علامات حسن الخاتمة

نورة المطيري




جعل الله - جل وعلا - علامات بينات يستدل بها على حسن الخاتمة بينها سبحانه لنا بفضله ومنته، وبلغنا إياها رسول الله[، فأيما عبد مات بإحداها كانت هذه العلامة بشارة له ويا لها من بشارة! ويا له من فوز!، وهل هناك فوز أعظم من أن يبشر الإنسان في سكرات موته بروح وريحان ورب راض غير غضبان؟، فنسأل الله سبحانه أن يجعلنا من عباده الذين يختم لهم بالخاتمة الحسنى.

وأولى علامات حسن الخاتمة: نطق العبد بالشهادة عند الموت؛ فقد قال[ : «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»، والعلامة الثانية: الموت برشح الجبين؛ لحديث بريد بن الحصيب] أنه كان بخراسان فعاد أخاً له وهو مريض فوجده في سكرة الموت، وإذا هو يعرق جبينه، فقال: الله أكبر سمعت رسول الله[ يقول: «موت المؤمن بعرق الجبين»

ومن علامات حسن الخاتمة: الموت ليلة الجمعة أو نهارها؛ لقوله[ : «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر».

ومن علامات حسن الخاتمة أيضاً: الاستشهاد في ساحة القتال؛ فقد قال تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم خوف عليهم ولا هم يحزنون}.

وقد قال[: «للشهيد ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويحلّى حلية الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفّع في سبعين إنساناً من أقاربه». وهذه الشهادة ترجى أيضاً لمن سألها مخلصاً من قلبه حتى لو لم يتيسر له الاستشهاد في المعركة؛ بدليل قوله[ : «من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهادة وإن مات في فراشه».

ومن علامات حسن الخاتمة: الموت بالطاعون؛ قال[: «الطاعون شهادة لكل مسلم» رواه البخاري، وعن عائشة - رضي الله عنها - أنها سألت رسول الله[ عن الطاعون، فأخبرها نبي الله[ : «أنه كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين؛ فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابراً يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر الشهيد».

ومن علامات حسن الخاتمة: الموت بداء البطن؛ فإن رسول الله[ قال: «من يقتله بطنه لم يعذب في قبره»، وقال أيضاً: «ومن مات في البطن فهو شهيد».

ومن علامات حسن الخاتمة: الموت بالغرق والهدم؛ لقوله[: «الشهداء خمسة: المطعون والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله».