اللغة

اختلف العلماء في تعريف اللغة ومفهومها, ولم يتفقوا على مفهوم محدد لها؛ ويرجع سبب كثرة التعريفات وتعددها إلى ارتباط اللغة بكثير من العلوم, فانتقاء تعريف لها ليس بالعملية اليسيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1. يقول ابن جِنِّي عن اللغة: "أمّا حَدُّها فإنها أصوات يُعَبِّرُ بها كل قوم عن أغراضهم"[1].
2. اللغة: نظام من الرموز الصوتية الاعتباطية يتم بواسطتها التعارف بين أفراد المجتمع، تخضع هذه الأصوات للوصف من حيث المخارج أو الحركات التي يقوم بها جهاز النطق، ومن حيث الصفات والظواهر الصوتية المصاحبة لهذه الظواهر النطقية[2].
3. ظاهرة اجتماعية تستخدم لتحقيق التفاهم بين الناس[3].
4. صورة من صور التخاطب، سواء كان لفظيًّا أو غير لفظي.
5. يقول (أوتو يسبرسن): اللغة نشاط إنساني يَتَمَثَّل من جانب في مجهود عضلي يقوم به فرد من الأفراد، ومن جانب آخر عملية إدراكية ينفعل بها فرد أو أفراد آخرون.
6. اللغة نظام الأصوات المنطوقة.
7. اللغة معنى موضوع في صوت أو نظام من الرموز الصوتية[4].
8. يقول إدوارد سابيير: اللغة وسيلة إنسانية خالصة, وغير غريزية إطلاقًا؛ لتوصيل الأفكار والأفعال والرغبات عن طريق نظام من الرموز التي تصدر بطريقة إرادية[5].
9. أنطوان ماييه: إن كلمة (اللغة) تعني كل جهاز كامل من وسائل التفاهم بالنطق المستعملة في مجموعة بعينها من بني الإنسان، بصرف النظر عن الكثرة العددية لهذه المجموعة البشرية أو قيمتها من الناحية الحضارية.
10. اللغة نشاط مكتسب تتم بواسطته تبادل الأفكار والعواطف بين شخصين أو بين أفراد جماعة معينة, وهذا النشاط عبارة عن أصوات تستخدم وتستعمل وفق نظم معينة.
واللغة نعمة من الله عزّ وجل للإنسان مثله مثل كل الحيوانات التي تمتلك نظامًا من الرموز والإشارات للتفاهم فيما بينها، فيقال: لغة الحيوان، ولغة الطير، ولغة النبات، قال تعالى: {عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ} (النمل: 16). ولكن لغة الإنسان تتميز بأنها ذات نظام مفتوح، بينما الحيوانات الأخرى نظامها التعارفي نظام مغلق.

الهوامش :
[1] ابن جني: الخصائص، تحقيق محمد علي النجار ، طبعة عالم الكتب، 1/33.
[2] د. خليل أحمد عمايرة: في التحليل اللغوي، مكتبة المنار، ط1، 1987م.
[3] د. جمعة سيد يوسف: سيكولوجية اللغة والمرض العقلي، سلسلة عالم المعرفة، عدد (145)، يناير 1990م، ص51.
[4] السابق نفسه ص56.
[5] الارتقاء بالعربية في وسائل الإعلام، سلسلة كتاب (الأمة)، عدد (84)، رجب 1422هـ، ص47.

منقول