وصـــــــــــــ ـــال




ذكريات




كم من الأيام نحُنُّ إلى الوصال.



نشتاق لأيام زمان..

يوم أن كان الالتزام لا يقبل التجزئة!!

يوم أن كانت من توصف بالاستقامة لا ترى في مظهرها ولا في حديثها ولا في همتها أو همها إلا هم دينها وآخرتها فضلا عن أن تكون داعية عاملة في ميدان الدعوة إلى الله، فتجدها داعية في أخلاقها وأعمالها وسلوكها قبل أن تكون داعية في كلماتها ومحاضراتها، يومها كنا نجد بركة الدعوة على أهلنا ومن حولنا بل وعلى مجتمعنا، فلا نجد التناقض بين ما ندعو إليه وبين ما نعمله بل تترجم أعمالنا ما نعتقده ونتقرب إلى الله به، والله أيام زمان..

أما الآن فلا تكاد تدخل إلى بيوت بعض الداعيات أو تحضر أفراحهن إلا وتخرج وأنت تحدث نفسك.. ما الفرق بينهن وبين عامة الناس؟

لباس أعراسهن عار.. وأغانيهن ماجنة.. والتصوير أصبح كأنه من الضروريات..

فتسمع الهمهمات من بعض الحضور تقول:أهذا هو العرس الإسلامي!! زعموا!!

تتبعها ضحكات ساخرة بتعليق شامت: «خووش إسلامي!!».

والله لهن حق..

سؤالي بالله عليكم، هل هذه هي أعراسنا الإسلامية الشرعية؟

ومتى كانت هذه الأعراس إسلامية؟!

وما الحدود الشرعية للأفراح؟؟

سأذكر بعض مظاهر لما يسمى بالعرس الإسلامي الذي لم نعهده من قبل بل كنا نعده من المهلكات:

فمنذ متى الملتزمة تلبس العاري الذي يظهر الكثير من الصدر والظهر؟ سواء كانت هي العروس أم غيرها؟ فضلا عن لباس القصير الذي ما أتى به إلينا إلا الكافرات ساقطات الحياء فتشبهنا بهن بلا تفكير!!

فبالله عليكم، من أجاز لهؤلاء هذا اللباس الساقط من قواميس الحشمة والحياء؟!

لكن هي فتاوى المتعالمين ، وما أكثرهم!!

قال شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله: يجب أن نعلم أن العورة ليست هي مقياس اللباس؛ فإن لباس المرأة يجب أن يكون ساترا وإن كانت عورة المرأة بالنسبة للمرأة ما بين السرة والركبة ، ولكن اللباس شيء والعورة شيء آخر ، أما أن تتخذ المرأة لباسا قصيرا من السرة إلى الركبة بحجة أن عورة المرأة للمرأة من السرة إلى الركبة فإن هذا لا يجوز ولا أظن أحدا يقول به (مجموعة أسئلة تهم الأسرة المسلمة: ص83-84).

ومن المظاهر المستنكرة في أعراس بعض «الملتزمين !!»:

تصوير العروس وهي بأبهى صورة وأجمل لباس!! وكأن هذه الصور سوف تدفن معهن في قبورهن، ولن يطلع عليها أحد، ولو بعد حين، وتناسين أننا نفنى وقد تبقى الصورة دهراً!!

إلا إن أردن أن تعلق بعد قرن من الزمان في أحد المتاحف التراثية؟!

فمن أجاز هذا التصوير من العلماء الربانيين؟!

وأخيرا وليس آخرا، «الديجيdj» الإسلامي وما أدراك ما «الديجيdj» الإسلامي؟! أغلب أغانيه ماجنة، يذكرني بما يسمى بالعباءة الإسلامية التي تلبس على الكتف وتفصل الجسم فلا إسلامي إلا اسمها، فإذا ما أراد بعضهم تزيين المنكر ألصق به كلمة «الإسلام» والإسلام منه بريء.







وإن أعطيناهن أشرطة الأعراس التي تغني فيها الجواري بالدفوف كان الرد «ما ترقّص!!».

وغير ذلك من المحظورات، وما ذكرته ما هو إلا فيض من غيض حتى أصبحنا لا نعرف هل في إجابتنا لدعوتهن لأعراسهن لنا فيها أجر أم علينا بها وزر؟


ومن أراد أحكام ما ذكرت فليراجع فتاوى كبار العلماء، وليترك فتاوى أنصاف المتعالمين؛ فقد قيل: "من تتبع الرخص تزندق".

فيا شوقنا إلى أيام زمان..

فقد كان الوصال.. في حفل زفاف ابنتنا الغالية «وصال»، فكم فرحت أنني وجدت من أخواتنا الداعيات من بقين على ما تركنا عليه علماؤنا الربانيون.

فبارك الله لك يا وصال وبارك عليك وجمع بينكما في خير، وبارك الله في والدتك التي أسعدتنا بيوم زفافك، فترجمت ما نعرفه من أحكام الزفاف إلى واقع، فذكَّّرتنا بأيام زمان يوم أن كان الدين حياة.. فكان الوصال.

والحمد لله.