قال ابن مسعود وغيره ، وكذا في الحديث " ما السماوات السبع ، وما فيهن ، وما بينهن ، والأرضون السبع ، وما فيهن ، وما بينهن في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة "
قال القرطبى
قوله تعالى : الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن دل على كمال قدرته وأنه يقدر على البعث والمحاسبة .
ولا خلاف في السموات أنها سبع بعضها فوق بعض ;
دل على ذلك حديث الإسراء وغيره
. ثم قال : ومن الأرض مثلهن يعني سبعا . واختلف فيهن على قولين :
أحدهما : وهو قول الجمهور - أنها سبع أرضين طباقا بعضها فوق بعض ، بين كل أرض وأرض مسافة كما بين السماء والسماء ، وفي كل أرض سكان من خلق الله يتنزل الأمر بينهن
قال مجاهد : يتنزل الأمر من السموات السبع إلى الأرضين السبع .
وقال الحسن : بين كل سماءين أرض وأمر .
والأمر هنا الوحي ; في قول مقاتل وغيره .
وعليه فيكون قوله : بينهن إشارة إلى بين هذه الأرض العليا التي هي أدناها وبين السماء السابعة التي هي أعلاها .
وقيل : الأمر القضاء والقدر . وهو قول الأكثرين . فعلى هذا يكون المراد بقوله تعالى : بينهن إشارة إلى ما بين الأرض السفلى التي هي أقصاها وبين السماء السابعة التي هي أعلاها
************************
وقال الحسن : بين كل سماءين أرض وأمر .
بعد ان قرأت كلام الحسن استنبطت الاتى
السماوات السبع،.و لكل سماءٍ أرض،
السماء بالنسبة للذين تحتها سقف،. أما إذا قمت ومشيت عليها فأنت على أرضها،.
وليس بالضرورة أن تكون نفس أرض الدنيا ولا أن تشبهها في سِماتها،. ولكن اسمها أرض!
وطالما هن سبع سماوات، فتلك سبع أراضي، لكل سماء أرضها،.
فكل ما تقف عليه اسمه أرض،.
وهذا واللّه أعلم قد يكون متوجه لمعنى بالأرضين السبع التي يتنزل الأمر ((بينهن))!
قالَ اْللّٰه،. ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ((وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ)) يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ ((بَيْنَهُنَّ))
إذا كان (الأمر) ينزل من الله، وينتهي عندنا،. فهو ينزل ((بين)) الأراضي السبعة حتى ينتهي عند أرضنا الدنيا!
أن اللّـه ذَكَرَ السماوات السبع ثم قال عن الأرض ((مِثْلَهُنَّ)) .. أي مثل السماوات، فلكل سماءٍ أرض،.
ثم انك تجد في الآية كلمة ﴿يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ﴾،
والنزول يكون من فوق الى الأسفل،وفى الحديث
عن بن عباس - ﴿أخبرني رجلٌ من أصحابِ النبيِّ ﷺ من الأنصارِ؛ أنهم بينما هم جلوسٌ ليلةً مع رسولِ اللهِ ﷺ رُمِيَ بنجمٍ فاستنار. فقال لهم رسولُ اللهِ ﷺ "ماذا كنتُم تقولون في الجاهليةِ، إذا رُمِيَ بمثلِ هذا؟ "قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. كنا نقول وُلِدَ الليلةَ رجلٌ عظيمٌ. ومات رجلٌ عظيمٌ. فقال رسولُ اللهِ ﷺ "فإنها لا يُرمَى بها لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه. ولكنَّ ربَّنا، تبارك وتعالى اسمُه، ((إذا قضى أمرًا سبَّح حمَلَةُ العرشِ. ثم سبَّح أهلُ السماءِ الذين يلونهم. حتى يبلغَ التَّسبيحُ أهلَ هذه السماءِ الدنيا. ثم قال الذين يلون حملةَ العرشِ لحملةِ العرشِ: ماذا قال ربُّكم؟ فيخبِرونهم ماذا قال. قال فيستخبر بعضُ أهلِ السماواتِ بعضًا. حتى يبلغ الخبرُ هذه السماءَ الدُّنيا)). فتخطَّفَ الجنُّ السمعَ فيقذفون إلى أوليائِهم. ويرمون به. فما جاءوا به على وجهِه فهو حقٌّ. ولكنهم يقرِفون فيه ويزيدون﴾ صحيح مسلم - 2229.
فسماؤنا التي فوقنا مباشرةً، هي السماء الدنيا،.
وهذه الأرض التي نحن عليها هي الدنيا، بدليل قول اللّه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ ((إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا)) مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ قال عنها الأرض، ثم قال عنها الحياة الدنيا،.. فالدنيا هي هذه الأرض،.. وعكس الدنيا هو العليا العالية،.. ﴿وَلَوْ شِئْنَا ((لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ)) وَاتَّبَعَ هَوَاهُ..﴾
وآخر مكان في الخلق هو أرضنا، واسمها الحياة ((الدنيا))،. وآخر سماء هي السماء ((الدنيا))،. ﴿إِنَّا زَيَّنَّا ((السَّمَاءَ الدُّنْيَا)) بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾ [الصافات 6]،. ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا ((السَّمَاءَ الدُّنْيَا)) بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ﴾ [الملك 5]
اللّٰه يسمي الدنيا والآخرة، وهذه فيها علمٌ،..
حيث أنها ليستا أضداداً فالآخرة ضدها الأولى،.. وضد الدنيا العليا،.. وتقابل العليا السفلى أو الدنيا،.. فأرضنا، هي السفلى!،. وهي الدنيا، أي أدنى شيء! وضدها العليا، وهي الآخرة،. فالآخرة فوق،.
مثال : أنت مأمور بالسجود علىٰ الأرض،. والسجود وضع أعلاك (وجهكَ) علىٰ الأرض تذلّلا للّـه.
عن البراءُ بن عازب - ﴿أنهم كانوا يصلون مع رسولِ اللهِ ﷺ فإذا ركعَ ركعوا, وإذا رفع رأسَه من الركوعِ فقال: "سَمِعَ اللهُ لمن حمدَه" لم نزل قيامًا حتى نراه قد ((وضعَ وجهَه في الأرض))، ثم نتبِعُه﴾ صحيح مسلم - 474.
المهم يجب أن يكون وجهكَ علىٰ الأرض. لكن، هل نقول لمن يصلي ويسجد في شقته بالطابق الخامس أن سجوده باطل؟، لأنه لم يسجد علىٰ الأرض، ولأن شقته فوق، وليست على الأرض؟ لا.
بل أرضية الشقّة هي بالنسبة له أرض،. وهي طهور كذلك وبإمكانه التيمم وضرب يده على أرضها،.
وسقف البيت بالنسبة لكَ سقفٌ لكنها أرضٌ لمن يقومُ ويقفُ عليها! ولا يشترط أن تكون كل كلمة أرض، تماماً كالأرض التي نمشي ونسير عليها،. فأرضنا هذه نضرب فيها ﴿وَإِذَا ((ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ)) فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا...﴾ [النساء : 101]
لكن لا أحد يضرب في أرض شقته أو بيته! وكلاهما أرض ولا نسافر في أرض البناية! مع أنها أرض نسجد عليها وصلاتنا فيها صحيحة. والتي تقوم عليها في الجنة كذلك تسمى أرض،
روي عن النّبي ﷺ أنه قال ﴿أرضُ الجنةِ خُبزَةٌ بيضاءُ﴾ صحيح الجامع - 899.
﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ ((وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ)) حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ [الزمر : 74]
الأرض في هذه الآية أرض الجنة التي [ورثتها]
﴿وَتِلْكَ ((الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا )) بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الزخرف : 72]
ــ ﴿وَاجْعَلْنِي مِنْ ((وَرَثَةِ جَنَّةِ)) النَّعِيمِ﴾ [الشعراء : 85]
ــ ﴿أُولَٰئِكَ هُمُ ((الْوَارِثُونَ ۝ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ)) هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [المؤمنون : 10 ـ 11]
حيث لا يمكنك أن ترث (أرض الدنيا) وتأخذها معك للجنة!!،
فالتي في الجنة تسمى أرض، ولو لم تشبه أرضنا في النعوت والسمات،..
كذلك السماوات السبع،. لكل سماءٍ أرض،. والأنبياء الذين عليها (كعيسى وموسى وإبراهيم وغيرهم عَلَيْهِم اْلصَّلَاْة وَاْلسَّلَاْم) هم فى ارضها
. والملائكة كذلك يصلون ويسجدون عليها،
وروي عن النّبي ﷺ أنه قال ﴿أطَّتِ السماءُ ويحقُّ لها أن تَئِطَّ، والذي نفسُ محمدٍ بيدِه، ما فيها موضعُ شبرٍ إلا ((وفيه جبهةُ ملَكٍ ساجدٍ)) يُسبِّحُ اللهَ بحمدِه﴾ صحيح الجامع - 1020.
ومن حديث الإسراء، قالَ نَبِيّ اْللّٰه ﷺ،. ﴿...ﺛﻢ ﻋﺮﺝ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﺢ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ، ﻓﺈﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﺂﺩﻡ، ﻓﺮﺣﺐ، ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻲ ﺑﺨﻴﺮ، ﺛﻢ ﻋﺮﺝ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﺢ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺟﺒﺮﻳﻞ،........... ﺛﻢ ﻋﺮﺝ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺘﺢ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺤﻤﺪ، ﻗﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ، ﻓﺈﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﺈﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻭﺇﺫا ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻤﻌﻤﻮﺭ، ﻭﺇﺫا ﻫﻮ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻚ، ﻻ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺳﺪﺭﺓ اﻟﻤﻨﺘﻬﻰ﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ، ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻮاﻧﺔ، ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﻓﻲ "اﻟﺪﻻﺋﻞ".
السماء ليست عبارة عن فضاء وغازات أو سحب وهالات، ، بل هي محكمة الاغلاق والحراسة، لا تستطيع نفاذها إلا من أماكن معينة كالأبواب،. وبإذن مسبق من الله،. ثم في كل سماء انبياء ، لا نتصور أنهم يطيرون في هوائها وفضائها، بل فيها شجر وسدر، وبيت معمور،. وشباب وشيوخ وصبيان وأنهار كما قال النّبي ﷺ في رؤياه عن إبراهيم ﷺ (الذي هو في السماء السابعة) حين أتاه الملكان،. ﴿....ﻓﻘﺎﻻ: اﻧﻄﻠﻖ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ، ﻓﺈﺫا ﺭﻭﺿﺔ ﺧﻀﺮاء، ﻓﺈﺫا ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺠﺮﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻭﺇﺫا ﺷﻴﺦ ﻓﻲ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﺻﺒﻴﺎﻥ، ﻭﺇﺫا ﺭﺟﻞ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻧﺎﺭ، ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺸﺸﻬﺎ ﻭﻳﻮﻗﺪﻫﺎ، ﻓﺼﻌﺪا ﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺠﺮﺓ، ﻓﺄﺩﺧﻼﻧﻲ ﺩاﺭا ﻟﻢ ﺃﺭ ﺩاﺭا ﻗﻂ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺈﺫا ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺷﻴﻮﺥ ﻭﺷﺒﺎﺏ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻧﺴﺎء ﻭﺻﺒﻴﺎﻥ، ﻓﺄﺧﺮﺟﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺼﻌﺪا ﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺠﺮﺓ، ﻓﺄﺩﺧﻼﻧﻲ ﺩاﺭا ﻫﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺃﻓﻀﻞ، ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﻮﺥ ﻭﺷﺒﺎﺏ،....﴾ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻣﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭاﻟﺮﻭﻳﺎﻧﻲ، ﻭاﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ، ﻭاﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ، ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ.
وقد بدأ النبي ﷺ هذا الحديث بقوله ﴿..ﺭﺃﻳﺖ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﺭﺟﻠﻴﻦ ﺃﺗﻴﺎﻧﻲ، ﻓﺄﺧﺬا ﺑﻴﺪﻱ، ﻓﺄﺧﺮﺟﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﻓﻀﺎء، ﺃﻭ ﺃﺭﺽ ﻣﺴﺘﻮﻳﺔ...﴾ الحديث،.
السماء لها أبواب خاصة فيها،. والباب وجد لمنعك من الدخول إلا خلاله،. فكيف تتصور ما بجانب الباب؟! ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا ((تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ)) وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي المجرمين. ﴿فَفَتَحْنَا ((أَبْوَابَ السَّمَاءِ)) بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ﴾ [القمر 11]، ولو كانت السماء عبارة عن فراغ أو غازات، لماذا يمسكها الله؟ ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ((وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ)) أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحج 65]
فالسماء بالنسبة للذين تحتها سقف،. أما إذا قمت ومشيت عليها فأنت على أرضها،. وطالما هن سبع سماوات، فتلك سبع أراضي، لكل سماء أرضها،.
فكل ما تقف عليه اسمه أرض،. وهذا واللّه أعلم هو المقصود بالأرضين السبع التي يتنزل الأمر ((بينهن))!
قالَ اْللّٰه،. ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ((وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ)) يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بينهن
إذا كان (الأمر) ينزل من الله، وينتهي عندنا،. فهو ينزل ((بين)) الأراضي السبعة حتى ينتهي عند أرضنا الدنيا!
ولاحظ أن اللّـه ذَكَرَ السماوات السبع ثم قال عن الأرض ((مِثْلَهُنَّ)) .. أي مثل السماوات، فلكل سماءٍ أرض،. فمجموع الأراضي سبعة غير أرضنا الدنيا،.
ثم انك تجد في الآية كلمة ﴿يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ﴾، والنزول يكون من فوق الى الأسفل، عن عبدالله بن عباس - ﴿أخبرني رجلٌ من أصحابِ النبيِّ ﷺ من الأنصارِ؛ أنهم بينما هم جلوسٌ ليلةً مع رسولِ اللهِ ﷺ رُمِيَ بنجمٍ فاستنار. فقال لهم رسولُ اللهِ ﷺ "ماذا كنتُم تقولون في الجاهليةِ، إذا رُمِيَ بمثلِ هذا؟ "قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. كنا نقول وُلِدَ الليلةَ رجلٌ عظيمٌ. ومات رجلٌ عظيمٌ. فقال رسولُ اللهِ ﷺ "فإنها لا يُرمَى بها لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه. ولكنَّ ربَّنا، تبارك وتعالى اسمُه، ((إذا قضى أمرًا سبَّح حمَلَةُ العرشِ. ثم سبَّح أهلُ السماءِ الذين يلونهم. حتى يبلغَ التَّسبيحُ أهلَ هذه السماءِ الدنيا. ثم قال الذين يلون حملةَ العرشِ لحملةِ العرشِ: ماذا قال ربُّكم؟ فيخبِرونهم ماذا قال. قال فيستخبر بعضُ أهلِ السماواتِ بعضًا. حتى يبلغ الخبرُ هذه السماءَ الدُّنيا)). فتخطَّفَ الجنُّ السمعَ فيقذفون إلى أوليائِهم. ويرمون به. فما جاءوا به على وجهِه فهو حقٌّ. ولكنهم يقرِفون فيه ويزيدون﴾ صحيح مسلم - 2229.
وفي النهاية، الله أعلم بحقيقة الامر ،.
ولكن هذا دائما ما كان يخطر على بالى
واسأل الاخوة الكرام هل يمكن ان يكون هذا التصور صحيح؟