تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الاختلاف..بين المشروع و المذموم..

  1. #1

    افتراضي الاختلاف..بين المشروع و المذموم..

    الحمد لله...
    لا شك و لا ريب أن الاختلاف من طبعيَّة البشر,، بمعنى أن الخلاف في ذاته - إن لم يؤد إلى اختلاف القلوب - فهو أمر محمود إذا كان قصد الأطراف هو التوصل للحق.
    ومن سبر سير السلف الصالح علم أنهم اختلفوا فيما بينهم في مسائل شتى, لكن اختلافهم تلمس فيه بحثهم عن الحق و الصواب دون التفات إلى نصر مذهب معين...لكن معظم اختلافاتنا في هذا العصر مبناها على التعصب المذهبي و التقليد المذموم ـ إلا ما رحم ربك ـ, فالكل يريد إثبات أن الحق المطلق معه ـ إلا من شاء الله ـ و لسان الحال:" قولي صواب لا يحتمل الخطأ, و قول غيري خطأ لا يحتمل الصواب"!!!!!! و بهذا كثر الاختلاف و تععدت وجوهه...
    و السبب في انتشار ثقافة الاختلاف المذموم أمور من أجمعها:
    قلة العلم: فالانسان كما يقال عدو ما يجهل , فما إن يرى الجديد الذي لم يبلغه عقله حتى تراه يرعد و يزبد...بدعة...ضلال ...انحراف عن المنهج...إلخ. و كأن الحق محصور فيما يعقله و يعلمه.!!!! لأنه يعتقد في نفسه كمال ما ذهب إليه, فإذا ورد عليه ما جهله حسبه نقصا, وتركه و جفاه.
    و الأمر الآخر, قلة العدل أو انعدامه مع المخالف: فالانسان بطبعِيَّته ظلوم, كما قال تعالى:" إنه كان ظلوما جهولا" الآية..و الشرع الحنيف عمل على إخراج الانسان من هذا الخلق الطبعيّ, فشرع التشريعات و قعد قواعد العدل...لكن الاشكال الذي يعترض هذا التهذيب هو حين لا يشعر المرء بهذا الطبع...فيقع في البغي و الظلم المركب, و عدم الاقلاع...
    و شر البلية أن يعتقد ذلك الباغي أنه ينصر الدين و أن ظلمه ذاك ما هو إلا العدل الذي أمره الله به..
    و الحل هو تعلم العلم و الاجتهاد في العدل , لأنهما طارئان, فطريق التعلم الاعتراف بالجهل, و الاعتراف بالجهل السهل خير من البقاء على الجهل المركب, و ليتذكر الانسان أن فوق كل ذي علم عليم...و إن علمت أشياء غابت عنك أشياء...و لا يدعي علم كل شيء إلا ظالم.
    و العدل يحتاج إلى المجاهدة و الصبر لأنه من أصعب الأخلاق على النفس البشرية...
    فالعلم أشمل من العدل لكن لا يستلزمه فقد يتوفر العلم ويبقى الظلم ولذلك لا بد لصاحب العلم أن يجاهد نفسه ليعدل أكبر من مجاهدته نفسه ليعلم..
    و لو مارس المختلفون هذين الخلقين لانتقلوا من الخلاف المذموم إلى المشروع, فإن لم يكن ذلك بقي المختلفون يرمون بعضهم بعضا عن جهل و ظلم,و مع وجود التعصب المذهبي سيحصل تنزيه النفس و الحزب الموالي, و يدعي الكل أن هذا الذي هم عليه هو الاسلام الذي بعث به الحبيب المصطفى , زورا و بهتانا.
    نسأل الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا و أن يجنبنا الجهل و الظلم...آمين
    و الحمد لله رب العالمين...
    " إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق"

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: الاختلاف..بين المشروع و المذموم..

    طيب لماذا إلى الآن لم تزرنا إذن في غرفة التحابب ؟

  3. #3

    افتراضي رد: الاختلاف..بين المشروع و المذموم..

    مقال جميل رائع...بارك الله فيك أخي الشريف... و اسمك المستعار يدل على توجهك...(ابتسامة) و توقيعك يبين الأمر بوضوح..
    و الاختلاف المذموم داء عضال ينخر في صفوف الأمة...نسأل الله السلامة لأمتنا منه..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: الاختلاف..بين المشروع و المذموم..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المحاسن الأندلسي مشاهدة المشاركة
    مقال جميل رائع...بارك الله فيك أخي الشريف... و اسمك المستعار يدل على توجهك...(ابتسامة) و توقيعك يبين الأمر بوضوح..
    و الاختلاف المذموم داء عضال ينخر في صفوف الأمة...نسأل الله السلامة لأمتنا منه..
    طيب لماذا إلى الآن لم تزرنا إذن في غرفة التحابب ؟

  5. #5

    افتراضي رد: الاختلاف..بين المشروع و المذموم..

    بارك الله فيكم أخى الشريف اليماني
    أبو محمد المصري

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    توفني يارب وأنت راض عني
    المشاركات
    124

    افتراضي رد: الاختلاف..بين المشروع و المذموم..

    الإختلاف ينقسم إلى قسمين:
    أولا:إختلاف تنوع فهو لا بأس به، وهو ما يكون الحق فيه موزعا بين الطرفين..
    ثانيا: اختلاف تضادّ، وهو المذموع، وهو ما يكون الحق واحدا لا يقبل التوزع..
    والأمثلة عليهما كثيرة ...
    اللهم ألف بين قلوبنا ووحد صفوفنا، واهدنا سبل السلام...
    اللهم اجعلني من أنصار هذا الدين بالعلم والنفس والمال خالصا لوجهك الكريم.
    وهنا بعض خطب ومحاضرات أبي عبدالرحمن عبدالله نياوني
    http://niaoune.maktoobblog.com/

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •