تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أفكر في التحول إلى النصرانية: (استشارات الألوكة):

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي أفكر في التحول إلى النصرانية: (استشارات الألوكة):

    أفكر في التحول إلى النصرانية


    السؤال
    الملخص:
    رجل فقير لا يملك من حطام الدنيا شيئًا، يعيش مع أمه وإخوته ذوي الدخول الكبيرة، الذين يعيرونه دائمًا بالطعام والشراب الذي يصلونه به، وأمه قاسية عليه وتطرده من البيت كثيرًا، وقد فكر في التحول إلى النصرانية؛ كي تعطيه الكنيسة شقة، ويسأل: ما النصيحة؟
    السؤال:
    أنا في منتصف الأربعينيات من العمر، أعيش في شقة أمي، ولم أتزوج حتى الآن؛ لعدم وجود مال أو شقة للزواج، ولأنني لست مستقرًّا في عمل معين، والدتي تفرِّق في المعاملة بيني وبين إخوتي خصوصًا الأخ الأكبر، وعند وقوع أي مشكلة، تقوم الأم بطردي من البيت، ويكون مصيري الشارع، وأنام على الأرصفة، ودائمًا تعيرني بالطعام والشراب، رغم أن أمي لديها معاش كبير، أخي الأكبر يعمل وراتبه كبير جدًّا، وهو متزوج، ولديه شقة وسيارة، وأخي الأصغر يعمل أيضًا براتب كبير ويمتلك سيارة، ويعيش مع أمي أيضًا ولم يتزوج حتى الآن، ولدي أخت تعمل وراتبها كبير، ولم تتزوج حتى الآن، وأختي الصغرى تعمل ولم تتزوج حتى الآن، وفي نفس الوقت بجانب عملها لديها معاش.
    أمي منذ الصغر وحتى الآن تفرق في المعاملة بيني وبين إخوتي، وإذا حدثت أي مشكلة في البيت تطردني في الشارع، وتعايرني بفقري، وقلة حيلتي، وتعيرني بالأكل والشرب، أمي قوية جدًّا وقاسية جدًّا، وتحاول اختلاق وافتعال المشاكل، ذات مرة دخلتُ المطبخ وأكلت جرجيرًا، فصرختْ في وجهي، وقالت لي: أنت أكلتَ كل الجرجير؟! فلم أرد عليها، وذات مرة عايرني أخي الأصغر بالأكل، وقال لي بأن الأكل الذي آكل منه هو من ماله، فلم أرد عليه لأنني ضعيف وفقير، وأعيش معهم في البيت، وذات مرة طردني أخي الأكبر من البيت.
    فلو أنني كنت أمتلك شقة ومالًا، لحفظت كرامتي، وقاطعت أسرتي المتعجرفة، كل يوم أقول: حسبي الله ونعم الوكيل فيهم كلهم خصوصًا أمي، كلما وقعت أي مشكلة، عيَّروني بالطعام والشراب، ويقولون لي: اخرج من البيت، حتى إنني كنت أتمنى الموت وأُدفن بعيدًا عنهم، فلا أريد رؤيتهم حتى في الآخرة، أعيش في خوف وقلقٍ من طردي في أي وقت، والغريب أن أمي وإخوتي يعاملون الغرباء بطيبة وكرم، لكن الناس لا تعرف حقيقتهم.
    أبي تركني منذ الصغر وطلَّق أمي؛ لأنها نكدية، وتحب المشاجرة دائمًا.
    كلُّ ما أريده أن يكون لديَّ شقة ولو كانت حجرة واحدة، ويكون لدي معاش وأبعد عنهم.
    الأهل لا يطردون أبناءهم من البيت مهما حدث من مشاكل، ولا يعيِّرونهم بالفقر وقلة الحيلة أو بالطعام والشراب، وهذا ما يفعله أمي وإخوتي.
    أنا أفكر بجدية في التحول إلى المسيحية؛ لأن الكنيسة تقف بجانب المسيحي، وتعطيه شقة تمليك، ولو كانت صغيرة، أرجو توجيهكم وجزاكم الله خيرًا.

    الجواب:
    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
    أولًا: مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
    ثانيًا: من الضروري التفريق بين المفروض والواقع، فمن المفروض أن يتعامل الأهل مع أقاربهم باللين والرفق والعدل، فإذا خالف الأهل في ذلك، فهنا نعلم أنه ابتلاء واختبار ليميز الله الخبيث من الطيب، وليرفع الله درجات الصابرين المحتسبين، ويعاقب المخالفين الظالمين.
    فكل ما ذكرته أيها الأخ الفاضل من البلاء الذي ينبغي عليك فيه الصبر.
    كذلك لا بد أن تعلم أن لك حقًّا على أهلك وعليك واجبًا، فليس معنى أنهم منعوك حقَّك أن تمنعهم حقهم، فواجب عليك أن تبرَّ أمك وأن تدعو لها، فأدِّ الحق الذي عليك وسَلِ الله الذي لك.
    ومما أثار عجبي وغيرتي من رسالتك الطويلة أنك ذكرت كل تفاصيل أهلك من عمل وحالة اجتماعية وصفات سيئة، وعملهم ومرتباتهم وسنهم، وزوجاتهم وأولادهم، وحالتك الاجتماعية، وما مررت به من مصاعب وعواقب ونحوه، ولم أجد في كلامك ذكرًا لصلاتهم ولا صلاتك، ولا خوفك على نفسك أو أهلك من تقصيرهم وبُعدِهم عن الله، بل وجدت ما يندى له الجبين أنك تفكر في ترك الإسلام، وأنك تريد أن تذهب للكنيسة وتدخل المسيحية؛ بحجة أنهم يرعون الفقراء، وهذا الظن أقبح ما في الرسالة!
    وعلى فرض أنك كنت أغنى خلق الله وكنت بالله كافرًا، أيسرُّك أن تكون هكذا ويوم القيامة تخلَّد في نار جهنم بكفرك، أتبيع الغالي الدائم بالرخيص الفاني؟!أيعقل لرجل ذاق طعم الإيمان ووحد الله الواحد القهار، أن يرتد عن دينه لعَرَضٍ من الدنيا؟!
    نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى!
    وهل خطر في بالك أن ما أنت فيه من فقر أو تقصير بسبب بعدك عن ربك أو عدم برك بأمك؟!
    فالواجب عليك الآن التوبة من هذا التفكير، والندم والعزم على عدم العودة لهذا التفكير، والإقبال على الله، فتؤدي الفرائض من صلاة وصيام ونحوها، وتتوكل على الله، فرزقك مرتبط بأجلك؛ قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴾ [نوح: 10 - 14].
    ابحث لك على سكن يتناسب مع دخلك، وابحث لك على عمل يكفي حاجتك ولا تنظر لأحد، فنفقتك واجبة عليك ما دمت قادرًا على العمل والتكسب، فلماذا تنتظر من الآخرين مساعدتك، اسعَ واجتهد وتوكل على الله، فمن توكل على الله كفاه، واتقِ الله يرزقك من حيث لا تحتسب، فرأس الأمر قربك واعتمادك على الله.
    ثم عليك أن تبحث لك عن صحبة تعينك على طاعة الله، وتذكِّرك بالله، فاذهب لمسجد وتوضأ وصلِّ وتُبْ إلى الله من تقصيرك، ومن بُعدِك عن ربك، واشتكِ إليه ضعف قوتك وهوانك على الناس، واصدق الله يصدقْكَ.
    ثالثًا: أسباب الرزق:
    ينبغي للمسلم أن يتبعَ الطرق التي تُعينه على الرزق الكثير والبركة فيه؛ ومنها:
    التقرب من الله عز وجل بفعل الطاعات، وتطبيق أوامره، والابتعاد عن المعاصي والنواهي وعما يغضبه.
    التوكل على الله في جميع الأمور؛ كبيرها وصغيرها، مع الأخذ بالأسباب والعمل بجد ونشاط.
    الاستغفار عن المعاصي والذنوب والتوبة الصادقة، ومعاهدة النفس على عدم العودة لفعلها.
    صلة الرحم وزيارة الأهل والأصدقاء، والسؤال عن أحوالهم؛ فهي باب للرزق والبركة.
    تعويد اللسان على كثرة الحمد، وشكر الله على نِعَمِهِ التي لا تعد ولا تحصى باستمرار.
    الاستغفار يجلب كل خير، فأكثروا منه تنَلْ ما ترجو، وتصدق لو بالقليل.
    رابعًا: أسباب تمنع الرزق:
    أسباب تمنع الرزق وتضيقه عليك؛ فقد ذكر أهل العلم أسبابًا تحجب الرزقَ عن العبد، أو تمحق البركة منه، ومنها:
    تواكل العبد وعدم أخذه بأسباب الرزق والعمل لتحصيله.
    إتيان المعاصي والمحرمات؛ وهي من أعظم أسباب حجب الرزق عن العباد.
    كفر النعم وازدراء ما رزق الله تعالى من عطايا.
    البخل وعدم حب الإنفاق والعطاء في سبيل الله تعالى.
    التهاون في بعض الأعمال التي توصف بأنها شركٌ؛ كالحلف بغير الله، أو الذبح لغير الله، أو الاعتقاد بوجود نفعٍ أو ضرٍّ من الأموات، وما شابه ذلك.
    التقاعس عن إخراج مال الزكاة، فإن ذلك حجابٌ للغيث على الناس.
    تناسي فضل الله تعالى، ونسب الأفضال والعطايا إلى غيره من البشر.
    ترك بعض الواجبات والفرائض، والانشغال عنها بطلب الرزق وتحصيله، فمن ينَلْ من رزقٍ بترك الفرائض، نُزعت منه البركة والخير.
    تساهل العبد في أكل المال الحرام؛ فإن المال الحرام غالبًا ما تمحق منه البركة، ولا تحل إلا بالطيب الحلال من الرزق.
    عدم الاحتكام بأحكام القرآن الكريم، والاحتكام إلى سواه من شرائع وقوانين أهل الأرض.
    فالنصيحة لك: أن تفتش في نفسك وأصلح تقصيرك وخَلَلَك، وتوكل على الله الرزاق.
    وأنبهك أن أنواع الرزق كثيرة لا تقتصر على المال والشقة، فصحتك رزق، وإيمانك بالله رزق، والله أعلم.
    هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    976

    افتراضي رد: أفكر في التحول إلى النصرانية: (استشارات الألوكة):

    جواب مقنع وسديد احسن الله اليكم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: أفكر في التحول إلى النصرانية: (استشارات الألوكة):

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الكيلاني مشاهدة المشاركة
    جواب مقنع وسديد احسن الله اليكم
    الحمد لله على توفيقه
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •