لابد من البداية!!


خالدة نايف


كثيرا ما أمسكت القلم لأكتب مقالا, وكثيرا ما ترددت عن الكتابة, وكثيرا ما تراجعت عن الكتابة , لا لأني لا أملك القدرة على الكتابة كما أظن؛ بل لأني كنت أتساءل دائما: ماذا عساني أستطيع أن أضيف إلى عالم الكتابة, وما عساني أن أفيد في هذا المجال؟!
استعنت بالله, وقلت لنفسي: لابد من البداية, وليكن أول موضوع لي في عالم كتاباتي: "لابد من البداية"؛ لأن الحياة ما هي إلا بداية, حتى في تفاصيلها, فالبداية هي أول الطريق, وبالبداية نستطيع أن نواصل السير على الطريق, ومن البداية تكون الانطلاقة إلى الغاية.
والسائر على الطريق يجب أن يكون حكيما, ومن حكمته أن يتطلع إلى النتيجة لا الكمال أثناء سيره على الطريق؛ فالانشغال بتحسين نتائج العمل, خير ألف مرة من اشتراط الكمال في الأعمال؛ لأن مشترط الكمال مع بداية العمل, جعل هذا الشرط قاطعا له عن إكمال السير على الطريق، ومن حكمته ألا يتردد أو يحتار بالبدء في العمل, بل يستعين بالله ويبدأ, فالحيرة والتردد ينتج عنهما توقف طويل, تجعل الإنسان متراجعا دائما؛ فبالتالي قليل الإنتاج، فالبدء بالطريق والمتابعة والمداومة والاستمرار عليه ولو بالقليل, توصلنا إلى الاستقرار. إذاً نحدد نقطة البداية في أي مشروع, ونسير بخطى متأنية, متتابعة ونستمر عليها حتى نصل إلى النتيجة, وإن كان فيها نقص, فالوصول إلى شيء خير من لا شيء.
فبالبدايات تسد الثغرات بوضع اللبنات, وبالبدايات نحقق الأمنيات ونصل إلى الغايات, فأنا أبدأ وأنت تبدأ, وهذا يبدأ, فنسهم بحل ما أشكل على الأمة, فيقوى الصف ويحكم.. فلا نتردد ولنبدأ.