم الأسدُ = والعُربُج العجوزُ ثم الأعقدُ
والأعنقُ الدرباسُ والعَمَلّسُ = والقُطرُبُ الفُرنيُّ ثم الفَلحَسُ
والثَغِم الطَلقُ مع العواءِ= بالمدّ والقَصرِ على استواء
وعُدَّ من أسمائِهِ البصيرُ = وفيهِ لغزٌ قالَه خبيرُ
والعربُ قد سمّوهُ قدماً في النفيرِ = داعي الضمير ثم هانىء الضمير
وهكذا سموه داعي الكَرَمِ = مشيدَ الذكرِ متمّمَ النعَمِ
وثمثَمٌ وكالبٌ وهبلَعُ = ومُنذِرٌ وهجرَع وهَجرَعُ
ثم كُسَيبٌ علَم المذكّرِ= منه من الهمزةِ واللام عَرِي
والقَلَطِيُّ والسلوقِيُّ نِسبَه = كذلك الصينيُّ بذاك أشبَه
والمُستَطيرُ هائجُ الكلابِ = كذا رواهُ صاحبُ العُبابِ
والدرصُ والجروُ مثلّثُ الفا = لوَلَدِ الكلبِ أسامٍ تُلفى
والسمع فيما قاله الصوليُ = وهو أبوُ خالدٍ المكنِيُّ
ونقَلوا الرُهدون للكلابِ = وكلبةٌ يُقالُ لها كَسابِ
مثلُ قطامِ علماً مَبنِيّاً= وكسبةٌ كذاك نقلاً رُوِيا
وخُذ لها العولَقَ والمُعاوِيَة = ولَعوة وكُن لذاكَ راوِيه
وولدُ الكلبِ من الذيبَة سمّ = عُسبورةً وإن تُزِل حالَم تُلَم
وألحَقوا بذلِكَ الخَيهَفعى = وأن تُمَدَّ فهو جاءَ سمعا
وولدُ الكلبِ من ذيبٍ سُمي = أو ثعلبٍ فيما رَوَوا بالديسَمِ
ثمَّ كلابُ الماءِ بالهراكِلَه = تُدعى وقِس فرداً على ما شاكََلَه
كذاكَ كلبُ الماءِ يَدعى القُندُسا = فيما له ابنُ دحيةٍ قَدِ ائتَسى
وكلبةُ الماءِ هيَ القضاعَه = جميعُ ذاك أثبتوا سَماعَه
وعدّدوا من جنسهِ ابنَ آوى = ومَن سُماه دألٌ قد ساوى
ودُئِلٌ ودُؤلٌ والذُألان وافتَح وضُمَّ معجَماً للذُألان
كذلك العِلوضًُ ثم النوفَلُ = واللعوَضُ السرحوب فيما نَقَلوا
والوَعُّ والعلوشُ ثم الوَعوَعُ = والشغبَر الوأواءُ فيما يُسمَعُ
هذا الذي من كُتُبٍ جمعتهُ = وما بدا من بعدِ ذا ألحَقتهُ
والحمدُ للّهِ هنا تمامُ= ثمَّ على نبيّهِ السلامُ

إذن :
هذه هي الأسماء التي استطاع السيوطي رحمه الله أن يحصرها ، ويوردَها في أرجوزته :
1 الباقع 10

2 الوازع 10
3 الابقع 10
4 الزارع 10
5 الخيطل 11
6 السخام 11
7 الصربج 11
8 الاعقد 11
9 الاعنق 12
10 الدرباس 12
11 العملس 12
12 القطرب 12
13 الفرني 12
14 الفلحس 12
15 الثغم 13
16 الطلق 13
17 العواء 13
18 البصير 14
19 داعي الضمير 15
20 هاني الضمير 15
21 داعي الكرم 16
22 مشيد الذكر 16
23 متمم النعم 16
24 ثمثم 17
25 كالب 17
26 هبلع 17
27 منذر 17
28 هجرع 17
29 كسيب 18
30 القلطي 19
31 السلوقي 19
32 الصيني 19
33 المستطير 20
34 الدرص 21
35 الجرو 21
36 السمع 21
37 ابو خالد 22
38 الرهدون 23
39 كساب 23
40 كسبه 24
41 العولق 25
42 معاويه 25
43 لعوه 25
44 عسبوره 26
45 الخيهفعي 27
46 الديسم 28
47 الهراكله 29
48 القندس 30
49 ابن دحيه 30
50 القضاعه 31
51 ابن اوى 32
52 وال 32
53 دئل 33
54 دؤل 33
55 ذالان 33
56 العلوض 34
57 النوفل 34
58 اللعوض 34
59 السرحوب 34
60 الوع 35
61 العلوش 35
62 الوعوع 35
63 الشغبر35
64 الواواء 35
" الرقم إلى اليسار يشير إلى رقم البيت الذي ورد فيه الاسم"
وفيما يلي اسماء أخرى للكلب لم يذكرها السيوطي في أرجوزته :
1_ براقش
2_ سلهب
3_ جدلاء
4_ ديوان
5_ الدرواس
6_ زنبور
7_ سرحان
8_ ضبار
9_ عليق
10_ مقلاء القنيص
11_سرياح
أرجو الفائدة ، و لا أدري إن كانت هناك أسماء أخرى للكلب متناثرة في أحشاء لغتنا الجميلة ..
الله تعالى أعلم ،
على أي حال الباب ليس موصدا قدام من يبغي إغناء الموضوع بإضافة ، أو شرح ، أو تعليق ، أو تفنيد ، أو تصحيح ..
مَن يحيط بكل شيء علما هو الله تبارك وتعالى .
و :
مَنْ لم يتّخِذْ في الضَّادِ ركناً=أضاعَ القولَ في جهلِ اللسانِ