تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: محطم التتار والروافض والصليبيين :: الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي محطم التتار والروافض والصليبيين :: الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري



    محطم التتار والروافض والصليبيين :: الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري


    ابو محمد الصعيدى


    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين
    والصلاة والسلام علي خاتم النبيين محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم
    بإحسان إلي يوم الدين .
    وبعد
    قال سبحانه وتعالي

    ((كنتم خير أمة أخرجت للناس ))


    لم تنجب أمة في تاريخ البشرية , أبطال عظام مثل أمة الاسلام , ولو جاءت كل أمة من أمم الارض بأبطالها , وجاءت أمة الاسلام بنصف أبطالها لغبت
    أمة الاسلام والحمد لله رب العالمين ..



    وهنا نأتي علي سيرة الاسد الضاري وصاحب , القدر العالي محطم التتار والروافض والصليبيين , الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري الصالحي النجمي ..
    رحمة الله عليه .



    محطم التتار والروافض والصليبيين :: الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري



    شعار السلطان بيبرس




    مولده ونشأته


    الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري الصالحي النجمي أبو الفتوح بن عبد الله، كان مولده في حدود سنة 620هـ في صحراء القفجاق


    كازاخستان حالياً من قبيلة تركية كبرى، ونتيجة الزحف المغولي الأول بقيادة جنكيز خان وتحطيم الممالك الإسلامية في الشرق تدافع الناس هاربين، وتم أسر الألوف وبيعهم في سوق الرقيق، وكان بيبرس واحداً من هؤلاء الرقيق.


    وأخذه تاجر واتجه به غرباً، وتم بيعه في دمشق للعماد الصائغ، ثم اشتراه علاء الدين الصالحي البندقداري الذي كان معتقلاً في قلعة حماه لدى صاحبها الملك المنصور، وقد رفضت والدة الملك المنصور شراء بيبرس لأنها رأت في عينيه


    شراً لائحاً، فاشتراه مع زميله علاء الدين البندقداري، ومنه أخذ اسمه.
    وقال الذهبي: اشتراه الأمير علاء الدين البندقداري الصالحي فطلع بطلاً شجاعاً نجيباً لا ينبغي أن يكون إلا عند ملك، فأخذه الملك الصالح منه.





    ولما اشتراه الملك الصالح أعتقه وجعله من جملة مماليكه، وقدمه على طائفة الجمدارية لما رأى من فطنته وذكائه، وحضر مع أستاذه الملك الصالح واقعة دمياط..




    بطل موقعة المنصورة


    عندما قرر الصليبيون الزحف نحو القاهرة توفي الملك الصالح أيوب، وكانت محنة عظيمة ألمت بالمسلمين، وكان عمره عند وفاته 44 سنة، وقد عهد لولده







    الملك المعظم تورانشاه ولم يكن موجوداً في مصر، وظهرت على مسرح الأحداث زوجته شجرة الدر وأدركت خطورة إذاعة خبر وفاة زوجها نجم


    الدين على الجند، فقررت إخفاء خبر الوفاة، ولم يعرف ذلك إلا الخاصة وقدمت وثيقة تحمل توقيع السلطان بتعيين إسمه تورنشاه قائداً عاماً للجيوش


    ونائباَ للسلطان اثناء مرضه، وخلال ذلك كان الصليبيون يتحركون جنوباً ووصلوا إلى مدينة فارسكور في الثاني عشر من ديسمبر 1249م، ومنها تقدموا إلى شار مساح ثم البرامون واصبح بحر أشمون هو الفاصل بين المسلمين


    والصليبيين، وعند هذه المرحلة توقفت القوات الصليبية واقامت معسكرها على الضفة الشمالية وعملت على تأمين معسكرها بحفر الخنادق وإقامة المتاريس وظلوا على هذا حوالي شهر ونصف، ثم شرعوا في بناء جسر ليعبروا




    عليه على الضفة الجنوبية لبحر أشموم، ولم تكن عملية إقامة الجسر بالأمر الهين، فقد أمطرهم المسلمون وابلاً من القذائف ولم يتمكنوا من إقامته وأخيراً نجح الصليبيون في التعرف على مخاضة دلهم عليها أحد الأقباط ، بعدها تمكنوا من




    العبور إلى المعسكر الإسلامي وكانت خطة الملك لويس أن يعبر هو واخوته وجزء كبير من الجيش المخاضة إلى الجنوب، ويقوم بقية الجيش الصليبي بحراسة المعسكر الصليبي، وبعد إتمام عملية العبور تقوم الفرقة المخصصة


    للحراسة باستكمال عملية إقامة الجسر، وإذا تم النصر على القوات الإسلامية في المنصورة يتقدم الجيش الصليبي إلى القاهرة، وكان في طليعة القوات الصليبية الكونت آرتو الذي شن على القوات الإسلامية المواجهة له هجوماً،


    وحقق نصراً عليها، وعندما وصلت هذه الأخبار إلى الأمير فخر الدين أسرع بدعوة القوات الإسلامية والتحم مع الصليبيين في معركة عنيفة وقع فيها فخر


    الدين شهيداً، فغسل بذلك عار إنسحابه من جيزة دمياط واغتر الكونت آرتو بالنصر الذي أحرزه ولم يبال بأوامر الملك لويس التاسع ونصائح القادة الصليبيين بالتريث حتى تتكامل القوات الصليبية وأراد أن ينفرد بشرف النصر لنفسه.


    اغتر روبرت آرتو بقوته، وتابع زحفه إلى المنصورة لاقتحامها، والقضاء على الجيش الأيوبي، وأعرض عن توسلات الراوية بأن ينتظر وصول الملك والجيش الرئيسي، ونصحه بعضهم بالحيطة والحذر، ثم بادر، باقتحام المنصورة،


    فأضحت المنصورة ساحة لحرب الشوارع !!!


    وتولى قيادة المسلمين الأمير بيبرس البندقاري فأقام جنده في مراكز منيعة داخل المدينة، وانتظروا حتى تدفق الصليبيون بجموعهم إلى داخلها، ولما أدركوا أنهم بلغوا أسوار القلعة التي إتخذها المصريون مقراً لقيادتهم، خرج عليهم المماليك في الشوارع والحارات والدروب وأمعنوا في قتالهم،


    ولم يستطع الصليبيون أن يلتمسوا لهم سبيلاً إلا الفرار، فوقع الاضطراب بين الفرسان ولم يفلت من القتل إلا من ألقى بنفسه في النيل، فمات غريقاً أو كان يقاتل في أطراف المدينة.، وكانت المنصورة مقبرة الجيش الصليبي ...


    تعددت صور شجاعة هؤلاء المماليك في التعدي لأعداء الإسلام وشهد التاريخ ببسالة الدور الذي لعبه المماليك في مقاومة الصليبيين


    فذكر جوانقيل آن الكونت بواتييه والكونت فلاندر


    وبعض قادة قواتهم أنهم كانوا يرسلون إلى الملك لويس يتوسلون إليه: أن يقصر عن الجريمة لعجزهم عن متابعته لضغط المماليك الشديد عليهم. ويقول ثم جاء للكونتابل جندي كان يعمل صولجاناً ويرتجف خوفاً وأخبره أن الترك


    قد أحدقوا بالملك وأنه في خطر عظيم فرجعنا، وأبصرنا بيننا وبينه ما لا يقل عن ألف مملوك والملك قريب من النهر والمماليك يدفعون قواته ويضربون


    السيوف والصولجانات وأرغم القوات الأخرى على التقهقر....






    وقد وصفهم أحد المؤرخين عن تلك المعركة بقوله: والله لقد كنت أسمع زعقات الترك كالرعد القاصف ونظرت إلى لمعان سيوفهم وبريقها كالبرق الخاطف فلله درهم لقد أحيوا في ذلك اليوم الإسلام من جديد بكل أسد من الترك قلبه من حديد، فلم تكن إلا ساعة وإذا بالأفرنج قد ولوا عل أعقابهم منهزمين وأسود الترك لأكتاف خنازير الأفرنج ملتزمين.


    ولم يقو الملك على القتال ، وتم تطويق الجيش بأكمله، وحلت به هزيمة منكرة، ووقع كل أفراده تقريباً بين قتلى وجرحى وأسرى، حيث سيق مكبلاً إلى المنصورة، وسُجن في دار فخر الدين إبراهيم بن لقمان وعُهد إلى الطواش


    صبيح بحراسته وخُصّص من يقوم بخدمته، وكانت معظم الحرب في فارسكور، فبلغت عدَّة القتلى عشر’ آلاف في قول المقل وثلاثين ألفاً في قول المكثر وأسر


    من الفرنج عشرات الألوف بما فيهم صناعهم وسوقتهم، وغنم المسلمون من الخيل والبغال والأموال ما لا يحصى كثرة وأبلت الطائفة المملوكية البحرية


    لا سيما بيبرس البندقداري فقد أبلي في هذه المعركة بلاءاً حسناً برز بيبرس عندما قاد جيش المماليك في المنصورة ضد الصليبيين فقد شن الفرنجة هجوماً مباغتاً على الجيش المصري مما تسبب بمقتل قائد الجيش فخر الدين بن


    الشيخ وارتبك الجيش وكادت أن تكون كسرة إلا أن خطة معركة أو مصيدة المنصورة التي رتبها بيبرس، القائد الجديد للمماليك الصالحية أو البحرية وبموافقة شجرة الدر التي كانت الحاكمة الفعلية لمصر قي تلك الفترة بعد موت


    زوجها سلطان مصر الصالح أيوب. فقاد الهجوم المعاكس في تلك المعركة ضد الفرنج، وتسبب بنكبتهم الكبرى في المنصورة. التي تم فيها أسر الملك الفرنسي لويس التاسع وحبسه في دار ابن لقمان.







    وتضمنت انتصارات المماليك على الصليبيين أنهم استطاعوا الاستيلاء على ثمانين سفينة من سفن الصليبيين بعد أن قاموا بسحب بضعة سفن من سفن


    المسلمين إلى اليابسة وأنزلوها ثانية إلى الماء على بعد فرسخ من شمال معسكرهم فاستحالت عودة الفرنج الذين ذهبوا إلى دمياط لجلب المؤنة،وتم قتل جميع بحارة الثمانين سفينة كما استولوا على اثنين وثلاثين مركباً مما أضعفهم وطلبوا الصلح.


    لويس التاسع في الأسر وشروط الصلح


    لم يهتم المسلمون كثيراً، بعد إنتصارهم، بأمر دمياط، ونظروا إلى أبعد من ذلك ففكَّروا باسترداد ما بأيدي الصليبيين في بلاد الشام، فاستغلوا وجود الملك الفرنسي في الأسر لتحقيق هذه الغاية، لكن لويس التاسع أجاب بأن هذه



    دار بن لقمان التي أُسر فيها لويس التاسع



    البلاد ليست في أملاكه، بل تخص الملك كونراد ابن الإمبراطور فريدريك الثاني، وعبثاً حاول تورانشاه إرغامه على الاعتراف وأصرَّ لويس التاسع على
    رأيه، وقال: أنه أسيرهم، ولهم أن يفعلوا به ما يشاؤون، فبادر تورنشاه إلى إغفال هذا الموضوع لكنه قرَّر غزو بلاد الشام، وغالى في شروط الصلح، إذ كان لزاماً على الملك الفرنسي أن:



    ـ يفتدى نفسه بأن يؤدي مليون بيزنتة وهذا مبلغ كبير.
    ـ يُطلق سراح عدد كبير من الأسرى المسلمين.
    ـ يسلم دمياط إلى المسلمين.
    ـ يستمر الصلح مدة عشر سنوات.



    وافق الملك الفرنسي على هذه الشروط، وأقسم الطرفان على احترامها، وانتظر لويس لبعض الوقت حيث كانت زوجته تعاني آلام الوضع، وأرسل بعض رجاله إلى دمياط لتسليمها للمسلمين، ودخلت القوات المدينة في السابع


    من مايو بعدما ظلت في أيدي قوات لويس ما يقرب من عام، ودفع لويس نصف الفدية حسبما اتفق عليه وأطلق سراح الصليبيين من البر الشرقي إلى جيزة دمياط، ثم تابعهم باقي الصليبيين.



    لويس التاسع جاثي ويقدم الفدية
    وفي يوم الأحد الربع من صفر عام 648هـ الموافق الثامن من مايو عام 1250م أقلعت سفن الفرنج واتخذت طريقها إلى عكا حاملة فلول الحملة بعد أن أنهكتها الهزائم وحلت بها الكوارث.




    من أسباب هزيمة الصليبيين في الحملة الصليبية السابعة


    ساهمت مجموعة من الأسباب في هزيمة الحملة الصليبية السابعة والتي من أهمها:
    أ ـ التطوير العسكري في الجيش الأيوبي.
    ب ـ وحدة الصف الإسلامي.
    جـ ـ هيبة القيادة الإسلامية.
    ح ـ نزول العلماء والفقهاء أرض الجهاد.
    خ ـ جهل الفرنجة بجغرافية البلاد الإسلامية.
    د ـ خطأ كبير في تقدير العامل الزمني.
    ذ ـ العصيان وعدم الطاعة عند الصليبيين.
    ر ـ إنحلال الحملة السابعة خلقياً.
    ز ـ فتور الروح الدينية عند الصليبيين.
    س ـ التهور وقصور النظر.



    نتائج الحملة الصليبية السابعة


    لقد ترتب على هزيمة لويس التاسع عام 1250م/648هـ مجموعة من النتاج من أهمها:
    إرتفاع شأن ومكانة المماليك: فقد تبين بوضوح الدور البارز الذي قام به المماليك في معركة فارسكور وكيف أن جهادهم أعداء الإسلام كلل بالنجاح، وفي حقيقة الأمر، أن ذلك الدور كان له أثره في ارتفاع شأنهم



    وبذلك سيصبح لهم السند التاريخي في الوصول إلى العرش، وليس غريباً أن العام الذي شهد الانتصار على الغزاة وهو عام 1250م/648هـ هو ذاته


    الذي شهد نهاية تورانشاه لتنتهي الدولة الأيوبية، ويتم إفساح الطريق لدولة المماليك الأفذاذ لتدافع عن الإسلام، بقوة وعزم ونشاط وحيوية جهادية رائعة.


    يتبع إن شاء الله



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: محطم التتار والروافض والصليبيين :: الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري

    محطم التتار والروافض والصليبيين :: الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري


    ابو محمد الصعيدى


    ُأمة تمرض ولكنها لا تموت
    هجوم التتار علي ديار الاسلام
    اصعب المحن في التاريخ الاسلامي
    ـــــــــــــــ ــ
    لم تتعرض امة الاسلام طوال تاريخها لمحنة ومصيبة مثل , مصيبة التتار فقد تكالبت الاحداث وتحالفت قوي , الشر ضد الاسلام والمسلمين
    لقد تحالف التتار مع الروافض مع الصليبين من أجل ,القضاء علي الاسلام وأهله !!..
    وهكذا فبعد أن هلك جنكيزخان عليه لعنة الله ,تولى إبنه منكوخان زعامة دولة التتار وهو يفكر في إسقاط الخلافة العباسية، واجتياح العراق، ثم بعد ذلك اجتياح الشام ومصر.. وكان منكوخان قائداً قوياً حازماً، لكن ساعده
    بصورة أكبر إخوته الثلاثة الذين كانوا عوناً له في تحقيق أحلامه.. فأحد إخوته وهو أريق بوقا ظل معه في قراقورم العاصمة؛ ليدير معه الإمبراطورية الواسعة.. وأما الأخ الثاني قبيلاي فقد أوكل إليه إدارة الأقاليم الشرقية،
    والتي تضم الصين وكوريا وما حولها من أقاليم.. وأما الأخ الثالث هولاكو فقد أصبح مسئولاً عن إدارة إقليم فارس وما حوله، مما يجعله في مواجهة الخلافة الإسلامية مباشرة.. ولا شك أن الجميع قد سمع عن اسم هولاكو قبل ذلك!!..
    هولاكو هو الزعيم التتري السفاح.. الذي لا يمتلك أية نزعة إنسانية.. الرجل الذي كان لا يرتوي إلا بدماء البشر.. تماماً كسلفه جنكيزخان، لعنهما الله..
    هولاكو.. شخصية من أبشع الشخصيات في تاريخ الأرض!!..
    ولأنه كان موكلاً بقيادة إقليم فارس، فإن مجال عمله الرئيسي كان
    البلاد الإسلامية.. وكانت معظم الدماء التي أراقها دماءً إسلامية.. ومعظم الآلام التي زرعها في قلوب البشر كانت في قلوب المسلمين.. وسبحان الله!.. كأن الحقد الذي كان في قلب هولاكو لم يكن كافياً لتدمير الأرض،

    فقد تزوج امرأة لا تقل عنه حقداً وبطشاً وظلماً.. لقد تزوج من الأميرة المغولية طقزخاتون، وكانت امرأة قوية ذات نفوذ في البلاط المغولي، وكانت فوق ذلك قد انتقلت إلى النصرانية، وكانت شديدة التعصب لديانتها، وشديدة الكراهية للإسلام..



    وهكذا اجتمع هولاكو مع زوجته طقزخاتون ليصبا جام غضبهما على الأمة الإسلامية.. وكان الهدف واضحاً في ذهن هولاكو.. إنه كان يريد بوضوح أن يُسقط بغدادعاصمة الخلافة العباسية، ثم يتجاوزها إلى ما بعدها..

    ومنذ تسلم هولاكو قيادة قطاع فارس وهو يعد العدة لإسقاط الخلافة العباسية.. والحق أن إعداده كان مبهراً عظيماً.. بقدر ما كان رد فعل المسلمين لهذا الإعداد تافهاً حقيراً..
    وإذا كان الوضع كذلك فلابد أن ينتصر
    هولاكو على مناوئيه وإن كانوا مسلمين؛ ذلك لأن لله عز وجل سننًا لا تتبدل ولا تتغير، والذي يأخذ بأسباب النصر من أهل الدنيا يعطيه الله عز وجل وإن كان كافراً، والذي لا يُعد نفسه ليوم اللقاء لابد أن ينهزم وإن كان مسلماً..
    (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها، وهم فيها لا يبخسون..)
    وهكذا أراد هولاكو حياته الدنيا، وأعد لها إعداداً جيداً، فأخذ نصيبه من الدنيا ولم يُبخس منه شيئاً..
    التحالف بين التتار والنصاري

    بدأ التتار في محاولة عقد بعض الأحلاف السياسية مع بعض الأطراف وموازين القوى المختلفة، وذلك لضمان نجاح المهمة الكبيرة، وهو تغير كبير في السياسة التترية التي ما عرفت قبل ذلك تحالفاً ولا دبلوماسية..
    وفي ظل ذالك استقبل منكوخان زعيم التتار سفارة صليبية أرسلت في سنة 651 هجرية من قبل لويس التاسع ملك فرنسا.. الذي ما يئس من إمكانية
    التعاون مع التتار، وكان بالطبع يُكِنّ حقداً كبيراً على المسلمين لهزيمته في موقعة المنصورة سنة648 هجرية، (منذ ثلاث سنوات فقط)، وكان يتزعم السفارة راهب دومينيكاني اسمه وليم روبروك، ومَثُل فعلاً بين يدي منكوخان،
    وبدأت المفاوضات للتعاون، ولكن سرعان ما فشلت هذه المفاوضات، والسبب أن منكوخان كان رجلاً صريحاً للغاية؛ فلم يكن دبلوماسيًّا بما يكفي لإبرام معاهدات أو عقد أحلاف إنما كان رجلاً بسيطاً واضحاً، مباشراً في كلامه، محدداً في رغباته..
    لقد قال منكوخان في بداية مفاوضاته: إنه لا يقبل أن يكون في العالم سيد سواه!! وإنه لا يعرف كلمة صديق إنما يعرف كلمة تابع!!.. فأصدقاؤه هم من يتبعونه.. ويعلنون الولاء له والطاعة، وأعداؤه هم الذين يحاربونه، أو الذين لا يقبلون طاعته، وهؤلاء ليست بينه وبينهم مفاوضات، إنما لهم السيف والإبادة..

    سياسة بسيطة جداً!!.. سياسة القطب الواحد في العالم!!..
    يقسم العالم إلى دولة صديقة أي: تابعة.. ودولة مارقة أي: معادية!..
    وبالطبع رفض ملك فرنسا أن يتحالف على أساس هذا الشرط، ومن ثم فشلت المفاوضات الأولى بين التتار وبين نصارى غرب أوروبا..

    وإذا كان نصارى غرب أوروبا وملوكها القدماء يرفضون التعاون مع منكوخان على أساس التبعية فهناك من الملوك الآخرين من يقبل بذلك، ويعتبره نوعاً من الواقعية..
    لذا فكر هيثوم ملك أرمينيا النصرانية في التحالف مع التتار على أساس التبعية كما يريد منكوخان؛ فملك أرمينيا يعلم قوة التتار؛ إن بلاده قد دُمِّرت

    من قبل على أيديهم في عهد جنكيزخان ثم في عهد أوكيتاي.. كما يعلم أن دولته ضعيفة هزيلة لا تقارن بأي حال من الأحوال مع دولة التتار؛ فمساحة أرمينيا أقل من 30 ألف كيلومتر مربع.. ويعلم ملك أرمينيا أخيرًا أنه

    محصور بين قوات التتار من جهة وقوات المسلمين من جهة أخرى، والعداء قديم جداً بينه وبين المسلمين، وهو يتحرق شوقاً لغزو بلاد المسلمين وإسقاط الخلافة العباسية، وإن لم يقبل الآن بالتبعية للتتار فسيرغم عليها غداً، وساعتها سيفقد ملكه بلا ثمن..
    كل هذا دفع هيثوم ملك أرمينيا أن يذهب بنفسه لمقابلة منكوخان في قراقورم عاصمة المغول.. ويبدو أن منكوخان قد بدأ يتعلم طرق السياسة،
    وبدأ يتعلم الاعتماد على المظاهر والكلمات المنمقة المختارة، فقد أقام منكوخان احتفالاً كبيراً، واستقبالاً رسمياً مهيباً لهيثوم ملك أرمينيا، وعامله كملك لا كتابع، وإن كانت كل بنود الاتفاق بينهما لا تصلح إلا بين سيد وتابع، لا ملك وملك..

    فبعد الاستقبال الحافل لملك أرمينيا (الذي قدم نفسه على أنه من رعايا منكوخان).. بدأ منكوخان يعطي وعوداً كبيرة وهدايا عظيمة إلى هذا الملك، وهو يشتري بذلك ولاءه وتبعيته.. فماذا أعطاه منكوخان؟..
    لقد أعطاه ما يلي:
    1ـ ضمان سلامة الممتلكات الشخصية للملك هيثوم ..
    2ـ إعفاء كل الكنائس المسيحية والأديرة من الضرائب..
    3ـ مساعدة الأرمن في استرداد المدن التي أخذها السلاجقة المسلمون منهم خلال الحروب التي دارت بينهم..
    4ـ اعتبار ملك أرمينيا هو كبير مستشاري الخاقان الكبير "منكوخان" فيما يختص بشئون غرب آسيا..
    وهكذا سعد ملك أرمينيا هيثوم بقربه من ملك التتار..



    وسارع أمير أنطاكيه اكبر الامارات الصليبية بوهمند إلي التحالف مع ملك التتار وإنضم إليه بكل ما يملكه من قوات ليكون خنجرا في خاصرة الامة الاسلامية ....

    سعى منكوخان أيضاً إلى عقد بعض الاتفاقات مع نصارى الشام والعراق، وهؤلاء ليسوا من الأمراء أو الملوك، ولكنهم من النصارى الذين يعيشون في كنف الإمارات الإسلامية في الشام، أو في الخلافة العباسية في العراق..
    وهذه
    بالطبع لم تكن اتفاقات رسمية ولا معلنة، وإنما كانت اتفاقات سرية مع بعض رؤوس النصارى، ومع بعض القساوسة، وذلك لتسهيل مهمة دخول التتار إلى هذه البلاد، ولنقل الأخبار من وإلى التتار..

    وقد نجح منكوخان فعلاً في الوصول إلى عدد كبير من هؤلاء النصارى، وعلى رأسهم بطريرك بغداد شخصياً وكان اسمه ماكيكا، وكان عاملاً مساعداً هاماً في دخول بغداد..
    عقد منكوخان أيضاً معاهدات مع مملكة الكرج النصرانية (في جورجيا الآن).. ومع أن تاريخ التتار مع مملكة الكرج كان تاريخاً أسود، إلا أن تاريخ الكرج مع المسلمين لم يكن أقل سواداً؛ ومن ثم فضل نصارى الكرج التعاون

    مع عدوهم الجديد التتار ضد عدوهم القديم المسلمين؛ وذلك لأمرين.. الأول: هو أن التتار لهم القوة الأعلى، ويغلب على الظن جداً أن ينتصروا، وثانياً: لأن الحرب بين النصارى والمسلمين حرب عقائدية أبدية كما ذكرنا من

    قبل، والكراهية أصيلة بين الطرفين، ولا تغير في العقيدة، ولذلك لا تغير في الكراهية.. وغياب الكراهية لن يكون إلا بغياب العقيدة.. قال تعالى:
    ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ..)

    يتبع إن شاء الله


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: محطم التتار والروافض والصليبيين :: الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري


    محطم التتار والروافض والصليبيين :: الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري


    ابو محمد الصعيدى

    بداية تحالف الروافض والتتار
    سقوط قلعة آلموت
    واستسلام الحشاشين
    ـــــــــــــــ ـ

    مع كل ما سبق ذكره ,من تحالفات بين التتار والنصاري والاعداد الكبير ,للسير نحو عاصمة الخلافة بغداد تجهز هولاكو ,بكل الاسباب التي تساعده علي تحقيق حلمه , وهو يتجه بجيشه الجرار نحو الغرب الاسلامي مدمراًفي طريقه ,كل

    البلاد الاسلامية حتي أتي علي شمال إيران ,حيث قلعة الرعب قلعة آلموت التي يسكنها الحشاشين , الحشاشين الذين ظلوا اعواماً وقوروناً يرهبون , ويقتلون

    ويغتالون في اهل السنة , فكم قتلوا من عظماء وامراء وقادة ,كانوا مثل النجوم في تاريخ الاسلام , إغتالتهم يد الحشاشين الروافض دون رحمة .
    كانوا مثالاً لكل شيطان مريد !!
    ورغم كل ذالك الجبروت , إلا انهم عندما داهمهم هولاكو لم يجد منهم بأساً ولا مقاومة تذكر!!

    ودخل هولاكو قلعة آلموت واستولي علي ما فيها ,مما جمعه الحشاشين علي مدار تاريخهم المليء بالجرائم ......

    وهنا بدأت مقابلة هولاكو مع نصير الدين الطوسي ,فمن هونصير الدين
    إنه علم فلك وفلسفة , وإسمه نصير الدين بن محمد بن محمد بن حسن الطوسي


    من علماء الشيعة ,الاثني عشرية وقد ترك مذهبه وتحول الي الاسماعيلية , واقام في قلعة آلموت مع الحشاشين وعندما رأه هولاكو قربه منه , واصبح من كبار

    مستشاريه ووعده هولاكو بإقامة مرصد فلكي له في مراغة , ومن أجل ذالك عمل نصير الطوسي علي إرضاء سيده بشتي الطرق ..

    يقول محمد باقر الموسوي وهو من علماء الروافض في كتابه ,روضات الجنات في ترجمة الطوسي ما نصه كالاتي : هو المحقق المتكلم الحكيم ,المتجبر الجليل ومن جملة امره المشهورالمعروف المنقول حكاية , استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان ,بن تولي جنكيزخان من عظماء سلاطين التتارية ,واتراك المغول ومجيئه في موكب السلطان ,مؤيد مع كمال الاستعداد إلي دار

    السلام بغداد ,لارشاد العباد وإصلاح البلاد وقطع دابر سلسلة البغي والفساد

    وإخماد دائرة الجور والالباس بإبداد دائرة ملك بني العباس , وإيقاع القتل العام

    في أتباع اؤلئك الطغاة ,إلي أن سال من دمائهم الاقذار كأمثال الانهار ,فانهار بها في ماء دجلة , ومنها إلي نار جهنم دار البوار ومحل الاشقياء والاشرار ...


    إنتهي كلام الموسوي وهو يصف نصير الطوسي ويعظم من شأن خيانته ويتباهي بها ألا لعنة الله علي الظالمين .........


    قال بن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقاً علي خيانة الطوسي مانصه :
    ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد وزير الملاحدة النصير الطوسى وزير هولاكو شفا نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه فعرضهم على السيف حتى شفا إخوانه من الملاحدة واشتفى هو فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء

    والمحدثين واستبقى الفلاسفة والمنجمين والطبائعيين والسحرة ونقل أوقاف المدارس والمساجد والربط إليهم وجعلهم خاصته وأولياءه ونصر في كتبه قدم العالم وبطلان المعاد وإنكار صفات الرب جل جلاله من علمه وقدرته وحياته

    وسمعه وبصره وأنه لا داخل العالم ولا خارجه وليس فوق العرش إله يعبد ألبتة واتخذ للملاحدة مدارس .... إنتهي كلام بن القيم رحمه الله
    فانظروا لفعل الروافض وخيناتهم التي ملأت كتب التاريخ , وكانت سبباً في أكبر كارثة تعرضت لها الامة الاسلامية , علي مدار تاريخها ...

    يتبع إن شاء الله


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: محطم التتار والروافض والصليبيين :: الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري

    محطم التتار والروافض والصليبيين :: الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري


    ابو محمد الصعيدى

    دور التقية في اسقاط الخلافة الاسلامية
    ـــــــــــــــ


    تبين فيما سبق لنا , الدور الذي لعبه نصيرالطوسي ،مع سيده هولاكو،لتدمير بلاد الاسلام ،وهدم الخلافة الاسلامية ...!!

    ويتم ذالك كله في غطاء من التقية ،التي يستتر خلفها الراوافض دائماً،ونحن هنا في تحليلنا لتلك الاحداث ، إنما جئنا بالخبرمن كتب القوم ومن اقلام،آياتهم التي تقطر حقداً وبغضاً لاهل السنة ،فيقول سيدهم الخوميني فضح الله سره في كتابه الحكومة الاسلامية :(إذا كانت ظروف التقية تلزم أحداً منا بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله) انتهي ......!!

    فدخول الطوسي مع هولاكوارض الاسلام، ليهدم الخلافة ويقتل المسلمين هو نصر حقيقي في ،نظر علماء الروافض !!!!

    وليس هذا من فراغ ولاكنهم يرون في أهل ،السنة أنهم كفار يُجوز قتلهم ولايؤاخذقاتلهم ولا تجب عليه الدية ،فهذا شيخهم المفيد في كتابه أوائل المقالات ، يقول : ( حاكياً إجماع الشيعة في موقفهم تجاه المخالفين: (إتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار، وأنّ على الإمام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم وإقامة البينات عليهم، فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب، وإلا قتلهم لردتهم عن الإيمان، وأن من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار) إنتهي ....!!

    وقال الجزائري نقمة الله في الانوار النعمانية :مبيناً حقيقة حجم الخلاف كما يراه هو بين الشيعة والسنة: (لم نجتمع معهم على إله ولا نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا) إنتهي ...!!

    وقال الخوميني فضح الله سره في كتابه المكاسب المحرمة :(غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين.. فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم).

    ثم أورد الخميني هذه الرواية: (عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم. فقال: الكف عنهم أجمل. ثم قال: يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغاة ما خلا شيعتنا).

    فقال فضح الله سره معلقاً على تلك الرواية: (الظاهر منها جواز الافتراء والقذف عليهم)...!!

    وكان في إستخدامهم التقية مع المسلمين السنة وخاصة ،مع الخليفة سبيلاً إلي وصولهم إلي مناصب قيادية في الدولة ، كما فعل بن العلقمي حتي وصل إلي رتبة رئيس الوزراء ، وهو يستخدم التقية ليس سياسة ولاكن تدُيناً ..

    قال الخوميني فضح الله سره في المكاسب المحرمة :(وترك التقية من الموبقات التي تلقي صاحبها قعر جهنم وهي توازي جحد النبوة والكفر بالله العظيم) إنتهي ...!!

    فانظركيف يرتبون على التقيَّة أعظم الأجر، وأنها أفضل عبادة تقدم في مذهب التشيع، ويسمونها الخبء أي إخفاء حقيقة النوايا الخبيثة في أعماق النفس، وأيضاً إخفاء حقيقة نوايا أهل التشيع تجاه الآخرلأن التشيع دين قائم على السرية والكتمان...!!

    فهذا هو السبب الحقيقي في محالفة ، بن العلقمي والروافض للتتار وليس كما ذُكر في كثير من كتب التاريخ ، أن حادثة الكرخ هي السبب الذي دعي ،بن العلقمي إلي مكاتبة هولاكووتشجيعه علي الدخول إلي بغداد ، وحادثة الكرخ هذه إنما هي حادثة عادية كثيراً ماكان يحدث مثلها ،بين اهل السنة والروافض .

    ولم تكن سياسة المكاتبة مع التتار هي الأولى في هذا السياق، بل سبقتها
    خطوات مهدت لها وكانت بمثابة الأرضية والمقدمة لما بعدها فقد إتخذ بن العلقمي سياسة خبيثة في إضعاف جيش الخلافة ساهمت في دخول التتار بغداد دون مقاومة تذكر، إذ إجتهد قبل مجيء التتار في صرف الجيوش وإسقاط إسمهم

    من الديوان وصرفهم عن إقطاعاتهم، ونجح في ذلك إذ كانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبا من مائة ألف منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر فلم يزل بن العلقمي مجتهدا في تقليلهم إلى أن لم يبق منهم سوى عشرة آلاف في أواخر أيام المستعصم.!!

    ويقول الذهبي: (استوزر المستعصم بن العلقمي الرافضي فأهلك الحرث والنسل، وحسن له جمع الأموال، وأن يقتصر على بعض العساكر، فقطع أكثرهم)..!!

    وبلغت حالة الجيش وعساكر الخلافة بالذات مبلغا من الذل والهوان، حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد، وحق للشعراء أن ينشدوا فيهم الشعر ويرثوهم بالقصائد، وينعوا على الإسلام وأهله.

    وقال السبكي: (كان شيعيا رافضيا في قلبه غل على الإسلام وأهله.
    تولى الوزارة للخليفة العباسي المستعصم مدة أربع عشرة سنة أفشى خلافها الرفض فعارضته السنة فكبت فتنمّر).

    و قال بن الاثير :( رافضيا خبيثا رديء الطوية على الإسلام وأهله).


    وقال بن تيمية :(والرافضة تحب التتار ودولتهم لأنه يحصل لهم بها من العز ما لا يحصل بدولة المسلمين، والرافضة هم معاونون للمشركين واليهود والنصارى على قتال المسلمين، وهم كانوا من أعظم الأسباب في دخول التتار قبل إسلامهم إلى أرض المشرق بخراسان والعراق والشام، وكانوا أعظم الناس معاونة لهم على أخذهم لبلاد الإسلام وقتل المسلمين وسبي حريمهم، وقضية ابن العلقمي وأمثاله مع الخليفة، وقضيتهم في حلب مع صاحب حلب مشهورة يعرفها عموم الناس... وإذا غلب المسلمون النصارى والمشركين كان ذلك غصة عند الرافضة، وإذا غلب المشركون والنصارى المسلمين كان ذلك عيدا ومسرة عند الرافضة.)إنتهي...!!
    ويتبين من خلال ما سبق أسباب تعاون الرافضة مع ،التتار والتمهيد معهم من خلال بن العلقمي والطوسي ، ومن علي شاكلتهم لدخولهم لديار الاسلام ،وهدم الخلافة الاسلامية وقتل أهل السنة المخالفين ..!!

    وللحق فإنهم لايتحملون المسؤلية وحدهم ،وإنما يتحملها أيضاً والجانب الكبير منها الخليفة المستعصم ، إذ أنه ترك الامور لذالك الرافضي بن العلقمي وإنصرف هو ،إلي الدنيا ولهوها تاركاً مصير البلاد وأهلها في يد ذالك الذئب ،الذي يتحين أي فرصة للانتقام والنيل من الاسلام وأهله ...!!

    يتبع إن شاء الله

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: محطم التتار والروافض والصليبيين :: الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري

    محطم التتار والروافض والصليبيين :: الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري


    ابو محمد الصعيدى

    المشهد الدامي .... سقوط بغداد
    حاضرة الدنيا وعاصمة الخلافة الاسلامية
    ــــــــــــــ
    ***********

    كانت فاجعة التتار، وهمجية المغول من أعظم ما بُلي به المسلمون. ولعل الذين عاشوا محنتها كانوا يظنون فيها نهاية للإسلام والمسلمين...

    وقد اوردنا فيما سبق الدور الذي قام به بن العلقمي والطوسي في تحالفهم مع التتار لهدم دار الاسلام وقد تم لهم ما ارادوا ...!!


    منظر لعاصمة الرشيد بغداد

    ونكمل بقية مخططهم الخبيث في هدم ديار الاسلام ونورد اخبارنا باقلام
    علماءهم ومن كتبهم حتي لايتقول اويزايد علينا احد من المنافقين اوالمدافعين عن التقريب بين اهل السنة والروافض فإن علماء الروافض لم يخجلون من كتابة

    خيانتهم للمسلمين في صفحات كتبهم ودونوها بإعتزاز وكأنهم يفخرون بهذه الخيانة التي كادت ان تهدم دولة الاسلام ونري ذالك جلياً في كلام بن الاثيرعن هذه الفاجعة وفي بدايتها وهو الذي لم يشهد سقوط بغداد ......

    لقد أحجم في البداية العلماء المعاصرون عن الكتابة عن محنة التتار لهول
    الفاجعة، فبقي بن الأثير (ت 630هـ) عدة سنين معرضا عن ذكرها استعظاما لها،وهو القائل:(فيا ليت أمي لم تلدني، وياليتني مت قبل حدوثها وكنت نسيا منسيا .)ويقول أيضا: ( فلو قال قائل إن العالم منذ خلق الله سبحانه وتعالى أدم وإلى الآن لم يبتلي بمثلها لكان صادقا، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها).
    وهي عنده أعظم من فـتنة الدجال، بل لقد اقسم أن من سيجئ بعدها سينكرها وُحق له ذلك: وتالله لا شك أن من يجئ بعدنا إذا بعد العهد ويرى هذه الحادثة مسطورة ينكرها ويستبعدها والحق بيده... ولم ينل المسلمين أذى وشدة مذ جاءالنبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الوقت مثل ما دفعوا إليه الآن .

    هذا الوصف كله من بن الأثير وهو لم يشهد فاجعتهم الكبرى بسقوط بغداد سنة (656هـ) وقتل الخليفة العباسي وسفك دماء المسلمين، وهي فاجعة تضاهي ماسبقها بل تـزيد، ويمكن القول إنها فتن يرقق بعضها بعضها وسيتضح حين الحديث عنها حجم مآسيها وضخامة أحداثها.

    كما أن بن الأثير لم يشهد كذلك أحداث التتر في نهاية القرن السابق الهجري (699هـ) حين عبروا الفرات إلى بلاد الشام وما حولها،وما حصل للمسلمين في هذه الفترة من البلاء والمحن .. فكيف لو شاهد ..!!!
    لقد قامت جيوش التتار بمحاصرة بغداد , بعدما تبين لهم من خلال المراسلات مع بن العلقمي , انه لا يوجد ببغداد جيوش ذات بأس , تذود عن عاصمة الاسلام ونأتي هنا لرويات علماء الروافض ومن كتبهم وهم يصورون دخول التتار لارض المسلمين ..




    مخطوطة تصور حصار المغول لبغداد عام 1258 ميلادية قبل اقتحامها

    وها هي روايات الروافض من كتبهم تشهد بحقدهم وتدبيرهم علي الاسلام واهله وخلافته .!!
    يروي علامة الروافض ميثم البحراني في كتابه(النجاة في القيامة )
    ما نصه (وفي أوائل المحرم سنة 655 هـ 1257 م حاصر هولاكو بغداد، وقد استصحب الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (597 - 672) وقررهولاكو إرسال المحقق الطوسي سفيرا إلى الخليفة العباسي المستعصم

    للتفاوض معه، وحاول الطوسي أن يقنع الخليفة بالتنازل للأمر الواقع
    لتهدئة الأوضاع والحد من إراقة الدماء، إلا أن الخليفة أصر على رفض كل الحلول المطروحة، فرجع الطوسي صفر اليدين، وبدأ هولاكو بتضييق الحصار على بغداد.

    وحيث تصدى وزير الخليفة مؤيد الدين العلقمي القمي لزوال آل العباس، آملا في أن يليها أحد السادة العلويين، فقد كاتب التتاروراسلهم خفية، وأطمعهم في الاستيلاء على بغداد بغير قتال وجلاد، وفرق جيش المستعصم، وأبلغه أن

    هولاكو يريد أن يزوج ابنته ابنك أبا بكر، ثم يكون لك كما كان لك السلاجقة وتبقى أنت الخليفة، فإن رأيت أن تخرج إليهم وتصالحهم وتصاهرهم، فلا تراق الدماء وينتهي الأمر بالسلام والوئام!

    وحيث لم يكن للخليفة تدبير إلا في تطيير الطيور، لذلك فقد نجحت فيه خدعة
    الوزير، واستدعى الوزير من فقهاء بغداد وسائر علمائها أن يحضروا مجلس السلام، وخرج الخليفة وبيده قضيب النبي (صلى الله عليه وآله) وعليه بردته مع جماعة من العلماء والأعيان وأكابر الدولة إلى بلاط هولاكو، وأدخلهم هولاكو في مخيمه، وحيث اجتمع جمعهم جرد جنوده سيوف الخيانة والحتوف فيهم.
    أما المستعصم وابنه أبو بكر فقد وضعوهما في جولقين (خرجين) وضربوهما بمكدم الجص حتى ماتا، وكان ذلك في اليوم الثامن والعشرينمن شهر محرم سنة 656 ه ثم استباحوا بغداد أربعين يوما، وقتلوا سائر أولادالمستعصم واسترقوا بناته، وكأن دخولهم بغداد كان بعد أسبوع من قتل المستعصمومن اعتصم به، في الخامس من شهر صفر سنة 656 هـ 1258 م.

    وأوكل هولاكو إلى الطوسي ولاية الأوقاف والتفتيش العام في شؤون البلاد.) انتهي .....

    ويحدد بن القيم دور الطوسي مع التتر في محنة بغداد ويقول إثر حديث عن الرافضة عموما
    (ولماانتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد وزير الملاحدة، النصير الطوسيوزير هولاكو، شفا نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه فعرضهم على السيف حتى شفى إخوانه من الملاحدة واشتفى هو؛ فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين،واستبقى الفلاسفة والمنجمين والطبائعيين والسحرة ونقل أوقاف المدارس والمساجد والربط إليهم وجعلهم خاصته وأولياءه) ...


    مواقـف وأدوار أخـرى
    ـــــــــــ
    *************


    لم يكن دور الرافضة ينتهي عنـد حد هؤلاء، فثمـة شخصيات ومواقـف أخرى نذكـر منها
    موقف الشيخ الرافضي
    (الفخـر محمد بن يوسف بن محمد الكنجـي) الذي كان يصانع التتر على أمـوال الناس، وكان كما قال ابن كثير خبيث الطويـة مشرقيـا ممالئا لهم على أموال المسلمين، فقتلته العامة وسط الجامع إثرانتصار المسلمين في معركة عين جالوت

    (
    وموقف محمـد بن الحسن المعروف بابن طاووس الحلي) الذي أهدى كتابه البشارة إلى هولاكو المغولي، فسلم الحلة والنيل والمشهدين من القتل والنهب حين سقوط بغـداد سنة 656هـ، وردّ إليه هولاكو النقابـة بالبلاد الفراتية فحكم في ذلك قليلا ثم مات دارجاً.
    ومحمـد بن أبي العـز الحلي الذي نقل الرافضة أنفسهم أنه اشترك مع سديد الدين والد العلامـة الحلي، في كتابة الرسالة إلى هولاكووطلب الأمان لأهل الحلة.
    ويعترف الرافضة مرة أخرى أن بلدة كاشان قد نجت من فتنة هولاكو بسبب أفضل الدين الكاشاني الذي كان معاصرا للطوسي ويقال إنه خاله.
    وهل تسلم ديار الرافضة ومشاهدهم من بطش التتر لولا المصانعة والمواطأة والمكاتبة ؟



    ولقد بلغ الأمر مناداة التتار أن من دخـل دور الرافضة فهو آمن، وكذلك تخلّص ابن أبي الحديد صاحب شرح نهج البلاغة من مقتلة المغول لكونه في دارابن العلقمي، ثم حضر عند الخواجة نصير الدين الطوسي ففوّض إليه خزائن الكتب ببغداد مع غيره . .



    مصير بن العلقمي بعد خيانته التاريخية
    ــــــــــــ
    ************

    لا يحيق المكر السيء إلا بأهله دخل التتار وجندهم بغداد ووقع ما وقع من الظلم والفساد وسفك الدماء وهتك الأعراض، ولم يكن ابن العلقمي بعيدا عن ذلك كله ولا سالما منه ألبتة،
    وقد أحسن الظن الذهبي في تعبيره وكان دقيقا في وصف حالته حين قال: وحفر للأمة قليبا فأُوقِع فيه قريبا، وذاق الهوان، وبقي يركب كديشا وحده بعد أن كانت ركبته تضاهي موكب السلطان؛ فمات غبنا وغما، وفي الآخرة أشد خزيا وأشد تنكيل.
    ونقل الصفدي ندم ابن العلقمي حيث لا ينفعه الندم وكان كثيرا ما يقول: وجرى القضاء بعكس ما أمّلته لأنه عومل بأنواع الهوان من أراذل التتار والمرتدة؛ حكي أنه كان في الديوان جالسا فدخل بعض التتار ممن لا وجاهة له راكبا فرسه، فساق إلى أن وقف بفرسه على بساط الوزير وخاطبه بما أراد، وبال الفرس على البساط وأصاب الرشاش ثياب الوزير وهو صابر لهذا الهوان يظهر قوة النفس وأنه بلغ مراده ...

    ولم تكن الشيعة بشكل عام وهم أهل وعشيرته بمنأى عن هذه الجرائم والمآثم، وعجيب أن يكون حنقه على أهل السنة، وحميته للشيعة تبيح له ذلك كله.

    ويروى أن بعض أهل بغداد قال له: يا مولانا أنت فعلت هذا جميعه وحميت الشيعة حميّة لهم، وقد قتل من الأشراف الفاطميين خلق لا يحصون، واُرتكب من الفواحش مع نسائهم وفضّت أبكارهم مما لا يعلمه إلا الله تعالى، فقال: بعد أن قتل الدوادار ومن كان على مثل رأيه لا مبالاة بذلك.



    باب البرج الشرقي ببغداد


    ويقول ابن الوردي:أراد ابن العلقمي نصرة الشيعة فنصر عليهم،وحاول الدفع عنهم فدفع إليهم، وسعى ولكن في فسادهم، وعاضد ولكن على سبي حريمهم وأولادهم، وجاء بجيوش سلبت عنهم النعمة ونكبت الإمام والأمة،وسفكت
    دماء الشيعة والسنة.
    وأخيرا ذهب ابن العلقمي ضحية مااقترفته يداه، ومات بعد دخول التتر بغداد بثلاثة أشهر غما وغبنا. ويقال إن امرأة رأته وهو في الذل والهوان وهو راكب في أيام التتر برذونا وهو مرسم عليه، وسائق يسوق به ويضرب فرسه فوقفت إلى جانبه وقالت له: يا ابن العلقمي،هكذا كان بنو العباس يعاملونك ؟ فوقعت كلمتها في قلبه وانقطع في داره إلى أن مات كمدا وغبينة وضيقا وقلة وذلة.
    وبلغ إذلال التتر له أن جعلوه تابعا لشخص يدعى ابن عمران كان خادما في دولة المستعصم.
    بل نقل النويري ما هو أشد من ذلك، إذ استدعاه هولاكو فلما مثل بين يديه سبّه ووبخه على عدم موافاته لمن هو غذي نعمته، وأمر بقتله فقتل، وقيل لم يقتله وذكر السيوطي أنه صار معهم في صورة بعض الغلمان، وأنه مات كمدا.


    الخائن بدر الدين لؤلؤ
    او الملك الرحيم
    ـــــــــــ

    *****************

    وهذا ايضا ً له دور كبير في سقوط الخلافة واستباحة التتار لها
    البدر لؤلؤ صاحب الموصل والملقب بالملك الرحيم،ملك الموصل نحوا من خمسين سنة، وهو الذي أزال الدولة الأتابكية عن الموصلوهم أسياده وكان فيه نزعة تشيع إذ كان يبعث في كل سنة إلى (مشهد علي) قنديلا ذهبا زنته ألف دينار، قال ابن كثير: وهذا دليل على قلة عقله وتشيعه.

    أما أصله فكان أرمنيا حتى نقل عنه الذهبي أنه كان يحتفل لعيدالشعانين لبقايا فيه من شعار أهله، وكان يمد سماطا عظيما للغاية ويحضرالمغاني وتدار في غضون ذلك أواني الخمور، ويتخاطف الناس ما ينثره من الذهب فيذلك اليوم، فمقت لإحياء شعار النصارى وقيل فيه:
    يعظم أعياد النصارى محبةويزعم أن الله عيسى ابن مريم

    أما عن مساهمته في دخول التتر بلاد المسلمين، فقد ذكرالحافظ ابن كثير أن جنود التتر حين نازلت بغداد سنة ست وخمسين وستمائة جاءت إليهم أمداد صاحب الموصل يساعدونهم على البغاددة وميرته وهداياه وتحفه؛وكل ذلك خوفا على نفسه من التتار ومصانعة لهم.
    وقال الذهبي عنه: وكاني صانع التتار وملوك الإسلام.
    بل نقل بعض المؤرخين أن صاحب الموصل كان من بين المحرضين لهولاكو على قتل الخليفة العباسي.

    وحين انفصل هولاكوخان عن بغداد بعد الوقعة الفظيعة العظيمة سار الملك الرحيم إلى خدمته طاعة له ومعه الهدايا والتحف، فأكرمه واحترمه ورجع من عنده فمكث بالموصل أياما يسيرة، ثم مات.

    ونقل الذهبي أنه قلد هولاكو جوهرة يتيمة قدمهاهدية له وطلب أن يضعها في أذن هولاكو فأتكأ ففرك أذنه وأدخل الحلقة في أذنه،وأن الملك الرحيم عاد إلى بلاده الموصل متوليا من قبل هولاكو، وقرر عليه مالاً يحمله.

    بل زاد مستوى العلاقة بين الملك الرحيم وأسرته وبين التتر حتى بلغ المصاهرة فقد تزوج ولده الملك الصالح إسماعيل ابنة هولاكوا،لكن ذلك لم يدم طويلا إذ أغضب الصالح إسماعيل ابنة هولاكو وأغارها، فنازلت التتر الموصل واستمر الحصار عشرة أشهر ثم أخذت، وخرج إليهم الصالح بالأمان فغدروا به واستباحوا الموصل.
    وتلك عاقبة المواطأة مع الكفار، ونتيجة معجلة لممالأة الفجار، ممن لا يرقبون في المسلمين إلاًّ ولا ذمة، فلا حول ولاقوة إلا بالله.
    وقد اطنب شيخ الاسلام بن تيمية في وصفه للحدث الفاجع الذي إبتلُيت به بلاد الاسلام في كلام طويل محزن وهوشاهد عيان في وصف الحدث وهوله، وموقف الناس بإزائه فقال:فينبغي للعقلاء أن يعتبروا بسنة الله وأيامه في عباده، ودأب الأمم وعاداتهم لا سيما في مثل هذه الحادثة العظيمة التيطبق الخافقين

    خبرها، واستطار في جميع ديار الإسلام شررها، وأطلع فيها
    النفاق ناصية رأسه، وكشر فيها الكفر عن أنيابه وأضراسه، وكاد فيها عمود الكتاب أن يُجتث ويخترم، وحبل الإيمان أن ينقطع ويصطلم، وعقر دار المؤمنين أن يحل بهاالبوار،

    وأن يزول هذا الدين بإستيلاء الفجرة التتار. وظن المنافقون
    والذين في قلوبهم مرض أن ما وعدهم الله ورسوله إلا غرورا، وأن لن ينقلب حزب الله ورسوله إلى أهليهم أبدا، وزين ذلك في قلوبهم، وظنوا ظن السوء وكانوا قومابورا،

    ونزلت فتنة تركت الحليم فيها حيران، وأنزلت الرجل الصاحي منزلة
    السكران، وتركت الرجل اللبيب لكثرة الوسواس ليس بالنائم ولا اليقظان،وتناكرت فيها قلوب المعارف والإخوان، حتى بقي للرجل بنفسه شغل عن أن يُغيث اللهفان.

    ومّيز الله فيها أهل البصائر والإيقان من الذين
    في قلوبهم مرض أو نفاق وضعف إيمان، ورفع بها أقواما إلى الدرجات العالية،كما خفض بها أقواما إلى المنازل الهاوية، وكفر بها عن آخرين أعمالهم الخاطئة، وحدث من أنواع البلوى ما جعلها قيامة مختصرة من القيامة الكبرى.
    فإن الناس تفرقوا فيها ما بين شقي وسعيـد، كمايتفرقـون كذلك في اليوم الموعود، وفـر الرجل فيها من أخيـه وأمـه وأبيـه،وإذ كان لك امـرئ منهم شأن يغنيه.
    وانقسم الناس ما بين مأجور ومعذور، وآخر قد غره بالله الغرور. وكان هذا الإمتحان تمييزا من الله وتقسيما؛{لِيَجْزِيَاللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءأَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب:24]

    بعض الصور للمدرسة المستنصرية ببغداد بجانب قصر الخلافة شاهدة علي حضارتها العريقة

    -
    وهكذا دارات الدائرة علي بغداد حاضرة الخلافة العباسية بل وحاضرة الدنيا أنذاك
    وخُربت دورها وشُرد اهلها بفضل خيانات الرافضة ومن تبعهم من ملوك المسلمين الخونة وبعض طوائف اليهود والنصاري وزال ملك بني العباس
    وليت شعري اين ذالك الشاعر حيث قال حين جلس ابو العباس السفاح علي عرش الخلافة حين قال

    اصبح المُلك ثابت الاساس :: بالبهاليل من بني العباس

    سار الامر الي زوال فسبحان مقلب الليل والنهار
    وأقل ما قيل في قتلي بغداد انه قتل بها ثمان مائة ألف نفس، وأكثر ما قيل: بلغوا ألف ألف وثمانمائة ألف، وجرت السيول من الدماء، فإنا لله وإنا إليه راجعون"
    وخربت بغداد وقتل أهلها حتى قال شاعرهم:


    بادتْ وأهلوها معاً فبيوتهم ** ببقاء مولانا الوزير خرابُ

    وقال آخرون
    يا عصبة الإسلام نوحي واندبي ** حزناً على ما تم للمستعصم
    دستُ الوزارة كان قبل زمانه ** لابن الفرات فصار لابن العلقم

    ومن أحسن ما قيل في بغداد قصيدة لتقي الدين أبي اليسر

    لسائل الدمع عن بغداد أخبارُ ** فما وقوفك والأحبابُ قد ساروا
    يا زائرين إلى الزوراء لا تفدوا ** فما بذاك الحمى والدارُ ديّارُ
    تاج الخلافة والربع الذي شرفتْ ** به المعالم قد عفّاه إقفارُ

    أضحى لعصف البلى في ربعه أثرٌ ** وللدموع على الآثار آثارُ
    يا نار قلبيَ من نار لحرب وغى ** شبت عليه ووافى الربعَ إعصارُ

    علا الصليبُ على أعلى منابرها ** وقام بالأمر مَنْ يحويه زُنّارُ
    وكم حريم سبته التركُ غاصبةً ** وكم من دون ذاك الستر أستارُ
    وكم بدورٍ على البدرية انخسفت ** ولم يعد لبدور منه إبدارُ

    وكم ذخائر أضحتْ وهي شائعة ** من النهاب وقد حازته كفارُ
    وكم حدود أقيمت من سيوفهم ** على الرقاب وحُطتْ فيه أوزارُ
    ناديتُ والسبيُ مهتوك تجرّ بهم ** إلى السّفاح من الأعداء دُعَّارُ


    فإنا لله وإنا إليه راجعون
    يتبع بإذن الله
    -
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •