والتين.. والزيتون!


د. أمير الحداد



- هما النباتان المعروفان.. أو أماكنهما؛ لأن بقية القسم بأماكن مقدسة؛ فيقسم الله بمنابت التين، والزيتون، وهما مهاجَر إبراهيم ومنشأ عيسى - عليهما السلام - والطور؛ حيث نودي موسى - عليه السلام- والبلد الأمين؛ حيث بعث محمد[.



- التين، والزيتون.. سمعت أنهما جبلان بالشام.. جبل بيت المقدس.. وجبل دمشق.

- نعم.. ورد هذا، وهو الأرجح إن شاء الله؛ ذلك أن القسم بالأماكن المقدسة لمبعث خيرة الأنبياء.. إبراهيم، وعيسى، وموسى، ومحمد، عليهم السلام.

وقال ابن عباس: تينكم الذي تأكلون.

- وماذا عن «سينين»؟

- طور سينين.. أي جبل سينين، وهو اسمه، ومعناه: ذو الشجر.

كنا نختبر أطفالا بين 4 و6 سنوات في حفظ بعض سور القرآن، نساعد مؤذن مسجدنا الذي يقوم بتحفيظ القرآن ثلاثة أيام في الأسبوع.. قمنا بعد هذه المهمة نتمشى أنا وصاحبي بانتظار أذان العشاء.

- وعلى ماذا كان القسم؟

- على خلق الإنسان.. ومصيره.. {أحسن تقويم} شكلا وعقلا مقارنة بجميع المخلوقات حوله.. و{أسفل سافلين} لها معنيان: الأول: في خَلْقه بعد أن كان في «أحسن حال» آل إلى «أرذل العمر» وقيل: هو مآل الإنسان إذا كفر في النار.. {أسفل سافلين}.. ولذلك استثنى {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} فهؤلاء مآلهم {أجر غير ممنون} أي: غير منقطع.. أو «لا منة فيه».

- و«الدين»؟

- أي: الحساب ثم الجزاء.. وهنا الخطاب للإنسان بأنك أيها الإنسان.. خلقك الله فأحسن خلقك.. ثم يردك إلى أرذل العمر.. ثم تموت فتؤول إلى {أسفل سافلين}، أو {أجر غير ممنون}، فكيف لك أن تكفر بيوم الجزاء؟! فإن أحكم الحاكمين تأبى حكمته أن يخلقك ويتركك «سدى»؛ فإن هذا عبث لا يليق بأحكم الحاكمين.


- وهل من أسماء الله {أحكم الحاكمين}؟

- بل لغةً من صفاته سبحانه وتعالى.. كما هو سبحانه {أرحم الراحمين} و{أحسن الخالقين} فهناك حاكمون، ولكن أحكمهم دون نسبة ولا مقارنة.. هو الله عز وجل.. وهناك «خالقون» بزعم بعضهم.. ولكن {أحسن الخالقين} هو الله سبحانه وتعالى.. وكذلك هو سبحانه {أرحم الراحمين}.. ولا مقارنة بين حكمته وخَلْقه ورحمته، وحكمة غيره وخَلْق غيره ورحمة غيره.