وذاب الأمـــــــل


ريم صلاح الصالح









تتغلغل في الأعماق مجمل الأحاسيس..



تلعب في فؤاد الآدمي.

إحساس الحب، الاحتواء، الفراق، الألم، التفاؤل، الحسرة والأمل... إلخ.

أحــاسيس متعددة، تجعلنــا نبكي ونشهق، ونلملــم شتــات أرواحنــا..

تجعلنــا أيضا نتنفــس الصعداء بتفاؤل وأمــل.

و هــذا ما أريد أن أضع بصمتي على صفحتــه.. الأمـل..

و كم هو شعور نابض يلف كيان الإنسان ويرقى بذاته وقلبه وتفكيره إلى القمم.

الأمــل يرسم للإنســان حياته السعيدة الهـانئة على لوحـة مخمليــة من التفاؤل وبألـوان نابضة بالحياة من العزيمة والمثابــرة... ومن الــرســـام..؟؟؟

إنـه أنـت...!

أنت أيها الإنسان النجم السـاطع المتـألق..

تـزخر في ذات الإنســان مكـائن ملأى بالأفكـار والمشـاعر، وتنتظـر اللحظـات المنـاسبة لتفجـر قدراتها الملتهبة!

ولكــن.. ما الذي يجلــب هذه اللحظــات المهمة..؟؟؟

إنه الأمل.. التفــاؤل.. الرغبـة.. الثقة بالنفس والمثابرة..

أمــور لا نحـس بهـا، ولكننــا نشعـر بهـا

تبعث فينا تلك القوة المجلجــلة المهيبــة..التي تقفـز بنا قفزة عاليـة نطير بعدهـا إلى القمـة..

و لــكن..

لنتمهــل ونتريــث قليلا.

الأمــل.. تلك الحبـة المنشطة، ألا يخبـو مفعولهــا ؟؟

ســؤال هاجـم عقلـي: الأمــل.. هل يــذوب..؟؟؟

لا أضع مصطلحـا بلاغيـا بين أيديكـم ولا تشبيهـا بليغـا.

ولكنـي أفضي بمـا في خلجـات هذا الفـؤاد الذي يكـاد يتداعـى منهـارا.

هـل يذوب الأمـــل؟؟

هل هو شمــعة مؤقتـة تشتعــل لتنيــر لنا الطــريق، ثم ما تلبـث أن تذوب هذه الشمعــة وتنطفئ؟!

ليعــم ظلام دامـس يمتــزج بخيـالات الليـل المستبــد.

الأمــل..

في لحظــة قد يفرغ هذا الإحساس من قلبنـا.. تصبـح روحنـا كالغـربال الذي يصفينــا من كل مشاعر الأمل والتفاؤل والإقدام.

نصبح بعدها بلا مرشد يدلنــا على مسيرنا المضنــي.. بلا نور نستدل به على محلنــا وطريقنــا في حياتنا المتعبـة.

أجل يمكن للأمـل أن يذوب من الفؤاد..

وينقشع من الروح كما تنقشع الغمامات الممطـرة من كبد السمـاء..

عندهــا يشعــر الإنســان بأنه تائه في خضم الحيـاة..


مستسلــم لسفاسف الأمـور..

ولكــن.. الأمــل لا ينكســر.

فمــا يذوب.. يمكـن إعـادة تشكيلـه.. ولكــن ما ينكسر لا يمكن إعادة تجميعــه.

الأمـل شمعــة.. احرص دوما على إبقــائها مشتعلـة في شغـاف الفؤاد..

حتــى وإن ذاب الأمـل..