[حديث يعلى بن أمية]
متن الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يغتسل بالبراز بلا إزار، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر»


رُوي من طريق عطاء بن أبي رباح ، واختُلف عليه:

- فرواه عبد الملك بن أبي سليمان ، واختُلف عليه:
-- فرواه زهير بن معاوية ، عنه ، عن عطاء ، عن يعلى بن أمية به.
أخرجه أبو داود (4012) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (956) ، والنسائي (406).

-- ورواه أبو بكر بن عياش ، وأسباط بن محمد ، عنه ، عن عطاء ، عن صفوان بن يعلى ، عن يعلى بن أمية به.
أخرجه أبو داود (4013) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (957) ، والنسائي (407) ، وأحمد (17970) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7393) ، وفي "الاداب" (574) ، وفي "الأسماء والصفات" (157) ، والسراج في "حديثه" (844) ، والطبراني (670) ، ورواية أسباط بن محمد ذكرها ابن حجر في "النكت الظراف" (115/9) وعزّاها لابن أبي شيبة.

-- ورواه عبدة بن سليمان ، عنه ، عن عطاء به.
أخرجه هناد بن السري في "الزهد" (629/2).

- ورواه عبد الرحمن بن أبي ليلى ، واختُلف عليه:
-- فرواه وكيع ، عنه ، عن عطاء ، عن يعلى بن أمية به ، بلفظ "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسِّتْرَ".
أخرجه وكيع في "الزهد" (387) ، ومن طريقه أحمد (17968) ، وهناد بن السري في "الزهد" (628/2) ، وأبو زرعة المقدسي في "صفوة التصوف" (785).

-- ورواه أبو شهاب الحناط ، عنه ، عن عطاء به من قوله.
أخرجه البرجلاني في "الكرم والجود" (30).
وأبو شهاب الحناط تكلموا فيه ، قال يحيي بن سعيد: ((لم يكن بالحافظ)) ، وقال يعقوب بن شيبة: (( لم يكن بالمتين ، و قد تكلموا فى حفظه)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) ، وقال الساجي والأزدي: ((صدوق يهم فى حديثه)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالحافظ عندهم)).

- ورواه ابن جريج ، عن عطاء به.
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1111) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7394).

- ورواه ابن لهيعة ، عنه ، عن ابن عباس به.
أورده ابن القطان في "إحكام النظر" (ص129) ، ولم أقف عليه.

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (24): ((وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَاذَانُ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاش، عن عبد الملك ، عَنْ عَطاء ، عَنْ صَفْوان بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ قَالَ: إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ ؛ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَتِرْ.
قلتُ لأَبِي: وَقَدْ رأيتُ عَنْ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ؛ عَنْ أَبِي بكر ، عن عبد الملك، عن عَطاء، عن النبيِّ ، مُرسَلً.
قلتُ لأَبِي: هَذَا المتَّصِلُ مَحْفُوظٌ؟
قَالَ: لَيْسَ بِذَاكَ.))

وقال أيضاً (2509): ((وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأسودُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عَيَّاش، عن عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ عَطاء ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلى بْنِ أُمَيَّة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ قَالَ: إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ ؛ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ، فَلْيَسْتَتِرْ ولَوْ بِشَيْءٍ؟
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَمْ يَصْنَعْ فِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش شَيْئًا، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ فِي حِفْظِهِ شيءٌ؛ والحديثُ حَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ زُهَيْرٌ ، وأسباط بن محمد ، عن عبد الملك، عَنْ عَطاء، عَنْ يَعْلى بْنِ أُمَيَّة، عن النبيِّ .))

وقال مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجة" (ص824): ((وفي كتاب الخلال عن أحمد: "هذا حديث منكر"، وقال الدارقطني: "أنا أنكره؛ لأنهم رووه عن عطاء مرسلا، ووصله أسود".))

وقال ابن رجب في "فتح الباري" (334/1): ((وقد قيل: إن في إسناده انقطاعاً، ووصله بعض الثقات، وأنكر وصله أحمد وأبو زرعة.))

[حديث معاوية بن حيدة]
أخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (73/73) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص374) من طريق عباس بن محمد الدوري، نا محمد بن يوسف أبو بكر الجرجاني، نا عاصم بن مضرس، عن عبد السلام بن حرب، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأى رجلا يغتسل في صحن الدار فقال: «إن الله حييّ، حليم ستير، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر ولو بجذم حائط»

وعاصم بن مضرس ، قال أبو حاتم: ((منكر الحديث)) ، وقال النسائي: ((ليس بالحافظ)) ، وقال العقيلي: ((حديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه)) ، وقال السيوطي: ((متروك)).
انظر: "الجرح والتعديل" (351/6) ، "المغني في الضعفاء" (322/1) ، "الضعفاء الكبير" (338/3) ، "الزيادات على الموضوعات" (416/1).

[حديث ابن عباس موقوفاً]
أخرج أبو داود (5192) ، وأبو عبيد القاسم بن سلام في "الناسخ والمنسوخ" (406) عن عبد العزيز بن محمد، وابن أبي حاتم في "التفسير" (14787) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (13559) عن سليمان بن بلال ، كلاهما عن عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلَيْنِ سَأَلَاهُ عَنِ الِاسْتِئْذَانِ فِي الثَّلَاثِ عَوْرَاتٍ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُمَا ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّ اللهَ سِتِّيرٌ يُحِبُّ السَّتْرَ، كَانَ النَّاسُ لَيْسَ لَهُمْ سُتُورٌ عَلَى أَبْوَابِهِمْ، وَلَا حِجَالٌ فِي بُيُوتِهِمْ، فَرُبَّمَا فَاجَأَ الرَّجُلَ خَادِمُهُ، أَوْ وَلَدُهُ، أَوْ يَتِيمُهُ فِي حِجْرِهِ وَهُوَ عَلَى أَهْلِهِ، فَأَمَرَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتَأْذِنُوا فِي تِلْكَ الْعَوْرَاتِ الَّتِي سَمَّى الله عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ جَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدُ بِالسُّتُورِ، وَبَسَطَ عَلَيْهِمْ فِي الرِّزْقِ، فَاتَّخَذُوا السُّتُورَ، وَاتَّخَذُوا الْحِجَالَ، فَرَأَى النَّاسُ أَنَّ ذَلِكَ قَدْ كَفَاهُمْ مِنَ الِاسْتِئْذَانِ الَّذِي أَمَرَ اللهُ بِهِ "
وهذه رواية سليمان بن بلال ، وليس في رواية عبد العزيز بن محمد لفظ "ستير" ، ولكن سليمان بن بلال أثبت منه.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (31/11): ((سنده قوي)).
وقال ابن كثير في "التفسير" (83/6): ((وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ)).

قلت: عمرو بن أبي عمرو فيه كلام ، وقد تكلم بعض العلماء على روايته عن عكرمة وحكموا عليها بالاضطراب.
انظر: "شرح علل الترمذي" (798/2) ، "المقترب في بيان المضطرب" (ص407).

ولكن أخرج أبو داود (5191) ، وابن أبي شيبة (17611) عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، سمع ابن عباس، يقول: «لم يؤمر بها أكثر الناس آية الإذن، وإني لآمر جاريتي هذه تستأذن علي»
وقال أبو داود: ((وكذلك رواه عطاء، عن ابن عباس يأمر به)).

وقال أبو داود عن رواية عمرو بن أبي عمرو: ((حديث عبيد الله وعطاء يفسد هذا الحديث))
وقال البيهقي: ((حَدِيثُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ وَعَطَاءٍ يُضَعِّفُ هَذِهِ الرِّوَايَةَ))
وتعقبه الذهبي في "المهذب" (10862) فقال: ((ما هي بضعيفة، فيكون لابن عباس في المسألة قولان))
وقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: " وَلَيْسَ وَجْهُ هَذَا عِنْدِي أَنْ يَكُونَ عَلَى الرُّخْصَةِ مِنْ أَجْلِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمْ يُخْبِرْنَا أَنَّهُ نَسَخَهَا قُرْآنٌ، وَلَا أَنَّ السُّنَّةَ جَاءَتْ بِرُخْصَةٍ فِيهَا، إِنَّمَا قَالَ: "لَمْ أَرَ أَحَدًا يَعْمَلُ بِذَلِكَ"، وَقَدْ حَكَى عَنْهُ عَطَاءٌ هَذَا اللَّفْظَ عَلَى وَجْهِ الْإِنْكَارِ وَالِاسْتِبْطَا ءِ لِلنَّاسِ، أَلَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ: "ثَلَاثُ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَرَكَهُنَّ النَّاسُ، لَا أَرَى أَحَدًا يَعْمَلُ بِهِنَّ"، فَرِوَايَةُ عَطَاءٍ عِنْدَنَا مُفَسِّرَةٌ لِلَّذِي رَوَى عِكْرِمَةُ، وَلَيْسَ الْمَذْهَبُ فِي الْآيَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ مُحْكَمَةً قَائِمَةً لَمْ يَنْسَخْهَا كِتَابٌ وَلَا نَقَلَتِ الْآثَارُ الَّتِي انْتَهَتْ إِلَيْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَلَا التَّابِعِينَ بَعْدَهُمْ بِالتَّسَهُّلِ فِي ذَلِكَ...))

[حديث عكرمة موقوفاً]
أخرج اللالكائي في "ِشرح أصول الاعتقاد" (804) عن أبي زرعة ، وأبو الشيخ في "العظمة" (633/2) عن الحسن بن أيوب ، وابن المحب في "الصفات" (454/5) عن محمد بن سهل ، جميعهم عن سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] قَالَ: " مَسْرُورَةٌ فَرِحَةٌ {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] قَالَ عِكْرِمَةُ: انْظُرْ مَاذَا أَعْطَى اللَّهُ عَبْدَهُ مِنَ النُّورِ فِي عَيْنَيْهِ , إِذْ لَوْ جَعَلَ نُورَ جمَيعَ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الْإِنْسِ وَالجنِّ وَالطَّيْرِ وَالدِّوَابِّ وَكُلِّ شَيْءٍ خَلَقَ الله، فَجَعَلَ نُورَ أَعْيُنِهِمْ فِي عَيْنَيْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ، ثُمَّ كَشَفَ عَنِ الشَّمْسِ سِتْرًا وَاحِدًا وَدُونَهَا سَبْعُونَ سِتْرًا، مَا إِذَا قَدَرَ عَلَى أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الشَّمْسِ، فَالشَّمْسُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نُورِ الْكُرْسِيِّ، وَالْكُرْسِيُّ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نُورِ الْعَرْشِ، وَالْعَرْشُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نُورِ السِتّير، فَانْظُر مَاذَا أَعْطَى عَبْدَهُ مِنَ النُّورِ فِي عَيْنَيْهِ، إِنْ نَظَرَ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِ الْكَرِيِم عَيَانًا"

هذه رواية محمد بن سهل ، وفي رواية أبي زرعة لفظ "الله" بدلاً من لفظ "الستير" ، وفي رواية الحسن بن أيوب لفظ "الستر" بدلاً من "الستير".

وفي الإسناد إبراهيم بن الحكم بن أبان ، قال ابن معين: ((ليس بشىء ، ليس بثقة)) ، وقال البخاري: ((سكتوا عنه)) ، وقال النسائي: (( ليس بثقة ، و لا يكتب حديثه)) ، وقال في رواية أخرى: ((متروك الحديث ليس بشَيْءٍ)) ، وقال الأزدي: ((متروك الحديث ساقط)) ، وقال العقيلي: ((ليس بشيء ولا بثقة)).

والحاصل أن في ثبوت اسم الله الستير في الأحاديث والاثار نظر ، والله أعلم.