ظاهــــــرة التعـــــري... مــــن يتصـــدى لــــها؟


د.بسام خضر الشطي







أقرأ كل يوم أكثر من خمس صحف يومية، وأقلب القنوات لأجد القناة ذات البرامج النافعة.. ففي أثنائها أرى التعري عبرها، وفي الأسواق والطرقات والمطارات حتى أصبحت ظاهرة سيئة.



والعورة تطلق على كل ما يحرم كشفه؛ لأن به الخلل والسوءة والنقص والعيب، ويلحق كشفها المذمة والعار، وعليه فقد حرم الله النظر إليها: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بها يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، والخطاب إلى جميع بني آدم: {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير}.

فمناظر العري والتجرد من اللباس أو أغلبه هي عودة إلى الحياة الجاهلية المقيتة والبهيمية السيئة، ولقد أعزنا الله بالإسلام الذي يدعو إلى الحياء والعفة والشرف والستر؛ ففي الحديث: «لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد، ولا المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد» رواه مسلم.

والستر والحياء هدي الأنبياء والمرسلين والمصلحين، وقد رأى رسول الله[ رجلاً يغتسل بلا إزار فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وقال: «إن الله عز وجل حليم حييّ ستّير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فيلستتر» رواه النسائي. وجاء في الحديث أيضاً: «احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك»، فسأله بهز بن حكيم: الرجل يكون خالياً؟ قال: «فالله أحق أن يُستحيا منه» رواه أحمد.

فانظروا إلى المرأة تذهب إلى حمامات السباحة أو تغير ملابسها في غير بيت زوجها أو في النوادي، وفي الحديث: «إياكم والتعري؛ فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله، فاستحيوهم وأكرموهم» يعني الملائكة. وفي الحديث أيضاً: «ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى من الستر».

وستر العورة ليس فقط عن أعين الإنس بل حتى الجن؛ ففي حديث علي - رضي الله عنه - يقول: «ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدكم الكنيف أن يقول: باسم الله».

وحدود عورة الرجل: ما بين السرة والركبة؛ ففي الحديث: «الفخذ عوره» وقال[ لمعمر «يا معمر، غط فخذك؛ فإن الفخذ عورة».

والمرأة جميع بدنها عورة {يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} ولحديث «المرأة كلها عورها»، ولحديث آخر «المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان»؛ فلا تظهر قدمها أو يدها، ولا تكن كاسية عارية أو تلبس لباسا يصف جسدها.

وظهر في زماننا هذا شباب يلبسون «الشورت»، ويخرجون أكتفاهم وملابسهم ضيقة ويمارسون لعبة الجري في الشوارع فتنكشف أفخاذهم، أو يلبسون الثياب الشفافة ويتعمدون عدم الستر، فهذه قلة حياء منهم أو جهل لا تليق بشباب المسلمين، وظاهرة التعري أمام النساء بملابس فاضحة في الأفراح ظاهرة تقزز كل غيور، فأين ذهب الحياء وولى؟! إنها مظاهر تنذر بدنو يوم القيامة: «سيكون آخر أمتي نساء كاسيات عاريات» بمعنى: تستر بعض بدنها وتكشف بعضه، وقيل: تلبس ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها «رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات».


أيها المؤمنون والمؤمنات، التزموا بالستر والحياء ومنهج نبيكم تفلحوا وتفوزوا وترشدوا وتنجحوا، ويبعد الله عنكم المصائب والحوادث والفتن والجرائم.

أيها الغيورون والغيورات أما آن لكم أن تنتبهوا إلى أنفسكم وذويكم؛ فهذه مسؤوليتكم أمام ربكم، فهل أنتم حافظون أم مضيعون لها؟!