واجبات بين الآباء والأبناء


فضيلة الشيخ الدكتور :علي بن عبدالعزيز الشبل







الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسوله وآله وصحبه أجمعين.



فإن الواجب على الوالدين وأولياء أمور الأبناء عظيم وأمانة جسيمة تحملوها بما أوجب الله عليهم من حق، ولهم من البر وعليهم من التبعة، كما صح عن النبي[ أنه قال: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأب راع ومسؤول عن رعيته، والأم راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».

كما أوجب الله على الآباء النفقة على أولادهم وأهلهم وجوبا عينياً، كذلك أوجب عليهم الأخذ بحجزهم عن عذاب الله، ووقايتهم من غضبه بأن يعتنوا بهم حتى لا يقعوا في ذلك، كما قال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} (التحريم: 6).

فهذا هو مدار المسؤولية الملقاة على عواتق الآباء والأمهات ومناطها.

وفي هذا المقام يجب على الوالدين بالخصوص مراعاة نفسيات أبنائهم وبناتهم وأحوالهم الاجتماعية وحاجاتهم؛ ومنها استثمار أوقات اجتماع الأسرة في المنزل، وعلى الطعام بإحساسهم بأهميتهم ودورهم، والتعاطي معهم في مشكلاتهم والتفاعل معهم بما يحملهم المسؤولية بالرجولة للأبناء، وتعميق معاني الأنوثة للبنات، ومن ذلك:

1 - تكليف الأبناء الكبار بمسؤولية رعاية البيت وحاجاته، والقوامة على أهله.

2 - تعويدهم على الأخلاق الكريمة من الكرم والإيثار ومساعدة الناس، وإبراز معاني الرجولة فيهم منهم ولهم.

3 - مصاحبتهم للمساجد وأماكن اجتماع الرجال من الأقارب وإسماعهم الخير وأخبار الأوائل مما فيه معالي الأمور ومحامدها؛ مما ينعكس على نفسيتهم وفكرهم.

وفي جانب الأولاد والبنات:

1 - تعويد البنت على أعمال البيت بمساعدتها لوالدتها في الطبخ والترتيب والكي ونحو ذلك، ولاسيما في أوقات الإجازة، وحبذا تغييب الخادمة في هذا الجانب ليحصل تمام تحمل المسؤولية، وهذه مسؤولية الأم بالدرجة الأولى ومن ورائها الأب.

2 - المحافظة على البنات من نواحي اللباس والزينة والاجتماع بالأقارب صيانة لدينهن وأخلاقهن ومروءاتهن.

3 - عرض خصوصيات البيت على البنات من جهة المشورة، وأخذ الرأي فيما هو من اختصاصهن؛ مما ينعكس عليهن في تحمل المسؤولية وعدهنّ فاعلات في المنزل رأيا وحكما وحالا.

وأهم ما ينال الجميع حفظ الوقت فيما ينفع الجميع من الأسرة والأولاد والبنات، ولاسيما فيما يربي فيهم جانب الإيمان وحسن الخلق وجميل التعامل، ومما يحسن التنويه به وعليه برامج تحفيظ القرآن واستغلال قدرات الأبناء الذهنية والنفسية وعامل الوقت بتنمية هذه المواهب فيهم، وتشجيعهم عليها.


ولابد من التنويه بدور السفر وحبذا توظيفه في عبادة وسفر وطاعة، وعمرة للبيت الحرام، وزيارة مسجد النبي[ وصلة الأقارب، ولاسيما الوالدان أو أحدهما، مع التأكيد والتشديد على حفظ الأولاد من التسيب والتسكع في البلد الحرام ومسجد النبي[ وفي الأسواق والساحات والممرات لئلا يَفتن أو يُفتن، أو يَضللن أو يُضللن، وللأبناء من ذلك نصيبهم وعليهم واجبهم، والله أعلم.