سئلت هل الظاهرية من أهل السنة والجماعة؟
فقلت: المذهب الظاهري:
فلمذهب الظاهرية إمامان، الأول: داود بن علي الأصبهاني وهو منشيء المذهب.
الثاني: أبو محمد ابن حزم الأندلسي وهو المجدد للمذهب الظاهري، وقد كان له الفضل في بيان المذهب وبسطه.
الظاهرية في الأصول من أهل السنة في الجملة إلا ما خالفوا فيه معتقد أهل السنة والجماعة، وابن حزم خلط بين أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات، مما جعله مخالفًا لأئمة أهل السنة في بعض المسائل، فقد وافق الجهمية على نفي الصفات بسبب تأثره بعلم المنطق الذي تعلمه في صباه، ولكنه رحمه الله كان ناصرًا للسنة حريصًا على متابعة الرسول، ومن تتبع كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل يجده قد هدم فيه أقوال الجهمية وأصولهم، فابن حزم على أصول أهل السنة وإن وافق الجهمية على بعض أقوالهم، والذي عليه أهل السنة في هذا الباب أن الله عالم بعلم ويتكلم بصوت ويبصر بعين، قال ابن كثير: (كان من أشد الناس تأويلًا في باب الأصول وآيات الصفات؛ لأنه كان أولاً قد تضلع من علم المنطق، أخذه عن محمد بن الحسن المذحجي والكناني القرطبي، ففسر بذلك حاله في باب الصفات).
وفي الفروع مذهب أهل الظاهر حيث الجملة لا يخرج عن دائرة الخلاف المعتبر! وإن كان عندهم بعض المسائل التي يُشنَّع بها عليهم، قال ابن باز: (الطريقة الظاهرية معروفة، وهي التي يسير عليها داود بن علي الظاهري، وأبو محمد ابن حزم، ومن يقول بقولهما، ومعناها: الأخذ بظاهر النصوص، وعدم النظر في التعليل والقياس، فلا قياس عندهم ولا تعليل، بل يقولون بظاهر الأوامر والنواهي، ولا ينظرون إلى العلل والمعاني، فسموا ظاهرية لهذا المعنى؛ لأنهم أخذوا بالظاهر ولم ينظروا في العلل والحكم، والأقيسة الشرعية التي دل عليها الكتاب والسنة، ولكن قولهم في الجملة أحسن من قول أهل الرأي المجرد الذين يحكمون الآراء والأقيسة، ويعرضون عن العناية بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، لكن عليهم نقص ومؤاخذات في جمودهم على الظاهر، وعدم رعايتهم للعلل والحكم والأسرار التي نبه عليها الشارع وقصدها، ولهذا غلطوا في مسائل كثيرة دل عليها الكتاب والسنة).
فاعترض علي بعض الأفاضل، بقوله: (كثيرا ما رأيت هذه النقول في وصف الإمام ابن حزم عن شيخ الإسلام وابن عبد الهادي وابن كثير... إلخ
فلو تفرد لنا يا شيخ أبو البراء محمد علاوة
منشورا يبين أخطاء الإمام ابن حزم في العقيدة لكن من كتبه فقط لأني وجدت أناسا ينفون صحة كلام شيخ الإسلام ومن وافقه فالصواب في هذه الحالة أن نبرهن على ذلك من كتب ابن حزم نفسه لا من كلام غيره وكتبه موجودة والحمد لله
فنقول أنه اعتقد كذا في باب الصفات والدليل قوله في الفصل (مثلا) كذا وكذا
وقوله في المحلى كذا وكذا
وإن كان له أكثر من قول في نفس النقطة نذكر القولين مع الإحالة إلى الكتاب والجزء والصفحة.
ننتظر منك ذلك المنشور فسيكون مفيدا لكثير من الناس وجزاكم الله خيرا).
وأخر قال: (يشكل رمي ابن حزم كونه من نفاة الصفات قوله في الاخلاق والسير " مداواة النفوس" : ( وقف العلم عند الجهل بصفات البارئ - عز وجل - ).
وهذا نص في كونه لا ينفي الصفات
ولابن حزم في الإحكام والفصل نصوص يثبت فيه صفات الله عزوجل الذاتية والفعلية).
فقلت: (أقترح عليكما نفتح هذا الموضوع للنقاش في المجلس العلمي للألوكة لمزيد الفائدة؟).
وها الموضوع بين يديكم؟