متى ينتهي الرجال عن نظراتهم الدونية للمرأة؟!


إيمان الطويل



«أحد عشر كوكبا والشمس» عنوان قصيدة للشاعرة عيدة الجهني، تطرح الشاعرة قضية النظرة الدونية من الرجل للمرأة، وكما تعرفون فإن أفضل من يعبر عن المشاعر والأحاسيس هم الشعراء؛ "لأن الشعر مادته الحقيقية وأصله المشاعر"، تقر الشاعرة بقساوة هذه النظرة من الرجل تجاه المرأة.

وانقسم الناس إلى رأيين: رأي يستبعد أن تكون هناك أي نظره دونية من الرجل تجاه المرأة في عالمنا الحالي، فالمرأة اليوم تتقلد أعلى المناصب ولها كل تقدير واحترام في أعين الرجال.

أما الرأي الآخر فهو يقر بوجود هذه النظرة الدونية من الرجل إلى المرأة حتى إن كلمات الاحتقار تُسمع في مجالس الرجال !!!

أما النساء فهناك قسم دائم (الردح) والتشكي بسبب هذه النظرة"أي الدونية" من الرجال إليها، فنسمع في وسائل الإعلام المختلفة الاحتجاج الدائم وفي الحقيقة فإن المرأة إذا استمرت بالشكوى من أن الرجل لا يقدرها ولا يحترمها ولا ينظر إليها نظرة فيها احترام فالنتيجة زيادة التشفي والتنقص من قيمتها، وهذا واقع ملموس فستتعرض المرأة للاضطهاد؛ لأنها ظهرت بمظهر العاجز الضعيف.

إنني اليوم سأطلق علامات تعجب فقط!! لا شكوى ولا نحيب، فيا عجباً ممن يصف المرأة بقلة التفكير والتدبير بل يشكك في عملها وإنجازاتها، حتى إن هناك من الرجال من يقول ويتساءل: هل تجيد المرأة استخدام جهاز الكمبيوتر؟ كلام غريب وبنت الكويت المهندسة منار الحشاش بماذا تُصنف عندهم! وهناك من يتهم الشاعرات بأن رجالا يكتبون لهن ولكن الشاعرة المبدعة عيدة الجهني حطمت هذا الادعاء وبجدارة فائقة، ويا عجبا من الصحب الكرام الذين كانوا يتوافدون على السيدة عائشة - رضي الله عنها - ينهلون من علمها وفقهها الجم، وهذه كريمة المروزية من محدثات الإمام البخاري وقيل: إنها شيخته من كثرة اشتهارها بروايات البخاري، وكذلك كريمة الشامية, وعلى مر العصور والأزمان هناك نساء تفوقن على الرجال في العلم والمكانة والرأي، وهذا لا يعني أن المرأة تعمل في كل الميادين التي يعمل بها الرجال، أبدا فليس لائقا أصلا بمكانة المرأة التي حباها الإسلام بها أن تعمل سائقة تاكسي أو شاحنة أو سمسارا، وأن تزاحم الرجال في الأماكن التي تحتاج القوة البدنية، لا أبدا ليس لهذا خُلقت المرأة.

ولتعلم النساء أنه على قدر احترامهن لذواتهن ستلقى المرأة كل التقدير من المجتمع كله، وإن ارتضت لنفسها غير الاحترام لذاتها فلا تتوقع إلا النظرة الدونية من الرجال ومن النساء أيضا، هذا مما لاشك فيه .

فترفعي أيتها الكريمة عن الدنايا، وإياك إن تتحولي إلى عارضة أزياء فعارضات الأزياء صرخن بأعلى أصواتهن مما يعانينه من ألم نفسي؛ لأنه ما أفظع أن يتحول الإنسان إلى جماد لأن الجماد لا يحس ولا يستشعر بالألم فهذا مؤلم بحد ذاته، أما الإنسان إن آلمه شيء فيحس بالألم فيأخذ مسكنا للألم، ولكن من لا يحس بالألم ماذا يفعل أصلا؟! سيستشري به المرض وينتشر وهو لا يدري؛ فحذار أن تتحولي إلى تمثال متحجر.

المرأة المسلمة الملتزمة بحجابها الذي أمرها الله به وبالشروط الواجبة للحجاب الذي لا يكون زينة بنفسه، ولا يشبه لباس الرجال ولا الكافرات، ولا يكون لباس شهرة، وأن يكون فضفاضا ساتراً لجميع البدن على الرأي الراجح، وهو الذي مازال هناك من ينادي بعدم مشروعيته... لماذا الحجاب؟ ويسمونه قطعة قماش للتقليل من شأنه, والحجاب الذي نقصده ليس كما نراه اليوم عند بعض النساء «حجاب تنتا»، وهو ما يظهر الجزء الأمامى من الشعر، أو حجاب ذيل حصان، أو حجاب (بو قواطى روب)، أو حجاب ثلاثة أرباع كم ويظهر نصف الساق، وبنطلونات ضيقة ومساحيق صارخة وعطورات فائحة، فأين الحجاب؟! وأين الغاية من الحجاب؟! هذا هو التبرج ولا حجاب هنا أبدا، وللأسف وعلى الرغم من الهجوم المعهود والشرس من أعداء الحجاب إلا أن هناك حملة «نوري اكتمل» حملة من حملات مبرة الإيمان يقيمها نادي ريماس، وحملة «تاج الوقار»؛ مما يبشر بالخير ولله الحمد.


إذا متى ينتهي الرجال عن نظراتهم الدونية للمرأة؟!

أعتقد إذاً أقرّت المرأة بنفسها أن لا نظرة دونية لها، وأن تكون مقتنعة بهذا، وأن ترقى بنفسها وتفرض احترامها على الجميع.